أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعدون الركابي - لا أمة عربية واحدة, و لا ذات رسالة خالدة!













المزيد.....

لا أمة عربية واحدة, و لا ذات رسالة خالدة!


سعدون الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5929 - 2018 / 7 / 10 - 00:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هذه هي الحقيقةُ التي يُدركها الجميع, و يرفضونَ الأعترافَ بها, بل هم ينافقون كعادةِ كُلِّ العربِ, و يدًعون إنَّ أمتهم واحدة تربطها كُلُّ الروابطِ التي يعرفها بنو البشر. و هم يدركون بقرارةِ أنفسهم بأنَّ ما يقولونهُ هو كذبآ و نفاقآ. فلا العربُ هم شعبٌ واحدٌ و لا أمتهم أمةٌ واحدةٌ. نحنُ نُحاولُ أن نُعرِّفَ أنفسنا للأجانبِ بأنَّنا من هذا القطر العربي أو من ذاك. و الأجانبُ يقولون بل إنَّكم كُلَّكم عربآ. لا حرصآ منهم على وحدتنا العربية, بل لأنهم يضعوننا في نفسِ السلةِ. أي إنَّنا بنظرهم كتلةٌ واحدةٌ: مجردُ أرهابيين متخلِّفين. و عندما أنتَ تحملُ جنسيةً أُخرى غير عربية, ذلك إنَّ العربَ الكُرماء يدوسون على رؤوسِ اللاجئين العرب و يغتصبون نسائهم, فأنت تحاولُ التملُّقَ عندَ أهلِ البلد الذي منحكَ جنسيتهُ و لا بأسَ من ذلكَ. و عندما يسألونك ما هي جنسيتك؟ فتقولُ مثلآ: أنا هولندي مثلكم. فيُجيبك السائل: نعم نعم, و لكن ما هي جنسيتك العربية؟ أي هو يُريدُ أن يعرفَ من أيِّ بلدٍ عربيٍ أنت, كي يضعُكَ في مخيًلتهِ في الدرجةِ المُلائمةِ من درجاتِ الأرهاب حسب البلد الذي أتيتَ منه. و الناس لهم كُلُّ الحق. فالعربُ لم يكتفوا بأنَّهم تركوا سُمعةً سيئةً لهم في نظرِ شعوب الأرض مِمّا أخرجوأ مِنَ الإرهاب في بلدانهم و البلاد الأخرى, بل إنَّ البعضُ منهم شوَّهوا سُمعة العرب في نظرِ الشعوب التي إحتضنتهم بما نقلوهُ من امراضٍ من أمراضِ تخلُّفهم و طيحان حظهم, فألحقوا الضررَ بالأبرياءِ المستقيمين من العرب في تلك البلاد!!
هذهِ هي الحقيقةُ. فلم تكُن و لن تكونَ, أمةُ العربِ أُمةً واحدةً حقآ و مشاعرآ. لا في تأريخا الغابر و لا في حاضرها الأسود, المُلطَّخانِ معآ, بالدماءِ و الخيانة! و لم تكن ولن تكونَ, ذاتَ رسالةٍ خالدة. بل هي كانت , و مُنذُ وُجِدَ العربُ على وجهِ الخليقةِ, بشكلِ أعرابٍ بدوٍ رُحًل ( و لا عيب في ذلك ), و لكن كانوا دائمآ بشكلِ قبائلٍ مُتناثرةٍ مُتقاتلة. توأدُ بناتها, خشية العار. لا لشيء إلا لأنَّ الله خلقهُنَّ من جنسِ حواء. دون أن يفكٍروا بأن أمهاتهم هنً أيضآ من جنس حوَاء. و لا زالَ العربُ و الأعراب ( الأعراب هم أهلُ الخليج ), لا زالوا حتى يومنا هذا يحتقرون المرأة و يستعبدونها, و ينظرون لها كما ينظرون الى البقر و الحيوانات الأُخرى؟! اليوم في هذا العالم الذي وصلَ الى قِمةِ التطوَّر, فكيفَ تُريدون أن أن يحترمَ العربَ أحدٌ من البشر؟؟ و عاشت هذه القبائل الأعرابيةُ بما تكسبهُ من غزوٍ و نهبٍ و سلبٍ بعضها البعض, و سبيي نساءِ بعضها البعض. و التآمر على بعضها البعض, خدمة للفرس و الروم يومآ ما, و أقوامٍ أخرى على طول التأريخ و حتى يومنا هذا يخدمون أقوامآ نعرفها جميعآ. أُمةُ العربِ الأعراب, هي نفسُها التي قاتلت أربعين سنةٍ و حول, من أجلِ ناقةٍ في حربِ الداعس و الغبراء في الجاهلية! و هي الأمةُ نفسُها التي أمضت طيلة تاريخها ما بعد الإسلام تُنافقُ و تختفي تحتَ عباءةِ الإسلام و الإيمان زورآ و بُهتانآ. كانت تُنافق بالإسلام. النفاقُ عند العربِ إبتدأَ مُنذ الإسلام, بل و بوجودِ الرسولِ الكريم في المدينة. دعونا نسكت فكُلنا نعرفُ هذا التأريخ الأسود, بكل دولهِ و خلفاءهِ و فسادهِ و نفاقهِ. إنه تأريخٌ أسود, أسودٌ حتى من حاضرِ العرب الأسود. كنت أُردِّدُ دائمآ, بأنهُ من بين كُلِّ أربعةِ عربٍ ستجد رابعهم خائنآ. أنا هنا أتحدث عن الخيانةِ فقط و ليس عن الصفاتِ السيئةِ الأخرى, فليس البشرُ الآخرين بملائكةٍ. مرَّةً قُلتها أمامَ البعضِ من أبناء جِلدتي, فقال لي لماذا أنت تُجامل؟ بل نحن نعتبر إن من بينِ كُلِّ أربعةِ عربٍ أو أعراب, ستجدُ ثلاثةً منهم خونة!
قصةُ الوحدة العربية مثل زواج أبناء العم, فُرضت فرضآ بالعاداتِ و التقاليد البالية, فأصبح أبناءُ العم, ذكورآ و إناثآ يكرهون بعضهم البعض منذ الولادة. بسبب هذه الوحدة القومية خاض العراق كومةً من الحروب العبثية. و بسببِ هذه العروبةِ و هذا الدين الإسلامي ذُبح العراقيون لسنواتٍ و لا زالوا يُذبحونَ من أشقائِهم العرب أنفسهم. كان المجرمُ صدّام يُقاتلُ إيران من أجل الكويت و السعودية و غيرهما من العرب و الأعراب, فكان من هذهِ الدول أن تتآمرَ على العراق و تُشاركَ في ذبحِ العراقيين. و ها هم الأعرابُ قد شاركوا بقوميتهم و بدينهم الدموي الهمجي, في ذبحِ و تجويعِ العراقيين و تدمير العراق. و هاهم العرب بإسمِ هذهِ العروبةِ و دينهم الإسلامي قد دمَّروا سوريا و ذبحوا شعبها. و ها هم الساعة يذبحون اليمنيين الأبرياء, بنفسِ هذهِ القومية و هذا الدين, و بدونِ وجهِ حق. طولُ تأريخهم, كان العربُ عملاءآ للأجانب و خونةً لبعضهم البعض. لماذا لا تُطالبُ إسبانيا دولَ أمريكا اللاتينية الإسبانية بالوحدة و المصير الواحد, و هم أخوةٌ لها في الدم و التأريخ و اللغة؟ و كذلك بريطانيا و أمريكا و مُستعمراتها الإنكليزيةِ؟ أو أمريكا و بريطانيا و كندا؟ و البرتغال و البرازيل و بريطانيا و كندا و أستراليا, الى آخره من الدول؟ كيف لكَ أن تُوحِّدَ أقوامآ مُختلفةً و مُتباعدةً تكرهُ بعضها البعض مثل العرب المُنتشرين في بلاد واسعةٍ هي بلادِ العرب؟ لا تُقارنوهم بالروسِ و الصينيين و البلدان الواسعةِ الأُخرى, إنَّهم عربآ! تَحلمونَ بتوحيدِ المشرقي من العرب مع المغربي, و العربُ قبائلٌ و عشائرٌ يتقاتلون فيما بينهم و هم في مدينةٍ واحدةٍ و أو في قريةٍ واحدة؟؟ هذهِ الشعارات الوحدوية هي التي زرعت العداوات و من ثُمَّ المؤامرات بين الحُكام و الأنظمة العربية بعضها ضد بعض. و بالإستعانة بالأجانب قاموا و يقومون و سيقومون بخيانةِ بعض العرب ضد بعضهم؟ بينما الأخرون يضحكون عليهم و يحلبونهم و يركبونهم مطايا ذليلة. و يستعملونهم كالجحوشِ لقتلِ شعوبِ بعضهم بالبعض, بمختلفِ التسمياتِ السخيفة, كالثورات و الربيعيات و " طيحان حظَّهم ". و الطريف إنَّ العالمَ يترك العرب يذبحون بعضهم البعض و يدمِّرون بلدانهم و شعوبهم و خيرات بلدانهم, مستعملين دينهم الدموي و قوميتهم المتخلِّفة. ثم ينعتونهم بالجملةِ, البريء منهم و المذنب, بالتخلُّفِ و الهمجيةِ و الإرهاب؟؟ تبّآ لهكذا قومٍ أو أقوامٍ لا ينهاهم دينهم و لا أخلاقهم و لا هم يتعلَّمونَ من خطاياهم طيلةَ التأريخ و الدول!!



