أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - قانون مدنى واحد لجميع المصريين














المزيد.....


قانون مدنى واحد لجميع المصريين


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 5923 - 2018 / 7 / 4 - 09:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



ما هى العقبة أمام إصدار قانون مدنى واحد للأسرة المصرية يساوى بين المواطنين جميعا، بصرف النظر عن الاختلافات المتعلقة بالدين أو الجنس أو الطائفة والمذهب؟. المساواة بين المواطنين هى المبدأ الأساسى بالدستور المصرى وهى جوهر الأديان والعقائد والمواثيق المحلية والدولية، فلماذا يتناقض قانون الأسرة المصرى مع كل هذه المبادئ؟

لماذا تتردد الهيئات الرسمية والشعبية فى تقديم مشروع قانون مدنى واحد لانتشال الأسرة المصرية، مسلمة وقبطية، من المآسى التى تعانيها على مدى القرون والعقود؟

تابعنا ما تقدمه المنظمات الرسمية والجمعيات غير الحكومية، من مشروعات جديدة لتعديل بعض بنود قانون الأحوال الشخصية للمسلمين أو للأقباط، ومعظمها تعديلات لا تغير من جوهر القانون الحالى القائم على التفرقة بين المصريين على أساس الدين والجنس والطائفة.

التفرقة واضحة فى قانون الأسرة للمسلمين والأقباط، ولا يمكن التخلص منها إلا بقانون جديد مدنى واحد، يعتمد على المساواة الكاملة بين المواطنين، لا يفرق بين رجل وامرأة أو مسلم وقبطي، لا يخضع للتضاربات الواضحة بين الفقهاء المسلمين والأقباط، أو التناقضات الصارخة بين الفتاوى والآراء الدينية.

المساواة أو العدالة بديهية دستورية قانونية أخلاقية عالمية محلية، لا تحتاج لكل هذا الحشد من رجال الدين الإسلامى والمسيحي، ولكل هذا السيل من الفتاوى والملاكمات اللغوية الفقهية والطائفية.

عانت مصر طويلا المشكلات الخطيرة الناتجة عن قوانين الأسرة ، وتعذب الملايين من الأطفال والنساء، والرجال أيضا عانوا. يعرف الجميع الداء المزمن الكامن فى جسد وعقل المجتمع المصري، يتردد الجميع فى الإقدام على العلاج الواضح للعين المجردة.

عانت مصر طويلا الفساد المتخفى وراء الأبواب المغلقة، داخل الجدران الأربعة، تحت هذا القانون، الذى يدفع ثمنه الضعفاء من البشر، الأطفال أساسا وأمهاتهم، والذى يتفجر أمامنا فى المحاكم والمستشفيات والملاجئ والشوارع، نقرؤه كل يوم فى صفحات الحوادث بالصحف والمجلات، نسمعه يتردد فى الإذاعات ونراه يتكرر على شاشات التليفزيون والفضائيات، كيف تهدر حقوق وأرواح الأطفال الأبرياء وأمهاتهم المقهورات أمام عيوننا ونسكت؟ أو نطلق بضع صرخات ألم أو عدة شعارات جوفاء ثم نسكت؟ كيف يصبح هؤلاء الملايين البؤساء ضحايا قانون فاسد، قائم على الظلم والغدر والطعن فى الظهر، كيف يكون من حق الرجل تطليق زوجته شفهيا أو غيابيا لأن بعض الفقهاء يفتون بذلك؟

كيف ينكر الرجل نسب ابنه لمجرد التنكيل بزوجته أو الانتقام من أهلها؟ كيف يرفض الأب تحليل البصمة الوراثية (الدى إن إيه) للتهرب من مسئوليات الأبوة تجاه ابنه أو ابنته؟ كيف يعطل الرجل تعليم أطفاله لمجرد امتلاكه الولاية التعليمية؟ كيف يبيع الرجل ابنته القاصر الطفلة، فى سوق الزواج، لمجرد أنه الأب صاحب السلطة المطلقة؟ كيف يخون الرجل زوجته وأطفاله لمجرد نزوة جنسية دون عقاب؟ وكيف يتهرب من النفقة على عياله بسبب القانون الجائر؟ كتبت، منذ بداية هذا القرن الحادى والعشرين عن ضرورة إنقاذ الأسرة المصرية (المسلمة والقبطية) من مآسيها اللانهائية بإصدار قانون مدنى واحد للأسرة المصرية، لا يكفى أبدا عمل تعديلات جزئية لا تقتلع جذور الظلم التاريخى الواقع على نواة المجتمع المصرى وهى الأسرة. سقطت ورقة التوت أخيرا عن الفساد الذى يرتع فى ظل هذا القانون الأسري، تعرى الفساد داخل البيوت المسلمة والقبطية، انكشف الاغتصاب الجنسى الذى يقع من الكبار على الأطفال البنات والأولاد داخل الأسرة الواحدة، عن التجارة بحقوق الأطفال والأمهات فى مكاتب المأذون، كيف يمكن لرجل أن يهدم أسرته ومستقبل أولاده، تحت اسم الشرع، بتوقيع ورقة بمكتب مأذون نظير مبلغ من المال، صغيرا أو كبيرا؟. قد آن الأوان اليوم قبل الغد، لإنقاذ الأسرة المصرية، المسلمة والقبطية، بإصدار هذا القانون المدنى الواحد لجميع المصريين.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة الفكر فى المستقبل القريب
- البحث عن فيلم سينمائى جيد
- تحرير النساء وقضية الاشتراكية
- من أجل ما نفعل؟ أو من أجل ما نكون؟
- إبداع المرأة وسجن اللاوعى
- ما يفوق العمر والأنوثة والرجولة
- السنوات المسروقة من العمر
- المكبوت تحت الضلوع يخرج للشارع
- ما لا ُيكتب لا يوجد أبدا
- المعارضون للصهيونية بالبرلمان الإسرائيلى
- بعد ازدراء الأديان .. ماذا نشهد من ظواهر؟
- أى أنواع الموت يختار؟
- حتى يا جوافة؟
- هزائم متكررة لم تكسر القوقعة
- القارئات والقراء والإرهاب
- كيف تصنع المرأة رجلا إرهابيا؟
- الخوف من طرح الأسئلة المحرمة!
- تعريف جديد للأدب والكتابة
- عن الألم والكتابة الشخصية
- ويظل حجاب العقل واحدا


المزيد.....




- ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا ...
- أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية ...
- مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا ...
- مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف ...
- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - قانون مدنى واحد لجميع المصريين