أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - خاطرةُ الوَداع: كلماتٌ خجلى ومتقاطعة














المزيد.....

خاطرةُ الوَداع: كلماتٌ خجلى ومتقاطعة


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 5926 - 2018 / 7 / 7 - 14:02
المحور: الادب والفن
    


استراحة كاتب سياسي
خاطرةُ الوَداع: كلماتٌ خجلى ومتقاطعة!! بقلم: محمود كعوش

تُصِرُّ كثيراً، وتُلِحُ علي بالطلبِ على غيرِ عادتِك!!
تُصر وتلح، وتريدني أن أُحدثكَ عن كل شيء، وأن أُخبِرَك كل شيء!!
فعن أي شيء أُحدثك؟
وعن ماذا أُخبرك؟
أأحدثكَ عن النهج الذي أسلكه لأمضي أوقاتي الثقيلة، التي اعتدت على قضاء جلها بين التفكير المضني فيك والقيام بواجباتي الزوجية والمنزلية الروتينية التي تتقنها كل ربة أسرة مسؤولة تحرص على حياتها الأسرية التي تحترم، أو لنقل دون مبالغة التي تقدس، وتحرص على نظافة وترتيب بيتها لإرضاء نفسها أولاً، وأسرتها ثانياً، بدءاً برب البيت وانتهاءً بأصغر أفراده!!
أم أحدثك عن المرات التي أكرر فيها هذه المهمة يومياً، عن طريق السهو أحياناً وعامدة متعمدة أحياناً أخرى لأخرج نفسي من ضيقها وأهرب من ثقل التفكير الذي لم يعد يجدي نفعاً بعد أن حصل كل ما حصل وفرقتنا الأيام وأبعدتنا الظروف عن بعض، وبات أمل اللقاء مجدداً ضرباً من ضروب المستحيل، بل هو المستحيل بعينه.
وهل أخبرك أنني أجد راحتي في مشاهدة مسلسلات فكاهية، مثال "طاش ما طاش" الذي يضحكني من صميم قلبي، لا لأن مواقف ذلك الممثل مضحكة جداً، بل لأنها بعيدة جداً عن الواقع وأفعال البشر السوية!!
أم أنك تفضل أن أخبرك أنني أرغب أحيانا في مشاهدة أفلام الكرتون، وخاصة أفلام "توم وجيري"؟
فمع هذه الأفلام فقط أضحك بتلقائية، بل بشهية ومن أعماق قلبي، كما أشعر براحة نفسية عادة ما تنتشلني من عناء سخافات المجتمع، الذي تتداخل فيه الأمور ويختلط حابلها بنابلها.
بماذا تريدني أن أحدثك وأخبرك؟
هل أحدثك عن جل خواطري التي كتبتها عن الحب والحبيب؟
أم أخبرك أنني فعلاً أبحث عن حب بحجم هذا الكون وأكثر؟
حب يشغلني، يذيبني، يقتلعني من جذوري، يُميتني ويُحييني، ثم يزرعني وردة جورية تتمخض فتلد رياضاً شاسعة من الورود العطرة، التي لا تؤمها غير طيور الحب والعشق، التي عادة ما تقصدها لتستوطن فيها وتعلم المحبين والعشاق كيف يكون الحب والعشق الحقيقيين!!
حب أعانقه، ألاطفه، أحتضنه برفق وحنان، بحرص واهتمام، كي لا يفلت من عقاله وأضيعه فأضيع معه إلى الأبد!!
وعشق كذلك أعانقه، وألاطفه، واحتضنه برفق وحنان، بحرص واهتمام، كي لا يفلت هو الآخر من عقاله وأضيعه فأضيع معه إلى الأبد!!
أظنك سمعت بمقولة "فاقد الشيء لا يعطيه"؟
بالتأكيد سمعت بها!!
معي الوضع يختلف تماماً!!
فأنا حين أثق بمن أُحب وأطمئن إليه، أعطي بسخاء وأجزل العطاء، وأهب نفسي هدية لمن أحببته وأخلصت له، وأحبني وأخلص لي وعرف قلب كل منا كيف يعامل قلب الآخر بنقاءٍ وصفاءٍ وحسن سريرة وصدق ووفاء.
هل أحدثك عن الصدق، وكيف أكون صادقة حتى في سكناتي الجامحة؟
أم أحدثك عن الصدق، وكيف أكون صادقة في حركاتي، حتى تلك التي تثير الرغبة وتبعث النشوة؟
إن حركاتي كما سكناتي، إن لم تكن صادقةً، وتلقائية، ورائعة، ومشبعة، وقوية، ومثيرة، لا أقوم بها.
فهذه كما تلك، إن جاءت مفتعلة ومتكلفة، تكون هي وعدمها سواء!!
في الحب أريد أن يكون كل شيء جميلاً، ومتقنا، ومقنعاً، وخاليا من أي شوائب أو تشويش.
ففي لحظات الحب بالذات لا اشعر بأحد سوى من يعيش معي اللحظة بكل جمالياتها، وأحاسيسها، وروعاتها، وبكل تفاصيلها.
وفي لحظات الحب لا أرى أحداً سوى الحبيب، ولا أحس بوجود أحد إلاه، ولا أسمع صوتا إلا صوته، ولا أتذوق شيئا غير حبه وحنانه وروعة فنونه المتقنة.
تلك اللحظات خُلقت ليعطى واحدنا الآخر كل الحب، وكل الدفء، وكل الاهتمام، وكل العناية، وكل التنسيق.
تلك اللحظات خُلقت لنتبادل أحلى ما في اللذة الروحية والفكرية والجسدية، في جو تنساب فيه كل أواصر الانسجام في تناسق متكامل الجوانب.
همسٌ وعناقٌ وانفعالٌ جسدي يخنق الانفاس، فتلهث الروح ويتسارع نبض القلب مع كلمات الحب المفعمة بالصدق والمشبعة بالآهات والتأوهات.
عينان تتلاقيان، وشفتان تجتمعان تحت ذاك السر العجيب، لتأخذ الواحدة من الأخرى شهد الرضاب، وليتصاعد التواصل حتى تكتمل الحكاية!!
أو لا تكتمل!!
هل اخبرك بالمزيد؟
أشغل نفسي كي لا أبوح!!
تتعبني نفسي يا طيب، فأعاتبها وأشكو لها مني!!
تؤنبني نفسي كما سبق لي أن أخبرتك، لكنها تهفو للمزيد المزيد، فيمنعها تقطع ألأوصال في منتصف الطريق!!
أعذرني فقد تكون هذه آخر خاطرة أكتبها إليك.
سأحاول أن اكتب إن استطعت إلى ذلك سبيلا، لتصلك البقية إن قُدِرَّ لي أن أعود.
انتبه لنفسك.
حفظك الله ورعاك.
سلمت وسلام، وإلى لقاء يكتبه رب العزة والقدرة خالق الخلق العظيم إن أذِنَّ هو ذلك.

