|
والدرُّ يسكن ُ في قعر الدّجى الصدفا
كريم مرزة الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 27 - 04:37
المحور:
الادب والفن
والدرُّ يســكن ُ في قعر الدّجى الصدفا
كريم مرزة الأسدي
فردٌ إذا غـابتِ الأنظارُ رؤيتهُ ***** فالعيبُ فـــي الطرفِ،لا في نجمهِ وكفـى! ما كـــان عبقرُ حكراً للذي ســلفوا ***** هـــذي النوابغ أثــرتْ سلفــــها تُحفا
من البحر البسيط ، هكذا ولدت القصيدة ، وخلّها حرّة تأتي بما تلدُ!! راجع الهامش رجاء .
اكرمْ بدنياكَ ، كدر الهمَّ قدْ سلفا **أنّى حللّتَ بــأرضٍ عشـــتها نجفا
تحلو الشمائلُ منِ ألْفٍ ومنْ ألَفٍ**حتّى صرفتَ الذّي ما كان منصرفا!
"فاستوحِ مَنْ طببَّ الدنيا بحكمته"* قدْ ثارَعدلاً ، أزالَ الظلمَ والسّدفا
بُعْدٌ يقرّبُ منهُ الوجـدَ، تلهمهُ *** إشعاعَ فكرٍ، وقدْ زان الورى شـرفا
عشْ ذائباً في سموِّ الرّوح أزهدهمْ ** عيشاً،وكان أخاً للمصطفى وصفا
هذا العراقُ،ويأبى اللهُ قسمتهُ *** أرضى الإمامَ ،وأرضى الصحبَ والخلفا
لو داعشٌ لعّبتْ في لِعبها لُعَباً **** تبّاً لها لنْ تنـــــالَ الظـــــهرَ والكتفا
شعبٌ تآخى على مرِّ العصور،فلا***أعني سوى الشعب مَنْ في مجْدهِ حُلِفا
يا حادياً بثْ خفايا القلب اعذبها **** حـيِّ العراق ، وحـــيِّ الأهلَ والنّجفا
ذاكَ الغريّ،وراحُ الشّعرِ(نابغُهُ)**إذْ غــرّ (أحمدُ) كأسَ (الجوهرِ) ارتشـفا(1)
أنت ابن ذاكَ وهذا ، والروي نسبٌ**** اغرفْ أجدتَ،كما كانا،وما اغترفا لا تأبهنَّ بسجنِ الدار مؤتزراً ***** فالدرُّ يســكن ُ في قعر الدّجى الصدفا
دعْ عنكَ مَن يرتقي عرشاً بهابطةٍ ***** والهــابطاتُ لكعبٍ سمتها الخسفا
خمسون عاماً مضتْ منْ لا أباً لهمو! *** تصحيفَ لؤمٍ،ويأبى اللهُ ما صُحِفا
إنَّ المقاديرَ إنْ غالبتَـــــها غُلِبتْ ***** تغدُ المطيّةُ ، ركّــــبْ فوقها الهدفا
وانشد رعاكَ الذي ســواكَ نابغةً *** واقلبْ عليهمْ بيوت الشعْرِ و (السلفا)!!
وارجعْ لدنياك شجواً أنتَ صاحبه **** ريمٌ على القاعِ يا منْ قد رعى و وفى
يا أمَّ زيدٍ : ثلاثوناً و واحــدةٌ ***** لمْ نألفِ الخلفً ، لا قــــطرُ البكا ذُرِفا
يا أمَّ زيدٍ : وأمُّ (الأُسْلِ) واسطة ٌ***** والنّبعُ أينعَ في (عبّاســـهِ ) و(صفا)(2)
هذي الرجالُ، إذا ما جُذرها رسختْ *** مثل الرواسي تصــدُّ الريحَ إنْ عصفا
فردٌ إذا غـابتِ الأنظارُ رؤيتهُ ***** فالعيبُ فـــي الطرفِ،لا في نجمهِ وكفـى!
ما كـــان عبقرُ حكراً للذي ســلفوا ***** هـــذي النوابغ أثــرتْ سلفــــها تُحفا
لكنَّ مَن بدّدَ الأنـــــوارَأظلمُهمْ ****** والأرضُ تحجــبُ شـــــمسا بدرها خسفا
شتّــــان بينَ وضيعٍ ٌ أمــــرهُ تبَـــعٌ****** للســـــاقطينَ وبيــنَ الحـــرِّ إن أنــــفا
أنتَ ابنها ، لا ركامُ القشِّ راهبـةٌ ******* كلاّ ، ولن مــن فحيح الصــلَّ ترتجفا(3) خذْ ما تشاءُ مـــــن التنويمِ هيمنة ً*****أيــنَ البطولــــة ُللأبــــرارِ والشّـُــرفا ؟!
منّا الحضاراتُ قد سـادتْ ركائزها**** قـــفْ ! واسألِ الدّهرَ إذْ كنّا ، وما خلفا
لا يستبينُ ضحى الغبــــراءِ،عجّتها ***** تُدني الذليل وترمي عـــــــزّها قذفا
فوضى تشيرُ إلى الأقـــــــدارِ هازئةً ً****** يا خيرَ مَــــنْ سلبَ الآنامَ أو نسفا!!