#سعدون_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيموتُ العراقيون عطشآ عمّا قريب!
- سيموتُ العراقيون عطشآ, عمّا قريب. أيُّها العراقيون إستيقضوا!
- ذكرياتٌ و خواطر لا يسعها عنوانٌ واحد- 5
- ذكرياتٌ و خواطر لا يسعها عنوانٌ واحد- 4
- ذكرياتٌ و خواطر لا يسعها عنوانٌ واحد- 3
- ذكرياتٌ و خواطر لا يسعها عنوانٌ واحد- 2
- ذكرياتٌ و خواطر لا يسعها عنوانٌ واحد
- حرب الخليج ( الملّف السري )....الحلقة الخامسة عشرة
- حرب الخليج ( الملّف السري ).... الحلقة الرابعة عشر
- أمةُُ النكاح و شاربي بول البعير تقتلُ العراقيين!
- حرب الخليج ( الملّف السري ).... الحلقة الثالثة عشر
- حرب الخليج ( الملّف السري ).... الحلقة الثانية عشر
- حرب الخليج ( الملّف السري ).... الحلقة الحادية عشر
- حرب الخليج ( الملّف السري ).... الحلقة العاشرة
- حرب الخليج ( الملّف السري ).... الحلقة التاسعة
- حرب الخليج ( الملّف السري ).... الحلقة الثامنة
- المال هو رب البشر الحقيقي و القانون البشري دينهم!
- حرب الخليج ( الملّف السري ).... الحلقة السابعة
- حرب الخليج ( الملّف السري ).... الحلقة السادسة
- حرب الخليج ( الملّف السري ).... الحلقة الخامسة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعدون الركابي - لا أمة عربية واحدة, و لا ذات رسالة خالدة!