أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عواد احمد صالح - مقدمة ثانية لتاريخ ملوك الطوائف















المزيد.....

مقدمة ثانية لتاريخ ملوك الطوائف


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 12:50
المحور: الادب والفن
    


كل هذا الذي يتحصن خلف الصدى ورق يابس ، بشر في جفاف القصب ، ليس للسؤال وجه وله كل الوجوه ..وجه شارد في المدى وجه قابع في ظلام السؤال ..ليس للحضارة مسمى انها البدء والمنتهى ، وخريف بابل متصل متصل بنسيج من القنوط والعواصف..
للحضارة موج الى النهر يفضي او الى السراب
سرب قطيع هاجر نحو البداوة ، ماروى لنا طلل قصة يانعة ، نبكي الذي ضاع منا ، الوجوه التي الفتنا لم تعد غير بطيخ يتهاوى من الشرفات المتصدعة ...
اذكر نجد والكوفة اذكر عليا وابا ذر اذكر ملك بن نويرة سيد المذبوحين ،اذكر الزنج والقرامطة وارى تاريخ بلادي واحة لشهوات الملائكة واللصوص والقاتلين .
اين تاريخنا ، هل ثمة نبع ؟ هل ثمة ضفاف حبلى بالمواعيد ؟ مازال السيف حاكما وحكما ...
الاشلاء مازالت معابر للطغيان .. بقايا رؤوس تناثرت ، وآخرين يبحثون عن رداء يلم بقايا الجسد.
صار تاريخنا جرس وغراب
ناعق من وراء الخطى
وطن غارق في المقاتل
فقد اللون والطعم ..
تائه في سديم الخراب !!
الشوارع صارخة في الوجوه
امام المباني هشيم /
بقايا دم وحجار
وبكاء أمام القباب ...
الأرض تعوم على جبة الخلافة ، والحشود رمل امام الأمير ، الله معقود على لسانه جاءكم بالذقال ، قال جئتكم بالنهار اجرجره بخيوط الحكمة ، لكن الليل مازال هو القميص والرداء .. والضوء قوس منكسر في جغرافية الابجدية .. وفي بادية العقول ..
اجلاف ومرتهنون للغزاة وللشهوات العقيمة سيل دمامل نمى في اقاليم الذاكرة الحطيمة ، تاريخنا رمل وسرير دم وغبار ليس للبدء نهاية والملوك يتكررون ..
لا وجه امام هذه الشريعة ، لا رأي امام اسفار الدم .

اركب الخوف ورأسي مجمره
والفضاء الاحدب المكسور
اعمى ..
والقيود
غابة في كل ركن حاضره
قيل شجرة زيتها يضيء هي الهدى والدليل ، لكن السواد هو الرسالة والبحر هو الملكوت والمنافي ، وليس للمستضعفين الا ان ينظروا في ابهاء عتيقة حيث تحول المظلوم الى ظالم وتحول الفكر الى هاوية ..
ليس لك الا تقول : ليس ثمة خيط يربط بين هذا الفضاء وذلك المستنقع الذي يسمى الأصول ، ليس ثمة فرق بين القيد والسوار.. ليس ثمة فرق بين الماء والوعاء !!
ظلالات
ظلالات ..
ممتدة باتجاه البساتين لما تزل تتسلى بدم الغافلين هذا من البيئة السالبة وذاك من البيئة الموجبة .. لم يصطفيه الأله او السادة الوارثين ، للركام الآسن موائد ومسميات والطريق دوامة للنار وليس للماء نسيج او ركن يأوي اليه ..
صارت البشارة ..
آية للدماء او نكهة للحريق ..
والبداوة سفر .. ماله آخر ...
والصراعات تعلك أجسادنا والعقول
لم يعد لها في الزوايا سطور ..
لم يعد مشهد للطريق
الأرض تلتحف بالدماء .. أي ربيع اسود هذ الذي تحترق في اوتاره الغصون ؟؟
لكل رقعة فاصلة .. ولكل طائفة مالك ومملوك ...!! هناك من يتسلى برماد العقل ... وهناك من يتسلى بسعير القتل ..
انه عصر لطوفان واجساد تعوم
في سماء خلعت منها النجوم ..
قيل سيف وكتاب
امة تشرى ومحجوب يغذيه الحجاب ..
سقطت سنبلة وانهار سطح
واستوى في جهله العقل / اليباب
كلما عدنا الى الخلف وسائلنا أمانينا
التي غابت متى سوف تعود؟
طفح الرمل من الكيل
استوى اليابس والاخضر في الفصل
وفي نهر الكلام
فالصدى من حولنا محض قشور
والخطى جهل ، اضاليل .. وفوضى وانتقام !!
من يبسط اشرعة الحروف؟ من يسلخ هذه الضروع اليابسة عن جلد النهار المتقرن ؟؟ ثمة اعياد ومواسم غائبة ومواعيد مؤجلة .. ونحن نستحضر اسمالنا ، ونحتفل بحماقات صفراء .. ونقول نحن في السنام وفي العلى وبين القاع والهاوية نركض مقيدين ، نبحث عن امارات نفتطعها من جلودنا ؟؟ مغلفين بالف شرنقة كالعناكب نتدلى في سرير الظلام ..هل ثمة جاهلية اخرى؟؟ لا فضاء يتسع لأحقادنا لا صحراء اخرى لحروب البسوس لا ملوك يؤون ثارات امرؤ القيس لاغزوات جديدة تغسل عارنا الابدي .... فمن يمنحنا لغة اخرى ، ابجدية ثانية لنرمم نثار الجسد المتداعي في دواخلنا لنكتب تاريخا جديدا مغسولا بالماء والصابون !!

