أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - وليد خليفة هداوي الخولاني - صاحب النمل من يصدق وجود امثاله في هذا الزمن














المزيد.....

صاحب النمل من يصدق وجود امثاله في هذا الزمن


وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)


الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 22:20
المحور: مقابلات و حوارات
    


كنت قد عرفته اثناء عملي معه في دائرة واحدة ،كان الرجل مديرا عاما ، وهو ضابط برتبة لواء شرطة ويحمل شهادة الدكتوراه في القانون ، لكنه كان مختلفا عن غيره ،اذ انه لم يكن يترك الصلاة ولو لوقت واحد ، وكان رجلا حسن الاخلاق ، متواضع يكره الظلم حتى انه لم يعاقب احدا من العاملين تحت امرته، ولا يحب اضاعة الوقت ، ولا يمزح مع اصدقاءه وانما يغمرهم بكل كلمات الترحيب والاحترام ويتابع عن كثب شؤون عائلته . يحبه كل من عرفه، لا يقرب المال الحرام ، ولا تخرج من فمه الا الكلمة الطيبة ،وفي الحقيقة فاني لا اعرف كل خصوصيات هذا الرجل لكن اعرف عنه هذه الاشياء من خلال لقائي به وتجاذبي معه اطراف الحديث وفي فترات متباعدة . وكان كل مرة يعرض امامي فعلا من افعال الخير والتقوى.
عندما اختاروه ليكون وكيلا لشؤون الشرطة ، رفض استلام المنصب ، ليس ضعفا منه ولكن مخافة من الله فلسان حاله يقول كيف ساقف امام الله وانا مسؤول عن الملايين من الناس المتعاملين مع الشرطة ، وكيف لي ان اعرف ان هذا المواطن ظلم وذاك طلب منه دفع رشا من قبل بعض الفاسدين على امتداد مساحة العراق المترامية ، وكيف لي من اعادة حق سلب او اغتصب على بعد الاف الكيلومترات . لكنه قبل بعد الحاح ورغبة ملحة .وله في اولياء الله الصالحين قدوة حسنة.
واذكر له بعض المواقف التي اجد فيها سموا ورفعة وارتقاء لمصاف عباد الله الصالحين ممن يخافون الله ويتقونه حق تقاته ، جمعني واياه لقاء في المعهد العالي لضباط قوى الامن الداخلي ،حيث سمي رئيس لجنة مناقشة لرسالة احد طلبة الدبلوم العالي وانا كنت مشرفا مهنيا عليها ، وبعد انتهاء المناقشة ذهبنا لاحد القاعات فلاحظته يقف عند الباب ،ثم ينظر ارضا مليا ثم يعمل خطوة طويلة تتبعها اخرى فسالته عن السبب فقال ان على الارض نملا واني اخشى الله ان حطمت بعض النمل تحت قدمي ، فقلت له كيف اذا كان النمل في بيتك وقد انتشر على اواني الطبخ الا تغرقه في الماء من اجل تنظيفها والتخلص منه ؟ قال :لا نحمل الاواني بعيدا عن مصدر الماء ثم ننفخ عليها فيسقط النمل عنها. فقلت ما شاء الله ان يوجد مثل هذا الانسان في هذا الزمن حيث يكثر الحيتان على اليابسة. وفي لقاء ثاني معه اردت ان اعرف رايه اكثر عن هذا الموضوع قلت له : كيف تتعامل مع النمل الذي يفتح له بيتا في بيتك ؟ وينتشر يمينا وشمالا بحثا عن الطعام ؟ وبالنسبة لي اشتري من السوق مادة قاتلة للنمل للتخلص من اذاه وانشرها قرب فوهة بيت النمل.
اجابني ببساطة انه يضع عند فوهة بيت النمل كمية من الطعام كالسكر مثلا. وفي اللقاء الثالث معه بعد عدة شهور ذكرته بمواقفه هذه وسالته كيف حاله مع النمل الان وهل لا زال يعطف عليه كالسابق ؟ اجابني : لقد وجدت نملة في مكان مهددة بالغرق فوضعت اصبعي قربها وعندما ارتقت فوق اصبعي حملتها لا نزلها ارضا بعيد عن المكان الخطر الذي كانت فيه.
ربما يظن البعض ان هذا الكلام هو محض من الخيال ، ولكني أؤكد ان هذا الامر حقيقة وان هذا الانسان موجود وهو الان برتبة فريق والوكيل الحالي لشؤون الشرطة وانه لا يعمل ذلك الا خشوعا ومهابة لله ، ومثل هذه النماذج موجودة وان قلّت ، فعلام يسرق بعض المسؤولين ولماذا لا نختار من يخاف الله فينا لنسلمه بعض مسؤولية امورنا ، فشتان بين من يخاف الله في هلاك نملة وبين بعضا من الفاسدين من سرقة المال العام ، وهل عقمت البطون فليس هنالك من يخاف الله في عباده ؟
وقد وجدت نشر هذه السيرة الحسنة كنموذج للصالحين في هذا البلد المعطاء الذي لا ينضب منهم ، ولكي يكون قدوة للأخرين في مخافة الله ، وتفاهة كرسي الوظيفة حيث نجد الكثير ممن يمسك به يتعالى على الناس، وينكر اصدقاء امسه ومعارفه ، ويتطاول على المال العام ، ولا يكاد يذكر اسم الله ويحمده على نعمه وفضله عليه ، واني لعلى ثقة ويقين ان ما خفي من سيرة هذا الرجل اكثر بكثر مما ذكرته. وهو ربما لا يقبل ما انشره دون علمه ، لكني وجدت نشر الفضيلة للصالحين افضل من نشر الرذيلة للفاسدين ، ولنوقد شموع الامل في بلد يخنقه الظلام بسبب انقطاع الكهرباء .



#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)       Waleed_Khalefa_Hadawe#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتبهوا الحرائق قادمة
- قبل تشكيل الحكومة الجديدة نريد حكومة قوية
- نهر ديالى ايام زمان
- ازمة المياه في العراق( ملاحظات من الداخل)
- التجاوز على ارصفة الشوارع والامن الاجتماعي
- العقيدة الشرطية
- الانتخابات والمطر والتفاؤل
- مواصفات المرشح لانتخابات مجلس النواب العراقي للعام2018
- العوامل المؤثرة على التحقيق في الجرائم وتحقيق العدالة وضرورة ...
- المطر والجفاف ورحمة الله(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ...
- المطر والجفاف ورحمة الله (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ...
- السيرة الذاتية للكاتب
- السيطرات الوهمية على الطرق الخارجية والاخطار الامنية
- المستلزمات الامنية والاجتماعية لنجاح اعمار العراق
- اداء الواجب والاعتداءات والتهديدات والفصول العشائرية ومستقبل ...
- جيل قادة النصر
- مبادئ اساسية في ستراتيجية العراق الوطنية لعراق ما بعد داعش


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - وليد خليفة هداوي الخولاني - صاحب النمل من يصدق وجود امثاله في هذا الزمن