|
بيان: الى أحرار محافظات وسط وجنوب العراق من الدكتور قاسم الهيتي
قاسم أمين الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5952 - 2018 / 8 / 3 - 18:38
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يا أحرار وسط وجنوب العراق رجالاً ونساءً شباباً وشيوخاً المحترمون: إن الأحداث الكبيرة تصنع المعجزات وتتبين فيها المعادن وتظهر فيها صفات الرجال. ومظاهراتكم حدث توجب علينا جميعاً التماسك والتمسك بمبادئها وأهدافها ونهجها الوطني المرتبط بالعراق هويةً وثقافةً وجغرافيةً وتاريخ. وما شهدته محافظاتكم من احتجاجات واسعة منذ اكثرمن ثلاثة أسابيع، للمطالبة بتوفير الخدمات العامة، وما أسفرت تلك الاحتجاجات عن وقوع أعمال عنف خلفت 14 قتيلاً من المتظاهرين وإصابة أكثر من 700 آخرين، إلى جانب اعتقال أكثر من 700 ناشط، لهو عمل اجرامي يملأ قلوبنا ألماً وحزناً كبيرين ويندى له جبين الانسانية. علماً ان مطالبات تلك التظاهرات السلمية لم تكن بداياتها سوى لافتات تطالب بثلاث واجبات بلدية بسيطة مشروعة تتمثل؛ إصلاح مياه شرب، توفير كهرباء، ومعالجة البطالة.
أيها الأحرار المحترمون: إن الأقدار قد فرضت علينا جميعاً حمل راية العراق مستمدين العون من كافة أبناء الشعب في هذه المرحلة الهامة، فالاحداث التي أحاطت بنا بهذا الشكل بدون تقدير أو تدبير من أحد منا منذ خمسة عشر عاماً من نتائج كارثية تعرض خلالها الشعب للظلم والقتل والتنكيل وتدمير مقدراته وممتلكاته. كل ذلك يفرض علينا أن نضع الوطن ومصلحته العليا فوق كل الجراح والآلام والأحزان، وأن نقف على أقدامنا ونلملم جراحاتنا ونستمر في عطائنا للوطن. وذلك بحفاظنا على موقفنا المبدئي والثابت الرافض والمقاوم لكافة انواع التفرقة الطائفية والقومية. وان نقول للعالم أجمع ولأبناء شعبنا العراقي العظيم بالداخل والخارج أننا أبناء ذلك العراق العظيم عراق سومر وأكد وبابل. وأن ما حصل لن يدفعنا للمهادنة على سيادة وكرامة وحرية شعبنا ومقدراتة ومكتسباته ولا للوقوف ضد سيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه مهما كانت التضحيات. ومن منطلق المسؤولية والصدق والواجب الوطني إن نضع النقاط على الحروف ونحّمل المسئولية الكاملة على عاتق قيادة البلاد المتمثلة بالاسلام السياسي والمتأسلمين والكتل الطائفية. نحملها جرائم الدماء التي سالت والممتلكات التي أهدرت، والفساد الذي استشرى دون وازع من ضمير، تلك الكتل ألمتأسلمة التي إعتمدت ومولت المليشيات والعصابات التي بدورها اقترفت تلك المحرمات من أجل ان تبقى الكتل على رأس السلطة.
