أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد رمضان على - قراءة في قصة ( زوجة العياشي )














المزيد.....

قراءة في قصة ( زوجة العياشي )


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 5947 - 2018 / 7 / 29 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


يتأكد في هذه القصة خط المبدع سمير الفيل النقدي, وقد اختار من الواقع موضوعا عاديا وبشكل غير عادى رسم صورة للواقع المصري بتناقضاته وتشعباته المختلفة, لذا كان اهتمام الكاتب موجها إلى كشف جوهر العلاقة بين الشخصيات وواقعها، في القصة شخصيات متنوعة، لكنها تظهر كأنها نتاج لبيئة, ومن هنا جاء الاهتمام بوصف محيطها المادي، وتصوير بيئتها المعيشية, تلك البيئة التي توضح ملامح الشخصية ..
وتتوضح صورة الإيقاع إذا أمعنا النظر أكثر في أحداث القصة تماثلاً وتخالفاً، الانسجام والتنافر، إضافة إلى كونها تخلق جمالية من نوع ما، تكشف عن تفاصيل أكثر، وتهب لوناً من ألوان الحياة في النص
فقد عرفنا أن ( العياشي ) - وهو اسم ممتد في التراث العربي- عرفناه رجلا ماديا .. لا يقيم وزنا للحياة الإنسانية مشغولا بتجارته عن أسرته ظلم زوجته بإهمالها نفسيا وجسديا .. وقد وجدت الزوجة من يسد النقص ويشبع جسدها وروحها في رجل غير زوجها .
وقد انتقل الظلم من الأب إلى الابن، فكما ظلم الأب زوجته وأولاده وأهملهم ظلم الابن أهله فراح يضطهدهم، ويكفرهم، ويعيش عيشة تطرف .. ثم نفى أخته من الوجود تماما عندما قال لها :
(أسكتي ياعدو الله.)
وانسحب إهمال الأب وتطرف الابن أيضا على الابنة , فظلمت نفسها بالحياة في عالم غير واقعي وعبر أحلام الرومانسية من خلال التماهي في الأفلام الرومانسية .
ويستغل ( سحلول ) الشروخ في حياة الأسرة , فينفذ منها بخفة كالسحلية .. ومن هنا جاء اسمه .
واستكملت مهمة التخريب ( مباحث أمن الدولة ) عبر قمعها السلطوي .
أم عوض زوجة الحانوتي فساهمت في مهمة التخريب بتغيب الوعي من خلال عملها ( قراءة الطالع ) في عالم غائب ومتخلف ..
وهكذا رسم الكل المسار والمصير .
ونجد هنا إلى جانب الظلم أنواع من الهروب .. لكنه ليس هروبا إيجابيا بل مصحوب بتمرد هدام وسلبي ..
فالزوجة تهرب من وضعها عبر التمرد عليه بالخيانة .. ونشر ملابسها الداخلية علنا .والابن يهرب إلى عالم التكفير والتطرف الديني ..والابنة إلى عالم الرومانسية ..
الأمل الوحيد المقاوم لمصير بائس يمكن أن نجده في فاتن الابنة, التي تمردت وثارت .. أرادت الهرب بحثا عن الحرية .. حتى لو في كنف شاب تقدم لخطبتها لكن ثورتها وتمردها لم يتحققا .. وظلا حبيسان حتى النهاية رغم أنها طالبة جامعية تحاول التقدم وإنقاذ نفسها من التخلف من خلال ربط مصيرها بشاب جامعي ..
وتنهى القصة بقيام الابن المتطرف بقتل الزوجة الخائنة وعشيقها, وتتمثل المفارقة أن قهر السلطة ( امن الدولة ) من خلال سجن الابن لم يثمر الخضوع والخنوع, بل أثمر تمردا فوضويا .. انتهى بنهاية مأساوية .
ذلك كان المسار .. وهكذا انتهى المصير .. الموت والغياب والضياع..
وهكذا رسم الكاتب صورة مجتمع مادي يغلب عليه الخواء العاطفي والعقلي , ويضيع فيه العلم تحت ركام من التخلف .. ولا نسمع فيه سوى فحيح الجنس الحيواني والشهوة .
لكن هل هذا واقع مصري صميم حقا ؟
أم أن الكاتب يحاول رسم وضعا طفيليا مؤقتا بعيدا عن كل ما هو مصري أصيل بحق ؟
ولماذا انهي الكاتب قصته بهذه الجملة على لسان الحانوتي :
(كل شيء سيسير في مجراه الطبيعي سيرا حسنا. )
التي تدل على الرسمية والروتين .. لكن الأهم أنها تدل على التكرار!
---------------
سمير الفيل كاتب مصري حاصل على جائزة الدولة التشجيعية



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب الفانتازيا وأدب الخيال العلمي
- الجسور
- قراءة في قصة - مرتفعات الحياة .. منخفضات الوقت -
- قراءة في قصة ( بيت العنكبوت )
- قراءة في قصة ( رانيا )
- قراءة في رواية -على قيد الموت-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزءالثالث عشر
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الأخير-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الحادى عشر-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الثانى عشر-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االتاسع-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء العاشر-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االسابع-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الثامن-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االخامس-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االسادس-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء الثالث-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء االرابع-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية - الجزء الثاني-
- -الصمود والهوية في لوحات فلسطينية -الجزء الأول


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد رمضان على - قراءة في قصة ( زوجة العياشي )