أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - القضية الفلسطينية ما بين التجارة والاستثمار














المزيد.....

القضية الفلسطينية ما بين التجارة والاستثمار


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 5954 - 2018 / 8 / 5 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب المركزية في الصراع مع الكيان الصهيوني الى ان تقلصت الى صراع بين حماس واسرائيل .. وبعدها هدنة عشر سنوات برعاية قطرية .. من المسؤول عن هذا التدني والتخبط والمتاجرة في قضية فلسطين اليست الفصائل الفلسطينية تتحمل الجزء الأكبر من ذلك بسبب صراعاتها وارتمائها بحضن هذا الطرف او ذاك مما اعطى مبرر للصفقات التي ترمي الى تصفيتها .. ومن اعطى الحق لحماس او غير حماس التفاوض مع اسرائيل نيابةً عن الشعب الفلسطيني والتفريط بقضية العرب المركزية التي باتت عرضة للمساومات والمتاجرات لمن هب ودب ولمن يريد ان يستثمر الصراع العربي الاسرائيلي على حساب الامن القومي العربي .. بعد ان شهد ذلك الصراع تطورات كبيرة استمرت ضراوته طيلة فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي وبعد حرب 67 تحملت مصر العبئ الاكبر من هذا الصراع .. وبعد نصر السادس من أكتوبر عام 1973 المعروفة بحرب التحرير وما أعقبتها معاهدة السلام المصرية إلاسرائيلية التي عرفت بمعاهدة كامب ديفيد الذي وقعها الرئيس السادات مع بيغن برعاية الرئيس الامريكي كارتر وبموجبها تم تحييد مصر وخروجها من حلبة الصراع العربي الاسرائيلي بسبب قيود تلك المعاهدة .. وقد أعقبتها اتفاقيات أوسلو للسلام بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات .. وعلى اثر ذلك تحول الصراع من كفاح مسلح من اجل تحرير فلسطين الى عملية سلام ومفاوضات .. وقد جوبهت هذة الاتفاقات بالرفض من قبل بعض الحكومات التي باتت تعرف بجبهة الممانعة او دول المواجهة وكانت سوريا القوة الفاعلة لهذا الصراع الذي لم يثمر تحرير شبر واحد من الاراضي المحتلة طيلة عقود من الزمن ولم تطلق رصاصة واحدة على الجولان المحتل .. فضلا عن تمحور نشاط المنظمات الفلسطينة داخل سوريا بما يتناسب مع اجندة النظام الى ان شهدت تشظي كبير حيث انقسمت الجبهة الشعبية الى جناحين جناح نايف حواتمه وجناح جورج حبش وبعد ذلك انحسرت العمليات الفدائية داخل الاراضي المحتلة وكذلك تشظت منظمة التحرير الفلسطينة الى عدة فصائل منها تؤيد اتفاقيات اوسلو للسلام ومنها رافضة لتلك الاتفاقيات حتى ظهرت منظمة حماس كأبرز منظمة داعية للكفاح المسلح وفي خمض ذلك المسار الذي بدأ عربي إسرائيلي ومن ثم الى مصري إسرائيلي ومن ثم الى دول الممانعة وإسرائيل ومن ثم صراع فلسطيني إسرائيلي الى ان وصل الحال الى صراع بين حماس واسرائيل .. هكذا تم تحجيم الصراع العربي الاسرائيلي الى ان احتوت ايران حماس وانحسر دورها في الصراع مع اسرائيل هي الاخرى .. وبعدها جاء دور حزب الله الذي اختزل الصراع العربي الاسرائيلي وظهوره كقوة اقليمية افتخر بها كل العرب الى ان كشر عن انيابة كجناح إيراني استثمر الصراع لصالح ايران من اجل قيادة المنطقة تحت يافطة فلسطين اي احتلال لبنان باسم فلسطين واحتلال العراق لأجل تحرير فلسطين واحتلال سوريا بأسم فلسطين ومحاولات احتلال البحرين واليمن من اجل تحرير فلسطين حتى اصبح حال أربعة دول عربية كحال فلسطين والحبل على الجرار، ولو كان العرب مستمرين في تطالهم في اعتبار قضية فلسطين هي القضية المركزية لما حصل هذا التفكك .. لهذا كلما يتقلص الصراع العربي مع اسرائيل او يحجم تتحجم معة بالمقابل الدول العربية وتتفكك وتصبح اكثر تباعد لان قضية فلسطين كانت المحور التي يتضامن حولها العرب في تفاعلهم مع القضايا القومية الاخرى وعندما اصبحت لم تعد قضية العرب المركزية بدأ الأعداء ينفردون في الدول العربية كل على حدة حتى باتت تلك الدول تستنجد بالأعداء على شقيقتها .. في خضم هذا التدني ظهر الدهاء الفرسي على الخط عندما بحثوا في العقل العربي فوجدوا العرب يحكمهم شعور يرتبط لا ارادياً ما بين تحرير فلسطين وفكرة القومية العربية التي كان للمرحوم عبد الناصر دور في تعميق اثرها في قلوب الجماهير العربية وعملت ايران على استثمار ذلك بالعزف على هذا الوتر في مداعبة المشاعر الوطنية والقومية المغروسة في العقل العربي، وكان نظام الاسد جاهزا ليتعهد بتمثيل هذا الدور المشبوه تحت ستار مشروع المقاومة والممانعة ورفضها للاتفاقات بشأن القضية الفلسطينية مع اسرائيل امام الاعلام على اقل تقدير، وبذلك عملت ايران على استثمارها لصالح أجنداتها من ثم الالتفاف على العمل القومي من اجل تحقيق اهدافها وبرز ذلك واضحا من خلال تمويل ورعاية المؤتمر الشعبي القومي العربي لكي تتمكن من احتواء ليس فقط القضية الفلسطينية وانما كافة قضايانا القومية وتحريكها وفق ارادتها وأجندتها ..



