أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - قصة قصيرة















المزيد.....


قصة قصيرة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 13:44
المحور: الادب والفن
    


هذه القصة القصيرة حازت عل إعجاب الناشر ، وسوف يتم اختيارها من بين قصص الخيال. كتبتها باللغة السويدية، وهي القصة السادسة لي. ترجمتها إلى العربية.

رحلة إلى لا مكان
عندما تدور دائمًا حول نفسك ، تكون الحياة بلا قيمة
عندما لا تتحدى الحياة و تحاول التغيير تغرق في أحلام اليقظة
عندما لا يمكنك التمييز بين الحقيقة والوهم ، تكون قد فقدت بوصلة الحياة
عندما تتحدث عن شيء تعرفه أنت فقط ، لكنه غير موجود ، فأنت مليء بالفراغ
الحياة رحلة قصيرة ، ربما محطة للحافلات ، أو مغامرة لا يمكن تفسيرها
نبدأ بالوقوف على مكان عالٍ هناك للنظر إلى رحلة يقودها سائق إلى مكان مجهول.
رحلة إلى لا شيء أو لا مكان لافرق . ليس هناك فرق ففي النهاية هي رحلة إلى المجهول

من أقوال الرجل المهبول
. . .
ثلاثة أشياء لم أكن أعرفها ، الله ، الوطن والحرية. كنت أبحث عن الأشياء الثلاثة كي أذوق طعمها ، ورأيتني بالصدفة أمد يدي إلى جيبي للعثور على أيّ منهم. لم أستطع رؤية أي شيء في أي مكان. الفراغ ملأ عالمي. روحي تدور بين أضلعي. المجهول يحيط بي. حاصرتنني الكلمات ، لكنها لم تصل إلى فمي كي أعبر عمّا يدور في خلدي. أسبح مع التيار وعكس التيار. تقذفني الأمواج أينما أرادت. ليس لدي خيار
أتحدث عن الحرية بصوت عال ، على الرغم من أنني لا أعرف معناها، ولكن كل كلّ الواعظين الذين يبشرون الله والوطن ، يصفق لهم الناس لفترة طويلة، بينما يخطبون من منابرهم. أحتفظ بكلماتهم وأكرّرها. آمل أن يقبلني المجتمع كما قبلهم .
جيبي خال من الحرية والمال. لا بد لي من تنفيث بعض الكلمات في صدري حتى لا تنفجر الكلمات. أتحدث كثيرا عن الحرية ، وأشعر بالفخر لكوني حرا. ربما أصبحت متغطرسًا . أخترع الكلمات من قواميس غير معروفة لوصف الحرية. في النهاية ، أصف نفسي عندما كبرت مثل بالون يحمل مشاعرمزيفة . ثم كتبت الشعر ، ورسمت قمراً ، وشجرة ، ومحيطًا ، ومركبة فضائية من أجل الحرية. غنيت ، رقصت ، قفزت ، سبحت أيضا من أجل الحرية. كل الأشياء تمرّ في خيالي فقط ، وليس في الحقيقة. في الحقيقة ، أنا لا أعرف كيف أضحك ، كيف أحبّ ، وكيف أصبح شخصاً حقيقياً..
عندما تتشرب أفكار العبودية ، تعتقد أنك حر
تعتقد أيضاً أنك تنتمي إلى أقدم الحضارات
إنها ثقافة العبيد التي تسببت في أن يقتل العبد عبدا مثله
أنتمي لثقافة العبيد وأشعر أن جميع الناس في العالم أقل منّي وأنهم لا يستحقون الاحترام

