|
حديثُ الهَداهِدِ في مَحاريبِ لينا هويان الحسن وبُيوتِها المُقَبّبَة
أسماء غريب
الحوار المتمدن-العدد: 5931 - 2018 / 7 / 12 - 10:10
المحور:
الادب والفن
(1) لينا هويان والهُدهُد
ما دلّني على هذه الأديبة والروائيّة الموشّحةِ ببهاء الحرف والمُعمّدة بعطرِ النّون سوى هدهد سليمان. نعم يا عزيزي القارئ، لا تستغربِ الأمرَ، فلقد رأيتُها منذ قرابة عام حينما زارَها الهدهدُ وهي في إحدى خلواتها الفكريّة والإبداعيّة مُنهمِكةً في الإنصات إلى بوح المدى اللّامتناهي حولها من التراب والهواء والشجر، فقلتُ في نفسي؛ مَن تراها تكون هذه "الفتاةُ" المُختلية بنفسها في قبابِ الأبجديّة حتّى يأتيها الهدهدُ طائعاً ويقفَ بالقربِ منْ شرفةِ محرابها؟ أبلقيسُ جديدة هذه، وقد وقفَ الطائر بين يديها ليقول لها: ((إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ))؟! إذا كان الأمرُ كذلك فلا بدّ أنْ أُمْعنَ النَّظرَ أكثرَ في مُحيّاها لأقرأهُ، وأقرأَ تاريخَها البلقيسيّ. وحقّا فعلتُ، ويا لجمال ما طالعنِي؛ فتاة بعمر الزهور، ذات جدائل حُمْر طوال وعينينِ ذبّاحتين كصقرٍ جارح، وجيبنِ وضّاء يشعُّ منهُ ألفُ حرفٍ وحرف وألفُ كتابٍ وكتاب، وذقن نُقِشَ فوقَهُ وشْمٌ يصلُ إلى الجُزء الأعلى منَ العنُقِ له شكلُ سنبلةٍ، وفي يدِها اليُمنى ريشة ذهبيّة، وبقلبها حُفِرَتْ أسماء بالياسمينِ والدّم والموت. حينذاك، قلتُ ماذا يعني أن تكونَ لينا كلّ هذا أو ربّما أكثر؟ يقولُ الوشمُ إنّهَا سلطانةٌ قادمة من الصّحراء، ومن الغبن أنْ أنسبَها إلى قبيلة واحدة، لأنّ تاريخَها يروي ما لا تستطيعُ أن تحويه المجلّداتُ القديمة ولا الحديثة. إنّها أرضٌ، وحضارة وعهد ووعد، وسماء ونجوم، ورمال ونخيل، وبيوت طينية مقبّبة ونوق وأحصنة وصقور وأفاعي وعقارب وجنّ ومردة، وذئاب وثعالب، وأنهار وسرابٌ وحرّ وقرّ وزمهرير وسقر. إنّ لينا باختصار صورة متجدّدة يتوالدُ فيها وبها الإنسانُ، لأجلِ هذا تراها حينما تكتبُ تتجزّأُ وتتشظّى، وتتوحّدُ وتَتَوَحْدَنُ، وتنعزلُ وتجتمِعُ. ولأجل هذا أيضاً لا يمكن لقارئ أن يؤطّرها في خانةٍ واحدة لأنها تستعصي على التأطير، فهي ليست روائية الصّحراء فقط، ولا روائية العرب فقط، وإنما هي روائية الإنسان الذي عليه أن يعودَ إلى تاريخه الأول ليستطيعَ تشكيل هويته الحقّة التي انطلقتْ من هناك، أي من الصحراء والبداوة والبداءة. ولأجل هذا ظهر الهدهدُ على شرفتها، لأنه يجسّدُ روح الإنسان الكونيّ الذي أرسله إليها سليمان، أو ما أحِبُّ أن أطلق عليه اسمَ القلبِ الجامعِ المُستقرِّ في صدر كلِّ إنسان، ولا يهتدي إلى وجوده إلا الخاصّة، وقد حدثَ هذا لأنّ لينا منشغلة بعملِ الفكر، ولها قوّة تخيّليّة تستطيعُ السّفرَ في الزّمن والمكان، وتحتاجُ من حين لآخر إلى ظهور الهدهد ليمنعَها من الإسراف في سفر الخيال، وإعادتِها إلى حضرة العقل بالريّاضة التأريخيّة والتوثيق للماضي لتصبحَ أكثر قدرةً على جمع الحجج والبراهين والصور والوثائق، ليس من أرشيفات التأريخ الوطنيّ والعالمي فقط وإنما من مدينة بدنِها العارفِ الذي هو سبأ جديدةٌ بحروف لا يقوى على تشفيرهَا إلا الرّاسخون في النّاقة والصّحراء، لأنّها مُرْسَلَةٌ من سليمان القلب عبر العقلِ إلى النّفس وبِاسْمِ الذّات.
