أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - امتحان الرجولة














المزيد.....

امتحان الرجولة


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5942 - 2018 / 7 / 23 - 21:18
المحور: كتابات ساخرة
    


امتحان الرجولة

قصة ساخرة: نبيل عودة

يفتخر معظم الرجال انهم من اصحاب القول الفصل في تعاملهم مع نسائهم، فهم مصدر الدخل ـ حتى بوجود زوجة عاملة فهو المقرر بمصروفها، وهو مصدر الصلاحيات لأهل البيت، المرأة لا تنفذ الا ما يطلبه منها، وحين يصل للبيت بعد يوم عمل، يجد الطعام جاهزا، والحمام جاهز، والملابس النظيفة المكوية جاهزة، ما ان ينتهي من وجبة الطعام والحمام ولبس ملابسه النظيفة، ويتمدد على الكنبة امام التلفاز، حتى تكون غلاية القهوة قد جهزت، وإذا ما صدر صوت مرتفع من أحد الأولاد، تؤنبه الزوجة ان اصمت .. البابا عاد من العمل وهو متعب جدا ويجب ان نوفر له الهدوء والراحة.
هذه هي الصورة المثالية التي يرويها المتزوجون، شارحين بفخر سطوتهم ومكانتهم في منازلهم .. وكيف ان الزوجة مجرد وظيفة لضمان خدماته وتنفيذ ما يراه مناسبا.
غير ان الدكتور يوسف، خبير علم النفس الاجتماعي، القى محاضرة في نادي الشباب سخر فيها من ادعاءات الأزواج واصفا اياهم ب " الأزلام" بسخرية أضحكت جمهور المستمعين.
قال الدكتور يوسف ان البيت الحقيقي فيه تعاون كامل وتوزيع للواجبات البيتية، خاصة اذا كانت المرأة ايضا عاملة. وان ما يدعيه "الأزلام" هو تفاخر مضحك اكثر مما هو حقيقي. وأضاف ان المجتمعات العربية تعاني من فكر ماضوي بكل ما يخص النساء، حتى المنفتحين أكثر نجد لديهم ظواهر سلبية بكل ما يخص المرأة، وان ذلك الوصف الذي يتفاخر به الرجال عن سطوتهم هو مجرد اوهام وتفاخر كاذب. ان ابرز ما يحبه الرجال هي ساعة يستلقي على زوجته في الفراش. وان بعض الرجال يعتبرون الجماع مع الزوجة، نوعا من التقدير لها على ما تقوم به من خدمات له ولأولادها.
أحد الرجال الذي يبلغ طول شاربيه عشرين سنتيمترا قال انه عندما يغضب على زوجته يعاقبها بطريقة انسانية، بأن لا يعاشرها خلال اسبوع كامل، حتى تصبح مثل القطة التي تتمسح بسيقان صاحبها.
قال الدكتور يوسف ضاحكا اننا لا نعرف كيف تجري الأمور يوم الحساب، حين يصل البشر الطيبين الى جنة عدن، حيث يجري تقسيمهم من ملائكة السماء، حسب مراتب طيبتهم، وخاصة بموضوع تعاملهم مع المرأة، الزوجة او الأم وغيرهن من النساء. أضاف:
- تعالوا نتخيل يوم الحساب: كان الرجال في يوم الحساب يكررون على بعضهم البعض نفس قصص رجولتهم، حين ظهر الملاك جبرائيل، إنخرست الألسن وساد الصمت بانتظار ما سيقوله الملاك.
تأملهم جبرائيل طولا وعرضا ومن فوق الى تحت، عبس قليلا فخفقت قلوبهم بالخوف ان يكون القرار ارسالهم الى حيث العذاب والنيران التي تلتهم الجسد. بعد ان فرغ من النظر اليهم، طلب من النساء الانتقال لساحة اخرى بعيدا عن الرجال. ثم طلب من الرجال ان ينتظموا بصفين، في الصف الأول الرجال الذين كانوا خاضعين لزوجاتهم. وفي الصف الثاني يصطف الرجال الذين كانوا سائدين على زوجاتهم.