عندما تصطدم أفكاري في رأسي أضيع بين الأفكار اً ، ثم أعود إلى الوهم لأنه يمكن أن يعطيني شعور زائفاّ.
أحمل كتابي بين يدي ، افتحه ا وارفعه كي يخفي عيني. أبدو وكأنني أدرس. أمي تعتقد أنني أدرس وتحترمني لأنني سوف أصبح شخصية مهمة تنقذ حياتها. هي قيد الانتظار .، وأنا أيضاً أنظر إلى نفسي كشخص كما تنظر إليّ أمي .
حقيقة أنّني لا أدرس. فقط أهرب من عيون أمي وأختي ، لذا أقوم بفتح كتابي. بالأمس تحدثت مع نفسي. شعرت بالغثيان. أردت أن أتحدث مع أحدا حتى لو كانت أختي. أود أن أطلب منها أن تصنع لي كوبًا من الشاي ، لذلك ناديت عليها: علياء. علياء. لكنها لم تجب.
.
اين انت، و لماذا لا تجيبين؟
-علياء ليست هنا ذهبت إلى صديقتها. انا سوف أصنع الشاي يا بني.
- اجلبي مع الشاي قطعة كاتو.
-ليس لدينا كاتو.
عائلتي جاهلة ، تبدو وكأنها تعيش في العصور الوسطى ، عمري ثلاثون سنة ولم أشتر سيارة وليس لدي نقود. يجب على الآباء مساعدة أولادهم ، في الحقيقة ليس لدي عائلة مناسبة. يعطي الآبء الأولاد كل شيء ويساعدونهم هم في الحصول على وظيفة مناسبة. لكن عائلتي لم تساعدني ز. كنت آمل أن أتمكن من الزواج ، لكن لن توافق أية فتاة على الزواج ممنّي ، لا أعرف لماذا حدث ذلك. ربما حدث ذلك لأنني ولدت في تلك العائلة .أشعر كأنّني قط يتسابق مع ذيله.
-حالكِ غريب يا ولدي عندما تندب ، أشعر أن قلبي يكاد يتوقف
. . .
الوحدة يمكن أن تقتل روحي. أرى أن الناس يذهبون ويجيئون بشكل طبيعي
، يتزوجون ولديهم أطفال ، يأكلون ويشربون ، يشترون المنازل. آمل أن أستطيع العيش بشكل طبيعي مثلهم. فقط أنا أراوح في مكاني. لا بد لي من القيام بشيء ما يمكن أن يغير حياتي .
أخرج إلى الشارع للبحث عن شخص ما يمكنني التحدث إليه ، ربما لا أستطيع أن أجد أحداً أيضاً. رأيت صديقي من بعيد . يبدو أنني لا أحب ألتقي به ، لذا أحاول تغيير طريقي لأنه ليس لدي ما أقوله ، لكنه ناداني :
-مرحباً عبدالله. لا تختبئ كعادتك . تعال نتسكّع معاً.
خذ سيجارة! هذا النوع من السجائر يجعلك سعيدا .
فعلاً غيرت السيجارة مزاجي، بينما كنا نضحك على لا شيء ، رأيت القمر يكلمني ، ونست أنني لست وحدي ، لذلك بدأت في الغناء للقمر
" عندما يظهر القمر بدرا
أقرأ الحياة من على وجهه
يبدو العشاق يرقصون على سطحه تحت ضوأه الخافت
لذا أحلم بالسفر إلى هناك ومشاركتهم
عندما ينشرالقمر الضوء على السّطوح والأشجار ، أشعر بالحنين ويخنقني ذلك الحنين
لكن هذا العطاء سوف يبقى في قلبي
يجعلني أحب حياتي
أنا والقمر عاشقان منذ ألف عام
القمر يغني عن الحياة
ثم أغني أنا عن الحب
أود أن أقضي بعض وقتي على القمر
يربت القمر على أكتافهم
سوف يستمر الحبّ وتستمر الحياة في ليالي المحبين الحمر
وسوف نستطيع الذهاب للرقص على سطحه
أحب أن يبقى القمر لا لغزا ، كي أحاول اكتشاف ذلك اللغز
بالنسبة لي ، القمر هو رمز للحب والحياة"
