طارق المهدوي
الحوار المتمدن-العدد: 5957 - 2018 / 8 / 8 - 13:59
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
من قتل ليلى وهيام المغربي؟
طارق المهدوي
بمجرد أن تولى تحالف الشر بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الإسلام السياسي الحكم العلني للسودان عقب نجاح انقلاب عمر البشير في 30/6/1989 تم تهميش قطاعات واسعة من الإعلاميين السودانيين، ضمت فيمن ضمتهم الليبراليين والماركسيين والاتحاديين (المؤيدين لوحدة مصر والسودان) والإسلاميين التقليديين والقوميين الرافضين للحكم العسكري وغيرهم والذين كان من بينهم مذيعتا التليفزيون الشقيقتان ليلى وهيام المغربي، لاسيما وقد فشلت كل محاولات تشغيلهما في أنشطة معلوماتية سرية موجهة ضد المكتب الإعلامي بالسفارة المصرية الذي كنت أرأسه آنذاك من قبل جميع مؤسسات العسكر والإسلام السياسي المصرية والسودانية، وفي سنة 1997 انتهى عملي في السودان لأعود إلى مصر حيث بادر تحالف الشر بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الإسلام السياسي الذي كان يحكم مصر سراً بمنع سفري فاستمر اتصالي مع الشقيقتين عبر وسطاء ممن يسافرون بين البلدين، حيث علمتُ أنهما تلقيتا سنة 1998 دعوة للعمل معاً كمذيعتين في تليفزيون الجزيرة الذي يبث من العاصمة القطرية الدوحة والذي اتضح لاحقاً أنه ليس بعيد عن تحالفات العسكر والإسلاميين هنا وهناك، كما علمتُ أيضاً أنهما في نفس التوقيت تلقيتا دعوة من رجل أعمال سعودي غامض لتأدية فريضة الحج على نفقته الخاصة، ثم علمتُ أنهما قررتا السفر إلى مكة في موسم الحج التالي على أن يسافرا منها بعد تأديتهما لفريضة الحج إلى الدوحة لاستلام عملهما الجديد في تليفزيون الجزيرة، إلا أنهما يوم 23/3/1999 خلال توجههما من جدة إلى مكة داخل سيارة رجل الأعمال السعودي الغامض التي كان يقودها سائقه تم قتلهما عمداً ومع سبق الإصرار والترصد، فقد قفز السائق المحترف من السيارة تاركاً إياها تقع بالشقيقتين من أعلى إلى أسفل منطقة جبلية شديدة الانحدار، ثم لحق القاتل بالسيارة المهشمة حيث تأكد من مقتلهما فسرق جوازي سفرهما وبطاقتي هويتهما وكل ما يدل على شخصيتيهما ثم اختفى كرئيسه رجل الأعمال الغامض، لذلك فقد تم وضع جثمانيهما في مشرحة مكة تحت اسم "مجهولتي الهوية" لولا استعانة أسرتيهما بشيخ سوداني ذي نفوذ على بعض أمراء السعودية هو الشيخ عبدالباقي الفادني فتم التعرف على الجثمانين، وقررت السلطات السعودية دفنهما معاً في مقبرة السيدة خديجة بنت خويلد بمكة مقابل تعهد أسرتيهما بعدم إثارة أية استفهامات حول حادث مقتلهما في المستقبل والاكتفاء فقط بإعلان أنه حادث مروري، فمن الذي قتل الإعلاميتين الشقيقتين ليلى وهيام المغربي قبل عشرين عاماً؟
طارق المهدوي
#طارق_المهدوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