شعبٌ كــأنّ بلا عــرقٍ يعــرّقــــهُ *** ***** يـا للـرجالِ ! ألا رأسٌ ، فـوا أســـفا
عمرٌ يمرُّ بذي الآمــــــالِ يرقبُها ******* يومـــاً بيـومٍ فلا بــرّتْ ولا نصـــــفا
إنّ الحياةَ إذا لا ترتجــي أمـلاً ****** كالمــــوت ســـــــيّان ، إذْ أيّـامها حُتفا
يا صاحبيَّ قفا نحدو على وطـــنٍ *** ***** دامــي الجراح، قفـا يا صاحبيَّ قفـا!!
هلّ كانَ أعذبَ من ماءِ الفراتِ؟ وكـمْ ***** * يا دجلةَ الخير! يا لهفي ومَنْ لهفا!!
يا دجلة الخيرِ! جرحٌ في ضمائرنا ***** قلبٌ يذوبُ ، ودمـعُ العيــــــنِ قد وكفا
تباً لقومٍ يسودُ الجرمُ عالمهم ******** يغري الجهولَ ، ويخشى العلمَ والظرفا
صبراً جميلاً على البلوى ، وإنْ دهمتْ ***** نحنُ لها ، وسيروي عزمنا النطفا
والدّهرُ ينجبّ ليلاً ، أمــــــره عجبٌ ******** قــد يرتـــدي الأملَ المعقودَ ملتحفا
سمعاً ! ولا أتّقي قولاً بخــــــاتمةٍ *******عاش العراقُ ، ليبقى فوقَ مَـــــنْ وصفا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) نظمت عدة أبيات ارتجالية عند وصولي مدينة النجف الأشرف سنة 2004 نسيتها وكان مطلعها : اكرم بدنياك كدر الهمِّ قد سلفا *** حيّ الإمام وحيّ الأهل والنجفا وهذه الأيام تذكرت المطلع ونظمت على غراره ، وختمت القصيدة قبل أحداث الموصل الأخيرة ، ثم أضفت عليها بضعة أبيات بعدها ، فولدت القصيدة هكذا بذاتيتها وموضوعيتها (1) النابغة الذبياني من حيرة النجف ، أحمد بن الحسين المتنبي من كوفة النجف ، الجواهري ابن النجف !! (2) أسيل أم صفا ، ابنة الشاعر واسطة العقد ، وزيد الابن الأكبر ، وعباس الأصغر (3) أنا أحياناً أسير على نهج المدرسة الكوفية ، ولي مؤلف ( نشأة النحو العربي ومسيرته الكوفية / مقارنة بين النحو الكوفي والنحو البصري ) ، والمتنبي والجواهري كثيرا ما ينهجانها ، وهما من أبنائها ، وأنا أزعم كذلك ، وعراقتي فيها تمتد لمئات من السنين ، المهم ، العرب قد يفصلون بين لن ومعمولها ، والكوفيون يسيرون على الشاذ حتى أنني في بحثي عن الضرائر الشعرية ، ونشرته خمس حلقات مطولة ، أدرجة خمسين ضرورة شعرية !! ، ومنها ما سمع من العرب قولهم : لن ما رأيت أبا يزيد مقاتلا ***أدعَ القتال وأشهدَ الهيجاء المعنى لن أدع القتال ما رأيت أبا يزيد مقاتلا ، ـ (ما) مصدرية ظرفية تسبك مع ما بعدها بمصدر أي لن أدع القتال مدة رؤيتي أبا يزيد مقاتلا .والفعل أدع : منصوب بلن ، وأشهد منصوب بأن مضمرة جوازا بعد واو العطف والمصدر معطوف على القتال. البيت من الكامل وهو في خصائص ابن جني :2/411 ، ومقرب ابن عصفور : 1/262 ، ومغني لبيب ابن هشام الأنصاري : 373 شرح هذه النقطة فقط للتوضيح ، والقياس على غيرها .. والشعر صعبٌ وطويل سلمه !!!
#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اأحمد لصافي النجفي : حياته شعره خطفاً مانعا
-
(ولا نعرفُ ما الآتي ...!!) هذا تموز ، والعراق يغلي ، وقصيدتي
...
-
الأحيمر السعدي : استأنس ذئبه ، وطيّر إنسانه
-
الطالبي يخصني ب (حكايا أبي مِن سنبلِ النورِ تسطعُ) ، فعارضته
...
-
لَوْ أطْلَقَتْنِي فِي سَمَا رِحَابِهَا
-
يَا عِيْدُ ماذَا تُمَنّي النّفْسَ يَا عِيْدُ
-
المقنع الكندي:تحليل قصيدته (يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ..) نق
...
-
تتزعْزعُ الدّنْيا ، ولا تتزعْزعُ
-
رمضانيات : خمس حكايات من التراث العربي
-
أجبْ يا أيّها البلدُ الصبورُ..!!!
-
سناء الحافي ترفدني بقصائد وجدانية ولا أروع !!
-
الانتخابات العراقية بين اليعقوبي والرصافي والشبيبي والجواهري
-
الانتخابات قادمة : لكلِّ نطاحٍ لهُ ناطحهْ
-
الانتصار للمرأة العربية بين الله والناس ، وقصيدتي عنها ؟!!
-
1 - أروع شعر الحكمة العربي ، ولي حكمي !!
-
2 - إخوانيات إخواني الشعراء تقريظاً
-
علم البلاغة : المعاني البيان البديع
-
بِتُّ أشْكُو قِصرَ الْليِل مَعَكْ...!!
-
17 - قطري بن الفجاءة : أقولُ لها وَقَد طارَت شَعاعاً
-
ماذا وجدتّ بذي الحياةِ وكلُّ عمركَ تبحثُ؟!
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|