- الله! أكن أعرف أن صوتك جميل يا صديقي ، لكني أتمنى ألا تتحدث عن أشياء بوهيمية مثل القمر أو الحب والحنين ، عليك أن تفكر في حياتك. فقط في حياتك ، إذا ضربت رأسك في الجدار كيفتح عقلك ، يمكنك العودة إلى وعيك ، فالكلمات التي تحدثت بها إلى القمر كانت جميلة ورقيقة ، ولكن قبل أن تصبح شاعراً ، يجب أن تشعر بالرضاعن نفسك . لو كنت غنياً وسمع أحدهم هذه المحادثة مع القمر ،لدعاك لأمسية ، واحضر معه موسيقياً ومطرباً يغني كلماتك. و سوف يأتي ناشرو الكتب للاتّفاق معك لنشر كتاب يقومون بدفع مبلغاً لك على الحساب . عليك أن تجمع المال أولاً يا صديقي
سوف أدعوك لتناول العشاء الآن
-من أين تحصل على المال يا حسن؟
-أنا أعمل. هل تريد العمل معي؟
أنا حقا أريد أن أعمل حتى أتمكن من التغلب على الفقر. أقول هذا لنفسي فقط بينما هو يكمل حديثه.
-عملنا سهل . نوصل المخدرات إلى العملاء ، وسوف تعطيك المنظمة سيارة ، ولن ترى أحدًا من الأعضاء. الجميع له أسماء وهمية. حنى اليوم الأمور تسير بشكل جيد معي ، لكن إذا قبضت عليّ الشرطة ، فسوف أسجن وسوف يبقون أحراراً. لا أعتقد أن الشرطة يمكن أن تصطادني لأنه لدي أيضا اسم مزيف. تذكر ، هم لم يجبرونا على العمل معهم ، ولكن عندما نعمل معهم ، لا ينبغي لنا تركهم . هذا هو قانون تلك المنظمة.
بينما كان يقول ذلك ، كنت أحلم بالمال. ظننت أنني بدأت العمل ونجحت ، لذلك تخيلت أنني أعرف إنسانيتي اليوم. قبل أن أبدأ عملي ، طلبت من أبي أن يستشير رجل الدين . عندما سأله والدي أجابه أنه لا يوجد حظر على المخدرات في الكتب السماوية ، علينا فقط أن نبارك ابنك وعليه إعطاء بعض من دخله لوكلاء الرب. عندما طلبت الحرية ، لم يكن لدي أي ثمن للخبز. اليوم ، حررت حياتي من الفقر.
أيّها العالم. أنا سعيد لأنني حر. لا أعرف كيف ستتغير حياتي لو عملت. عندما أعود للحياة ، أدخن سيجارة ، ثم أشعر بالسعادة . تأثير سحري. سأضع صورة لسيارتي على فيسبوك تبدو أنها تدخن سيجارة وتنظر إلى السماء. سوف أكتب تحت الصورة:
"إذا كنت ترغب في التدخين وتحصل على السعادة ، أرسل رسالة"
ستكون حياتي جميلة ، سوف تحترمني أمي. ثم أشعر أن العالم ملك يدي لأنني أستطيع أن أجد ، والشراب ، والقوارب ، والسيارات وكل ما أحب تحت طلبي. أنا لا أملك السّيارة مثلاً ، لكن يمكنني استخدامها متى شئت أو كيفما شئت؟
إنها منظمة وفقًا لما يقوله صديقي حسن.
سوف أقول لأختي : خذ ي ألف دولار من أجل شراء ملابس ، واألف دولار أخرى أيضًا لشراء إكسسوارات . سوف تجيب انه مبلغ كبير ، يا أخي. ابن عمي اشترى منزلا مقابل ألفي دولار. يمكننا أن نشتري لك منزلاً صغيراً بخمسة آلاف دولار في الضواحي حيث يعيش بعض أقاربنا. المشكلة في الكهرباء هي أنها ستأتي لبضع ساعات فقط في اليوم ، ولكن يكفي أن يكون لديك منزل يضمن مستقبلك. أعرف كيف تفكر أمي وأختي ، أريد أن أشعر بالسعادة ، سأقول لها : آسف ، ياأختي. كنت غاضباً من الحياة ، وأعتقدت أنني حر، على الرغم من أنني لم أحصل على ثمن طعامي ، ولكن إذا لم تستطع العيش باكتفاء ، فأنت لاتعرف ماهي الحريّة.

