أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام شبر - في ليلة حلم..تأليف هشام شبر














المزيد.....

في ليلة حلم..تأليف هشام شبر


هشام شبر

الحوار المتمدن-العدد: 5935 - 2018 / 7 / 16 - 15:41
المحور: الادب والفن
    


في ليلة حلم..تأليف هشام شبر

( المكان كوخ قديم يتوسطه حبال علقت عليها ملابس رجالية ونسائية وملابس طفل وفي احد اركان المكان مهد طفل فارغ وفي الركن الاخر قيثارة سومرية وفي الوسط كرسي عرش )
( هي تجلس في جانب من المكان و تهز مهد الطفل )
( يدخل هو ويتفحص المكان)

هي: من انت

هو : يبدو ان الحرب قتلت ذاكرتك ويتمت احلامك
هي : احلامي خنقتها وسادة اغتراب يوم صيرت ارملة...
هو: انا نبوءة تجدد اللطم على صدرك كي تعلن العزاء
هي : من انت اخبرني بلا ثرثرة
هو : الا تذكرين..
هي: اذكر ماذا..
هو: كنت ارسم حوارتنا حورية عشق تسبح اشتهاء
هي: كنت وكنت من انت وماذا تريد اجبني فقد نفذ صبري قل من انت والا ...
هو : ملابسي لازالت معلقة كما هي على حبل الغسيل

هي : ملابسك .. ..؟؟؟؟
هو : و ملابس الدمية التي تبنيناها لاننا عجزنا عن الانجاب لازالت تحمل صوت ماما وبابا وانت تغسلينها كل يوم
هي: ( بفرح )
انت هو.. يالله ....كنت واثقة من مجيئك يوم ما كنت واثقة من تحررك من قيد موتك كنت واثقة من جنوني... تعال تعال ..
( يمسكان بيد بعض بحب وحنين )
هو: كيف حالك حبيبتي طمنيني
هي: حين ركبت باص حرب وانت تتوجه موتك لم ينصفني الاخرين
هو: كيف ذلك وقد اخبرتهم حين القموني فم قبر ان موتي دية عنك اخبرتهم ان تكوني...
هي: رصاصة صدءة ... اكون رصاصة صدءة .. القموك حتفك والقموني تحت احذية حاجتهم رصاصة صدءة....

( موسيقى)

هو : و طفلي مااخباره هل لازال يذكرني
هي: طفلك الوهم الذي اشتريته دمية لازال يضحك سخرية مني ومنك
هو : سخرية لماذا وهو من صلبي
هي: من صلب اوهامك من صلب كذبة كذبتها انت وصدقتها لماذا لا تريد ان تصدق انه كان دمية ...
هو: كفي عن هذيانك هذا ..
هي: دمية
هو : كفى

هي : دمية اشتريناها بعد ان عجزنا ان ننجب ورحنا نلبسها احلى الحكايات ...جعلناها ابننا لنا حتى هي صدقت اوهامنا هل تعلم انها حين عرفت بموتك شنقت نفسها على حبل الغسيل ...
( موسيقى)
هو : ( يبكي )
كنت احبه
هي: كنت تحب دمية
هو : واشتاق اليه جدا
هي : تشتاق الى دمية ..
هو : كان وطن بالنسبة لي
هي: تعددت اوطانك والغربة واحدة

هو : كفى كفى كفى

( صمت)
( تتحرك هي وتجلس قرب مهد الطفل وتهزه ويتحرك هو ويقف في الجانب الاخر قرب نافذة الغرفة )

