|
تاريخ الفن التشكيلي الفلسطيني – الجزء الثالث والأخير
سعيد رمضان على
الحوار المتمدن-العدد: 5947 - 2018 / 7 / 29 - 10:56
المحور:
الادب والفن
رواد الفن التشكيلي فترة ما قبل النكبة (1948) ------------ سنوات الربع الأول من القرن العشرين يمكن اعتبارها بداية لتأريخ وجود حركة فنية تشكيلية فلسطينية ، وكان للتواجد الأوربي الغربي في فلسطين تأثيره في الحركة الفنية الفلسطينية الأولى برعاية واحتضان المواهب الفنية من أبناء الشعب الفلسطيني، حيث كانت الأديرة والكنائس بمثابة مؤسسات اجتماعية خدمية وتربوية. مما ساعد على التحاق بعضهم للدراسة في المعاهد وكليات الفنون الجميلة التشكيلية في أوربا. يُعد الرسامين (الصايغ – توفيق جوهرية- ) من الطلائع الريادية الأولى لولادة فن تشكيلي فلسطيني مُتصل بالنزعة السياحية والجمالية، ومرهوناً برغبات الجمهور وحاجاته. فنقولا الصايغ: (توفي عام 1930)، كان رساماً محترفاً، وجل إنتاجه، إما لوحات أيقونية تعمل للكنائس أو الأديرة، أو لوحات لطبيعة صامتة أو لمناظر طبيعية تباع بالقطعة للسياح وحجاج بيت المقدس. لم يختلف حال توفيق جوهرية بإنتاجه وأهدافه عن الصايغ. أما الفنان * داود زلاطيمو (1906 - 1999) فقد رسم العديد من اللوحات الزيتية لشخصيات تاريخية كعمر ابن الخطاب وطارق بن زياد، وصلاح الدين الأيوبي، وزنوبيا، كما صور بالألوان الزيتية والمائية والطباشيرية مناظر طبيعية في فلسطين. كان أسلوبه واقعي توثيقيّ . دخل ميدان الفن من باب الهواية والدراسة الذاتية التحق بالدورات الفنية التي تقوم بها إدارة المعارف والفنون ما بين 1930 – 1936 وعمل كمدرس للفنون في خان يونس حتى عام 1948 ومن طلابه المميزين الفنان (إسماعيل شموط)، لوحاته تشخيصية مُخلدة للتاريخ العربي ورموزه وأبطاله عبر العصور. ومن الأسماء الفنية التشكيلية الفلسطينية التي وجدت فرصا مناسبة لدراسة الفنون من خلال منح سلطات الانتداب والبعثات الأوربية التبشيرية : " الفنان حنا سعيد حاج مسمار، مواليد مدينة الناصرة عام 1898- التحق بالمدرسة الألمانية فتعلم فن الخزف كأول دارس أكاديمي في ألمانيا، ليفتح بعد تخرجه عام 1925 محترفا لإنتاج القطع الخزفية ذات اللمسات النفعية التراثية، وبعد النكبة اتجهت أعماله لتصوير واقع المعاناة الفلسطينية في أعمال نحت نصبيه." 11" "الفنان فضّول عودة مواليد مدينة الناصرة عام 1906، الذي سنحت له الفرصة لمتابعة الدراسة في إيطاليا وحصوله على الإجازة الجامعية في ميادين الرسم والتصوير، وليعود لفلسطين ومزاولة مهنة تدريس التربية الفنية، وليستقر به المطاف بعد النكبة والنزوح إلى لبنان ومتابعة عمله كرسام ومدرس." 12 "الفنان جمال بدران، مواليد مدينة حيفا عام 1909، يعدّ أول الدارسين في "مدرسة الفنون والزخارف" بمدينة القاهرة، ليتخرج عام 1927 ويعمل مدرساً في الكلية العربية والمدرسة الرشيدية بمدينة القدس. وبعد النكبة غادر إلى سوريا وعاش بمدينة دمشق لمزاولة عمله كمدرس للفنون في دار المعلمين، وقد كان له أكبر الأثر في اكتشاف المواهب الفنية من الذين تتلمذوا على يديه في فلسطين، ونذكر منهم أخوته" عبد الرزاق، و خيري".13 " محمد وفا الدجاني، المولود في مدينة القدس عام 1914، والمُتخرج من مدرسة الفنون التطبيقية في القاهرة من قسم التصميم الداخلي والنحت عام 1936، عمل مدرساً للتربية الفنية في الكلية العربية والمدرسة الرشيدية والعمرية بالقدس. كان مغرما بإنتاج المُجسمات الفنية المكرسة لفلسطين ومدنها الرئيسة، بعد نكبة فلسطين عام 1948 غادر إلى سورية واستقر بدمشق وعمل في المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، وافته المنية عام 1982." 