|
الحلقه الثالثه من مذكرات جنبين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت
ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 12:50
المحور:
كتابات ساخرة
الايام تمر حبلى بالهموم والمتاعب مضيفة لحمل امي حملا اثقل يكاد ان يقصم ظهرها فجميع افراد اسرتي اصيبوا بسعال حاد والسبب هو افتقار الشبابيك للزجاج فشكت والدتي لخالتي التي اتت لزيارتنا ذلك فقدمت الخاله الحنونه نصيحة غالية الثمن جدا جدا وهي ان تضع الكارتون بدل الزجاج ضحكت والدتي بحزن وشر البلية ما يضحك وشكرتها على هذه الهديه القيمه واعتذرت لها بان الدار لم يصلها التيار الكهربائي بعد والسبب كان الحصار حيث ان المنطقه حديثه البناء وسيصبح الدار قبرا ان اخذت والدتي بتلك النصيحة الغاليه ولكن شقيق والدي الاصغر زارنا باكيا لان المرحومه جدتي زارته في المنام باكيه وطلبت منه مساعدة والدي كان عمي هذا لا يشبه العرب من قريب او بعيد فكل من يراه يظنه اوربيا فشقاره وزرقة عينيه يوحي بذلك وكانت والدتي تمازحه وتقول له بانه من مخلفات الاستعمار البريطاني فكان يرد عليها ضاحكا بان اختي الكبرى ستكون من هذه المخلفات لكونهاتحمل نفس صفاته فتضحك والدتي ايضا كان قلب عمي هذا ناصع البياض يحسبه الانسان طفلا صغيرا لم يكتمل نضجه بعد ولقد تزوج بفتاة رغم عدم موافقة اهله لها فكانوا يلقبونها بالصخله ثم تزوج باخرى لم تنل رضاهم ايضا فاطلقوا عليها لقب النعجه كانت تصرفاته البريئه تغضب جميع افراد العائله وعندما اصطحب زوجته الثانيه لزيارة اهله كان محل غضب ورثاء الجميع له وعندما سالته ابنة شقيقه ان كان يشكو علة في عينيه الجميلتين فلا يختار الا القبيحات اجابهاضاحكاان تتكلم بهدوء كي لا تسمعها العروس ثم همس لها بانه يريد ان يفتح حديقة حيوانات عندها ضحكت ابنة اخيه بصوت عال مما جعل الجميع يتسائل عم يضحكهاوكان عمي هذا في حالة عشق دائم وكان توقيعه يحمل حرف الفاء مكررا خمس مرات ويعلل ذلك بانه احب خمس نساء تبدا اسماؤهن بهذا الحرف وكذلك اسم والده يبدا بحرف الفاء وعندما احتجت عليه والدتي بان اسم ابيه جمعه قال لها موبخا ولكن الا تعلمين ان جمعه تترجم الى فرايدي باللغة النكليزيه فيضحك الجميع ويؤيدونه لقد كان عمي هذا سكيرا من الدرجة الاولى وعندما زار مكة المكرمه مرسلا من قبل وزارة الاوقاف ملاء ترمسا بالعرق اخبرتنا بذلك جدتي لامي التي كانت بصحبته فلقد احست بالعطش الشديد وطلبت ان يسقيها قليلا من الماء الذي يحمله يقدم لها العرق ضاحكا تفضلي اشربي من ماء زمزم فما كان من جدتي الا ان توبخه بعنف عندما اكتشفت وهي تهم بشرب الماء بانه لم يكن الا عرقا وتهدده بسوء العاقبه ولما عاد عمي الى العراق علم بان ابنته الكبرى قد اصيبت بحروق خطيره ثم توفيت بعد قدومه بايام كان تعليل جدتي بان ما حصل لعمي هو عقاب من الله وكان عمي ينتمي لحزب البعث ويحمل درجة حزبيه عاليه وفي احدى نوبات السكر اخذ يكيل السباب والكلمات السوقيه البذيئه للسيد الرئيس كماا وضح للاهل عندما سالوه لماذا اودع السجن ثم فصل من الجامعه للسبب نفسه المهم ان عمي بكى في بيتنا كثيرا وهو يحكي لاهلي حلم المرحومه جدتي ثم وضع يده على انفه وتمخط بشده والقى بكل ما في يده على الارض واطلق ضحكة عاليه ودمعه لا تزال عالقة بعينيه فضحك الجميع وساد البيت جوا من الهرج والمرج اما عمي فاصطحب والدي لشراء الزجاج ثم عاد محملا به وبدا يشتغل ليلا ونهارا الى ان اكمله.كان الجوع وحشا قاسيا عانا من ظلمه كل الشرفاء والانقياء فوجوه الناس تبدو شاحبه وملابسهم اصبحت واسعة بشكل ملحوظ كان الطلاب لا طاقة لديهم للاستماع او المشاركة في الدرس فكانت والدتي تقدر ذلك وتطلب منهم الانتباه فقط وتقوم هي بشرح الموضوع بامعان واستمرت بهذه الطريقه محاولة ان تخفف عبئ التفكير عن الطلاب وكانت الامهات يطلبن منها ان تنصح الاطفال بتناول الخبز والشاي في وجبة الفطور لانهم يلحون على طلب البيض او الجبن وهذا ما لايستطيعه الاهل فكانت والدتي تقسم لها وهي صادقه بانها تتمنى ان تشبع من الخبز الذي تتمناه ولا تجده احيانا وكان اطفال شهداء الحرب العراقيه الايرانيه هم اشد الجميع تضررا فان تزوجت الام فغالبا ما تخفي زواجها عن الناس اما خجلا من مواجهة الناس واتهامهم لها بعدم الوفاء واما خوفا من الزوجة الاولى فكان الطفل يشعر بالعار والخزي ويحقد على امه ويتمنى موتها ويحقد كذلك على جميع الاطفال الذين لم يفقدوا ابائهم في الحرب اللعينه وبدا نمو الاطفال يتراجع بشده فابن الثانية عشر يبدو وكانه ابن ثمان سنوات وهكذا كانت نفس الدتي تهفو لقليل من السمك او الدجاج وكانت تحلم برائحتهماالشهيه وعندما تشمها قادمه من بيوت الرفاق تلعن الحزب ومن اسسه واللحظه التي خلق فيها ميشيل وصدام على ذكر المرحوم ميشيل في احد الايام صدر قرار بان تنظم جميع المعلمات للحزب الفاشي فرفض والدي واقسم بان لا تنظم والدتي اليه ولكنه رضخ للامر لان الموضوع لا دخل لوالدتي فيه وانما كان هذا قرار السيد الرئيس وقرار الرئيس لا يمكن مناقشته فكانت تتغيب باستمرار ولهذا لم تفهم تعرف شيئافي الاجتماع التالي فيسالت عمي ان يشرح ويوضح لها كل ما يتعلق بالحزب فنصحها بقراءة كتاب في سبيل البعث لميشيل عفلق ثم اردف ضاحكا بانها سوف لن تفهم منه شيئا
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحلقه الثانيه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا
...
-
مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه
...
-
القلق
-
النصيب
-
من هو المسلم حقا
المزيد.....
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|