سوف تفكّر كيف تغيّر أخوها و أكيف كرهته أحيانا لأنه كان يعاملها بشكل سيء. بينما كنت أفكر في ذلك قال حين:
ماذا قلت يا عبدالله؟
أقول لا. إنه عمل غير شريف
نظر إلي بازراء، وسار في طريقه
. . .
بعد فترة من الوقت ، أردت العودة من قراري بشأن العمل. قد يكون العمل في
المخدرات شريفاً لأن القيمة الاجتماعية للعمل الشّريف تتغير وفقًا لحسابك المصرفي ، وليس وفقًا للعمل الشّريف . أحاول الاتصال بحسن لكن الهاتف لا يرن ويظهر أن هذا الهاتف غير مستخدم حالياً. عندما بحثت عنه كثيرًا ، عرفت أنه أصبح كاهناً ، وأصبح رجلًا حكيمًا. فهمت أنّه غير دينه. عندما كنا في المدرسة قال إنه سيحاول تجربة كل الأديان ووضع قرب اسمه : فيليب ، كوهين، هوشو. اليوم هو توشو. في معبد توشو يجلس بودا على العرش


عندما يتم عقد حوار بين الأديان ، يجتمع الرّؤساء ، رؤساء الأديان من جميع العقائد
، والسياسيون في معبد توشو ، وفي كلمته ، قال إن جميع أماكن العبادة هي أسماء
مختلفة لعمل واحد هو عبادة الإله مختلفة لعبادة الله. بحثت عنه على محرّك البحث غوغل رأيت أن اسمه قد انتشر في كل أنحاء العالم، وحتى أن صفحة العلمانيين العرب، وضعت ملّفاً عنه تحت اسم الكاهن العلماني .
توشو هو صديقي حسن نفسه الذي لم أعمل معه، لكنني غيرت رأيي. أرسلت له رسالة على الفيس بوك
، لكنه لم يقرأ حتى الرسالة. أحيانا أبتسم مع نفسي وأكرر ما قلته في وقت سابق عن العمل الشريف . كنت سوف أكتب تلك الجملة على قميصي: شخص ذو وعي كامل يبحث عن عملشريف. أعجبتني الفكرة ، ورسمت جمجمة وكتبت تحت الجمجمة: " أبحث عن عمل شريف"
طوال حياتي ، أحلم بالعمل الشريف . ظننت أن هذا العمل أن أكون مسؤولاً حكومياً يمكنه إعطاء الأوامر للآخرين ، ليس أنا من يعتقد ذلك فقط ، بل معظم الناس فكرتهم عن العمل الشريف تذهب إلى أن يكون المرء أحد المديرين أو الرؤساء. لكن عندما اختارني أحدهم لتنظيف حظيرتة ، ووضع سريري داخل الحظيرة وعدني بإعطائي الطعام ، شعرت أن العالم أصغر مما توقعت ، وضربت الرجل بقبضتي . اتهمني بالجنون ، وقيدني ، ووضعني في سيارته ، وأخذني إلى مستشفى المجانين. هناك امرأة بدت جميلة أمام الباب ، وضعت يافطة على صدرها مكتوبة عليها:
"أريد رجلا حقيقيا".
عندما أغلقوا الباب خلفي ، ألقت المرأة اللافتة على الأرض وقالت لي أنني الرجل الذي تبحث عنه. قلت لها أنني لست رجلاً. قالت: بل أنت رجل حقيقي ، عبد الله ،"
-هل تعرفين اسمي؟
نعم ، كنا نعرف بعضنا البعض في المدرسة الثانوية.
أخذتني إلى غرفتها. قالت لي: إنه مكان جيد هنا . تستطيع أن تشعر بالسعادة في بعض الأحيان. يعطونك حبوباً وإبراً تجعلك تنام معظم الوقت ، تذكر اسمي جيداً. اسمي شهرزاد هل سمعت بشهرزاد وشهريار؟ لم يكن شهريار رجلاً حقيقياً ، لكن شهرزاد كانت امرأة حقيقية.
-هل لديك الكثير من الأساطير والأحلام ، شهرزاد؟ ابتعدي عن طريقي! أنا لست رجلاً ولا امرأة ، أنا مجنون.
كل من يعيش هنا متّهم بالجنون. انظر الى صديقي اينشتاين! لديه نظرية كاملة عن تنظيف البيئية. أخبرنا أن نظرية النسبية قد عفا عليها الزمن . سوف نتحدث عن كل شيء في وقت لاحق ، لكننا سوف نأكل الآن. سأطعمك لك الخبز وأشربك الخمر ، وبذلك سأكون مثل كاهنة المعبد
-حب الأساطير البابلية
-أعطوني غرفة خاصة لأن كل من عاشوا معي لا يرغبون بسماع شيء عن جلجامش حتى أنّهم تركوا الغرفة. لم يكن خطأي
أنّني لم أكن أعرف سوى هذه الأسطورة. دعنا نشرب النبيذ وننسى . ا لقد صنعت هذا النبيذ من العنب خصيصًا لك لأنني كنت أعرف أنك يجب أن تأتي إلى هنا. هذا هو أيضا الخبز الطازج الذي أعددته لك
-اقتربي مني شهرزاد. دعيني أعانقك.
أشعر بأنني شغوف بك بالحب وسوف أتوّجك ملكة للحبّ. ، جسدي يتوق إلى عناق. الجنس هو طاقة الحياة . دعينا نذوب في الحب معاً.
منذ أن تناولت الخبز وشربت النبيذ ، عدت إلى الحياة ، وعندما مارست الجنس ، شعرت بأنني مغوي. كانت هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بمذاق الحياة ومتعة الجنس مع بعضنا البعض. قولي شيئا شهرزاد.



