أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بركات العيسى - هكذا سقطت سنجار















المزيد.....


هكذا سقطت سنجار


بركات العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 5952 - 2018 / 8 / 3 - 17:48
المحور: كتابات ساخرة
    


هكذا سقطت شنكال
بركات العيسى / المانيا
كان بإمكان داعش الدخول الى شنكال من منافذ كثيرة جنوب شنكال ، ولكن التكتيك الذي استخدمه في الهجوم كان عسكريا بامتياز ، بحيث سقطت بيدها مناطق دون اطلاق طلقة واحدة فيها ، ذلك ما حدث في تلعزير التي سقطت بسقوط كرزرك وسيبا شيخ خدر بحسب موقعها بين المجمعين ، وهي الواجهة الشمالية لقضاء البعاج والتي من السهل العودة اليها في حال استمرار مقاومة الأيزيديين ، وتسهل للجيوب الاخرى في ناحية القيروان ان تشتبك مع المقاومة الخجولة شرق شنكال .
مقاومة الايزيديين لم تكن خجولة الا كما اراد لها قادة الحزب ومنهم بابيري ، ففي زيارة حيدر ششو الى الفرع ١٧ ولقاءه بسربست بابيري ،قبل الغزوة بحوالي شهر وبحضور قاسم ششو ، كنت حينها متواجدا في الاجتماع ايضا ، وحيدر ششو قدم للبابيري قائمة تضم اسماء الفي متطوع لحماية شنكال ، والبابيري رفض تلك القائمة بحجة وجود ما يقارب ٥٠٠ شخص قريبين بافكارهم من " الحركة الايزيدية من اجل الاصلاح والتقدم " وحيدر ششو بدوره رفض الاستثناءات من تلك القائمة ، وخرج مهددا سربست بابيري بانه سوف ينشر تلك الاسماء على القطعات ، والبابيري وعده بالرد ، فخرج من مقر الحزب دون ان يصافح الاخير .
كان من السهل جدا ان تقع اية منطقة بايدي داعش ،بعد ان ساعد الاعلام العراقي ،والكوردي التنظيم الارهابي بالترويج له ، وذلك بالنشر عن جرائم التنظيم ، وبشاعة ممارساتهم ،مما خلق حالة من الترهيب في نفوس العسكريين قبل المدنيين .
قبل سقوط شنكال بأيام قليلة كنت مع مصور رووداو في ربيعة لتغطية الاشتباكات ،وكان الخوف والهلع في صفوف البيشمركة ينذر بسقوط كبير ، وهم يتناقلون فيما بينهم اخبار عن هجمات محتملة لداعش عليهم من جهة " العوينات " ، وذلك ما حدث بالضبط قبل خروجنا من ربيعة وسقطت مدافع هاونات بالقرب من نقاط البيشمركة دون ان يتبادلوا معهم حتى بطلقة نارية واحدة .
خلال عودتنا الى شنكال ، ذهبنا الى قرية " أم الخباري " وفيها لواء شجاع من البيشمركة بقيادة " عبد الرحمن الكوريني " وكان قد فقد الكثير من رفاقه واقاربه في تلك الايام بهجمات داعش ، وزرع القرويين العرب من القريبين للعبوات ليلا في طريقهم ، الا ان القائد الكوريني لم يكن محببا لدى قيادات البيشمركة الكبار ، لاسباب كثيرة ،واهمها انه كان علمانيا وعسكريا حقيقيا ، يرفض صلاة جنوده اوقات الواجبات العسكرية ، وشجاعته وانتصاراته التي لم تكن موجودة في القادة الاخرين الذين فشلوا حتى في حماية مقراتهم ، الامر الذي ادى الى ابعاده في الاخير بعد معارك تحرير ربيعة وتحديدا في منطقة " تل سمير " وكنت حينها متواجدا للتغطية الاعلامية حين قتلت قوات الكوريني جميع الدواعش المهاجمين وكانوا اكثر من 60 عنصرا واغلبهم بأحزمة ناسفة ، وبعض الياتهم كانت تحمل ارقام مكتوب عليها " تصدير السعودية " وقائد المحور زعيم علي جعل كل الانتصارات باسمه على الاعلام وفي الحقيقة الكوريني كان قد خاض تلك المعركة بنجاح بعد ان كان قوات زعيم علي في صلاة الظهيرة وهجم عليهم الدواعش وقت الصلاة .
اغلب القيادات العسكرية والحزبية كانت تهتم بالاعلام وحب الظهور اكثر بكثير من اهتمامهم بمواقعهم العسكرية ، والاعلام كان سبب الخلاف بين سعيد كيسته ى ، وسربست بابيري قبل سقوط شنكال بأيام قليلة ، فالبيشمركة التابعة لسعيد كيسته ى كانت تتصدى لهجمات داعش شرق شنكال ، وفي منطقة " شلؤ " وكذلك اطراف تلبنات ، والبابيري كان يظهر على فضائية " كوردستان تي في " ليجعل كل الانتصارات باسمه ، ويحمل هو ورفاقه اسلحتهم امام الكاميرة دون مشاركتهم في الاشتباكات مع داعش ، في اكثر من هجوم خفيف على اطراف شنكال .