(2) سبأُ لينا
سينقشعُ الظلام حينما يلتفتُ المختصّون إلى الأدب كعلمٍ قائم بذاته، وستشرقُ شمسُ المحبّةِ وينْصَلِحُ الإنسانُ حينما سيبدأ العلماءُ في الإنصاتِ إلى ما يقوله الأدباءُ، ليس لأنّهم جهابذة في البلاغة والأسلوب الحسن والعبارة السّاحرة وإنما لأنّهم قبل كلّ شيء رُسلُ التاريخ إلى البشريّة، وفي رواياتهم تسكنُ الحقيقة. وسيبلغُ العالمُ مدارج التقدّم والحضارة حينما يكفُّ النقاد عن إقحام ما هو دينيّ أو أخلاقيّ فيما هو أدبيّ وفنّي، وعن وضْع بوح البشرية تحتَ مقصلة الأحكام الجاهزة والكليشيهات المُسبقة، وذلك لسبب واحد، فالروائي والفنان بشكلٍ عام هو عين النّقد على المجتمع، وهُو بشكل أو بآخر كالمراسل أو المصوّر الصحفيّ الذي يتمُّ استدعاؤه إلى تصوير واقعة ما بكلِّ تفاصيلها الدّقيقة حرباً كانت أو جريمة قتل أو حفلة رقصٍ لا فرق، لأنه لا يفكِّرُ لحظتها كيف سَيُزَوِّقُ أو يُجَمّل أو يُنَمِّقُ ما لا يُنَمَّقُ، أو فيما هو كائنٌ وفيما ينبغي أو يجبُ أن يكون، فالآلة الفوتوغرافية لا يمكنُها أن تُزَيّنَ بشاعةَ الإنسان ولا قباحة ما يرتكبُه، ولا أن تخفي مواقع الجمال فيه، كذلكَ الروائي، فقلبُه هو آلة التصوير هذه، وقلمُه هو الإصبع الذي يضغطُ على الزرِّ لينطلقَ العرضُ الكبير بدون فوتوشوب ولا أصباغ ولا رتوشات، إذ هكذا فقط يمكن للنّتاجِ الأدبيِّ أنْ يصبح مصدرا مُهِمّاً من مصادر الحقيقة الإنسانيّة بكلّ ما فيها من قبح أو جمال. ولو أنّ كلّ إنسانٍ روى حكايتَه وحياتَه، لخرج أيضا ما تقشعرُّ منه الأبدان من التجارب المريرة والمعاناة القاسية، لذا فإنَّ لينا حينما تتطرّقُ إلى معالجة جوانب متعدِّدة من شخصياتها النّسائية والرجاليّة على حدّ سواء، فإنها تحكي ما يعرضُه عليها بدنُها المدينةُ، أو سبأُ بلقيس وسليمان، ولأجل هذا تتعدَّدُ الأوجهُ والأصواتُ والحالات، بين طيّبٍ وشرّيرٍ وخائنٍ، ووفيٍّ، وعاشقٍ وحاقدٍ إلى غير ذلك من مختلف مظاهر الانفعال والتفاعلات البشرية. وأمّا لمَنْ يسألُ عن كيفَ يكونُ بدن لينا هو سبأُ المدينة، وما علاقة هذه بذاك، أقولُ، إنّ كلَّ بدنٍ أو جسدٍ هو مدينة، وكلُّ مدينة تروي حكايةً بل حكاياتٍ ضاربةٍ في عمق أعماق التاريخ الإنسانيّ، وكلُّ جسدٍ له ذاكرة يحكمُها سليمانُ القلبُ ويتحكَّمُ بكلِّ ما فيها من جان ومردةٍ ما هُم سوى صورة رمزية لكلّ القوى التخيليّة والوهميّة التي شكّلتْ فيما بعد ما يسمى بتاريخ اللّاوعي الباطنيّ للحضارة البشريّة. لكنْ حدثَ أنَّ بعضَ الأبدان أو الأجساد حافظتْ على ذاكرتها حيّةً وجعلتها أكثرَ قدرة على التواصل مع تاريخ الأجداد، وأجساد أخرى نَسِيَتْ كلّ شيءٍ ولا يعنيها في الوجود سوى تجربتِها الفرديّة تمارسُها بلا مبالاة، وهذا هو حال عامة النّاس، لا يتذكرون من ماضيهم شيئاً. أما بدنُ لينا أو جسدها الأسطوري فيتذكّرُ كلَّ شيء، وما كتبتْهُ لليوم من روايات ما هو سوى بدايةِ الحكاية. وهذا النوع من الأجساد كلّما قرأَ عن تاريخه كلّما تكاثرت فيه الأصوات الناطقة بسبأ النّفس، لأنَّ كلّ شيء في الوجود ينطلقُ من هناك، من صحراء التاريخ، بقيادة الهدهد؛ شيخ المريدين الباحثِ عن سلطان الحضرة النورانية، وشمسِ الحقيقة، وروح الأرواح العلّيّة التي هي أساسُ الكون والوجود. ولأجل هذا أقول إنّ للينا هويان الحسن سَفَرَان وذاكرتان؛ سَفَرٌ في ذاتها الفرديّة، وسفرٌ في الذّات الجمعيّة، والأوّلُ يقودها بشكل آليٍّ إلى الخوض في الثّاني، وهذا ما يفسِّرُ كونَ كلّ شيء عندهَا يبدأُ من قصر ابن وردان مما يؤكّدُ ما قلتُه سابقا عنها ناعتةً إيّاهَا بالسّلطانة، لأنها مهما ابتعدتْ وجالت وحَضَرتْ أو غابتْ فذاكرتُها تحملها إلى حيثُ القصور، تبحثُ فيها بشغف عن كلِّ تفاصيل حياتها، بدءاً من أدراج والدها إلى أرشيفات المكتبات المحلية والعالمية.