قال عبد الله شيئا :
كان لي في الارض زرع ، بذرته لي وللاخرين اسميته سلام ، هو الحق او هكذا خلته ، اكسيرا
لحرائق احزاني للطريق ووعثاءه .
في برزخ مالح ضاع ، في ارض كانت مهبط الآلهة القاسية: انليل ، انانا ، مردوخ ، كان زفرة الطبيعة وخاصرة الزمان ، معجون بدم الفقراء والمقهورين .
وطن ، سراج منطفيء تكالبت عليه الغوايات باسم شمس تبتكر .. وباسم ولادات مبهمة..!

وطن اتخمه الحزن وادماه البكاء
يحفر الذاكرة العمياء بالعقم
ويستفتي السماء
غزوات وامارات شجن
وشظايا لجراح اينعت مثل حقول ..
آه ما ارخص شعبي ..
في بلاد زادها الموت ومأواها الكفن ..
ازكمت رائحة الماضي شرايين الهواء

هذا ربيع الزرائب ، وثمارها القميئة .. الغزاة في احشاءنا والقشور في الأروقة والدهاليز والبيوت والخلايا مرايا موشومة بالطعنات لاعشب في الضفاف ، الخراب سيد هو الشاهد والشهيد .
كيف سأصنع خارطة لكل هذه التضاريس الدامية ؟؟ وماذا سأفعل بقناديل الحكمة امام شرائع الظلام؟ ربما ادرك او لا ادرك ما يضمر الخريف الذي اسميته ربيعا ؟ ..
غرباء ومستضعفون في اصقاع الكواسر وصمت المومياءات ، الشمس تنكسر امام العتبات وامام الأبواب ..حناجر تهتف وتتلذذ بالقتل ...
كانوا جائعين ، كانوا حفاة سقطوا من هاوية الماضي من سماء ملبدة بالحجر ، بالغمام بالعطش والسديم .
عبيد ..
امة عبيد
كانوا عبيدا كتب لهم الوعاظ اية السيف والقلم .تقياهم التاريخ صاروا سحابا ، قبائل ، وشعوب استيقظت امام الزلازل امام التخوم الجريئة ، قالوا لنا الأعالي لنا المساء لنا نساء يمطرن زينة وعطرا وهكذا تمزق الثوب وماجت الرؤوس وامطرت سحابا ثقيلا ، ادخلو الملآ في عنق الزجاجة ، صارت الايام حجرا يثقل الكواهل .. صارت غرفا مختنقة بالظلال .
امة تكبو طوابير رعود وألم
حاضر دام وليل قفص
وغد منكسر مثل قصب
صنم يسقط والحقل يموج
باحابيل ويطفو بدل الواحد مليون صنم ..

هل نحن شهود زور ..؟ ماذا سنقرأ فيما الخراب ديدن للذعر والذهول ؟؟ فيما هذا النزيف يعكرصفو السماء وينتهك البراءة ؟؟ تختلط الرايات والفصول ، لم يكن العقل إماما ، التعاويذ مالحة وكل كلمة فقاعة او نشيج ..
بلاد يعاد مضغها لتناسب مقاس الغزاة والمماليك ، تتكسر كالصلصال .. نبوءة العين ماعادت تستشرف المصابيح كل مصباح شيطان رجيم ، تاريخنا/ الحاضر او الحاضر التاريخ خليج أعمى ومركب ضال ..
كيف لي ان ارمم حاشية السواد ؟؟ ، والركام ينغل قي الجفون والخواصر ؟

23-3- 2006



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطروحات حول المسألة الطائفية في العراق
- المرأة بين سلطة الرجل ونار المجتمع
- إمرأة لكل المواسم
- في الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية
- سبات آدم
- بعد فوز حماس : ما هو مستقبل التغيير الديمقراطي في المنطقة ال ...
- خريف السلالات
- حول أسباب سقوط الاتحاد السوفياتي وجذور الإصلاحية في الحركة ا ...
- اصقاع خربة
- الصفات لك ايها الفجر المورق
- مطلب الفيدرالية : بين فيدرالية كردستان وفيدرالية الجنوب
- الحقائق التي افرزتها الأنتخابات العراقية
- الحقائق التي افرزتها الانتخابات
- القائمة العراقية الوطنية ضمانة لترسيخ الديمقراطية ووضعها في ...
- لمناسبة الذكرى 88 لثورة اكتوبر الأشتراكية العظمى: بعض الدروس ...
- اشكالية الديموقراطية والأصلاح السياسي في العالم العربي
- اطلس الجرائق
- تاريخ الحزب الشيوعي العراقي هو تاريخ المساومات والمراهنات ال ...
- غريب مثواك ايها البؤس
- ثقافة الاستبداد تأطير الحلم وتهميش الوعي


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عواد احمد صالح - مقدمة ثانية لتاريخ ملوك الطوائف