أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - اللغة والفكر














المزيد.....

اللغة والفكر


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1502 - 2006 / 3 / 27 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


تعبر اللغة عن أسلوب التفكير لدى أمة ما، فهي تنقل أفكارها وآراءها وتختلف الأمم بعضها عن بعض في طريقة إيصال معارفها عبر الكتابة. لأن وعي المثقف يتشكل من خلال اكتساباته المعرفية لذات الأمة الحضارية، وفيما بعد تتعدد سُبل اكتساباته للمعارف من الأمم الأخرى.
كما أن اللغة أداة للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر، وهي تختلف من أمة لأخرى تبعاً لاختلاف أنماط التفكير والقيم والعادات الاجتماعية......وبغض النظر عن استخدام لغة غير اللغة الأم في التعبير فإنها تعكس المكتسبات المعرفية للكاتب ذاته.
إن الأمة التي تعاني من تصحر في رفدها المعرفي وتنهل مكتسباتها المعرفية من أمم أخرى، لايمكنها أن تختط لها طريقة وأسلوب في الكتابة بلغتها الأم. وينطبق ذلك على طريقة تعبيرها عن الأحاسيس والمشاعر، فالصياغات والرموز اللغوية وطريقة الوصف التي تعكس صور الواقع هي من مدلولات اللغة الحاضنة للمعرفة.
ولايمكن فصل اللغة عن الفكر لأن الأولى أداة التعبير عن الثاني، فالتفكير ذاته أسلوب لمناقشة الفكرة داخل منظومة العقل ولايمكن لهذه الفكرة أن تخرج من ذاتها إلى المجتمع دون مدلولات اللغة. وينطبق ذلك على الأحاسيس والمشاعر السجينة في منظومة القلب، فبدون الآليات والرموز اللغوية لايمكن التعبير عنها لاستمالة الأخر.
يعتقد ((رونيه أوبير))"أن امتلاك اللغة يتيح التعبير الدقيق عن الأفكار ويصنفها، تصنيفاً منظماً".
ويختلف أسلوب التعبير في اللغة من كاتب لأخر تبعاً لمستوى وعيه ومكتسباته المعرفية واللغوية، فاللغة فضاء واسع من الكلمات والرموز والصور والمعاني والمصطلحات...والمبدع هو الذي يستطيع توظيفها بأسلوبه الخاص للتعبير عن إحساسه ومشاعره.
ويأتي في مقدمة المبدعين، الشعراء الذين يحسنون توظيف الآليات والرموز اللغوية لخلق أسلوب خاص بهم يختلف بنورقه وجماليته عن أقرانهم الآخرين. هذا التوظيف لمكونات اللغة في الصياغة الشعرية للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر الذاتية، لايمتلك ناصيته سوى المتبحرين بها والمطلعين على أساليبها.
يعبر ((إحسان عباس)) عن ذلك قائلاً:"يختلف إحساناً من لحظة إلى أخرى، فمن المستحيل أن نعبر عن إحساساتنا كما نحسها بواسطة اللغة الموضوعة. ولكل شاعر أن يبتكر اللغة التي تستطيع أن تعبر عن ذاتيته ومشاعره وما كان خاصاً يمر لمحاً وغامضاً، فمن المستحيل نقله بالتقرير والوصف وإنما يتم نقله بتتابع الكلمات والصور التي تستطيع أن توحي للقارئ أن هذه الرمزية هي تداعي في الأفكار بطريقة معقدة، ممثلة بخليط من المجازات التي يراد منها أن تنقل شعوراً ذاتياً خاصاً".
عموماً إذا كان الفكر سلسلة متتابعة من التفكير ترتكز على التراكمات المعرفية للأجيال لإنتاج معرفة جديدة فإن حلقات تلك السلسلة هي اللغة الجامعة لخلاصة التفكير الإنساني وصياغته وتصنيفه بإطار فكري محدد يسهل على الأجيال اللاحقة والأمم المختلفة التعاطي معه باعتباره نسق جامع للرؤى المعرفية للإنسانية.
وبهذا فإن اللغة وعاءً يجمع الآراء والأفكار والتقاليد والعادات والقيم للأمة ويحفظها على شكل صياغات ورموز وصور وتعابير ومصطلحات ومدلولات....تعبر عن رفدها المعرفي في الحضارة الإنسانية، وتلك الخاصية تفتقدها اللغات الميتة للأمم الهامشية غير القادرة على خلق حضارة خاصة بها أو الاستمرار برفدها المعرفي للتواصل مع الحضارة الإنسانية. وهذا ما يفسر اندثار بعض الأمم عبر التاريخ أو انصهارها في أمم أخرى، لها مساهماتها المعرفية في الحضارة الإنسانية.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور اللغة في التواصل الحضاري
- المهام والسلطات الثقافية في المجتمع
- مساهمة الثقافة في الإرث الحضاري للأمة
- صراع الأجيال في الوسط الثقافي
- نضوب الإبداع عند المبدع
- العمل الإبداعي وآلياته
- الكاتب والمجتمع
- الإبداع والفن في الأدب
- الأديب والموقف الإنساني
- الأسلوب الأدبي
- مهام الأدب
- ماهية الأدب
- آليات الإبداع عند الكاتب
- مواصفات الكاتب الجيد
- مهام الكاتب
- ماهية الكتابة
- نفسية الشعراء
- دور الشعر في النقد الاجتماعي
- الشعر والدين
- الشاعر والسياسة


المزيد.....




- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - اللغة والفكر