(3) قصر ابن وردان
تقول لينا هويان في مطلع روايتها (سلطانات الرمل): ((ما زال قصر بن وردان يقرأُ كلمات السّراب حوله ويتحدّاني، كيف أجعل البادية التي هي أخت الصحراء مقروءة مطبوعة في سطور منتظمة وأوراق ناعمة. أجولُ مثل بدويّ يلوب في فراغ الكثبان يؤنسه حفيف ذاكرة ووقع حوافر المغيرات. بفضل الغوايات تركض الخيول هناك، وتكون المغيرات صبحا وظهرا وعصرا، مغيرات في كلّ وقت، عبر طيات الزمن على سرير الصحراء المبسوط على ناصية تاريخ عتيق ترسم حدوده آفاق تصقل عريها المستقيم، الصافي المستفيض، ودائما لها معنى الصمت)) (1) هنا الإشكالية: كيف من هذا القصر ستنسجُ لنا لينا حكايات تؤرّخُ لحقبة ذهبيّة من تاريخ سلطانات البدو وملوك الصحراء مُتَتَبِّعةً حقبةً بعد حقبة كلَّ التّفاصيل التي تروي ماطرأَ على بنيَتِهم الأنثروبولوجية مِنْ تغيير؟ قبل الشروع في أيّ شيء ثمة كلمة لا بدّ من قولها: هذا القصر هو قصر لينا وتاريخُها ووطنُها وباديتها، وقد عادت إليه عبر ذاكرتها لتُعِيدَ إليه الحياة بكلّ مافيه من مردةٍ وجان وأساطير. يقع القصرُ على بعد ستين كيلومترا شمال شرق مدينة حماة، ويعود تاريخه إلى عهد الإمبراطور الروماني البيزنطي فلافيو بييترو جوستنيان الأول الذي شيّدهُ لأسباب دفاعية محضة ضد الساسانيين وهذا ما يفسّرُ وجودَ الثكنة العسكريّة بجانبه. وقد بُنيتْ بالقرب منه كنيسة تشبه في طرازها كنيسة سان فيتال الإيطاليّة التي شيّدها الإمبراطورُ عينه. وكان يُطْلقُ على القصر أيضاً اسم دير الأقواس نظراً لكثرة الأقواس التي بنيت بداخله من الحجارة البازلتية السوداء ومن القرميد المربّع. كما أنه يتألّفُ من ثلاثة أبنية مشيّدة بمداميك من الحجارة البازلتية ومداميك من الآجر بأسلوبٍ متناوب يسمى الأبلق، وقد أشرفَ الباحثُ التاريخيّ كامل عبد العزيز شحادة شخصيّاً على حفرياته وترميمه وألّفَ عنهُ كتاباً بعنوان: دراسة وترميم دير الأقواس المعروف بقصر ابن وردان. أما عن تسميته بابن وردان، فيعتقدُ الدّارسون أنها عربية صرفة ومتأخرة عن بناء القصر ولا تعني أنّ ابن وردان هو صاحب البناء أو مُنفّذه. وإنما النسبة هي له كشخصيّةٍ بدويّة ذات نفوذ اتّخذتْ القصرَ نزلاً لها في الذهاب والإيّاب منذ أزيد من ثلاث قرون. وقد حيكتْ حولهُ العديد من الأساطير منها التي ذكرتْها لينا هويان ضمن صفحات روايتها (سلطانات الرمل) في إطار تقديمِها لشخصية طراد، وتقول فيها: ((يحكي البدوُ أن باني هذا القصر أمرَ بعجن طينه بالمسك على إثر نبوءة عرّاف تقول إنّ الابن الوحيد للملك سوف يقضي بسبب لدغة عقرب ولأنّ العقربَ كائن لا يحبّ المسك ولا يعيش إطلاقا بالأمكنة المعطرة والمنكهة بالروائح النفاذة فقد ظنّ ذلك الملكُ أن ولدَه سوف يكون بمنأى عن قدَره طالما العقاربُ بعيدة عن القصر، وبالفعل عجن الطّين بكمية كبيرة من المسك المخلوط بماء الورد ثم شوي ونُشّف تحت شمس البادية وبعد ذلك بُني القصر بذلك الآجر، والقدَر يتفرّج، بالوقت واللحظة المحددة من ميعاده كان الولدُ على واحدة من شرفات القصر حين خطر له ملاطفة ناقةٍ كانت ترعى تحت الشرفة في ربيع مغمّس بشقائق النعمان، وعلى قتب الناقة الخشبيّ كانت ثمّة عقرب تورّطت بالالتصاق على القتب ونهضت الناقة قبل أن يتسنى لها الانصراف وهناك عثرت على أنامل الصبي ولدغته ليموت ويترك أباه مشدوها أمام مصير القدر.))(2) من شرفة الطفل الملدوغ تطلُّ علينا لينا هويان بقلبِها المرهف الرّائي وهو يجول فارساً مغوارا صفحات التاريخ على وقع حوافر العاديات الموريات المغيرات، بالضبط كما كان يفعلُ سليمان الحكيم وفوق كتفه هدهده الأثير، وإذ أقول المغيرات فإنّي لا أعني بها سوى تلك النفوس والشخصيات التي تتحركُ في دائرة الحكي الهويانيّ (3) وهي تركبُ ريحَ الذّاكرة وتجولُ عاديةً من شدّة سيرها ورياضتها وجدِّها في السّعي كالخيلِ الرّاكضة (4) تتنفّسُ الصّعداء من شدّة الشّوق إلى بلوغ مشارف الرّجاء في الاكتمال عبر التخلُّص من كلّ ربقات الماضي وأثقاله المضمخة بعطر الشوق والحنين الموجعيْنِ، علّها بذلك تقدحُ نارَ الظّواهر، وتخرجُ من موريات الشّهوات ووساوس الأوهام لتصلَ إلى نور الصبح ونجمة الشّمال، وتنقعَ ترابَ البدن الأرضيّ بكلّ مواقعه وصحاريه ونجومه وتُنْهِكَهُ بالسّرد الروائيّ ليبوحَ بكلّ ما عنده ويتركَه إرثاً تمسحُ به الأجيالُ القادمة غبار الكذب والتّزييف عن حقائق لطالما ظلّت مكتومةً ومطويةً في بئر المكيدة والنسيان.