هو : هل تعلمين ان الرصاصات التي اتجهت نحوي كانت تردد البكاء وهي تحاول احتضاني
هي: كنت اتوسلها ان تخطئك في وطن لا يعرف سوى الاختباء وطن يقدمنا نحو فوهات الموت ويتأخر هو...
( موسيقى)
هو : امي اين هي امي
هي: ماتت
هو : ماتت
هي : ماتت وهي تشحذ وجهك من جيوب الاخرين
هو : تشحذ ؟ لم يكن موتي لأجل هذا
هي: نعم تشحذ حين تكون انت على قيد الغياب
( يصرخ)
هو: يالله كل الذنوب التي اقترفتها وسأقترفها هي عبادة امي فكيف لمحراب ان يشحذ قبلة صلاة
هي: قبلك وبعدك شحذت من كف وطن مزق عباءتها وجعلها ترقص على ايقاع سخرية
هو : ياالله ....
اي وطن هذا الذي يخيط من عباءة امهاتنا حصيرة للرقص....
( صمت)
و اين انت من كل هذا..
هي: أبيع ماتبقى من كرامتي على أرصفة خوف
هو : قالوا ستكونوا بسعادة...
هي: كذبوا .. كذبوا حين رسموا لك صورة اخرى لذئب يبتسم وسط اطفال عزل من لعب الاطفال ..
هو: لكنني قدمت نفسي وجبة موت لاجل وطن ...
هي: قدمت نحرك لكنه قدم السكين قدمت روحك لكنه قدم الخيانة قدمت نفسك لكنه قدم الاهانة

هو: هو لا ينسى من ضحى
هي: هو يأكل ابناءه حين يجوع


( هي تضع سجادة صلاة لتصلي)

هو : ماذا تفعلين .. لم يحن وقت الصلاة بعد
هي: تعودنا على صلاة الميت حتى اصبحت اكثر الفروض ممارسة
هو: ولماذا صلاة الميت دون غيرها من الصلوات
هي: لاننا نصدر كل يوم جموع من القتلى حب بوطن لا نتنفس حتى رائحته

( موسيقى)

( يرفع يديه الى السماء ويردد ببكاء)
هو : ربي اطلب منك ان تعيد كل من مات في حرب الى الحياة كي يعيدوا اختياراتهم ربما يكونوا قد تعثروا في قرار او ركبوا موتهم حماسة ربما واجهوا رصاصة طائشة وهم بالحب كانوا طائشين .....

( تجلس هي قرب القيثارة وتعزف )
( تغني ببكاء)
هي: قوس ثبت فيه سهم هزيمتنا ...

هو :
(يذهب باتجاه العرش ويجلس عليه)

اعتلى ناصية القرار و ذبح أمة
( تستمر بالغناء ببكاء)
هي: تسلق اسراب من الجثث ليعتليها ويتصبب مأذنة

( صمت )
هو : كان احتلال
هي : كان احتيال

هو : شاهدت دمى تسكن ارصفة الانتظار
هي : انتظار من
هو : انتظار من لا يأتي
( هي تغني ببكاء وهي تعزف على القيثارة)
هي: قوس ثبت فيه سهم هزيمتنا ...
تسلق اسراب من الجثث ليعتليها ويتصبب مأذنة

( يتعالى صوت بكاء طفل مع ارتفاع صوت الموسيقى وصوت رياح شديدة و تساقط حبال الغسيل و الملابس والصحف والجرائد من اعلى المكان على الارض )

( اظلام )



#هشام_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونودراما ( اسمى ايات البكاء) ..
- ابن لحظة حرب...تاليف هشام شبر
- استحمار ..... بقلم هشام شبر
- أهزوجة كاذبة ب فم اخرس
- يوم حلمت ويوم عشقت ويوم عدت قصيدة .. بقلم هشام شبر
- صوت دمية .. بقلم هشام شبر
- مذكرات مجنون .....
- اعلن وانا في كامل موتي ..بقلم هشام شبر
- مرثية.....( ب ذكرى رحيل الفنان كاظم عبود)اعداد هشام شبر...من ...
- ارواح ..بقلم هشام شبر
- احتراق النوارس...بقلم هشام شبر
- استفهام ...بقلم هشام شبر
- الموت وهما


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام شبر - في ليلة حلم..تأليف هشام شبر