أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرانسوا باسيلي - الإخوان وجريمتهم في حق مصر














المزيد.....


الإخوان وجريمتهم في حق مصر


فرانسوا باسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 5924 - 2018 / 7 / 5 - 00:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بجانب أنها منظمة سرية لا يعرف بعضها بعضاً وبالتالي لا يصح أن يسمح لها أي نظام بالتواجد، فأن الجرم الأساسي لجماعة الإخوان هي أنها كانت دائماً تريد أن تغير من هوية مصر الأساسية، فمصر كانت علي مصر تاريخها الطويل مجتمعاً متديناً في إعتدال وقبول مدهش للآخر، بينما كانت الدولة دائماً مدنية، لها صفات الدولة القوية التي تحكم بالقانون وليس بالنص المقدس، وكان المصري البسيط إنساناً متقبلاً للأنسان الآخر، حتي الأجنبي غير المصري، بغض النظر عن دينه، بدرجة لم تعرفها أوروبا نفسها، التي قامت باضطهاد اليهود بشكل بشع بناء علي تهمة صلبهم للمسيح، ثم قام الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت بعد الإنشقاق البروستنتي،



أما مصر القديمة والحديثة علي السواء فكانت الدولة فيها أقرب ما تكون للدولة المدنية وليس الدينية، حتي لو إستخدم أحد الولاة ألدين كمطية لتحقيق اغراض سياسية، فكانت طبيعة الدولة مدنية وكان لغير المسلمين من المسيحيين واليهود أمكنة ووظائف في الدولة وفي السياسة، حتي لو منعوا من بعض المناصب، وظل المجتمع المصري متديناً تديناً فطرياً غير منغلق ولا متفذلك ولا متشدد، وأكبر دليل هو ذلك القول المنفتح المدهش الذي كنت تسمعه في الشارع من أفواه الحواه وعارضي السيرك والباعة، وهو قولهم "موسي نبي، عيسي نبي، ومحمد نبي، وكل من له نبي يصلي عليه"، لن تجد مثل هذا القول في أووربا الكاثوليكية في العصور الوسطي، ولا في آسيا ولا أي مكان آخر إذ كان الإضطهاد الديني هو سمة هذه العصور في مجتمعات العالم كله، واليهود الذين كانوا منبوذين في أووربا كانوا يملكون الشركات في مصر في القرنين الأخيرين حتي حدثت مأساة فلسطين فتغير الوضع، ليس لأن طبيعة المصري تغيرت، ولكن لأن السياسة العالمية تسببت في إضطهاد شعب كامل هو الشعب الفلسطيني لكي تغسل أوروبا يديها من لوثة الاضهاد الديني الذي مارسته ضد اليهود.



بغض النظر عن هذا كله، فالنقطة الأساسية هنا هي أن الاخوان أرادوا تغيير هوية مصر وطبيعة المصريين لكي يصبحوا أكثر تشدداً وتزمتاً ودروشة دينية، وفعلاً اصابوا قدراً كبيراً من النجاح في هذا للأسف بنجاحهم في بيع فكرة حجاب المرأة بادعاء أنه الذي الشرعي لأغلبية المسلمين المصريين، في تخاذل مهين من قبل الدولة المصرية في عهد مبارك، فلم يكن الحجاب قد دخل مصر حتي إغتيال السادات.



جريمة الإخوان الأساسية إذن هي محاولتهم تغيير الطبيعة المصرية الجميلة المحبة للآخر وللحياة وللمرح والضحك والفنون إلي طبيعة أخري متجهمة - هل تذكر كيف كانوا يحرمون علي المرأة الضحك؟ - وقد خدع بهم المصريون بعض الوقت ثم اكتشفوا بطبيعة المصري الذكية السليمة مدي خواء وخيبة الفكر الاخوني ومدي إبتعاد سلوكهم عن التقوي المزعومة، فهب المصريون ضد مرسي وجماعته في 30 يونية في موجة ثانية لثورة 25 يناير التاريخية الهائلة، تصحيحاً لمسارها الذي أراد الإخوان سرقته، وأطاحوا بمرسي وعصابته السرية، بتأييد من الجيش الذي ما كان سيمكنه الإطاحة بمرسي بدون الخروج الشعبي الهائل.



تحية لشعب مصر الذي أدرك بسرعة مدهشة خطر الإخوان بعد سنة واحدة من حكمهم البائس، لأنهم كانوا يريدون تغيير هوية مصر التاريخية وطبيعة المصريين الأصيلة الأصلية، وهو ما لا تغفره مصر ولا يغفره المصريون لأحد.



#فرانسوا_باسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرر من المرجعية الدينية شرط النهضة
- مئوية عبد الناصر: مصر بين التطرف والطرافة
- وَقَفْتُ أَحْرسُ السَّمَاء
- البروستانتية والثورة الدينية في الإسلام
- أي بلاد هذه؟
- قتيل في ساحة المسجد
- حوار مع رجل يحترم الإخوان
- طريق الآلام
- مصر السيسي: بذخ الرؤية ومخاطر الواقع
- حين يتحول المهجر إلى منفى.. فرانسوا باسيلي في ديوان -شمس الق ...
- لماذا ثار المصريون، ولا يثور الأمريكان
- إقرأي
- في مصر أمشي علي مهلي
- طعنة في شوارع نيو يورك
- رأيت للأرض يدا تكتب أبجدية السماء
- خبز الغريب
- هذا مخاضك يا وطن
- الأسباب الفكرية لسقوط الاخوان
- شهوة الموت
- في القاهرة


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرانسوا باسيلي - الإخوان وجريمتهم في حق مصر