14 "جبرا إبراهيم جبرا، المولود في مدينة بيت لحم عام 1920. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة طائفة السريان، ثم في مدرسة بيت لحم الوطنية، فالمدرسة الرشيدية في القدس التي أتاحت له التعرف على "الأساتذة" الكبار من أمثال إبراهيم طوقان واسحق موسى الحسيني وأبى سلمى (عبد الكريم الكرمي) ومحمد خورشيد (العدناني)، ثم التحق بالكلية العربية في القدس. مكنته تلك الفترة من إتقان اللغة العربية والإنجليزية إضافة للسريانية. بعد دراسته في جامعة كمبريدج وهارفارد توجه إلى العراق لتدريس الأدب الإنجليزي. أنشأ مع الفنان العراقي " جواد سليم "جماعة بغداد للفن الحديث" عام 1951، مُتخذاً من الكتابة النقدية في الأدب والفن التشكيلي وإنتاج اللوحات الفنية المُعبرة عن قضيته الفلسطينية مجالاً حيوياً ليومياته المهنية والأكاديمية، وافته المنية في نهايات العام 1994 تاركاً زهاء خمسة وستين كتاباً بين مؤلف ومترجم."15 هناك أسماء فنية أخرى ظهرت أبان الثورة الفلسطينية عام 1936 وبعد الثورة مثل الأمام الحسيني، و الشهيدان فيصل الطاهر، وخليل بدوية، المولودان في مدينة يافا. أما داود الجاعوني مواليد مدينة القدس عام 1916 ، فدرس في الأزهر لمدة عام ثم تعلم الرسم والخط والزخرفة بمدرسة الفنون التطبيقية بالقاهرة عام 1938، وعمل مدرساً للرسم والخط والزخرفة في مدارس القدس والمجدل حتى عام 1948 حيث انتقل لمدينة غزة ثم الكويت. شريف الخضرا المولود بمدينة صفد عام 1917 والمُتخرج من مدرسة الصناعات الزخرفية عام 1938 وفن التصوير الملون في معهد "ليوناردو دافننشي في القاهرة. وبعد النكبة ارتحل إلى دمشق وعمل مدرساً للتربية الفنية حتى وفاته؛ وفاطمة المحب مواليد مدينة أريحا عام 1920 التي تخرجت عام 1942 من المعهد العالي لمعلمات التربية الفنية كأول دارسة فلسطينية في هذا الميدان وتعمل في مجال التربية الفنية في فلسطين والأردن. الفن التشكيلي الحديث ليس لدينا ركام من المعلومات عن بدايات الفن التشكيلي العربي عموما ، فكيف يمكن في بلد ما يتعرض تراثه وتاريخه للمحو يوميا أن يكون لدية معلومات موثقة عن البدايات ؟ لكن يجمع اغلب الدارسين على أن الفن التشكيلي الفلسطيني، حسب المفهوم والمصطلح الحديث للفن التشكيلي، لم يظهر إلا بعد عام 1948؛ وتفسيرهم في ذلك: " أن المفاهيم والقيم والمعارف السائدة في فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى، لم تخرج عن طبيعة العلاقات الاجتماعية القائمة على الإنتاج الزراعي والمحكومة بواقع قبلي إقطاعي؛ فكانت النظرة العامة للفن التشكيلي تقع في دائرة المنع والكراهية بتأثير من سيطرة فكرة "تحريم التصوير". ربما يكون هذا التفسير فيه بعض الصحة