أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - صيد الأفيال ثم تطييرها في الأعالي














المزيد.....

صيد الأفيال ثم تطييرها في الأعالي


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5941 - 2018 / 7 / 22 - 04:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صيد الأفيال ثم تطييرها في الأعالي

في عالمنا الثالث تلعب الحيلة والمكر والخديعة السياسية التي يمارسها الساسة والقادة دورا كبيرا في ترويض الشعوب وتخديرها بالاوهام والتضليل وتُظهر السلطة كذبا وزلفى بانها تهتمّ وتراعي وضع شعوبها وتعمل على انقاذها وحلّ أزمات مواطنيها بالرغم من انها -- اي السلطة -- هي من توقعه بهوّة التخلف وتُنزله الى القاع متعمدة .
قبل ايام شاهدت فيلما مؤثرا في احد أدغال افريقيا اذ يقوم صيادو الفيلة بحفر حفرة واسعة وعميقة جدا مغطاة بالحشائش على سبيل الغشّ والاختفاء في طريق الفيل حينما ينوي الذهاب الى مورد الماء والكلأ ويقع المسكين فيها حيث يظلله الصيادون بانها ارض سالكة ويحاول الخروج منها دون جدوى ، وهنا تلعب المكيدة دورها حيث ينقسم الصيادون الى مجموعتين ؛ المجموعة الاولى ترتدي لباسا احمر والأخرى بلباس ازرق وتكون مهمة زمرة الملابس الحمر تعذيب هذا الكائن الضخم المحاصر بالقاع ويشبعونه ضربا بالعصي ويزيدون غضبه حنقا وهو أسير حفرته التي لايمكن الخروج منها وحده ثم يأتي بعدهم ذوو اللباس الأزرق ليؤدوا دورا مصطنعا في التظاهر بالحنو والرأفة فيطعمونه ويسقونه ويربتون على جسده تعاطفا ويمسحون جسده ملمسا من الحنو الزائف ثم يتركونه في مكمنه الضيق دون ان ينتشلوه من القاع المحجور فيه .
ثم تتابع الزمرة الحمراء كيل الاذى بالفيل وتعذيبه اشد العذاب وتضاعف من تعنيفه اكثر مما سبق ثم تلحقه الزمرة الزرقاء وتؤدي دورها في اصطناع المحبة والاهتمام لتزرقه من إبر الحنو الكاذب وتطعمه وتصطنع التعاطف معه وتغذيه وتروي ظمأه لكنها تتركه في محبسه وهكذا دواليك حتى يظن الفيل المسكين ان هناك حليف له تسمى الزمرة الزرقاء المحبة والعطوفة مع انها تبقى تتركه في حفرته وتلقّنه درسا في التدجين وخلق الألفة الكاذبة والمودّة الزائفة للتمكّن من هذا الحيوان وتطويعه وإذلاله بالحنو والرعاية المضللة كي لا يبطش بهم عندما يخرج .
هنا لابدّ من ترتيب مفتعل للتوادّ بين الفيل وبين الزمرة الزرقاء خاصة حينما تقوم بأداء مسرحي مفتعل لطرد الزمرة الحمراء وإبعاد الأذى مؤقتا عن الفيل المحاصر الذي ترسّخ في ذهنه وبقناعة تامة ان الزمرة الزرقاء تتضامن معه وتبعد الشرور عنه وتغذّيه وترويه وتبعد الأشرار عنه .
ولكي تطمئنه اكثر تقوم الزمرة الصالحة بعد ذلك بإخراجه من الحفرة وهو فرح ومذعن ويتم انتشاله هيكلا ضخما لكنه طيّع ومدجّن مسالم سهل القياد وخاضع خضوع المستكين الراضي بمن خدعه وروّضه ليكون كالخاتم في الاصبع طائعا ذليلا وهو الضخم الجثة وقد ذابت صلابته وقوته وعناده بوسائل الخديعة والمكر والتلقين وينسى ان هؤلاء القوم ذوي الملابس الزرق هم من أوقعوه في التهلكة ولم يقوموا بإنقاذه منذ اول وهلة .
ومادمنا في ذكر الفيلة وخديعتها وترويضها بالوسائل الماكرة ، فهناك ايضا مصطلح غاية في الفكاهة والتندّر يعرفه اهلنا كلهم وهو " تطيير الفيلة " وتحليقها في اعالي الفضاء سواء من قبل السلطة و شعبها الرازح تحت رحمتها دلالة على حجم الكذب الذي تمارسه سلطاتنا على شعوبها واذكر هنا بعض امثلة الكذب المفرط والتصريحات والوعود الزائفة بان بلادي العراق ستكون " يابانا " اخرى في صميم الشرق الاوسط ومركز اشعاع للشعوب المجاورة في التقدم والرقي والديمقراطية والنظام الجديد بعد الإطاحة بالدكتاتورية ثم تم تطيير أفيال أخرى بلسان مسؤول كبير بان العراق سيكتفي بانتاجه من الطاقة الكهربائية وينعم بالهناء ودعة العيش في القيظ الحارق التي تتجاوز درجات الحرارة بما يفوق الخمسين درجة مئوية في غالب أيامه وثم تشغيل مصانعه ومرافقه الاخرى والفائض من الكهرباء سيتم تصديره الى دول الجوار لتعمّ الحياة الهانئة في ربوع الرافدين والربوع الاخرى المجاورة .
بهذه الاساليب الماكرة المخادعة التي تقوم بها السلطات الشريرة الخبيثة يتم ترويض وتخدير الشعوب القوية الارادة والفكر والعضل لكي تكون واهنة ومطيعة ومستسلمة وخاضعة لمن تتوهم انه منقذها طالما انها لاتستطيع كبح جماحها فالحيلة والخديعة وحدها تلعب دورها الفعّال في جعل الشعوب مستكينة وراضية بقدرها وتتوهم انها تمتلك أناساً أمناء عليها مثل هؤلاء ذوي الملابس الزرق .
ألسنا قبلا في بلاد النهرين والتي أضحت الآن بلاد القهرين قد خدعنا بذوي الملابس الزيتونية من حثالات البعث والان نخدع مجددا بالعمائم وطيلسانات وجبب ولحى رجال الدين وتجار العقائد والمذاهب وامراء الحروب وزعماء الميليشيات وغيرهم من مخلوقات الدرجات المنحطة ومن الأقوام السافلة ورثاثات المجتمع ليقودوا ويتسلطوا ويحكموا بذرائع حماية الدين والمذهب والعِرق ويوهموا الناس السذج بانهم حصن الحماية الحصين والمدافعين عن الضعفاء والمنقذين والحامين والرعاة الشرفاء وهم ابعد مايكونون عن صيانة وحماية المضطهدين والمتعبين .
من يدري كم سيكون حجم الخديعة والترويض والتدجين والكذب والفرية على هذا الشعب المسكين المستكنّ في الاوقات اللاحقة بعد ان شبعنا وعودا زائفة في الاوقات الماضية الماحقة وقد يعمل هؤلاء على تطيير العراق كله الى غابات افريقيا او تحليقه الى مرابع الأمازون ، فكل هذا جائز وحاصل في بلاد الواق واق العراقي .

