أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الصور في قصيدة -عبق الروح- هادي زاهر














المزيد.....


الصور في قصيدة -عبق الروح- هادي زاهر


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5947 - 2018 / 7 / 29 - 03:32
المحور: الادب والفن
    


الصور في قصيدة
"عبق الروح"
هادي زاهر
من المحفزات على التقدم من النص الأدبي الصور الشعرية التي تجذب المتلقي وتمتعه، وكما أن الألفاظ البياض لها مكانتها في القصيدة، وإذا ما كان الموضوع متعلق بالمرأة التي تعد أهم عنصر من عناصر الفرح، يمكننا القول أننا أمام نص كامل ومتكامل، إن كان على مستوى الشكل أو المضمون.
العنوان بحد ذاته يشكل حالة من التألق، فهو متعلق بالروح وجمالها ويعطي مدلول عاطفي طيب، وإذا ما دخلنا إلى فاتحة القصيدة سنجدها تبدأ ب:
"تعالي اقاسمك وردة الحب
فإن عبيره فوق احتمالي،"
رغم أن فعل الأمر دائما يشير إلى شيء من السيادية والتي يكون وقعها على المتلقي صعب، إلا أن تكملة الفعل تلغي تلك القسوة وتجعله فعل محبب وشيق، فهناك وردة وذات عبير طيب، سيتقاسمها الحبيب مع المحبوبة.
كما أننا نجد حاجة الحبيب للعون، فهو لا يستطيع أن يقوم بحمل عبء هذا العبير لوحده، وهذا ما يلغي فعل الأمر ويحول طالبه من حالة القوة إلى حالة الضعف، بمعنى أن من يطلب هو بحاجة للمساعدة، ويطلب من موضع ضعف وليس من موقع قوة.
بعدها يأخذنا الشاعر إلى عالم الصور:
"أصوب نبضي على غصنه المتعالي
لأكون مثل هذا العنق المتعالي"
التصويب هنا يعطي معنى الهدف/الغاية، البوصلة/الوسيلة التي يسترشد بها الشاعر للوصول إلى مبتغاه، فهذا الجمع بين الغاية والوسيلة ما كان ليكون لولا أن هناك حالة توحد بين الشاعر والغصن، فقد تعلق نبض قلبه بذلك الغصن العالي ليرفع مكانة الشاعر، وهنا نأخذ فكرة أن الشاعر لا يجد ذاته إلا من خلال الغصن/الحبيبة، وهذا ما يشير إلى حالة التكامل بينهما.
"يا قطن كل هذه الجروح
ولا شيء ينقصني سوى أنت
ونقصي فيه اكتمال"
هنا تكتمل لنا الصور، صورة حقيقة الحاجة/النقص، فالشاعر بدونها يبقى مجروح، متألم، وفي حضورها/وجودها يكون معافى سليما وكاملا. وعندما استخدم صيغة النداء "يا" أراد به أن ينبه المحبوبة وأيضا المتلقي ويشعرهما بحالة الأزمة التي يمر بها.
الصورة الأجمل جاءت من خلال:
"كم أنت بعيدة
وأقرب من القصيدة
إذا همست بها يفيض بروحي نيل
مكتمل الجمال" فهناك حاجة عند الشاعر لكتابة القصيدة، لكن بعد الحبيبة تجعل الكتابة تحمل شيء من الألم، ورغم أن هناك متعة ستأتي من الكتابة إلا أن البعد عن الحبيبة يحول دون اكتمل الشاعر، كشاعر أو كحبيب.
بعد هذه المشاعر كان لا بد من تقديم وصف لهذه الحبيبة التي هام بها الشاعر:
"عيناك مؤنثة بقدسية إله
يفيض علي من كل تجاه"
الشاعر يصر على تقديم محبوبته بهيئة كاملة الأنوثة، وعندما ربط بين عينها والإله اراد بذلك أن يشير إلى وجود شيء من القدسية لهذا المحبوبة، لهذا نجد مباشر يقول:
"هنا سأقيم الصلاة
لأعيش لذة الوصال"
فربط الدافع للقيام بالصلاة بالمحبوبة يعطيها شيء من قدسية، وعبادة/صلاة الشاعر ليست صلاة عادية، بل صلاة خاصة، لهذا نجده يستخدم "لذة الوصال" فهو هنا يقوم بالعبادة ويشعر بلذة/بمتعة هذا العبادة، وهناك فقط تكون العبادة ناتجة عن الحب، وليس عن الخوف من النار أو طمع في الجنة، فالعبادة بحد ذاتها تمنح الشاعر المتعة، وهناك يكون قد وصل إلى ذروة الحب، التوحد، حب الله وحب الحبيبة التي جعلته بهذا الوضح/الحال.
"تعالي خذيني من نبض لهفتي
من نشيد الأناشيد في شفتي
من قفص الغيم ربما نمطر
وترتعش كروم الدوالي"
الخاتمة جاءت بشكل مذهل، فهناك ايحاء باكتمال التلاحم بينهما "ترتعش كروم الدوالي" والتي تعطي مدلول إلى العلاقة الروحية والجسدية، وإذا ما أخذنا ما سبقها "نشيد الأناشيد في شفتي" والتي تعطي معنى التغني بالحبيب من خلال قصائد الغزل والحب، يمكننا القول أن الشاعر قدم صورة رومنسية كاملة، قبل وأثناء قيام العلاقة الجسدية بينهما، كل هذا يجعلنا نقول ان القصيدة كانت مميزة وممتعة ورائعة، إن كان من خلال الصور أو المعاني التي تحملها، أو من خلال الألفاظ التي استخدمها الشاعر والتي خدمة الصور والفكرة التي أراد تقديمها.
القصيدة منشورة في مجلة "شذى الكرمل" السنة السادسة، العدد الثاني
حزيران 2018



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسئلة في رواية -الأعراف برزخ بين جنتين- أنور السباعي
- مناقشة رواية ضحى
- الثنائيات في رواية -حامل الوردة الأرجوانية أنطوان الدويهمي
- الفلسطيني في الرواية -الطريق إلى بيت لحم- رسمي أبو علي
- البساطة في مجموعة -ينزع المسامير ويترجل ضاحكا- رسمي أبو علي
- الاتحاد والتجديد
- الخفة في قصيدة -بين الفاء وبين النون- مازن دويكات
- الصور في قصيدة -وفرحت- سليمان أحمد العوجي
- المرأة في كتاب -هكذا قتلتُ شهرزاد- جمانة حداد
- الحياة في مجموعة -صحو- أميمة الناصر
- الطفل والحرب في رواية -الكوربه- صافي صافي
- مناقشة ديوان -جبل الريحان- في دار الفاروق
- الاتحاد والأمانة
- -الملقب مطيع وولده ازدادا قناعة- إبراهيم مالك
- تواضع المعلومات في كتاب -الأساطير والخرافات عند لعرب- محمد ع ...
- حقيقتنا في كتاب -تاريخ الإلحاد في الإسلام- عبد الرحمن بدوي
- المتعة في ديوان -جبل الريحان- عبد الله صالح
- أثر الكتابة في قصيدة -قلم يَكْتُبك- -كمال أبو حنيش
- سلاسة السرد في رواية -على الجانب الآخر من النهر- مفيد نحلة
- مسرحية -لماذا رفض سرحان سرحان ما قله الزعيم عن فرج الله الحل ...


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الصور في قصيدة -عبق الروح- هادي زاهر