أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال الشريف - قدر !!














المزيد.....

قدر !!


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1500 - 2006 / 3 / 25 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
فاجأته كالصاعقة, عندما أخبرته بسفرها في غضون أسبوعين, فتسمرت الحروف علي شفتيه من الصدمة, التي انتابته من خبر السفر, بعد أن أمضي عامين محاولاً إقناعها بالارتباط به, دون جدوى, فقد كانت لا تتحمل مجرد الحديث في موضوع الزواج منها. وكان هو من عمق إعجابه بها, مقتنع بأنها في النهاية ستستجيب لحبه الجارف, فهو يعرف, أنه إذا ما دارت في ذهنه فكرة فلابد في النهاية, إلا أن تتحقق.
لقد أصابته في مقتل منذ أن رآها أول مرة, رغم أنه لم يتبادر إلي ذهنه طوال عشرين عاماً, أنه قد يعجب بفتاة من جديد لتكون زوجة ثانية, والأهم من ذلك أنه صاحب أيديولوجية لا تؤمن بالقدر, بل كان دائماً من أصحاب نظرية أن الإنسان قادر علي عمل الأشياء جميعها, وإذا لم يتحقق شيء ما في هذه الدنيا, فهو ناتج في فكره عن قصور في الإدارة والتدبير.
وما أن رآها أول مرة, حتى جلس يستعيد صورتها, ويعيد المشهد مرة تلو المرة, وأخذت تشكل جزءً من حيز التفكير لديه, فعلل ذلك لقوة شخصيتها, وأنه مجرد إعجاب عابر لا يلبث أن ينتهي, ولكنها سيطرت علي تفكيره, أياما وشهوراً, وبدأ يحس أن هناك قوة فوق قوة الإنسان, وكيف صنعت هذه القوة الخفية التي أدت إلي اصطدام عيناه بعينيها, وذلك الإحساس الغريب الذي هز قلبه في ذلك اليوم الغريب, فقفز من مكانه عندما انكسر حاجز القدرة الإنسانية لديه, وهتف بصوت عال، إنه القدر. يا لها من فتاة جعلته يتغير, ويعيد ترتيب قناعا ته بشكل جديد. فقد كانت تقول له ماذا تريد؟ لديك زوجة وأبناء, ويبدو عليك الارتياح والسرور والاتزان في حياتك العائلية. فلماذا تريدني زوجة أخري وأنا لم يخطر ببالي الاقتران برجل متزوج, رغم احترامي الشديد لك, فأنت رجل تتمناه كل فتاة لو لم تكن متزوجاً, فيرد عليها بأنه لا يعرف ما الذي جري له, انه ليس من صنعه, فهو يعرف أن شحنة من الطاقة قد صدمته, فخلخلت أحواله منذ أن رآها, وكم حاول الابتعاد عنها, ونسيان صورتها, لكن الحقيقة أن أحاسيس عميقة قد تولدت لديه نحوها فأصبح لا يستطيع الابتعاد عنها.وهي أيضا كانت تدرك أن نظراته, وكلماته معها تزداد جرأة وعمقاً, فكانت تخشي أن تصدر عنها إيماءة لكي لا تزيد الطين بلة. ولكنها هي أيضاً قد تكون لديها مستقبل لكلماته وتصرفاته فأصبحت كمن تريده ولا تريده, وتواصلت الحكاية وكأنها قصة مؤجلة إلي حين.
إنها حقاً قد أحبته لكنها لا تريد الاقتران به, وكانت تفضل أن تكون صديقته أو زميلته من بعيد فالأنثى, كعادتها بطيئة الاستجابة لمن لا تحبه هي من أول نظرة, ولا تظهر ذلك بشكل واضح, مثلما الرجل الذي يحب أكثر من امرأة, أما المرأة فلا تحب حقيقة إلا رجل واحد, حتى وإن لم تتزوجه في أغلب الأحيان, وقد يكون هذا لطبيعة الرجل في أغلب الظروف, حيث يكون في الغالب الأعم هو الذي يسعى لمن يحب فيظفر بها, أما المرأة ففي الغالب الأعم, لا تظفر بالرجل الذي تحبه. ولذلك إذا لم يكن الحب متبادل من الأساس فيجب التفكير دائماً في أن المرأة تعيش في كنف رجل ما, والرجل الذي أحبته حقيقة يكون في مكان أو عالم آخر.
وكما قلنا إنها لا تريده لأنه متزوج بأخرى لكنها أحبته, وكان ينتابها شعوراً بأنها تستطيع الاقتراب منه في أي وقت إذا احتاجته, وأدركت أنه يحبها, وسينتظرها حينما تريد ذلك, وعندها قررت السفر لتحقيق حلمها الأول وهو شهادة (........) التي كرست حياتها لها, ولم يجد هو بداً من تشجيعها, ودعمها رغم شعوره بالحزن لفراقها, وحين جاءت لحظة الوداع جحدت به وماطلت في رؤيته وحاول رؤيتها إلا أنها تملصت بكل الطرق لكي لا تراه فودعها عبر التليفون, وهو يعتصر ألماً لعدم مقدرته من النظر في عينيها التي سحرته أول مرة رآها فيها, وفجأة نطق بما لم ينطق به من قبل صائحاً, لا إله إلا الله, فردت عليه محمد رسول الله.
إنها الحقيقة التي غابت عنه سنوات طويلة ولم يكن يؤمن بها, وهكذا يفعل القدر فعله في الزمان والمكان المحددين, بعد أن تأخذ الدنيا الناس بعيداً عن الحق فتصدمهم الحقيقة في لحظتها فيكتشفون أنهم مسيرون ولا حول ولا قوة وإلا ما قدره القدر.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تخرج السين .. ثيين
- هل كان فوز حماس ... خير لابد منه ؟!!
- احرث وادرس كله لبطرس!!!
- نداء ... للتراث !!!
- سويلم والتمارييز
- لأحبائنا ...هذا النداء !
- موال ...حليمة وقدري !!!
- ِِِِِِعندما اكتشفت البروفسورة( .... ) أن المتر يساوي ثمانين ...
- نحن في حاجة لمن يولد غداً .......... وبعد غد !!!
- من يوقف التراجع.... ويبدأ النهوض في مواجهة المشروعين ؟ !!!
- يا فقراء العالم اتحدوا ... وثوروا !!!
- زمن العويدة
- عويمز والسنطريز ..... في العصر الطزيز !!!
- جراح سياسي..... للفلتان !!!
- عندما أصاب الدهشان أطيب الشهرمان!!
- المبادرة الوطنية الفلسطينية..محطةإجماع
- غداً بداية جديدة!!!
- العوانس ولصوص التشريعي القادم!!!
- مذبحة الأحزاب والانتخابات!!!
- فدعوس والدبكة الديمقراطية والانتخابات!!!


المزيد.....




- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال الشريف - قدر !!