أيها الأحرار الأفاضل: اليوم في ظل غياب الدولة وعدم قدرتها على أخذ زمام الأمور ومواجهة عصابات التطرف وعناصرالمافيات الذين قتلوا الأبرياء وذبحوا أبناء الشعب بصورة وحشية لم يعرف لها مثيل، أصبح من الضروري أن يتصدى الشعب العراقي بكافة قواه ومكوناته لمواجهة عجز الدولة وقوى العنف والإرهاب. وذلك باصطفاف القوى والمكونات السياسية والمجتمعية كافة لإخراج العراق من هذا النفق المظلم، وندعوها جميعاً الى هذا الاصطفاف .وحرصاً على أمن العراق وسلامه المجتمعي ندعو كل الأطراف الى نبذ كل أشكال الحزازات الطائفية والنعرات القومية التي تؤدي الى ردود فعل جانبية غير محسوبة وعلى صعيد كافة المحافظات. ندعو تلك الأطراف الى تحمل مسؤوليتها - كل في محافظته - على عدم الانجرار في منزلق الفتنة المناطقيه أوالطائفية. مما يتطلب التمسك بثوابت التكاتف من أجل الحفاظ على الوحدة والسلم الاجتماعي ورفض كل ما يؤدي الى التفرقة أو العنف. كما ندعو أبناء القوات المسلحة والأمن الابطال للحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً وأمنه وأمانه وتحمل مسؤوليتهم في حماية الوطن والمواطن بمسؤولية كاملة والتجرد عن أي تناحرات حزبية أو دينية أو طائفية أو فئوية أو مناطقية والتصدي لكافة عناصرالعنف والفوضى . أيها الأحرار الأعزاء: عهداً أن نكون عوناً لتوجهاتكم ومساندين لتطلعاتكم ومتبنين لمطالبكم المشروعة في: تعديل الدستور، والنظر في مخصصات النواب بما يتناسب مع مصلحة البلاد. ومحاكمة الفاسدين واللصوص الذين هربوا السرقات خارج البلد، واصلاح الوضع الاقتصادي والسياسي والاداري والسلطة القضائية، وإقالة الحكومات المحلية بشقيها التنفيذي والتشريعي، وحصر السلاح بيد الدولة، وإيجاد فرص عمل للعاطلين، وتلبية الخدمات البلدية والصحية والتربوية والبنية التحتية والطرق، بحلول دائمية لا ترقيعية.
أيها الأحرار: نحن في الأنبار نلتمس منكم العذر لتأخر إسنادكم بتظاهرات في محافظتنا تزامناً مع تظاهراتكم. لقد كنا مجبرين على ذلك الصمت المتأخر المخزي لسببين، الأول؛ هوالوضع المزري بعد التهجير، والأحوال النفسية والاجتماعية والاقتصادية المتدهورة وفي كافة مجالات الحياة، فمدننا لا زالت مهدمة كأنها أطلال وبيوتنا خرائب كما لو أنها نتيجة حرب عالمية. والسبب الثاني، يعود الى حملات الاتهامات والتشفي والتضليل والظلم والتشهير التي ألصقت في - بداية تظاهرات - الانبار بين عام 2012 وعام 2015 ، والتي ألصقتها الحكومة المتمثلة برئيس وزرائها آنذاك، والتي أدت الى إستغلالها أبشع إستغلال من قبل الارهاب، وانتهت بإسقاط المحافظة بأيدهم. مما جعل أي تظاهرة تقوم بالأنبار تُنعتْ بالإرهاب. وتفضلوا بقبول فائق التقدير.
#قاسم_أمين_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفيلسوف مدني صالح والوصل بينه وبين رسل وسارتر
-
هذا الواقع وحلم التغيّر
-
الطاقة والحياة
-
المسؤول الحقيقي والموظف فقط؟
-
حكومة أم سلحفاة؟
-
نعم للصراع الطبقي لا للعنف الطائفي - لمناسبة تشكيل الحكومة ا
...
-
آفاق في تعقيدات الوضع العام في العراق
-
ضوء على عتمة نفق الانتخابات
-
حقوق الإنسان
-
الصناعات النووية: هلع أم قلق مشروع؟
-
الديمقراطية والانتخابات البرلمانية
-
مسيرة حقوق المرأة ..الجزء الثاني
-
مسيرة حقوق المرأة
-
سجن الحوت .. معسكر التاجي
-
التأثير البايولوجي والوقاية من الأشعة السينية.
-
البيئة الإشعاعية
-
حين يرحل الكبار
-
هل حسمت القنبلة النيوترونية معارك الجيش العراقي؟
-
استنساخ لبنة بناء الأحياء
-
تساؤلات حول لبنة بناء الكون
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|