هل كان للقادة الكورد علاقة مع داعش ؟.
للجواب على هذا السؤوال الذي كنا نتجاهله في الحقيقة ، واجاب عليها المسؤول عن المراسلين " كارزان " بعد اجتماعه معنا في اربيل لتعديل بعض المصطلحات التي كنا نستخدمها في عمل التقرير ومنها استخدام " داعش " ، في الحديث عن " تنظيم الدولة الاسلامية ، الا ان كارزان طلب منا " تغيير مصطلح داعش واستخدام مسلحوا عرب السنة بدلا عنه " قائلا " لا نريد استفزاز التنظيم ، وحربهم ليست معنا ، وانما مع الشيعة فقط ، وحتى انهم لن يتقربوا من حدود المناطق المتنازع عليها " .
في الحقيقة كارزان ، ورووداو بحكم انهم لسان حال رئيس حكومة اقليم كوردستان ، كانوا على علم بامور كثيرة وحتى السرية منها ، ومسألة علاقة قادة البارتي مع داعش كانت واضحة جدا ، الا ان التنظيم في الاخير انقلب عليهم ، كما حدث في غزوة بني قريضة بالضبط .

الغموض كان ولا يزال يخيم على مقتل ضابط الاسايش " اكرم قاسم عزيز " فوق جبل شنكال ، قبل سقوط شنكال بيومين ، وهو الشخص الوحيد من شنكال الذي كان يعلم بكل صغيرة وكبيرة بين القادة العسكريين ، والحزبيين ، من اتفاقات ، واختلافات سرية للغاية بسبب صفقات الاسلحة ، والاتصالات مع داعش ، وتم قتله في تلك المنطقة كي يتم اتهام الايزيديين بحكم تواجد الايزيديين في تلك المنطقة الجبلية دون غيرهم ، و" اكرم " لم يكن على خلاف مع اي ايزيدي من شنكال ، بالعكس كانت له علاقات متينة مع الاغلبية . واقتباسا لمكتوبي السابق "
البايري دون غيره من كل القادة في شنكال كان على اتصال مع مع سيداد البارزاني لاستشارته في امور كثيرة ومنها تلك المتعلقة بالحرب مع داعش ، والبارزاني سيداد لم يكن له اية دراية بأمور شنكال ،لا جغرافيا ولا اجتماعيا ، وليس معلوما كيف كان يوجه البابيري ، في وقت كانت شنكال محاطة بتنظيم الدولة الاسلامية من ثلاثة جهات ، باستثناء الجانب الغربي من تلعفر والتي هرب منها قائد الجيش " الوليد " ، والتجأ الى شنكال مع حمايته قبل سقوط شنكال بايام معدودة ، وجردتهم حماية سربست بابيري حتى من الاسلحة الشخصية " مسدسات " مقابل عبورهم عبر ربيعة الى دهوك ، ثم اربيل الى بغداد ، وشنكال كانت حينها محاطة بتنظيم الدولة الاسلامية من كل صوب ، مما سهل للتنظيم استفزاز قوات البيشمركة ، والظهور العلني لارتالهم بالقرب من نقاط البيشمركة ، واتصال احد قادتهم في قضاء البعاج بسربست بابيري ليخبره بانهم " سوف يصلون صلاة العيد في شنكال " . الا انهم لم يغزوا شنكال ليلة عيد رمضان ،وغيروا تكتيكهم ، او اخدعوهم .
سعيد كيسته ى، وسربست بابيري ، وشوكت كانيكي كانوا محاطين بقوة حماية بامكانها الاشتباك مع داعش لعدة ايام ، وذلك بعد استيلاء الثلاثة على غنائم حرب كثيرة من الجيش العراقي ، وقوات حرس الحدود ، واليات عسكرية ، ودبابات ، ورباعيات كان بالامكان استخدامها بدلا من ارسالها الى دهوك لغاية في نفس البارزاني ، في وقت قوات البيشمركة الموزعة على السواتر كانت لا تمتلك الا الاسلحة الخفيفة ، وعدد قليل من الاحاديات ، وقذائف الهاون ، وعتاد يكفي لساعات قليلة من المقاومة فقط .
تنظيم داعش كان يهاجم من طرف واحد فقط قبل الغزوة ، والمسؤولين الثلاثة مع حماياتهم كانوا يذهبون لنجدة البيشمركة في تلك المعارك بعد ساعات من الاشتباك وكان من السهل المقاومة بالاسلحة الثقيلة التي كانت تستخدم لحمايتهم ، الا انهم في ليلة الغزوة لم يذهبوا لاسناد اية قطعات عسكرية ، بسبب الخلافات بين القادة الثلاثة من جهة ، وتخوفهم من التوجه الى السواتر دون مرافقة غريمي الفساد كما في السابق ، الامر الذي ادى الى تركهم لبعض ساعات الفجر واوامر الانسحاب دون قرار جماعي ، واعلان شنكال منطقة نفوذ للدولة الاسلامية ليحدث فيها ابادة الايزيديين عن بكرة ابيهم دون غيرهم من مكونات شنكال الذين تحالف بعض ابناءها امع داعش والسلطة الكوردية في الوقت ذاته قبل الغزوة ، ليسهل للتنظيم السير في شوارع مركز القضاء من خلال معتمديه .



#بركات_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد الزعامة
- ردا على -حكام الجبال- المنشور في جريدة (البينة الجديدة ) لكا ...
- ما بين بغداد وأربيل أكبر من الرجوع الى الوراء
- دم الدمى والدم بالدم
- اعتزلت الكتابة
- عن هرطقة ((دولة القانون )) مجدداًً
- من الخردة الايرانية
- في زيارة (المهدي) المرتقبة .....
- منظومة الفشل الاستراتيجي في كوردستان .... ( نوشأيران مصطفى) ...
- المالكي في سياسة الفشار بالزعتر
- وانتظرك
- قناع العصيان المدني للإسلام السياسي في كوردستان
- في محرقة الاسلاميين مجددا
- في حضرة الاشتياق
- البروتوكول العراقي السوري بديل الضائع
- ثانية في مأزق المصالحة
- في عضة كلاب المالكي لأهالي شنكال
- إلى جسدك الكاتم
- حكومة المسخرة الوطنية
- قرابين العيد


المزيد.....




- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بركات العيسى - هكذا سقطت سنجار