-يبدو أننا لسنا شهرزاد وشاهرار ، لكن أنكيدو وشامات
لن تتمكن بعد الآن يا أنكيدو أن تعود للغابة .لقد أصبحت رجلًا يحتاج إلى الدفء والحنان
- أشتاق لأمي وأختي. لم أكن شخصاً جيد. آمل أن أتمكن من إصلاح العلاقة معهما. الآن فقط أعلم أنهما كانتا الوحيدتين في حياتي..
-لا تقلق عليهم! بالنسبة لي لا أفكر في عائلتي ، كنت شخصًا مزعجًا لهم وكانوا مصدر إزعاج لي. ربما كان من السهل عليهم أن أكون في هذا المكان. ومع ذلك ، سنكتب رسائل إليهم لنشرح لهم وضعنا. عندما نترك هذا المكان ، سنعبر على منازلنا ونضع الرسائل برفق أمام الباب وسنقول إننا نحبكم، ونعتذر عن جنوننا.
-هل سوف نهرب حقاً. نهرب. إلى أين نذهب؟ هذا المكان يناسبنا.دعويا نبقى هنا
-لا أنكيدو. يجب أن نبحث عن الخلود. كنّا جبناء في الماضي
تركنا حياتنا بيد الوهم . الوقت يمر. علينا أن نبدأ رحلتنا من أجل الخلود.