لكنه ليس كاملا ، بمعنى انه جزء من شيء وليس كل شيء ، فقد ذكرنا كيف بدأ التصوير الفوتوغرافي بفلسطين قبل الحرب العالمية الأولى بأكثر من أربعين سنة 0 وبالتحديد صور تم التقاطها عام 1840 حين كان التصوير الفوتوغرافي في بداياته.. وتوثق المسجد الأقصى وغيره من الأماكن في القدس وفلسطين التاريخية. ولاحقا التقطت صور أخرى توضح كيف كان يعيش الناس في فلسطين خلال القرن التاسع عشر، كما أنها تضم صوراً للبدو ومصلين مسلمين.. فهي صور تجاوزت فكرة " تحريم التصوير " ثم جاءت كريمة عبود لتظهر المرأة في صورها بشكلها الطبيعي وبملابسها وتقاليدها ، بمشاهد مختلفة طيلة سنوات كثيرة. لذا فالتفسير ب"تحريم التصوير". ليس كل شيء ولا يصلح لمدينة كبرى كالقدس . ولا يفسر سبب تأخر ظهور الفن الحديث في البلاد العربية . حتى في مصر الأقرب لفلسطين بدأت مدرسة الفنون الجميلة عملها عام 1908ولم تظهر الجمعيات الفنية التشكيلية بالظهور في القاهرة والإسكندرية إلا قبل الحرب العالمية الثانية . وتأسيس جمعيات مصرية معنية بالفنون والثقافة مثل جمعية محبي الفنون الجميلة عام-- --1922-- --وأتيليه الإسكندرية-- --1935-- وحتى الآن لا توجد في مصر مؤسسة معنية بتوثيق الفنون التشكيلية فيها . وفى الناحية الأخرى وهى سوريا الأقرب لفلسطين لم يحدث فيها التحول الهام في الفن التشكيلي ألا --------عام 1938 ولم تفتح كلية الفنون الجميلة فيها ألا في عام 1959بدمشق. حقا لايمكن معالجة مثل هذه المشاكل مفصولة عن الجوانب الثقافية للمجتمعات ، وفى هذه الفترة التي نتكلم عنها تحديدا كانت المجتمعات العربية كلها تحت ضغط السيطرة الاستعمارية على مقدرات البلاد، أما فلسطين التي كانت تحت السيطرة العثمانية ، فكانت لا تملك مسؤوليات الحكم، مقسمة إلى مقاطعات، ومواطنيها ناقصي الحقوق .. ولم يكن لديهم حرية وضع المناهج التعليمية. وابتداء من 1920تعمدت حكومة الانتداب البريطاني أن يخلو المنهاج العربي للتعليم من كل ما من شأنه أن يدعم أو يطور الوجدان العربي الفلسطيني. وعلى العكس من ذلك؛ سعت المناهج الصهيونية إلى تدعيم وجدان صهيوني مرتبط بفلسطين. وعلى هذا الأساس خلت المناهج العربية من مساقات الأعمال الإبداعية ومنها: الفن التشكيلي، والمسرح، والموسيقى، والغناء، لذا اقتصرت أشكال التعبير الفني خلال هذه المرحلة على الفنون التطبيقية، مثل": تزيين السلاح وأدوات الزراعة، والتطريز، والسيراميك ، ومجدلات القش والبوص ونقوش حجارة مداخل البيوت، وبعض التكوينات التي كانت ترسم على المداخل والجدران بمناسبة العودة من الحج، والزخارف المتكررة المرسومة على جدران غرف بعض أغنياء الفلاحين، فضلا عن أعمال الخط العربي ورسوم الأيقونات المسيحية وزخرفة أغلفة الكتب الدينية والمصاحف (التذهيب)." 