أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى الصيني - القصيدة السردية التعبيرية.. بين التجريد والتعبير














المزيد.....

القصيدة السردية التعبيرية.. بين التجريد والتعبير


هدى الصيني

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 26 - 23:59
المحور: الادب والفن
    


في ظل التحولات الثقافية والأدبية المعاصرة نرى بوضوح الإنزياح في الأساليب الشعرية للقصيدة العربية ولعل أكثرها تجلّ في قصيدة النثر المنفلتة من قيود الموزون وقضبان التفعيلة لتأخذ أشكالا حرّة في عصر الحداثة بتحليق يصل بها إلى فضاء مابعد الحداثوية فتأخذ عدة مسارات لكل منها تقنياتها ،لابد هنا من التمييز بين النثر الشعري وبين السرد النعبيري المنبثق من قلب النثر . لقد كان للدكتور أنور غني الموسوي الريادة في الغوص في مكنوناتها واصطياد المحار من محيطاتها وذهب إلى تشكيل مدرسة تجديد التي تعنى بالسرد التعبيري معبرة وقدم لرواده العديد من المؤلفات للتعريف بماهيتها وأبعادها..يقول د. أنور إن السرد التعبيري هو سرد لابقصد السرد هو السرد الممانع والمقاوم للسرد، إنه السرد بقصد الأيحاء والرمز لابقصد الحكاية والوصف من هذا المنطلق انبرت أقلام ثلة من الكتاب لكتابة السردية التعبيرية بشكلها الأفقي المتواصل بالجمل المترابطة والكتلة الواحدة بإسلوب شاعري زاخر بالرمزية والصور والإضمار والخيال مع الحفاظ على جزورها الواقعية لتوصيل رسالة بكامل الحرية المنظمة باسلوب سردي ممانع للسرد وشاعرية تلامس شغاف القلوب وتستفز براكين الشعور لترسم الكلمات بمداد الإحساس وتفجير طاقات اللغة واقتناص لحظة التجلي لعوالم الدهشة فتتهادى قصيدة السرد النموذجية من خلال تناغم الروح مع اللحظةالشاعرية بعزف قلم محترف على أوتار الحروف. وقد اتخذت عدة أبعاد وأصناف لعل أجملها الزاخرة بالتجريد الذي بات حاجة ملحة تفرص نفسها على واقع لم تعد تنطلي علية بساطة اسلوب التعبير الشعري إنما بتوصيل الرسالة بلغة الإحساس والعاطفة برمزية عالية وترك الأبواب مفتوحة لليحاء والتأويل بقليل من التعبير المعنوي بانسيابية عذبة تتأرجح بين الواقع والخيال لتبهرنا الحكاية بلا حكاية تستفز حواس القارئ للبحث والإستكشاف بإسلوب السهل المنتنع

هاهي قصيدة (ابن الحرب )للدكتور أنور جابر مفعمة بالعاطفة والإحساس والتعبير معا
ابن الحرب
انا ابن الحرب؛ذاكرتي كانت يوجد بواسطة رقصها الخشن وقلبي ملون بروحها الكئيبة. عندما تنتهي حكايات الجبل عند ركبتيها الباردة، ستجدينني في زواياها المدخنة مع يا المروعة ، انظرإلى مائي ، إنه قذر، وانظر إلى مستقبلي ، إنه لاشئ سوى الغموض. انا ابن صالح لذا أنا مرآة لها .يمكنني أن أمزق كل الزهور في الصباح النائم.يمكنني أن أشرب كل حليب الأبقار الأسترالية ويمكنني أن أدمر كل أرواح غابة الأرز هنا ،في صدري نار اسطورية بصوت يدمر المرايا الجميلة بأكملها والعاطفة تقتل أحلام القمر.

يالها من ملحمة مضغوطة حد الإنفجار للسفر العميق في مكنونات الذات وتصور رؤية واقع بسرد مضاد للسرد .

أما ..متعددة الأصوات من حيث الرؤى والشخوص والأساليب الشعرية الفسيفسائية لغة المرايا
نرى ذلك يتجلى في نص الشاعر العراقي كريم عبدالله

المرايا والنص الفسيفسائي
أزهار الليلك على شرفتك والفجر الساطع في وجنتيك الورديتين، وهذه السماء الشاسعة بزرقتها كعينيك الفيروزيتين، ستسافر الروح فيها، تتعكر بفيض من أنفاسك الخرافية، أسمع الأناشيد تتعالى في حصونك تستقبل خيولي، ماأوحش الطريق إليك إذا كان مظلماوبعيدا...!.من لهذه الآثام عير ينابيعك المتدفقة تغدق عليها بالمغفرة...! المعابد التي أينعت فيها أشجار الزيزفون عاد يرصع جدرانها عقيقك الأحمر، وأنا متوج بزهوك ستعمدني شلالاتك بالسعادة الدائمة ، إليك سأحمل الغار إكليلا يرصع جبهتك الضاجة باللهفة وسنابل القمح سترقص فؤ حقولك المترعة عشقا ، كم هي ناضجة حباتها المئة ! سعيدة تداعبها مياه جداولي سعيدة تردد صدى ترانيم البهجة.
تصوير بنورامي بعدة عدسات ترصد الحدث بحرفية عالية.
إذاً السردية التعبيرة قصيدة المرايا والتصوير بلغة العاطفة والرسم بالكلمات التعبيرية لإيصال رسالة من عمق الواقع باسلوب ينبض بروح الشعر وعمق الإحساس تعكس مرايا عوالم الداخل ترصد الخارج بسنمائية عالية ترتقي بالأدب الإبداعي المترفع عن سذاجة التعبير إلى اقتناص جواهر اللغة وصياغتها بأبهى الحلي على مقاس يرضي الذائقةالشفيفة.



#هدى_الصيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهداء
- وشوشات الشمس
- طغيان (( سرد تعبيري ))
- انكسار الضوء
- تجلٍّ
- هايكو للأبلسة
- عصارة ألم


المزيد.....




- ما زال الحب مُزهراً
- العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية
- -نون- عنواناً لجلسة شعرية عامرة في اتحاد الأدباء
- مجدي صابر.. رحلة كاتب شكلته الكتب وصقله الشارع
- البحث عن الملاذ في أعمال خمسة فنانين من عمان في بينالي فيني ...
- تادغ هيكي.. كوميدي أيرلندي وظف موهبته لدعم القضية الفلسطينية ...
- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى الصيني - القصيدة السردية التعبيرية.. بين التجريد والتعبير