أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسين ديبان - لا سيادة لدولة الإستبداد














المزيد.....

لا سيادة لدولة الإستبداد


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1500 - 2006 / 3 / 25 - 04:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عندما عقد المؤتمر القبطي الثاني في واشنطن في شهر نوفمبر من العام الماضي حاولت وسائل إعلام النظام المصري تساندها في ذلك وسائل إعلام عربية معروفة بتوجهاتها الطائفية الإيحاء بفشل المؤتمر وكذلك توجيه الكثير من التهم الرخيصة والمبتذلة تجاه الأقباط وضيوفهم. لم يمضي وقت طويل حتى تكللت جهود الأخوة الأقباط بأولى خطوات النجاح حين قررت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم التحدة مناقشة ملف إضطهاد الأقباط في مصر لتتجدد بعدها الحملة الشعواء التي أطلقها النظام المصري تجاه قادة العمل القبطي في الخارج وعلى رأسهم كبيرهم المهندس عدلي أبادير متهماً إياهم بالإستقواء بالخارج والعمالة والخيانة ومحاولة تهديد أمن البلاد وتدنيس السيادة الوطنية.

لم تنطلي هذه الحملة على الشعب المصري بكافة فئاته مسلمين ومسيحيين وعربا وأقباط ونوبيين ذلك أن ظلم هذا النظام وتعسفه شمل أبناء الشعب المصري جميعا مع التأكيد على أن الأخوة المسيحيين نالوا قسطاً إضافياً من الإضطهاد الديني عبر الهجوم المتكرر على قراهم ومنازلهم وقتل وجرح العديد منهم ومنعهم من بناء كنائسهم أوترميم الآيل للسقوط منها وكذلك إختطاف الفتيات المسيحيات ومنهن بعض القاصرات ومحاولة أسلمتهن إجباريا والأهم من ذلك التمييز الطائفي البغيض بحقهم من خلال حرمانهم من الكثير من حقوقهم الوظيفية ومن المناصب السياسية والإدارية التي يستحقونها وعن جدارة. إضافة لهذا الكم الهائل من الإضطهاد الديني عانى الأخوة الأقباط عموما من إضطهاد قومي عنصري شاركهم بآلامه أيضا أخوتهم النوبيين الذين نالوا فصولا كريهة من التمييز العنصري القومي بحقهم من خلال الإهمال المستمر لمناطق سكناهم وكأنهم ليسوا أبناء لوطن إسمه مصر.

والحقيقة ان إدعاء النظام المصري بالحرص على سيادة الوطن التي يخاف عليها من محاولات التدنيس لن يكون له صدى ولن يكون حقيقيا مادامت سياسة البطش والتعسف والإعتقالات لكل معارض شريف والتمييز العنصري بين مكونات الشعب المصري الدينية والقومية هي السائدة في مصر التي تحولت بفضل هذه السياسة الى مزرعة خاصة يتقاسمها مبارك مع إبنيه جمال وعلاء ومعهم بعض المحسوبين من المتزلفين والمتملقين.

إن الحفاظ على سيادة البلاد يتأتى من خلال تأمين الحياة الكريمة والأمن والمساواة لأبناء مصر الذين سيحافظون بالضرورة على سيادة بلدهم ويدافعوا عنها بدمائهم عندما يعلموا أن مصر هي وطن لجميع أبنائه وليس لقلة قليلة شاذة أحلت لنفسها أموال البلاد وأرواح الناس و تهين كرامتهم يوميا ولا يعنيها أصلا إن عاشوا أو ماتوا وهو مارآه العالم في فضيحة غرق العبارة التي راح ضحيتها ألف من المواطنين لا لشيئ إلا بسبب طمع البعض وسطوتهم وحظوتهم لدى مبارك وأبنائه ومستشاروه.

إن سيادة الوطن من كرامة المواطن وصون حقوقه وضمان أمنه وكرامته وهو مايسعى إليه الأقباط الذين ذاقوا مرارة الظلم والإضطهاد أكثر من غيرهم وهم الذين حاولوا جاهدين بكل الوسائل ايصال صوتهم الى حاكم مصر ولكن قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ولذلك وصل صوت آلام الأقباط الى لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قبل أن يصل الى أسماع مبارك وحكومته.

لقد علمتنا تجاربنا مع حكام دول المنطقة ان لا إصلاح ولا تغيير إلا بفضل ضغوط الخارج الأوروبي عموما والأمريكي خصوصا، ولا ضير ولا ضرار في ذلك مادامت نتائج هذه الضغوط تتلاقى مع ماتطمح اليه شعوب المنطقة ويتضح الأن جليا بأنه وبفضل هذه الضغوط تم للشعب العراقي الخلاص من الطاغية صدام حسين وإنهاء الإحتلال السوري للبنان والعمل على محاسبة القتلة الذين يقفون وراء سلسة الإغتيالات ضد شخصيات من تيار بعينه في لبنان وإطلاق سراح المناضلين من أحرار ربيع دمشق وغيرهم الكثير والإنفراجات الكثيرة في مسائل تتعلق بحقوق الإنسان وحريته في الرأي والتعبير وحرية الصحافة وحرية المرأة في عدد من دول المنطقة وخصوصا في دول الخليج وكل هذا ماكان ليحصل بالتأكيد لولا الضغوط الخارجية.

إن المؤتمر القبطي في زيوريخ مطالب بالعمل على تفعيل الضغط الدولي على النظام المصري أكثر وأكثر حتى يستجيب هذا النظام ليس لمطالب الأقباط وحدهم ولكن لمطالب عموم الشعب المصري في الإصلاح والتغيير وتمزيق الدستور الطائفي الرجعي الذي ينص على أن الإسلام هو المصدر الأساسي للتشريع مما يعني إلغاء وجود أكثر من عشرة ملايين مسيحي، ليصبح مصدر التشريع الأساسي هو حقوق الإنسان وكرامته وتكافؤ فرصه في مجتمع الحرية والمساواة، وعلى الأخوة الأقباط أن لا يلتفتوا إلى هذه الإتهامات الرخيصة فلا سيادة لدولة الإستبداد والقهر والقمع والتفرقة العنصرية وهم بعملهم النضالي المشرف هذا يسعون الى تحقيق كرامة الإنسان وحريته التي هي الدعامة الأساسية لسيادة الأوطان.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاء سلطان والعالم الإسلامي..
- من يحاكم من يا آل مهدي؟
- أم الهزائم الكاريكاتيرية
- الإسلام والمطالبة بإحترام الأديان
- الإسلام وإرهاب المقاطعة
- أقباط مصر ومجزرة جديدة بحقهم
- يالها من جنة على جثث الضعفاء
- حزب الله وحماس وإرتهان الأوطان
- لماذا يطلبون الله في الملمات؟
- لماذا كل هذه الإتهامات لمؤتمر الأقباط؟
- نعم.. ثمة مشاكل في الإسلام
- إغتيال رأي..
- الإسلام هو الحل..ولكن لِمَن؟
- من ماأحلى النصر بعون الله الى سوريا الله حاميها
- عبد الكريم سليمان في ذمة جند الله
- الى متى هذا الغباء الفلسطيني؟
- مؤتمر واشنطن...عدالة قضية وهشاشة نظام
- المنصور وصدام والمثقفين العرب
- محاكمة صدام...والعرب
- بشار الأسد وفلسفة الصبيان


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسين ديبان - لا سيادة لدولة الإستبداد