(4) لماذا البدو والصحراء؟
في عودة لينا الفتاة والسلطانة (5) إلى بيوتها المقبّبة، وإلى قصرها ابن وردان، وانتزاعها إيّاه من براثن الماضي رغما عن تلك الأفعى المرقطة التي تحرسه (6) عودة إلى جذورها وأصولها الأولى، فهي لا تكتبُ عن البدو والصحراء من وحي الفضول أو الصّدفة، وإنّما لأنّها ابنة الماضي الشرعيّ لكلّ أبطالها الذين اختلطت مذكراتُها بمذكراتهم وقد أرّختْ لهذا الأمر قائلة: ((وحدث أني ترعرعت في وطيس الحرب الباردة التي استمرّت بين هاتين القبيلتين حتى بعد عقود من انتهائها عمليا حين وضع الفرنسيون حدّاً لها عقب عدة مؤتمرات قبلية، وصلوا بعدها إلى ما يشبه تسوية رضي عنها الطرفان. حدث وأني خرجت إلى هذه الحياة وأنا أنتمي إلى قبيلة صغيرة – نسبيا- هي قبيلة جيس "قيس" الكبرى التي انقسمت بشكل كبير وتوزعت – حاليا – بين العراق وتركيا "أورفة وأضنة وديار بكر" وقبيلتنا ما هي إلا عينة صغيرة من قيس الكبرى حافظت على وجودها وجمعت نفسها ابتداء من مطلع القرن العشرين حين قرر شيخها محمد الصويلح الحسن جمع شملها في منطقة جغرافية واحدة، وحدث أن كانت هذه المنطقة في إهاب جغرافيا قبيلة الحديديين)) (7)، ولا شكّ أن في ذكرها للحديديين ذكر مباشر أيضا لقبيلة الموالي (8) ولشيخها أحمد بيك الأبوريشة، الأمير الذي عشقته حمرا ابنة شيخ عشيرة طيّ وأرسلتْ في طلبه دون أن يرفّ لها جفن، فكان أن غزا قومَها في عزّ الظهيرة وقتلَ كلّ عبيد أبيها وأخذها معه مكرّساً بذلك حقيقة أن الحبّ كلمة مكتوبة على أسلحة المحاربين وتيجان الملوك وعلى روائع سرديات الزمن، وعلى كلِّ أشكال الحياة المتألقة يوجدُ للحبّ أثر من دم (9). وإني لأرى أنه من الحيف الاكتفاء بالقول إن لينا تكتب عن البدو لأنها منهم عرقاً وأصلا ودما فقط، فما بذلتهُ من مجهود في تتبُّع تفاصيل الصّحراء والبداوة وجمعها من أمّهات الكتب القديمة والحديثة يشهدُ بحقيقة أخرى ربّما أكثر أهميّة وعمقاً وأكبر قيمةً من مجرد الانتماء العرقيّ، وأعني بها تبنّيها لمشروع بداءة الإنسان الأولى وهذا ما يفسّرُ كونها لم تكتف بالتأريخ للصحراء المحصورة في منطقة سوريا، بل تعدتهُ للحديث عنها في إطارها الجغرافيّ العراقيّ والأردنيّ والحجازيّ بشكل عام، ومن يدري لربّما مستقبلا تفاجئنا بتتبع آثار الإنسان "البدوي" في مناطق أخرى من العالميْن الإفريقيّ والغربيّ بغضِّ النظر عمّا أظهرتهُ من براعة في تتبّع تنقلات البدوي العربيّ وهجراته إلى مناطق مختلفة من أوروبا وإن بشكل موجز في بعض من رواياتها الأخرى. وحينما أقول البداءة فإنّي أقصدُ هنا نداء البريّة الذي طالما ناقشته لينا هويان في ديوانها الشعري (نمور صريحة) (10) والذي افتتحته بقصيدة تناولت فيها سيرة الشّاعر والملك الضليل امرئ القيس بمناسبة العثور على قبره في أنقرة سنة 2009 دون أن يحتفي بالحدث أحد، وكأنّ الملكَ لم يكن أبدا، ولا ترك شعرا بذاك البهاء في معلّقته الفريدة التي تعدّ فخر الأدب العربيّ قاطبةً، فكان أن تضامنتْ معه، وقرّرَتْ أن تُحْيِيَ ذكراه على طريقتها الخاصّة محتفيةً بكلّ النّمور التي تواصلُ طريقَها إلى الغابة (11) قائلة: ((ما أوحش ذاك الموت! طيّر الشوق على سفوح أنقرة وأمست قبراً لملكٍ مات في أرض الآخرين [...] مرحباً الملك الضليل أين التقينا؟ في دفاتر الماضي؟ أم عند عتبة تحلم بكلب الوفاء الرّابض عند كلّ الأبواب؟)) (12) ولأنهُ ابن الصحراء مثلها فهي تعرف جيّداً كيف أضاعَ الإنسانُ العربيُّ المعاصر بوصلتَه، وكيف أنه بوضْعهِ الملحَ في ماء الحياة زادتْ غربتُهُ وعطشُهُ وأوجاعُهُ، ونسيَ أنّ البريّةَ أو الغاب أو الصّحراء هي نتاج آلاف السّنينِ من الرياح والبحار والانحدار من معادن الأرض ومن رحمِ الأمومة الكونية واللاوعي الجمعيّ للإنسان قاطبةً. وهي أيضا تاريخُه الأول، وحكايةُ أسفاره في فيافي البدن وعوالم الروح التي تتغذى من خمرة الله، وعسله المصفّى. في استحضار لينا لذكرى الملكِ الضليل عودةٌ إلى مكبوت التاريخ، ومكبوتِ العِلم والفلسفة، وكشفٌ لأسرارٍ تستدعي التّنقيبَ عنها أكثر فأكثر، بالضّبط كما فعل الأخوان غريم حينمَا كتبَا حكايتَهُما (رجل البريّة) التي تروي عن ملكٍ آخر هو هانس الحديديّ لمْ يتمكّنْ من الإسهام في الدّفع بعجلة الرقي والتحضر إلا من خلال عودته إلى حالة البداءة وإنسان البراري (13) مع حرصه الشديد على أن يورث أسرارَ الغاب إلى شابّ اختاره بعناية فائقة من إحدى قصور المنطقة، لمْ يُعلِّمْهُ فقط قواعد التنكّر والعيش وسط الناس على أنه مجرّد إنسان عاديّ لا مال له ولا ثروة، ولا جيش ولا قصور ولا أيّ شيء، بل حتّى كيفَ يكونُ خادماً بينهم وهو فارسُهم المغوار وسيّدُهم وصاحب النعمة عليهم. رجالُ البريّة الذين يشبهون ملكَ المعلقات الضليل وكذا هانس الحديديّ كُثْرٌ في روايات لينا، وما من فراغ نجدُها تتحدّثُ عن تفاصيل حياتهم الدقيقة في الصحراء وهم يجوبونها بالطول والعرض في الغزوات ورحلات الصّيْدِ وما إليها كضاري بن ظاهر شيخ عشيرة زوبع وقاتل الكولونيل البريطاني لجمن (14) وكذا الصيّاد الأبهر سعدون الذي عاش طريدا بسبب جريمة قتل لم يرتكبها كما تقول لينا في إحدى صفحات روايتها (بنات نعش): ((الغربة القاتلة، كانت حين اتهم بقتل رجل لم يكن يوما عدوا له وزوج المرأة التي ظلت حلمه المستحيل، ليصبح منذ ذلك الوقت نجم الجدي المتهم الأزلي المحاصر ببنات نعش)) (15)، هذه المرأة التي لم تكن سوى ماران المدلج التي ماتت غرقاً في نهر الفرات برصاص زوجها الغاضب والحانق على عشقها للأبهر، الذي لم يتوانَ عن نبش قبرها ليحتفيَ بها ويضمَّها إلى صدره ضمّةً تأخرّتْ لسنوات طوال (16). الأبهر عند لينا هو نجم الشّمال الطريد في كلّ حكايات الإنسانيّة والشعوب على مرّ الأزمان والعصور، لأنه مُتّهَم عنيد ولم يرضخ يوما للشّبهات وظلَّ مشرقا في قطب السماء(17) بنجماته السّبع اللائي يدُرْنَ حوله بدون كلل ولا ملل في زمن تواطأ فيه الجميع على طمس معالم وجذور كينونة البريّة والبداوة بالضبط كما وصفت لينا في إحدى صفحات (سلطانات الرمل) قائلة على لسان طراد أبرز شخصياتِ وأبطال الرواية: ((- يا أفندي شيوخنا ورثوا المشيخة منذ مئات السنين وأنتم لا دخل لكم بمشيختنا لتأتوا وتسمّوها مثلما تريدون، اليوم تقولون عنّا إقطاع وربّما غدا تسموننا إمبرياليين؟! - عليكم أن تفهموا، لا أمراء بعد اليوم، عبد الناصر ساوى بين كلّ الناس، لا سادة ولا عبيد. - وما رأيكم بأمراء هم كذلك منذ أكثر من ألف عام؟! - قيصر روسيا ذات نفسه خردقوه بالرصاص، أين أنتم من تاريخ قياصرة روسيا؟! - ما دخلنا بروسيا؟! - أيضا أنتم ملزمون بالخدمة العسكرية وقد تمّ تسجيلكم على القيود المدنية مثلكم مثل الكلّ. - الكلّ؟! - نعم، الكلّ، ماذا، ألم يعجبك هذا الكلام؟! إذن لا بدو بعد الآن، لا أرض عامرة بالخيول، لا أحد على استعداد للموت لأجل قطرة دم، لا ضرورة أن تكونوا سريعين في انتزاع حنجرة من يشتمكم، لا داعي لأن تكون مشرئب الأنف، ولّى زمن "شمُّ الأنوف من الطراز الأول" نهائياً.)) (18) نعم، انتهى كلّ شيء، ولم تعُد سماوات البريّة بنجومها وبنات نعشها شاشة المساء التي كان يتحلّق حولها البدو ليعاينوا جمال الخَلق ويقرأوا الإمامَ المبين كما هُو مُطلقِينَ العنان لمَلَكة الشِّعر والعلم والحكمة والعشق والمحبّة. انتهى كلّ شيء وأصبحت شاشات المحطات الفضائيّة والهواتف الذكية والحواسيب الآلية هي الوثنُ الجديد الذي لا يكفّ الناسُ عن عبادته صباح مساء ناسينَ كلّ تلك الأنوف التي كانت ترنو ذات صحراء إلى الأفق المضمّخ بعطر الأنفة والشموخ والكبرياء (19).