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعوقون في أرض السواد والحداد
- بعض الجرعات مستساغة لإرواء النفس بالسعادة
- عندما يأخذ الموت منّا أحبابَنا
- يا فرحة ما تمّت
- اسمٌ آخرُ جديد للعراق
- قاع المدينة والداون تاون
- القراءة المنتقاة ؛ تلك الداء الجميل اللذيذ المذاق
- يا فالانتاين ، لتغادرْ من غير مطرود
- العراق من الدكتاتورية الى الاسلمة
- سلطة الفساد الخطيرة في بلاد الرافدين
- روشتا علاجية لاستشفاء مجتمعاتنا المريضة
- صناعة العبوديّة واستساغة الدكتاتوريّة
- حبٌّ مَنْهِيٌّ عنهُ
- بعضُ ما خَفِيَ من سيرة الغزالي سفير الأغنية العراقية
- العقائد الدينية وخوضها في مناقع الخرافة والاسطورة
- لِمَن أرعشتْ كلّ تفاصيلي
- مصاريعُ مقفلة
- حديث عيسى بن هشام المعاصر
- الصائح النائح
- السفارة في العمارة أم في وسط المنطقة الخضراء ؟


المزيد.....




- كيف سيغيّر مقتل يحيى السنوار مسار الحرب؟.. الجنرال باتريوس ي ...
- ترحّمت على يحيى السنوار.. شيخة قطرية تثير تفاعلا بمنشور
- صورة يُزعم أنها لجثة يحيى السنوار.. CNN تحلل لقطة متداولة وه ...
- استشهد بما فعلته أمريكا بالفلوجة والرمادي وبعقوبة.. باتريوس ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يهنئ الجيش الإسرائيلي بالقضا ...
- سوء الأحوال الجوية يؤخر عودة مركبة Crew Dragon إلى الأرض
- رماة يتألقون في عرض -يابوسامي- ضمن مهرجان الخريف بمعبد نيكو ...
- الحرب بيومها الـ378: مهندس -طوفان الأقصى- يودع ساحة المعركة ...
- الأزمة الإنسانية تشتدّ... المنظمات المحلية طوق نجاة السوداني ...
- علماء يرسمون خارطة للجدل البشري قد تساعد في معالجة الندوب


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - صيد الأفيال ثم تطييرها في الأعالي