أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حكمت حمزة - سوريا..أسلمة ثورة وثورنة تشبيح..ديكتاتور في ذات كل مواطن















المزيد.....

سوريا..أسلمة ثورة وثورنة تشبيح..ديكتاتور في ذات كل مواطن


حكمت حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 5957 - 2018 / 8 / 8 - 22:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مضت الأيام بسرعة، أصبحنا في منتصف العام الثامن للمحنة السورية. وقد اعتدت أن أسميها محنة، بخلاف المعارضة التي لا زالت تصر على تسميتها بـ (ثورة)، والموالاة التي لا زالت مصرة على أنها مؤامرة على الدولة السورية.
ورغم كوني معارض رأي ومعارض كلمة منذ اليوم الأول في هذه المحنة وحتى لحظة كتابة هذه السطور، إلا أني لا أجد مفرا بين الفينة والأخرى من امتلاكي ميولا للدولة السورية، خصوصا في هذه الأيام التي يتشدق بها شتات المعارضة المسلحة على اختلاف مشاربهم، بأنهم يجهزون أنفسهم للمعركة الكبرى في محافظة ادلب السورية، تلك المحافظة سيئة الطالع منذ زمن بعيد، لأن شتات المعارضة اجتمع من كل بقايا الأرض السورية، في ادلب، ولا أدري لم دبت الحمية فيهم هذه الأيام فقط، رغم أن المحافظة خارجة عن سيطرة النظام منذ مطلع عام 2015.
ميولي الحالي تجاه الدولة السورية ليس ناتجا عن تغير في افكاري التحررية التنويرية التي أتبناها منذ سنين، والتي لا زلت حتى اليوم أدفع ثمن بعضها، و إنما نتيجة انتشار رائحة الخداع والكذب والنفاق بدرجة يصعب تجاهلها حتى ولو وضعنا ألف كمامة واقية على أنوف عقولنا، كل ما حدث على امتداد الأرض السورية وفصائل ادلب لم تحرك ساكنا ولم تفتح جبهة لتخفيف الضغط عن زبانيتهم في تلك المناطق. ولا حتى شتاتهم الذي كان في مناطق اخرى ولجأ إلى ادلب، قاتل في أماكن تواجده الأولية، بل أن فتح جبهة حقيقية معهم كانت كفيلة باستسلامهم، ورحيلهم إلى ادلب ( أرض ميعاد تنظيم القاعدة) وكأن إله مسلمي المقبور بن لادن وأتباعه، ترك كل بقاع الأرض واختار ادلب لتكون مقرا للخلافة.
الدبابات التي خبأتها الفصائل، والأسلحة الثقيلة التي ظهرت فجأة لتسلم للنظام السوري، تخاذل المقاتلين في مناطقهم، وتحولهم إلى رجال في ادلب بعد أن كانوا أنصاف رجال خارجها، كل تلك الأمور مجتمعة تعني شيئا واحدا، زيف كل ما كانوا يدعونه من (ثورجيات) كما يقولها الشعب السوري بالعامية، ويدعون الآن نصرة ثورتهم المزعومة حتى آخر نفس، ولا أدري أين كانت تلك الأنفاس عندما كانوا يتسكعون في مدنهم مدعين أنهم يرابطون على الجبهات.
منذ حملكم السلاح يا أنصاف رجال المعارضة، كان ذلك بمثابة دق آخر مسمار في نعش الثورة، فلا تأتوا الآن لتدعوا بأنكم ستصمدون لحماية شيء هو بالأساس مقتول، ومن قتله ليس بغريب، إنه ضحيتكم، ضحية تسلطكم وكذبكم ونفاقكم، والمثل الشعبي الذي كان يقول (تقتلون القتيل وتمشون في جنازته)، أصبح اليوم (تقتلون القتيل وتمشون بجنازته ثم تدعون أنه حي وأنكم مستعدون للدفاع عنه).
تحدثت كثيرا عن أسلمة الثورة، حتى كاد القلم يبخل علي بالحبر إذا أردت كتابة أشياء كهذه، فاقترح علي بالاتفاق مع بنات افكاري التي تشتت كحال نازحي الشعب السوري، بأنه قد حان الوقت للحديث عن (ثورنة التشبيح)، ولا أدري إن كان أحد قد سبقني إلى هذا المصطلح، ولكن المهم هو المغزى في النهاية، والتشبيح مصطلح يعود في أصله إلى سوريا أيام الثمانينات، خصوصا في الساحل السوري وتحديدا اللاذقية، إذ كانت عصابات التهريب المقربة من السلطة تستخدم سيارات مرسيدس نوع شبح في تنقلاتها ومواكبها واعمالها...الخ، أما بعد عام 2011 فأصبح المصطلح يعني الدفاع الأعمى عن النظام ا لحاكم في سوريا، والتعرض له بأذى سواء أذى جسدي أو لفظي أو فيسبوكي ويوتيوبي أيضا، والذي يقوم بفعل التشبيح يدعى شبيح، والمهم هو الأحداث والأفعال المرتكبة من قبل أنصاف رجال مسلحي المعارضة، و التي تم رصدها ومراقبتها عبر سني المحنة هذه، وبإجراء مقارنة بسيط نجد أنها لا تختلف أبدا عن ما كانوا يدعون مجابهته (التشبيح).
أتمنى من كل ذي لب سديد أن يخبرني عن الفرق الذي يراه بين عنصر أمن يعتقل مواطنا لأنه معارض للأسد، وعنصر جبهة نصرة أو أحرار أو ما لف لفهم من أراذل البشر، يعتقل مواطنا لأنه معارض لحكمهم واستبدادهم؟
