أسماء غريب
الحوار المتمدن-العدد: 5928 - 2018 / 7 / 9 - 16:49
المحور:
الادب والفن
حينما رأيتُ عينكَ
أيْقَنتُ أنّكَ لا توجدُ بسماءٍ فوْقِي
ولا في أرضٍ تحتِي
وإنّما أنتَ فيَّ
ومُحيطٌ بيّ
*
ما فرحتُ بهذا الاكتشافِ
كلّ ما في الأمرِ
أنهُ اشتدَّ وتعاظمَ قلقِي عليكَ
حتّى أنّني طفقتُ أبنِي في كلّ يومٍ
المزيدَ منَ الجُدران والأسوارِ
لأخفيَ كلّ شيءٍ
يدلُّ عليكَ فيَّ
*
لا تعاتبْنِي أرجوكَ
فنحنُ في زمنِ حربٍ
وإنّي رأيتُكَ بالأمسِ
وقد نزلتَ إلى ساحَة الوغَى
تركضُ بجوادكَ الأبيض
والقلوبُ قد بلغتِ الحناجر
*
سمعتُ السّيوفَ تُقَعْقِعُ
ورأيتُ الرّؤوسَ تتدحْرَجُ
والدّماءَ غطّتِ الحوافرَ
وأنتَ ريحٌ بيضاء
اشتعلتْ نوراً
وخلفكَ الجيوشُ المُجنّحَة
*
وكما رأيتُكَ
والسيفُ برقٌ مشتعلٌ بينَ يديْكَ
رأيْتَنِي
وأنا أمسحُ ما تطايرَ على وجهي منَ الدّماء
خفقَ قلبُكَ خوفاً عليّ من قسوةِ المشهد
واقتربتَ منّي
وعرفْتَنِي أخيراً
وحينما وضعتَ يدكَ على جبهتي
أغلقتَ عيني الثالثة
ثمَّ عدتَ إلى ساحة الوغى
*
ما انتهتْ حروبُهم ضدّكَ يا مولاي
ما انتهتْ أبداً
ولهُم في كلّ يومٍ خيانة
تُسَجّلُهَا السّيوفُ
والجيادُ
والدّماءُ.
#أسماء_غريب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