16" ومن مشاهد التاريخ المتكررة أن الاستعمار يستهدف طمس الروح الوطنية لدى الشعوب التي يحتلها، لذا يكون مناقضا أن يهتم بتعليمها تعليما يؤدى إلى التغير إلى الأفضل . إن طمس الروح الوطنية يعنى محو الثقافة السائدة وهى ثقافة يمكن أن تتسم بالنمو اذا تركت وشأنها . وأمام هذه الظروف التي سادت فلسطين قبل عام 1948 لم يتمكن الرواد الأوائل من تشكيل حركة فنية " إلا أن نكبة عام 1948 وتشريد الشعب الفلسطيني، بعد هزيمة الأنظمة العربية، وتحويل معظم أبناء فلسطين إلى مشردين تكتظ بهم مخيمات اللاجئين في ظروف معيشية وصحية وتعليمية بالغة القسوة، قد شكلت زلزالا عنيفًا هدم أسس وأركان الحياة والعلاقات الاجتماعية السابقة، لتقوم بعدها أشلاء حياة مبعثرة في مخيمات قطاع غزة والضفة الغربية وباقي الدول العربية وشتى أصقاع العالم، بالإضافة إلى من بقي منهم لاجئا مشردا في وطنه تحت وطأة حكم دخيل ومُعادٍ " 17وهكذا حدثت تلك القوة التي ترغم الفن عن الانحراف عن مساره، ليسير باتجاه جديد ومختلف ،متأثرا بالمأساة الفلسطينية. لعب الفنان "إسماعيل شموط دورًا رياديًا في هذه المرحلة؛ فقد اجتذبت أعماله أنظار الجماهير، ووجهت الطاقات الجماهيرية الشابة نحو التصوير كأداة جديدة باهرة في التعبير الوطني، ليس في التعبير عن المأساة الفلسطينية فحسب؛ بل وأيضا، في التعبير عن التوق العارم للتحرر الوطني والوحدة العربية ." 18 أقام إسماعيل شموط أول معرض له في 29-7-1953 في مدينة غزة. وقد يكون أول معرض للفن التشكيلي وفى عام 1954 أقيم معرضه الثاني بالقاهرة تبعه عدد من المعارض الفردية والمشتركة ، وامتدت إلى مدن الضفة الغربية، وبلدان العالم الاشتراكي سابقا وأميركا والدول الأوروبية. الحركة التشكيلية الفلسطينية بعد 1967 -------------------- كان من المتوقع بعد هزيمة 67 أن يتوقف الإنتاج الفني بفلسطين ، فقد علمنا التاريخ أن الإنتاج الفني _ الفنون كلها – يتوقف خلال الفوضى التي تتبع الهزائم ، ولم يكن من المتوقع أثناء اجتياح الاحتلال للمدن الفلسطينية وحدود بعض الدول العربية وبعد الاجتياح ، إن يكون هناك شعر أو موسيقى أو أدب روائي أو فن ... وقد حدث في مصر انحدار تدريجي بعد الهزيمة ، صحيح كانت هناك منتجات فنية لكن اغلبها كانت من النوع الأقل نضجا مع ظهور ومضات قليلة متألقة ، لكن الوضع اختلف بفلسطين فكان للهزيمة تأثيرها الظاهر على الفنون الفلسطينية... فقد انعكست التأثيرات في المجهود الذى يستهدف التهذيب الجمالي ، واصبح هناك وجود لجماع أنتاج فنى يعبر عن الروح الفلسطينية ومعبرا عن شيء اكثر قوة ، فرفض الفنان الاستسلام للهزيمة، وهب لحمل السلاح "وتسامت روح المقاومة والثورة، وتشابك الفداء مع روح الإبداع، فظهرت التنظيمات الثورية وتشكيلاتها الثقافية والفنية، فضلا عن منظمة التحرير التي شكلت نسيجًا ضامًا لكل الحركات الثورية والإبداعية الفلسطينية." 19 ظهور البوستر ----------- ظهر البوستر السياسي– الأفيش - كعلاقة يومية بين الثورة والشارع.. وبرز ضمن الكثير من الإبداعات التشكيلية، الجمالية والرمزية، التي أنجزها الفنانون الفلسطينيون. ويشتمل البوستر على عدد من العناصر فنرى الواقع المؤلم مع العنصر الثقافي ، ونرى الدموع مع الثورة .. ونرى الموت مع الحياة .. ونرى التشرد والحصار وكل مظاهر النكبة مع رفضها . لعل ذلك التفسير يقربنا من معرفة الطابع الفذ نسبيا الذى يتسم به البوستر الفلسطيني، انه يحمل مفهوما يحل محل الكثير من الكلمات . وفي هذه المرحلة- من خلال البوستر- أخذت تظهر بعض الرموز الثابتة والمتكررة في الأعمال التشكيلية كالعلم الفلسطيني وشجرة