محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 5953 - 2018 / 8 / 4 - 14:24
المحور:
الادب والفن
صندل
اقترحت عليها أن نبتعد عن الضجيج. قدتها من يدها. مشت في حقل مملوء بالشوك. رأيت القدمين وهما تنزفان. انخلع قلبي. تذمّرتْ وقالت: أيّ حلم هذا الذي أقحمتني فيه؟
-نصحتك أن تنتعلي صندلك الصيفي.
-لم أسمعك، ربّما كنت تنصح امرأة غيري.
طوّقت خصرها بذراعي وحملتها مثل طفلة.
ولا أدري من أين جاء صندلها، ولا كيف جاء! كان هناك بلونه الورديّ في القدمين.
غناء
مضينا معًا في درب طويل، وطاب لها وأنا أحملها أن تغنّي.
غنّت بصوت شجيّ، وأنا طربت. تمايلت على وقع الغناء مقلّدًا حركات الراقصين.
قالت: تعجبني هذه الحركات.
قلت: يعجبني هذا الغناء.
أمعنت في الغناء، ولم يقطع علينا بهجتنا سوى حلمٍ ما.
طقس
كنت أتصبّب عرقًا والحرّ من حولي لا يطاق.
اقتربت ليلى منّي وهي ترتعد من البرد، ومطر كانون الثاني يبلّل شعرها.
سألتني: هل تبادلني حلمًا بحلم؟
تردّدت، لأنّ الممرّضة وثلاث نساء أخريات كنّ يشاركنني حلمي. يلقين عليّ حزّورة أجتهد في فكّ ألغازها، وألقي عليهنّ حزّورة يجتهدن في فكّ ألغازها. وكنّا نغالب الحرّ ونضحك من دون محاذير.
ألحّت ليلى عليّ، ولم أجد بدًّا من الانصياع لرغبتها، غادرتُ حلمي ودخلتُ في حلم جديد.
حين رأيتها تتصبّب عرقًا التصقتُ بها وأنا أرتعد من برد شديد.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