ما الفرق بين عنصر أمن يعتدي على متظاهرين ضد النظام، وعنصر معارض يعتدي على متظاهرين ضد المعارضة؟
ما الفرق بين ما يسمونه ( القوات الرديفة للجيش العربي السوري) التي تقيم الحواجز وتقوم بسل ونهب المسافرين وفرض إتاوات عليهم، و (تعفيش بيوتهم). وبين ما يفعله مسلحو المعارضة من إقامة حواجز وفرض إتاوات وسلب ونهب و تعفيش؟ وحتى من يجدعون الاعتدال منهم، جماعة غصن الزيتون الذين نهبوا عفرين ونهبوا أهلها وبيوتها وكل ما يمكن نهبه فيها؟
لماذا يا (مسلحي المعارضة) بشقيها المتطرف والذي يدعي الاعتدال، لماذا حرمتم على شبيحة النظام هذه الأفعال واستنكرتموها؟، بالمقابل حللتموها لأنفسكم وكأنه شيء طبيعي جدا، أليس هذا ما ادعيتم القيام لمحاربته؟ لماذا نجدكم اليوم تقلدونهم بإتقان، لا بل إنكم تفوقتم عليهم في السلب والنهب والإجرام، لماذا هو حلال لكم وحرام على غيركم؟
كيف لنا أن نأمن جانبكم بعد كل هذا؟ كيف تطلبون منا أن نقف جانبكم وأنت أشد وبالا ومكرا وأذى للناس؟ فقد علمتنا الحياة ألا نأخذ دروس الوفاء من الذئاب، وألا نأخذ نصيحة البوم بالنوم باكرا، فلو ان فيكم مثقال ذرة من خير ما انقلبتم خاسئين بهذه الصورة الشنيعة.
ولو كان الناس يعملون عقولهم في الحياة لما بقي منكم شخص واحد بيننا، ولكن تخاذلهم وأنانيتهم كانا سببا في استشراء دائكم المقيت، خصوصا بعد تحول معظمكم فجأة إلى مسلمين صالحين يريدون إعلاء كلمة الله في الأرض، بعد أن كان الله والأرض بالنسبة إليه سواسية، كلاهما يداسان بقدمه. الكل ظن أنكم تبتم وعدتم إلى طريق الصواب، ولم يعرفوا أنكم تنكرتم بزي إلهكم المثير للاشمئزاز أكثر منكم، فما قمتم به من سلب ونهب لم يكن له أي مبرر عندما كنتم ( معتدلين) فكان لا بد لكم من ارتداء عباءة الدين لإضفاء مبرر شرعي لكل جرائمكم، فسلب الناس هكذا بلا أسباب شيء مستنكر، استمراره سيؤدي إلى قيام ثورة على ثورتكم الموءودة، ولكن الدافع الديني و الثوري يبرر ذلك والتهمة جاهزة ومسبق الصنع، إما كافر دمه وماله وعرضه حلال، أو عميل للنظام يجمع المعلومات ويلقي الرقاقات التي توجه الصواريخ.
وبالانتقال للحديث عن الشعب بشكل عام، فأنا أدعو كل شخص ومواطن سوري قبل أن يقوم بثورة على (الطاغية) كما يقولون، أن يبحث عن الطاغية الصغير الموجود داخله، فكلما تقدم بي العمر، استنتجت أن في داخل كل انسان هنا طاغية صغير، وهذا الطاغية الصغير هو السبب في ما نحن عليه اليوم، الكل يريد الاستبداد على الآخرين، في أول لحظة تتاح الفرصة له، يقوم بفعل ذلك، وآخر ما لمسته هو حادثة مع مدير احدى الدوائر ضمن منشأة صناعية، استبد على موظف يعمل لديه من أجل تغيير ( مصباح كهربائي)، فالموظف لا يريد تغييره لأنه مرتاح لضوئه، أما المدير فيريد تغييره، دون أي سبب ولا لأي شيء، فقط لإرضاء نقصه النفسي بأنه مدير دائرة وكلامه هو الذي يمشي على موظفيه، لأنه بالأساس لا يعمل بيده أبدا، وجل ما يفعله هو الجلوس على كرسيه وتوقيع المعاملات، فيا عزيزي ( الثائر) قم وثر على الديكتاتور الذي بداخلك، وحرض من حولك للقضاء على الديكتاتوريات المترعرعة داخلهم قبل أن تدعو لثورة عامة، لأن إصلاح الهرم يبدأ من القاعدة وليس من الرأٍس



#حكمت_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تؤمنون ببعض العلم وتكفرون ببعض
- دعونا نفهم فكرة الإله(4)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(9)
- عشق كحبات الأمطار
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(8)
- دعونا نفهم فكرة الإله(3)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(7)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(6)
- دعونا نفهم فكرة الإله(2)
- أسياد الحرية
- دعونا نفهم فكرة الإله
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(5)
- ميزان الأزمة السورية...ماذا ربح الشعب السوري، وماذا خسر
- القريحة التي لا تجف
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(4)
- الملحمة السورية (2)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(3)
- الملحمة السورية (1)
- قراءة نقدية في كتاب المدارس الفكرية الاسلامية من الخوارج إلى ...
- روزنامة أمل


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حكمت حمزة - سوريا..أسلمة ثورة وثورنة تشبيح..ديكتاتور في ذات كل مواطن