الزيتون كرمز للأرض والعطاء الدائم، وقبة الصخرة كرمز للإيمان والدولة ووحدة القدس وتلاحمها مع كل الأرض المحتلة. لكن هذا التفرد الرائع للبوستر لم يقف حائلا دون اشتراكه في عملية التطور الفني ، وساهم في هذا التطور رافد جديد من الفنانين من خريجي كليات ومعاهد الفنون العربية والغربية وبلدان الكتلة الاشتراكية سابقا ، وانضم اليهم شباب تعلم الرسم داخل السجون الإسرائيلية . ولعل قولنا ( رافد جديد ) فيه تبسيط مخل ، فالفنانين من خريجي كليات ومعاهد مختلفة من أماكن مختلفة ثقافيا ، لذا كلمة ( روافد ) بالجمع تكون اكثر دقة ، فهي تؤدى بنا تلقائيا إلى أن الأعمال الفنية المنتجة ستكون متنوعة ، وهذا ما حدث .. لكن الرابط الأكثر جذرية في هذه الأعمال هي الروح الفلسطينية الجديدة المفعمة بالتصميم على النصر والفداء واستعادة الوطن. فالسمات الإبداعية التي تحوى فرديتها أظهرت أيضا وطنتيها . روح العمل الجماعي ميز هذه المرحلة ، فتعددت المعارض الجماعية والفردية، وكثرت ورشات العمل المشترك، كورشة يوم الطفل، يوم السجين ويوم المعلم، وورشة رسوم الأطفال وغيرها، ولازالت المعارض الجماعية والفردية والورشات تقام حتى الأن ، وأكثرها ظهورا موجودة بغزة ... حتى أنها تشكل تظاهرة ثقافية فريدة مع الرسوم على الجدران . "الأجهزة الرسمية التي رعت وساهمت في تطوير الحركة التشكيلية الفلسطينية بتلك المرحلة هي : 1. قسم الثقافة الفنية بمنظمة التحرير الفلسطينية بإدارة إسماعيل شموط (1965). 2. قسم الفنون التشكيلية في الإعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية بإدارة منى السعودي (1977). 3. الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين وفروعه (1969). 4. رابطة التشكيليين الفلسطينيين – فرع الاتحاد العام في الضفة الغربية وقطاع غزة (1973)."20 " الحركة التشكيلية ومقاومة الاحتلال استفاد الفنان الفلسطيني من الوضع القانوني الجديد لمدينة القدس بصفتها خاضعة للحكم المدني، ولا تسري عليها الأحكام العسكرية، فأصبحت القدس مركز النشاط الثقافي والفكري والإعلامي. "وفي 20-10-1973 تقدم الفنانون التشكيليون في الأراضي المحتلة بطلب إلى الحاكم العسكري العام في الضفة الغربية لتسجيل جمعية فنية، إلا أن الطلب رفض بدون إبداء الأسباب. وبعد جهود مضنية استمرت حتى عام 1980؛ أعلن عن تشكيل رابطة الفنانين التشكيليين في الأرض المحتلة، كفرع للاتحاد العام ينص قانونه العام على أن القدس هي مركزه الرئيسي." 21 عملت الرابطة على أثراء الحركة التشكيلية بإقامة المعارض في الضفة الغربية والقطاع وخارج البلاد، وتخصصت بعض المعارض في مواضيع محددة، مثل: "القرية الفلسطينية" و"الطفل الفلسطيني" و"يوم السجين"؛ كما أن بعضها تم بمشاركة فنانين إسرائيليين، مثل: معرض "فنانون إسرائيليون وفلسطينيون ضد الاحتلال – من أجل حرية التعبير"، و"يسقط للاحتلال". عبر الفنانون الفلسطينيون في الأرض المحتلة عن الواقع الاحتلالي، وصوروا إرادة المقاومة وبطولاتها، والسجون والانتصار عليها، صوروا الكدح والمقاومة، والأرض والتراث، وانطلاقة الأجيال الشابة وطموحات الشعب. لقد وحدت الرابطة ما افترق من قبل، فقد أصبح الفنانون في