أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوسن عابدين الحشيم - قراءة في رواية وميض في الرماد














المزيد.....

قراءة في رواية وميض في الرماد


سوسن عابدين الحشيم

الحوار المتمدن-العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 04:27
المحور: الادب والفن
    


سوسن عابدين الحشيم:
قراءة في رواية زميض في الرماد

تحكي رواية "وميض في الرماد" للكاتب المقدسي عبدالله دعيس قصة شبان يرمي بهم القدر للعيش في أمريكا بعد هجرتهم من أوطانهم بحثا عن عمل او هربا من الخدمة في الجيش.. يتعرف أبطال الرواية على بعضهم البعض في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية وتجري أحداث القصة بأسلوب السرد القصصي مع ادخال الخيال، ووصف الطبيعة التي تميز بها الكاتب، وما ساعده على ذلك ان الكاتب عاش هناك لفترة طويلة، حيث كان يصف الشوارع والأماكن والمدن والولايات بشكل كبير يدل على ادراكه للمكان والأحداث التي كانت تحصل هناك، كان الزمن أيضا واضحا ذكره الكاتب وهو بداية الثمانينات الى أوائل التسعينات.. نوّع الكاتب بجنسيات الشخوص من علي الفلسطيني وعبد الحكيم المصري ونزار السوري ومصعب العراقي لكي يخدم الرواية التي تتحدث عن واقع البلدان العربية، وما آلت اليه من احتلال وحروب وظلم الحكام وتضحيات شعوبها المكلومة، استخدم الكاتب اسلوب التهكم وعاطفة الغضب تجاه امريكا بشكل لافت جدا، فهي من تمد اسرائيل بالقوة والسلاح وتمكنهم في احتلال أرض هي ليست من حقهم، فكان يتساءل عن أسباب الوضع الراهن للشعوب العربية والدور الكبير الذي تلعبه أمريكا لجر العالم الى حروب وويلات تؤول بهم الى التراجع والتشرد، لتبقى المسيطر الوحيد على العالم اجمع. فكل ما يحدث من إرهاب وقتل الابرياء في أيّ مكان كانت أمريكا خلفه وبتخطيط منها لتنسبه الى الجماعات الإسلامية، لتحريض العالم على المسلمين والاسلام فيحاربونه ويقضون عليه. ففي ص ٩٤ يتساءل أحد ابطال الرواية بأسلوب تهكمي ساخر: من الارهابي؟ من الذي روّع ويروّع الأبرياء؟ من حصد ملايين الأرواح في فيتنام؟ من قلب أنظمة الحكم، وأسس الدكتاتوريات في أمريكا الجنوبية وأفريقيا؟ من الذي يثبت حكامنا الظلمة على كراسيهم ويمدهم بأسباب الحياة؟ بينما يمتص خيرات البلاد، من الذين قتلوا في البوسنة والهرسك؟ من يستهدف في الفلبين وأفغانستان وتايلاند؟ ومن؟ ومن ؟ أينما ننظر نرى المسلمين يقتلون وتنتهك كرامتهم وأعراضهم، تسلب بلادهم وخيراتهم، ثم يقوم مصاصو الدماء ليعتلوا منابر الاعلام ويتهموهم بالارهاب؟ لماذا نبقى ساذجين نتلقى اللطمات، ثم نقف لندرأ التهمة عن أنفسنا ؟ كما ذكر الكاتب الدمار الذي خلفته أمريكا بأسلحتها الفتاكة لتقضي على كل من يقف في طريقها، وكيف تظهر للعالم انها بلد الديمقراطية والعدل وهي خلاف ذلك، ففي ص ٩٣ يقول عنها على لسان أحد الرواة: تدعي الحرية، بينما تاريخ العبودية هو الذي أسس أركانها، تدعي المدنية والتقدم بينما وحشية القرون الوسطى ما زالت هي أسس بنيانهم، ألم يبد هؤلاء شعوبا بأكملها؟ أين الشعوب التي كانت تسكن هنا؟ ....أين ثقافتهم ؟ أين أطفالهم الذي كانوا يلهون على نهر الهدسون ؟ الى أين ذهبوا؟ الى تلك المحميات في وسط الولاية داخل تلك الأسلاك الشائكة، عرض الكاتب الوجه الآخر لأمريكا بلاد الفرص كما تدعي، وجه الحقد والكراهية والتشرد والاجرام وعصابات المافيا والمخابرات التي ترصد حركة كل عربي يأتي الى بلادها، فما يحدث من حوادث انفجار سرعان ما تقبض على العرب هناك وتحاكمهم وتنسب اليهم التهمة ولو كانوا أبرياء.. تميز الكاتب في روايته بإثارة قضية الغربة وقساوتها عن طريق شخوص الرواية الذي عانوا من ابتعادهم القسري عن وطنهم وأهلهم فكانوا يشعرون بالحنين كل الى مسقط رأسه. ينهي الكاتب روايته باتمام فرح بطل الرواية علي على ابنة بلده غادة التي أحبها منذ شبابه حبا عذريا وهي كذلك أحبته ولم يصرحا بحبهما لبعضهما ، ولكن تشاء الاقدار ان يلتقيا في أمريكا بعد زواجها الفاشل من عميل فرض أهلها عليها الزواج منه. كان الكاتب متفائلا بعودة علي وغادة الى غزة ففي عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم يمكن دحر العدو وطرد المحتل من البلاد التي اغتصبوها وشردوا أهلها.



#سوسن_عابدين_الحشيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوسن عابدين الحشيم - قراءة في رواية وميض في الرماد