رشيد الطاهري
الحوار المتمدن-العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 15:26
المحور:
الادب والفن
غائبتي
غبت...
وها أنذا غائب في حضورك
حاضر في غيابك.
تائهة ذكراي بين ثنايا ثيابك.
هل تعلمين؟
ربما أخبروك:
لقد مزقت وهمي الموروث...
تبدد ذات ليلة
واحترق على أعتاب قنديل
كفراش مبثوث.
في لحظة المكاشفة...
أذهلتني...
أتعبتني...
عذبتني الحقيقة.
غائبتي:
لقد أخبرت أندادي واحدا واحدا،
و لا أحد صدقني...
عبثا حاولت إقناعهم.
توسلت بالمنطق...
بالحجة...
بالبرهان.
لا شيء أيقظهم غائبتي.
نبذوني، سفهوني، نعتوني بالشيطان.
غائبتي أطلب منك الغفران...
فأنا مجرد إنسان.
لم أجد لي وطنا يحضنني بين الأوطان.
ولا وثنا أعبده بين الأوثان.
قدري : تميز وحرمان.
غائبتي :
في غمرة التخبط و الأحزان...
انتشلتني يد الرحمان.
اقتنعت...
اقتنيت مرغما لنفسي أوهاما جديدة.
فالوهم يا غائبتي سر ازدهار حضارتنا المجيدة.
دونت ذلك في دفتر يومياتي.
رب وهم مريح أرحم من حقيقة مرعبة.
غائبتي، بلغي عني :
الوهم أب الأمل،
والحقيقة أم الألم.
غائبتي:
هل تعلمين!!
أنت أجمل أوهامي...
أعذب أحلامي
ترياق أسقامي.
فمهما غبت
ففي وجداني حاضر صداك.
أشعاري وخربشاتي فداك...
أحبك غائبتي.
#رشيد_الطاهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