مصطفى الشيحاوي
(Mustafa Alshihawi)
الحوار المتمدن-العدد: 5948 - 2018 / 7 / 30 - 03:53
المحور:
الادب والفن
لا تخف
الموجه المحملة بالزبد ..لا تخف من الرمل الذي يدفعه التيار
المائي
الجثث المملحة لا زالت تبحث عن بلادها التي هجرتها
عن شعورها الذي نسيته بغبار البيوت المطلة على الصحارى ,
وعلى الظل الذي ايقظته السحالي
وعن الهواء التي افتكرته طويلا, انه لذيذ مثل ساقية ماء باردة
بطفولة مكتظة بالمرح ..
منذ يومين او دهرين لا فرق
والسماء تبكي كأم ..وترعد كأب مختنق
تمر على الطرق الترابية لكروم العنب
كي تأخذ من العناقيد لونها القرمزي
بين دوما وداريا وتبتعد ..
فالشبابيك ليست بحاجة اليوم لستائر ..والاغنيات الحزينة ليست بحاجة لناي
ولا الكروم لمطر..فالطرقات قفر
والصغار لم يعودوا صغارا ..
حملوا ورودهم و أحلامهم ومضوا يبحثون عن اسمائهم في قوائم الموت
كي يهدونها لامهاتم بصمت كتدرائي حزين,
بثلاث دمعات... بعشرين ابتسامة ارق من الحرير
لا تخف
في الموجة الراجعة
ستسحب معها كل من كان على الشاطئ مستلق بلباس المرح السوري
وقريبا مثلما تغادر النشوة كؤوس المصطافين سيعود كل الى سؤاله اليتيم ..
.ما هذا العلق العالق في حلقي ؟
لا تخف من الظل فهو ظلك
ولا من الموت فهو موتك
قَهقِه عاليا كي تبعد الشبح الذي يطارد اسمك ..
سترقص النساء بثياب الحداد
حيث الاعراس السوداء غبطة والبيضاء كفن.!
عاليا طر كطير حمام
واهبط على الصخور المدببه كمشارط الكواسر والضواري
فلا حاجة للريش
فالعش اصبح قش
والدوح هدّه النوح
لا تخف .....
فالموج اعتاد على ملوحته
و الجثث اعتادت على اسمها.
#مصطفى_الشيحاوي (هاشتاغ)
Mustafa_Alshihawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