نبدأ حياتنا باسم أنكيدو وشامات . في المساء نعبر على بيوتنا ونودعها. لأننا سوف نذهب إلى الأبد. سوف نمشي عراة فالطريق طويل ، والملابس ثقيلة والتنظيف صعب ، كونك عاريا هو أمر طبيعي. الحيوانات ، على سبيل المثال ، لا ترتدي الملابس.
-أنت ملهمتي يا شامات ، أوافق على أن تقودي رحلتنا، لكنني أسأل فقط إذا كان بإمكاننا كسب المال. اريد ان اعوض عن حياتي السابقة.
-أنت غبي أنكيدو. لا يمكنك تعويض عن حياة المرء. كنا في غيبوبة والحياة مرت. هل يمكنك إرجاع الماء إلى الكأس إذا صببته؟
-لا أعرف لماذا أمشي خلفك يا شامات. أنت مجنونة مثلي ، أفكارك بوهيميّة كما كانت أفكاري-حسب ما قال حسن لي-، وحيث قال أيضاً: البويهميميات لا تطعم الخبز.
من أنت يا أنكيدو؟
لا تذهب بعيدا عن وعيك. يكفي أن غيابنا عن الوعي قادنا إلى عيادة للأمراض النفسية ، يجب أن نعاقب أنفسنا على غيابنا عن الحياة ، وأن نستمر في الذهاب في طريق يستغرق شهراً كاملاً للابتعاد عن أماكننا. عندما نصل إلى مكان آمن خالي من الناس ، نقرر أين ستكون حياتنا ، التاريخ يذكر اسم المنصرين رغم أنهم مجرمون. يصفهم الناس بأنها أبطال عندما يفوزون ، وإذا ما هزموا أو قتلوا ، فهم مجرمون. لذلك علينا أن نغسل ذكرياتنا من القراءات المدرسية. لاحظ أن جميع الأنبياء خالدين لأن أسماءهم بقت في الذاكرة ولم تنتهي مع موتهم ، كما يمكننا أن ننتظر قيامتهم ، لكن الضّحايا لديهم تمثال للجندي المجهول.
أفترض أنني قبلت بكلماتك. ما هي الخطة؟
- نقرر ذلك عندما نبدأ العمل. أعتقد أنه إذا تعاوننا ، يمكننا أن نخلق ديناً جديداً ، فالناس يحبون فكرة الدين ويدفعون مقابله المال . سوف يكون الدين الجديد مختلفاً كثيراً عن أمكنتنا حيث يقتل الناس بعضهم بعضاً من أجل الله.
ثم يمكننا أن نشير أن الله تجسد لنا في رؤية ووجهنا إلى تغيير صغير في الحياة. سوف يكون ديننا قبل ميلاد المسيح ، نقول أنه ضاعت آثار مكانه نسينا ا ، وهدانا الله أخيراًإلى هذا المكان الذي هو مكان ديننا. هذا ما نريد قوله
-كل ما أعتقد حتى الآن أنك مجنونة أكثر مني.
جنوني أمر طبيعي. -أنا عبقرية و بطبيعة الحال فإن العباقرة مجانون
سنضع تمثالاً لله. الذي هو ربنا الجديد
سنكتب على قاعدة تمثاله "المال يصنع السعادة"
سأسمح لك بصياغة القوانين الثانوية
لا أستطيع تغيير ديني. خلقت بديني واسمي. كنت عبدالله المجنون. دعيني أعود إلى مكان الجنون. أخشى أن المكان لا يمكن أن يقبلني لأن معظم أولئك الذين أعرفهم يسمونهم مجانين.
أحب ثورتك علي ، الحرية التي تطلبها ،
، ممارسة الجنس و تسميته طاقة الحياة ، ليس لدي أي مشكلة مع رحيلك. شجعتني والدتي على الدراسة وقالت " لكل مجتهد نصيب" ، لكن هذا ليس صحيحًا. لم تكن أمي على حق. كانت حياتي كلها جد من أجل الحصول على درجة الدكتوراه في الأساطير دون أن أتمكن من الحصول على وظيفة ، أو زواج ، أو احترام ، أو خبرة ، على الرغم من أنني كنت شخصًا رقيقاً ، فإن الرجال لم يقبلوني..
فكرت في نفسي أنني أشبه الحصان الذي يذهب إلى الأمام دون معرفة ما يجري. سأقوم بتخفيف ألم الماضي وأرغب في البدء الآن. يمكنك طرح فكرة أخرى وسأتبعك حتى لو لم تنجح هذه الفكرة.
- اضربيني على رأسي ، شامات. أنا فقط أحمق
لم أصدق أنني قابلت امرأة تحبني حتى تمردت. لسوء الحظ ، أحبطتك، لكنّني كنت .
أخشى أنه إذا لم يكن لدينا طعام ، أو أصبح لدينا أطفال ، وأن لم تنجح الفكرة مثلاً ، وأن نبرد في فصل الشتاء.
-لكنني لن أعود إلى تلك الأماكن التي جعلتني أشعر بالجنون ، كل ما تقوله سيحدث ولكننا سنجد حلاً لكل حالة.
-بشرتنا داكنة والأنبياء بشرتهم بيضاء.
هل المسيح ابيض؟
-نعم ، هذه هي صورته.
-هذا هو ما يريده الغرب ، وعندما يكون لدينا المال ، نغير أشكالنا وأسماءنا وأعمارنا