(5) إشكاليّة التوثيق التأريخي ومصادره عند لينا هويان الحسن
لينا صريحة وواضحة كنمورها، لم تترك شيئاً في روايتها للصدفة، ولم تحْكِ سردياتها معتمدةً فقط على المهارات الأسلوبية والحيل الأدبية، والرّمزيات السيميائية، بقدر ما أنها سعتْ قبل أيّ شيء إلى أرْخَنَةِ ما هو أدبيّ سرديّ، وسَرْدَنَةِ ورَوْئَنَةِ ما هو تاريخيّ، لأنَّ التّاريخَ والأدبَ بالنسبة لها شيئان يكمّلان بعضهما بعضا. وإذا كانتْ بالأوّلِ تعرضُ الأحداثَ حسب تسلسل زمنيّ معيّن، فإنّها بالثاني تحرصُ على بناء هذه الأحداث وفقاً لظروف تختلقُها هيَ بهدف تشكيلِ ما قد يجعلُ من رواياتها مصدراً تاريخيّاً لا أدبيّاً فقط للبحّاثة والنّقَدَة، وإنْ كان البعض منهم مازالوا ينظرونَ بعين الريبة والشك إلى قضية الرواية أو الأدب بصفة عامة كمصدر لتوثيق تاريخ الأمم والشعوب، مدّعين أنّ الأدبَ لا يمكنه بأيّ شكل من الأشكال أن يحلّ محلّ النصّ التوثيقي الرّسميّ التقليديّ، وذلكَ لما قد يعتريهِ من نقص أو تشويه للحقيقة التي تتحكَّمُ فيها عادة مخيّلةُ الكاتبِ روائياً كان أو شاعراً، وهي الإشكالية التي فطنت إليها لينا منذ أولى رواياتها فعملتْ جاهدة على دعم ما هو روائيّ بما هو تاريخيّ، وإن كانت في بعض الأحيانِ تكتفي بذكر عنوان مصدرها دون التصريح بسنة إصداره، ورقم صفحاته أو الدار الناشرة له، لا سيما في الإدراجات التي عادة ما تفتتح بها فصول نصوصها، تاركةً للباحث أو القارئ مهمّة التقصي عن بقية التفاصيل كنوع من التحفيز البيداغوجي منها ودفعِه دفعاً إلى اكتشاف تاريخه، أو إعادة قراءة ماضيه الإنسانيّ بعين أكثر جدّة ويقظة ومعاصرة، جاعلةً من نصوصها ذاك النوع الذي أباحهُ المؤرخ الفرنسي جاك بلوخ وأعطاهُ كلّ الصلاحيات التي تؤهله لأن يكونَ هو نفسه مصدرا مُهِمّاً لكلّ المعلومات التي تتعلّقُ بالفكر والنشاط الإنسانيّ الضاربِ في العراقة والأصالة (20) ممّا جعلَ النصوصَ، كلّ النّصوص وليس الوثائق الأرشيفية الرسمية تصبحُ أكثرَ قدرةً على تأسيس ما هو تاريخيّ، وإن كان الأمر يتعلق بلوحة فنية، أو مسرحية، أو رواية أو حتى قصيدة (21)، الأمر الذي نفاهُ تماما المؤرّخ السياسي ووزير الخارجية البولندي بورونيسلا جرميك لأنه يعتقد أن تقصّي الحقيقة أمر يقتضي من الأديب ورجل التأريخ على حدّ سواء تدقيق المعلومة عبر وثائق تاريخية محضة، لا علاقة لها بالأدب وأهله. ولأنّ المورخَ عند لينا هو ذاك الذي يربطُ بين التاريخ والحياة قبل أن يكون منقّباً في شؤون الماضي السحيق، فإنها أمسكتِ العصا من الوسط فاعتمدت في نسج نصوصها الروائية التاريخية على عدّة طرق وتقنيات، أهمّها البترُ والتحويل الصّيغي، أمّا عن البتر فإني أعني به اقتطاعها لأجزاء معيّنة من أهمّ المصادر التاريخية وإدراجها إمّا كمدخلٍ افتتاحيّ لفصولها الرّوائية، وإمّا كجزءٍ لا يتجزّأُ مِنْ نسيجِ النصّ الرّوائي كاملاً، وهذه التقنية قد ظهرت بشكل أكثر وضوحاً في روايتيْها (سلطانات الرمل) و(بنات نعش)، وفي كتابها التّوثيقيّ (رجال وقبائل)، إذ أنها اقتطعت على سبيل المثال لا الحصر أجزاءً مهمّة من الصفحتين 446 و447 الموجودتيْن في كتاب أوبنهايم لتدرجها في الصفحتيْن 13 و14 من (سلطانات الرمل) (22)، وهو يعدُّ أيْ كتاب أوبنهايم من أهمّ الدراسات وأكثرها عمقا في مجال التأريخ للمجتمعات البدوية لما يتضمنه معلومات قيّمة عن القبائل وأنسابها وهجراتها، وكذا أعرافها وتقاليدها. أمّا من كتاب (قبائل بدو الفرات عام 1878) للّيدي آن بلنت (23)، فقد اقتطفت معتمدة تقنيتَيْ التّحويل الصّيغي والتّكثيف كلّ ما في الصّفحات التقديميّة الأولى (5-11) لتدرجه في الصفحة 15 من كتابها (رجال وقبائل). وفيما يتعلّقُ بروايتها (بنات نعش)، فلا شكَّ أنّها