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرات العراق والطبخة الإقليمية
- ما مغزى الدور الخليجي في اعادة العلاقات بين اثيوبيا وإريتيري ...
- جحود الكويت وهديتهم لابناء البصرة
- هل تتمكن ايران من استثمار المظاهرات
- هل ادرك الشيعة كذبة المظلومية ..
- البصرة والملوم العشائر الدخيلة
- انحدار القضية الفلسطينية وصولاً الى صفقة القرن
- الجزرة والعصا في سياسة ترامب
- الاستثمار السلاح البديل عن الطائرات والدبابات
- خلفيات انشاء سد اليسو
- ماذا الذي ينتظره العراق
- هل دخلت ايران النفق المظلم
- ايران ليست راعية للمذهب
- الانحدار والسقوط الاخلاقي الى اين
- مسار الحرب الاعلامية بين ايران وإسرائيل
- خطورة الفكر البديل
- الخديعة الكبرى .. مؤتمر الكويت لاعمار العراق
- الانفصال والتشفي من العملية السياسية
- من يضحك على من
- الاستحقاقات الوطنية في ضوء الواقع الجديد في العراق


المزيد.....




- في تركيا.. ماذا يُخبّئ هذا -الوادي المخفي- بين أحضانه؟
- جورج كلوني منزعج من تارانتينو بعد أن شكك بنجوميته
- فيديو جديد يظهر تحرك القوات الأوكرانية داخل روسيا مع تقدم تو ...
- الخارجية الروسية: نظام كييف الإجرامي يأمر بإطلاق النار على ا ...
- تدريبات بالذخيرة الحية للقوات الأميركية والكورية الجنوبية لت ...
- كيف يمكن أن تساعد -ممرات الهواء البارد- على خفض حرارة المدن؟ ...
- -البحر يغلي- ـ درجات حرارة قياسية في المتوسط للسنة الثانية
- سموتريتش يعلن إقامة مستوطنة جديدة جنوب القدس ويتعهد بمواصلة ...
- المخابرات الأوكرانية تعلن عن سرقة أموال مخصصة لتطوير حماية ا ...
- مصر.. تعديلات مفاجئة على عدد مواد الثانوية العامة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - القضية الفلسطينية ما بين التجارة والاستثمار