-وماذا يجب أن نسمي الدين الجديد؟
- هناك عشرة آلاف ديانة في هذا العالم
سنقوم بتسمية باسم جديد وعندما ننجح نستطيع تسويق منتجنا. سوف نكتب عشرة أسماء ونختار اسمًا عن طريق القرعة .

-أحب أن أبقى غبياً ، يا شهرزاد. عشت في الوهم ، وكان الأمر كما لو أنه حقيقة . كنت عبداً أتغنّى بأفكار الأسياد ، ولم أصبح حرًا بعد. لا أدري ما إذا كنا سنبتعد عن الجنون والفقر والأوهام ، وأنا الآن في الأربعين من عمري. هل يمكن أن يعود الوقت ، واستعيد كل ما فاتني؟

-لا تبك عبد الله. سنبدأ من جديد ، سأكون معك. لقد فرّ الرجال مني لأنّني حقيقية ، ولم أكن أعرف لماذا. الآن أعرف لماذا ، كل شيء في جسدي يؤلمني. لنذهب في طريق جديد ، فقط كي لا يشعر أطفالنا بالألم. نتعاون وسوف ننجح
دعنا نكمل حياتنا مع النسيان. دعنا نحاول أن نعيش كل يوم. أحيانًا نفرح وأحيانًا نحزن ، نحن من يدفئ الليل بالمحبة. في بعض الليالي نشعر بالتعب وننام دون أن نتحرك. دعنا ننجب العديد من الأطفال لجعل المكان مليء بالصوت والحياة
-دعينا نعيش أيضا في كل يومان ، يوم مخصّص لجمع الورود والآخر لرمي أثقال الحياة.
مترجم عن قصتي بالسويدة على موقع:



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جينات حميريّة
- قمة هلنسكي أصبح اسمها اجتماع هلنسكي
- لا تعوّي حيث لاينفع العواء
- من قصص العولمة المظلمة
- وسائل التّواصل الاجتماعي وتطبيع العداء المجتمعي
- المختلف هنا لايقتل، فأنت في السّويد
- الحديث الأخير عن الوضع السّوري
- يجب أن يحول الأسد وضباطه إلى محكمة جرائم الحرب الدولية
- ماذا لو ابتعدنا عن الإعلام الاجتماعي ؟
- عن الصّفحة الثّقافية في صحيفة إكسبرسّن السّويدية
- سهرة في الهواء الطّلق
- كن شتّاماً تصبح سوريّاً مناضلاً
- إلا الدّبكة!
- قد نشبه كروم العنب
- عندما يكشف مسؤول أمريكي الأسرار
- مجرد أفكار
- رجل محظوظ
- اسمها غضب-4-
- آلام صحفي إيطالي تحت حراسة الشّرطة
- اليوم العالمي للاجئين


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - قصة قصيرة