اعتمدتْ -لا سيما في نسج صفحاتها الأولى الخاصة بوصفها للشيخ ضاري وواقعة قتله للكولونيل ليجمن- على مصادر أخرى منها كتاب (عشائر الشام) للعلامة أحمد وصفي زكريا (24)، وكذا كتاب أسعد الفارس الذي صدر في الكويت سنة 2009 بعنوان (الكولونيل ليشمان والدرب الطويل إلى بغداد: نجيمان الفرات، (1880-1920) الخدمة والحرب، الترحال والتجسس، والموت في الفلوجة عام 1920). وهذا كلّه يعني غزارة ثقافة هذه الروائية، وإلمامها بجوهر مشروعها عن الصحراء العربية، دون أن تغفل أيضاً الاطلاع على مصادر أخرى يمكنني أن أصفها بالجانبية وأذكرُ منها كتاب الأغاني للأصفهاني (25)، والعقد الفريد لابن عبد ربه (26)، ومسالك الأبصار لابن فضل الله العمري (27)، وسيرة الزير سالم (28) وسيرة عنترة بن شداد (29)، وأضيف إلى هذا، اهتمامَها العميق بالبُعد الأنثروبولوجي لمشروعها الروائيّ التوثيقي الكبير وذلك إيماناً منها بذاك التحوّل الذي حدث في مسار التأريخ الاستشراقيّ للمجتمعات البدوية بعد اكتشافه للأهميّة القصوى التي تمثلها الحضارات الأخرى والتي كانت لوقت قريب تبدو صامدة أمام النموذج الغربي ونزعته الأوروبية المركزية، لذا يأتي مشروع لينا كخطوة مناهضة لما مُورس على الهوية البدوية من تدمير لوحدتها وتماسكها أمام ما تعرّضت لهُ من تغيرات اقتصادية وسياسية أهمها ظهور نشاطات اقتصادية في قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات الإدارية والصحية والتعليمية بشكل امتصّتْ به جانبا كبيراً من أبناء هذه المجتمعات الذين كانوا يشتغلون بالرعي والزراعة والقنص. وعليه فإنّه أمام أزمة التقدم هذه، تحاولُ لينا عبر رواياتها إحياء ثقافة ما قبل التصنيع، باحثة بحسّ أنثروبولوجي منقطع النظير عن التقاليد والأعراف والعادات والأزياء والأعراس، والطقوس (30) لتعطي قيمةً للزّمن ودوراته المتكررة، إذْ لا شيءَ يفصِلُهَا عن أبطالها، فهي تجسِّدُهم وتمَثِّلُهم وتقولُ معهُم على لسان طراد، بطلها الأثير معلنة صمودها أمام زوابع المابعد حداثة: ((لستُ متأكّدا بأنني أكتب نكاية بالحاضر. نكاية بمن هم ماضون ليموتوا. بكلّ العرب الذين فهموا أن مشروع التحضر يكون لقاء الخروج من التاريخ، ويستبدل العربي فرسه بكرسي على رصيف زقاق ما)) (31)
الهوامش: (1) لينا هويان الحسن، سلطانات الرمل (سيرة أشهر جميلات بادية الشام)، دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، ط1، دمشق، 2009، ص7. (2) المصدر نفسه ص 151. (3) نسبة إلى لقب لينا هويان الحسن. (4) انظر في هذا الصدد الصفحات التي خصّصتها لينا للحديث عن الخيول والأحصنة سواء في (سلطانات الرمل) أو في (رجال وقبائل): - سلطانات الرمل، (سيرة أشهر جميلات بادية الشام)، دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، ط1، دمشق، 2009، صص 25-29. - لينا هويان الحسن، رجال وقبائل، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق، 2013، صص 217-223. (5) ما نبعَ نعتي للكاتبة بالفتاة من فراغ، فهي نفسُها قد اختارت هذه السّمة وهي تتحدّثُ عن أبطال روايتها (بنات نعش) قائلة: ((قلت هذا، حتّى لا يفاجئكم ما غزله قلم فتاة تعيش في دمشق، وتشرب قهوتها في مقاهي حي القيمرية)). - لينا هويان الحسن، بنات نعش، ط3، دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، دمشق، 2008، ص3 (النسخة الرقميّة). (6) سلطانات الرمل، (سيرة أشهر جميلات بادية الشام)، دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، ط1، دمشق، 2009، ص 189: وقد جاء ذكر الحيّة على لسان سلطانة، إحدى شخصيات الرواية الأكثر جرأة وشجاعة ((أريد أن أراه من الداخل لكن خوّفوني من حيّة ضخمة تسكنه)). (7) لينا هويان الحسن، رجال