مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري
(Moemen Samir)
الحوار المتمدن-العدد: 5943 - 2018 / 7 / 24 - 18:48
المحور:
الادب والفن
.. والعجيبُ أن السعادةَ خدشتني ساعتها لمَّا هبطَ الطائرُ وحدَّقَ شامتاً وقالَ مات... أحبهُ أنا حقيقةً وفعلاً، لكني قبضتُ على لحظة الراحةِ التي جاست تحتَ جِلْدي، أمسكتها من رقبتها وصرختُ قولي... زَفَرَت وبَصَقت ولم تنبس إلا بـ"هَهْ"... الصديقُ الأقرب، النسيمُ الذي ظَلَّ يحبني حتى صَدَّقتْهُ السماءُ... كيفَ أسمعُ الأجراسَ تقرعُ في حفراتي وأصمتُ وأهدأُ وألعبُ مع النبضات الملوَّنةِ... هل لأني مَنْ أَصَرَّ على دهكِ الجدران ورَنَّمَ في صلواتهِ " أكرهُ الجميعَ بدون ظِلال " ؟ أم هو ارتباكي الأصيل... لا لن تتبجحَ وتَضِلَّ كأسلافكَ، هي الراحةُ التي طَلَعَت وملأت الطريقَ والسقوفَ وذاكرةَ الطيرِ... وأنا هو القاتلُ الدائمُ الذي يلبسُ خوذتهُ
وينصبُ الفِخاخَ
طول الشتاء ...
بالنسبة لكَ يا عم، فأنتَ البادئُ، مرَّت البهيَّةُ وألقت خطاباً مُزوَّقاً بقبلاتٍ تَشُرُّ سُمَّاً وأنت ارتحتَ من فؤادكَ وقلتَ يكونُ الأفندي تحتي ... شِلْتُكَ سنواتٍ حتى مللتُ واستقبلتَ رصاصاتي و وماتت أخيراً نظرتكَ القاصمة ..
الوحيدُ أنتَ يا أبي، الذي كان كريماً كعادة السالكينَ تحتَ الشهقةِ... سِبتَ لي خطواتٍ أدوسها على بَصَّاتِكَ وأنتشي... نظراتٍ أصطادها من فوق الأبوابِ والكفوفِ ... هامتي المقعية دائماً قُدَّامَ ظِلِّكَ الذي يتمدد كلَّ نفخةِ روحٍ ...
يقينكَ الذي دُسْتُهُ وضحكتُكَ التي فَصَّلْتُها أسفل
ملابسي القديمةِ ...
.................
أفرحُ في الموتى
ثم أعودُ لنفسي
مرتعداً ...
... أنصِبُ الفِخاخَ
وأقبعُ سنواتٍ ...
أرفُّ بقلبي ،
وأتنهد ...
#مؤمن_سمير (هاشتاغ)
Moemen_Samir#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