يوسف حنا
الحوار المتمدن-العدد: 5948 - 2018 / 7 / 30 - 09:14
المحور:
الادب والفن
*** شمعةٌ في زمنِ المَوتِ المَجاني ***
شعر : د. يوسف حنا
مـرتـبـكـاً أَخـطـو نحـوَ الكـتابةِ
بفـهـمِـهـا .. ولـذَّةِ إِثـمِهـا ..
في بداياتِ التشكُّـلِ والتكـوينِ،
بيـن الـجَـمالِ المُمـتَـدِّ
مـن لا نـقـطـةِ البدايـة،
حـتى لا نـقـطـةِ النهـايـة...
-
أَدُسُّ حُـلماً فـي كُـلِّ كَـفٍّ
تـمتـدُّ لـمُـصافَـحَـتي،
ووردةً فـي كُـلِّ قَـلـبٍ
يَـخـفِـقُ لكَـلـماتي ..
أَحفـرُ المعاني عِـطـراً
فـي قـلـبِ زهـرةِ غاردينيا،
لأَعـلـو في مساحاتٍ مأهـولةٍ،
بـطـيـوفِ آلهـةٍ قـديـمـة ..
تهـبُني الشعـرَ، أَنيـقـاً كـضحـكـتِـه ..
تَهِـبُ لـي شـطـرَهُ الـوارِفَ
وتأخـذُني معـها لمساحـاتٍ بعـيدة،
وحـزنٌ ممتدٌّ فـي الشطـرِ الآخـر...
-
كـأني مـا سِـرتُ يـومـاً عـلى الأَرضِ،
بـل وُلِـدتُ بجـناحـينِ
أَطـيرُ بهـما بخِـفةِ طـائر..
أَتـجـاوزُ الأَشـياءَ والكـائناتِ والكـلمات...
وكُـلّـما حَـلَّـقـتُ أَكـثـر فـأَكـثـر،
شـعَـرتُ أَنَّ الأَرضَ نـقـصـتْ
جـمالاً وحـبّاً وفـرحـاً..
أَصبحـتْ أَكـثـرَ ثـقـلاً،
وأَقـلَّ دوراناً، وهَـواءً، ومـاء ...
وكـلّما تشـظَّـتِ الـرّوحُ أَو أَجـدَبَ الكَـوْنُ،
أَنـفُـخُ الكَـثـيـرَ مِـنَ الحُـبِّ
في الأَرواحِ العـامِرةِ بالكَـراهـية،
وأَنـفـثُ الجَـمالَ والبـهـاءَ ..
كَـتـميـمةٍ خُـرافـيَّة،
لا تـنـتـهـي ولا تـزولُ
فـي الكَـونِ المُتـمَـلْـمِـلِ
مـن العَـبَثِ واللاجدوى ...
-
يا لـقـلـبٍ نابضٍ بخفقاتِ الشـعـراءِ،
وروحٍ مستأنسةٍ بحنينِهم، وبكـائِهم !
شـعـراءٌ فـي جـهـةٍ واحـدةٍ،
مـن الحُـبِّ والقـلـبِ ..
وزمـنٌ مُمتدٌّ مـن الجَـمالِ
إِلى الجَـمال ...
فـي زَمَـنِ المَـوتِ المجـاني
رُوَيداً .. رُوَيداً ..
أَنجـو مـن بلاغـةِ الصَّمتِ
أَبـتـلـعُ حُـزنـيَ الـكَـبـيـرَ
أُشعِـلُ شمعةً في الظلمةِ المُتوهجَة،
وأَقرأُ ما تـيـسَّـرَ مـن قَـصيدة،
فـي بَـثِّ الحَـياةِ ..
للحَـياة !
( الناصرة )
#يوسف_حنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