المفاجأة كانت ان صف الرجال الخاضعين لنسائهم، كان طويلا جدا لدرجة ان الساحة لم تتسع لهم بصف واحد.. فهم جبرائيل ان السبب هو ضمان مكانهم في الجنة، متنازلين عن ثرثرة رجولتهم، وهكذا تجمع المئات منهم في آخر الصف. بينما في الصف الثاني ، حيث الرجال السائدين على نسائهم، لم يكن سوى ثلاثة رجال فقط.
هذا الاصطفاف اثار ضحك جبرائيل ومساعديه من الملائكة، كانوا على قناعة ان الرجال الثلاثة يبالغون، حتى في حضورهم ليوم الحساب لا يتنازلون عن نفختم الكاذبة. ويبدو ان نقل النساء لماكن آخر، شجعهم على المبالغة.. سأل الرجال الثلاثة بسخرية:
- هل حقا كنتم اسيادا على نسائكم كما تدعون؟ وأضاف:
- الان سنفحص الحقيقة. ونتعرف على الطريقة التي سدتم فيها على نسائكم.
سأل الرجل الأول:
- حدثنا عن شكل علاقتك مع زوجتك الذي جعلك سائدا ومقررا؟
- سأقول الحقيقة.. كنت غارقا بعلاقات خارج الزواج خلال حياتي، والآن انا شديد الندم بسبب تصرفي غير السليم.. واريد ان يسامحني الله اذ عدت لعقلي وصلاتي قبل موتي.
وسأل الرجل الثاني:
- وانت كيف تفسر سيادتك على زوجتك؟
- خلال كل حياتي تنقلت من علاقة الى أخرى، لم اجد الحب ودائما رغبت ان اغير طريقي وان اتعامل مع المرأة بشكل لا غضاضة فيه، ولا اعرف اذا كنت اليوم سأحصل على فرصة لأغير علاقتي مع المرأة.. رغم اني عدت الى عقلي، واصلي الواجبات اليومية كلها واطلب دائما من الله ان يغفر لي ضلالي القديم.
- والآن بقي الشخص الثالث والأخير لنستمع منه كيف كان سائدا على زوجنه وعلى بيته.
- سيدي جبرائيل انا لا اعرف بماذا اجيب، انا بقيت في هذا الصف لأن زوجتي قبل ان ترسلوها مع سائر النساء لمكان آخر أمرتني أن ابقى في هذا الصف حتى تعود!!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر وملاحظات حول واقعنا الثقافي
- هل خسرت الناصرة 30 مليون شيكل لأن مصعب دخان لا يثق بعلي سلام ...
- جسر بيج فيشن لحل مشكلة المواصلات للناصرة ولكل البلدات في الم ...
- فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
- هل انهت جبهة الناصرة دورها التاريخي؟
- فلسفة مبسطة: من فلسفة كارل بوبر السياسية
- مرشح رئاسة
- انتصاركم بإسقاط ميزانية بلدية الناصرة هو شر من هزيمة!!
- يوميات نصراوي: الرقابة على الثقافة .. هي تدمير لكل القيم الأ ...
- اسقاط ميزانية بلدية الناصرة يسقط كل أوراق التين عن عورات الم ...
- دعوة لوجبة فاخرة
- يعدون ما في جيوبهم
- رؤساء أمريكيين في حضرة الخالق
- محامون
- مقابلة عمل
- هذا ما تبقى لكم...
- إطلاق صاروخ -استقالة-1- على بلدية قرطبة
- بانتظار إقرار مرشح الجبهة في الناصرة
- دور الصهيونيين الماركسيين في إقامة إسرائيل ونكبة الشعب الفلس ...
- أوهام انتخابية .. والزميل الضحية!!


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - امتحان الرجولة