وقبائل، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق، 2013، ص 9. (8) المصدر نفسه صص 29-36. (9) لينا هويان الحسن، سلطانات الرمل،(سيرة أشهر جميلات بادية الشام)، دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، ط1، دمشق، 2009، ص 19. (10) لينا هويان الحسن، نمور صريحة (في شاعرية الافتراس)، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق، 2011. (11) المصدر نفسه، انظر الإهداء، ص 5. (12) المصدر نفسه، صص 22-24. (13) الأخوان غريم، هانس الحديديّ، حكايات الأخوين غريم، ترجمة د. نبيل الحفار، دار المدى، ط1، 2016، العراق، صص 637-644. (14) لينا هويان الحسن، بنات نعش، دار ممدوح عدوان، ط3، دمشق، 2008، صص 12-13 (النسخة الرقمية). (15) المصدر نفسه، ص 35. (16) المصدر نفسه، ص 153. (17) المصدر نفسه، ص 242. (18) لينا هويان الحسن، سلطانات الرمل(سيرة أشهر جميلات بادية الشام)، دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، ط1، دمشق، 2009، ص 174. (19) لينا هويان الحسن، أنف بين السحاب، ضمن (نمور صريحة) (في شاعرية الافتراس)، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق، 2011، صص 64-67. (20) مارك بلوخ، الحوليّات، عدد 1949-1950، صص 70-71. (21) لوسيان فيبر، مشاكل المنهج التاريخي، تورينو، إيناودي، 1976، ص 79. (22) ماكس فرايهير فون أوبنهايم، آرش برونيلش، وفرنر كاسكل، البدو، ج1، (ما بين النهرين: العراق الشمالي وسورية)، ترجمة وتحقيق ماجد شبر، شركة دار الورق للنشر المحدودة، ط1، لندن، 2007. (23) الليدي آن بلنت، قبائل بدو الفرات عام 1878، ترجمة أسعد الفارس ونضال خضر معيوف، مركز نور الشام للكتاب، ط1، دمشق، 1991. (24) العلامة أحمد وصفي زكريا، عشائر الشام، دار الفكر، ط2، دمشق، 1983. (25) أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، ط1 / 2002، ط2 / 2005، ط3 / 2008. (26) أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي، العقد الفريد، تحقيق محمد مفيد قميحة، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 1983. (27) بن فضل الله شهاب الدين العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تحقيق كامل سلمان الجبوري - مهدي النجم، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 2010. (28) أبو ليلى المهلهل الكبير، قصة الزير سالم الكبير، منشورات الجمل، بيروت، ط1، 2013. (29) محمد فريد أبو حديد، أبو الفوارس عنترة بن شداد، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، ط 1، القاهرة، 2012. (30) اعتمدت في نسج هذا الشقّ الأنثروبولوجي من إبداعاتها على مصادر عدة منها ما جاء في كتاب (عشائر الشام) للعلامة أحمد وصفي زكريا، لا سيما في الجزء الذي يتحدّثُ فيه عن أوصاف البدو وحالاتهم الاجتماعية وأعمالهم وقضاء الوقت واللهو عندهم. (انظر في هذا الصدد الصفحات 114-174-221-236)، دون نسيان مصدر آخر لا يقلّ أهمية عنه وأعني به كتاب (البادية) لعبد الجبار الراوي، وخاصة في الفصل الثامن منه حيث تطرّقَ إلى حياة البداوة والأسرة والمشيخة ووصفَ لباسَهم ومساكنهم وأعمالهم بشكل دقيق ومفصل. (مطبعة العاني، بغداد، 1919). (31) لينا هويان الحسن، سلطانات الرمل (سيرة أشهر جميلات بادية الشام)، دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، ط1، دمشق، 2009، ص 280.
#أسماء_غريب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عينُكَ
-
الوتد الرّابع والدرويش
-
موسى يستيقظ
-
ثلاثة مطارات
-
رع وسيرجي
-
متلازمة زليخة
-
ليلة بيضاء
-
حكاية سفينة
-
شجرة الأحديّة
-
اشْهَدْ أيّهَا البَحْرُ الأسْوَدُ
المزيد.....
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|