أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - فولان مالي - بين الحياة والموت














المزيد.....

فولان مالي - بين الحياة والموت


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5924 - 2018 / 7 / 5 - 14:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ أكثر من إسبوع، نتابع عن كثب جل التقارير الإعلامية التي ترد من دولة مالي حول الصراعات الدائرة بوسطها، والتي راح ضحيتها عدد من الشعب الفولاني المالي بالميلاد والتاريخ، والحقيقة اننا نشعر بقلق شديد وأسف حيال ما يجري في دولة مالي، وفي الوقت ذاته نثق بأن الحكومة التي يقودها الرئيس ابراهيم ابو بكر قادرة أن توقف هذا الصراع وتحقن دماء الأبرياء وتنصف المظلومين بحلول مرضية، خاصة وأن أكثر المتضرريين هم من بسطاء المجتمع المالي الذين يعيشون يومهم بسلام ولا يحلمون إلا بيوم آخر مثل الذي سبقه، وقد عاشوا لسنوات طويلة في مالي يكافحون من أجل الحياة كسائر شعوب افريقيا وكل أهل مالي، فحكومة مالي منوط بها أن تحمل مسؤلية حماية شعبها دون فرز او تمييز، ونتطلع لأن تقوم بدورها الكامل والمنشود لنشر السلام والعدالة ومنع الجريمة والحرب مهما كانت أسبابها ودوافعها لأنها لا تجلب للمجتمع إلا الفقر والجوع والتشرد وهو ما لا نتمناه أن يحصل في أي دولة افريقية لأننا كغيرنا عشنا وعايشنا تجربة الحرب في السودان.

الحروب الإفريقية في عدد من الدول كانت نتاج ظلم وقهر وتهميش سياسي وإقتصادي وإجتماعي تتعرض له شعوب بعينها من قبل الأقلية الحاكمة، فتثور تلك الشعوب ضد الأقلية المسيطرة بعدة أشكال حسب تركيبة المجتمع والثقافة والإمكانيات الإقتصادية ونوع الصراع ودرجة الظلم، فالذي يضمن تحقيق السلام في دول افريقيا هو إعادة النظر في مسألة التنمية والعدالة والمساواة الإجتماعية وتأهيل الريف بتوفير خدمة مدنية متوازنة من تعليم وصحة ومشاريع الإنتاج حسب طبيعة الريف المستهدف وإحتياجاته مع وضع خطط وبرامج تشجع السلام والتعايش السلمي بين المواطنيين ونشر ثقافة الإحتكام لعدالة القانون لحل المشكلات الفردية والجماعية التي تنشب من حين لأخر داخل المجتمع، فدولة القانون والعدالة باتت تتراجع في دول افريقية كثيرة، ومع تراجعها تتصاعد الجرائم وتكثر الحروب ويتحول المشهد تدريجيا إلي حالة فوضى عارمة تعم البلاد، وكلما تم بسط السلام والتنمية والعدالة وسيادة القانون إرتقت الشعوب وقلت الجرائم والحروب.

فالفولان في مالي يعيشون ظروف سياسية وإقتصادية أشبه بحياتهم في السودان ودول كثيرة، وليسو وحدهم، بل هنالك شعوب آخرى تعاني وتشقى، وهذه الأوضاع القاسية تجلب التنافس علي مصادر الحياة الكريمة والإنسانية أينما كانت كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن، وعند أهل الريف او المجتمع البدوي يأخذ التنافس درجة عالية ويتحول إلي نزاع وصراع وفي الغالب يدور حول المزارع والمراعي والمواشي، فالكل يعمل بكل جهده لتأمين ما ينوبه ومصدر الحياة له ولأسرته، لذا لا تأخذ هذه المشكلات طابع سياسي إذا تم النظر إليها من هذه الزاوية، لكن المخيف أن تستغل هذه الظروف في بيئة ومناخ الريف من قبل مجموعات سياسية منظمة لتحقيق مصالح ومكاسب من وراء نزاعات مجتمع الريف، هذا الأمر سيؤدي إلي إرهاق الدولة وإستنزاف مواردها وإنحلال عقد نسيجها الإجتماعي وتعطل تقدمها وتطورها.

في مالي نرى أن المشكلة ما زالت في طورها الأول ولم تأخذ طابع النزاع الإجتماعي او الساسي الحاد لدرجة تصعب معها الحلول، فالوشائج الإجتماعية والتواصل الثقافي روابط ممتدة لعشرات القرون بين الماليين الذين صنعوا اقدم واقيم الحضارات الإنسانية ولا يمكن بترها بدخان الرصاص او مسح تاريخ طويل كتب بالحبر لكتابة تاريخ آخر بقلم رصاص، إنما الذي يجب أن يحارب هو مصدر الحرب وجماعات التطرف والإرهاب التي تعمل لتشتيت المدنيين وتشريدهم كجبهة تحرير ماسنا في مالي والشباب المجاهدين في الصومال والأخوان المسلمين في السودان ومصر وداعش في ليبيا.

إننا نأمل لأن تنتهي مشكلات مالي وكافة الدول الإفريقية، وندعوة حكومة وشعب مالي لتوخي الحيطة والإبصار بعين التاريخ والواقع ومآلات المستقبل لتدارك هذه المشكلة والإنتهاء منها ومن أسبابها، كما ندعوا التنظيمات السياسية والمنظمات المدنية المالية والإقليمية لتحمل مسؤلية إنصاف الحق بالرأي والموقف الإنساني والأخلاقي، ونرسل برقية تحية وإحترام لحزب إتحاد قوى التقدم المورتاني الذي دفع ببيانه منذ الساعات الأولى لأحداث مالي، فتكامل القوى السياسية والمدنية والشعبية في افريقيا مؤشر لوحدة العقول والأرواح لشعوب القارة وهو من الأشياء التي تدفع نحو الإتحاد السياسي والإقتصادي الإفريقي، وفي ختام الحديث نرجوا ونتمنى أن يبادر المثقف المالي والإفريقي بدعوة صريحة وسريعة لعقد مؤتمر السلام والتعايش السلمي في دولة مالي كبزرة صالحة للزرع ومؤكد انها سوف تنمو في كل حقول ووديان افريقيا من أجل بناء مستقبل مشترك ومشرق.



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل المناضل السوداني عمر قدس
- تجفيف مدارس الجزيرة
- حقوق الطفل
- الذكرى السادسة لثورة مايرنو
- رسالة إلي قادة الحركة الشعبية في الشمال والجنوب
- قصيدة مواطن
- الذكرى السابعة لثورة ستة ستة
- ذكرياتي - رسالة شكر وتقدير
- ثورة الحقوق تنتصر
- فرق الفكرة
- إعتقال الرفيق القائد كوكو إدريس
- فكرة الثورة وشيزوفرينيا الثائر الإنتهازي إبراهيم خاطر
- الإنسان والحياة الكونية
- إجتماعات قوى نداء السودان
- رسالة تضامن مع الصديق بسام رياض
- عفوا سيدي الحجاج - أزهري رحيق زهور الحرية والسلام والديمقراط ...
- جدليات الإنتخابات وخيارات الثورة - رأي شخصي
- الذكرى الخامسة والثلاثون لميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودا ...
- قضية نورة حسين إختبار جديد للقانون والقضاء السوداني والعالم ...
- رسائل إلي مجموعة طلاب حركة البان أفركانز في السودان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - فولان مالي - بين الحياة والموت