محمود كعوش
[email protected]



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينوب عرب أمريكا عن السلطة في قبول صفقة القرن؟
- حدث في 16 حزيران/يونيو 1956
- صدر قرار حماية الشعب الفلسطيني والمطلوب تفعيله!!
- لعل الذكرى تنفع المنبطحين!!
- دراسة: التوطين، ومشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين
- عام على قمة الرياض -العتيدة-!!
- لماذا سمح السيسي للصهاينة بالاحتفال وسط القاهرة!!
- لالا، هذه ليست مصر التي عرفناها!!
- النكبة - العودة بقلم: محمود سعيد كعوش
- لا يا ابن سلمان ما هكذا تورد الإبل
- دراسة توثيقية بقلم: محمود كعوش
- قمة الظهران...قمة القدس أم طهران!!
- انتفاضة يوم الأرض
- هل يكون ولفويتز مفاجأة ترمب القادمة!!
- خطة عباس للسلام!!
- الصفقة التصفوية الأمريكية التاريخية!!
- عرض ترمب الذي قدمته السعودية وأثار غضبة محمود عباس!!
- الذكرى المئوية لميلاد قائد تاريخي
- خطة ترمب: القدس -لإسرائيل- والضفة للاردن وغزة لمصر!!
- الرئيس الأمريكي يعاني من ضغط نفسي خطير


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - خاطرةُ الوَداع: كلماتٌ خجلى ومتقاطعة