فلسطين كلها يدا واحدة وجبهة واحدة. "قربت الوحدة الفنية من الأساليب والخط واللون والمصطلح وإحكام القياس؛ فقد أثرى كل طرف الآخر بمعطيات فنية جديدة؛ فضلا عن أن أعدادًا أخرى جديدة من خريجي المعاهد والكليات الفنية في الخارج عادوا إلى الوطن ومارسوا نشاطاتهم، سواء بالمشاركة الفعلية في الإنتاج الفني، أو بتدريس الفن في المدارس، أو بالقيام بالدراسات والأبحاث في الفولكلور والفنون التطبيقية والثقافة الجماهيرية في تنوعاتها المختلفة، وإشراقاتها الوطنية الفلسطينية." 22
----------------
هوامش وإحالات 1- تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، فيليب حتي- دار الثقافة- بيروت 1958. 2- مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – موقع على النت 3- تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، فيليب حتي- دار الثقافة- بيروت 1958. 4- انظر مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – موقع على النت 5- تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، فيليب حتي- دار الثقافة- بيروت 1958. 6- تاريخ فلسطين القديم- سامي سعيد الأحمد: بغداد 1979. 7- انظر الموسوعة الفلسطينية – العصور القديمة – موقع على النت 8- لقطات مغايرة - مؤسسة عبد المحسن القطان رام الله، 2005 9- كريمة عبود –للقس الدكتور متري الراهب والدكتور عصام نصار واحمد مروات –ديار للنشر – بيت لحم 2013 10- نفس المصدر 11- نفس المصدر 12- انظر مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – موقع على النت 13- انظر مؤسسة فلسطين للثقافة – موقع على النت 14- نفس المصدر 15- نفس المصدر 16- نفس المصدر 17- انظر مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – موقع على النت 18- نفس المصدر 19- نفس المصر 20- نفس المصر 21- نفس المصدر 22- نفس المصدر
#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تاريخ الفن التشكيلي الفلسطيني – الجزء الأول
-
تاريخ الفن التشكيلي الفلسطيني – الجزء الثاني
-
رقص العقارب
-
قراءة في قصة ( زوجة العياشي )
-
أدب الفانتازيا وأدب الخيال العلمي
-
الجسور
-
قراءة في قصة - مرتفعات الحياة .. منخفضات الوقت -
-
قراءة في قصة ( بيت العنكبوت )
-
قراءة في قصة ( رانيا )
-
قراءة في رواية -على قيد الموت-
-
-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزءالثالث عشر
-
-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الأخير-
-
-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الحادى عشر-
-
-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الثانى عشر-
-
-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االتاسع-
-
-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء العاشر-
-
-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االسابع-
-
-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الثامن-
-
-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االخامس-
-
-الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االسادس-
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|