أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد سيف المفتي - باب ضمير العالم!














المزيد.....

باب ضمير العالم!


محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 5923 - 2018 / 7 / 4 - 01:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


باب ضمير العالم!
صديقي العزيز محمد شيت. منظر المرأة لا زال يطاردني، بحثت عنها في كل مكان في تلك المدينة المنكوبة، لم أجدها لكني وجدت العشرات من امثالها، ثم عثرت على المئات من الرجال والأطفال ممن عاشوا قصة مثل قصتها. تراجيديا مكررة يصعب تصديقها، هذه هي الموصل.
خرجت في صباح يوم الخميس المصادف 12.05.2015 كي أوصل ابنتي الى الجامعة، خرجت بالسيارة الى شارع الحدباء الرئيسي، صرخت ابنتي وهي تمد سبابتها الى الأمام. أفزعني صوتها نظرت باتجاه السبابة، رأيت شابا معلق على عمود الكهرباء. منظر الشاب وقد تدلى رأسه وكأنه يتوسل الأرض أن تجد له قبرا، جعلني استدير في منتصف الشارع و اعود باتجاه آخر. بقيت ابنتي تغلق عيونها بيديها في حالة هيستيريا لفترة لا أستطيع أن اصفها بالقصيرة. محاولة يائسة لمسح ذلك المنظر التراجيدي من أمام عينيها.
في اليوم الأحد توجهت الى الجامعة و أخذت طريقي المعتاد، وجدت الشاب معلقا في مكانه و امرأة تقف الى جانبه تحمل وعاء فيه ماء، و منشفة تمسح رجليه بحنان من آثار الدماء و كأنها تخشى أن تؤلمه أو توقظه من غفوة هنيئة، ثم ترفع يديها بالدعاء له بهدوء و عيونها تستعطف السماء.
في يوم الاثنين كانت واقفة في مكانها المعتاد تمارس نفس الطقوس وقد توقفت كثير من السيارات بالقرب منها، ونزل الركاب رجالا و نساء متشحات بالبراقع السود بمحاولات ولدت ميتة لمواساتها، و منحها بعض المال، لم اسلك ذلك الطريق لأيام و بعد فترة عدت لنفس الشارع و لم أجد لا الجثة و لا المرأة. وجدت صديقي صاحب المحل المقابل لمكان الحادثة جالسا على كرسي أمام دكانه يبحلق في السماء. أوقفت سيارتي وترجلت لكي اتحدث معه. بعد عبارات التحية المعتادة والسؤال عن الحال و الأحوال سألته.
- ماهي قصة تلك المرأة التي كانت تقف أمام الجثة. اتشح وجهه بالحزن ونظر في عيوني كمن يتوسل أن اسحب سؤالي، بقيت صامتا انظر في عينيه، أجابني أخيرا.
- الشاب شرطي سابق اعتقلته داعش و اعدمته. نفخ بحسرة وهز رأسه عدة مرات بحركة بطيئة قبل أن يكمل حديثه.
لم يبلغوا أمه عن مكانه، وجدته بالصدفة البحتة. كانت تأتي يوميا لتغسله وتقرأ له القرآن وتدعو له بالرحمة. بدأ الناس يتوقفون بسياراتهم ويحاولون مساعدتها.
شعرت أن هذا الموضوع لم يرق لداعش. فسألته مستعجلا الإجابة.
- كيف كانت ردة فعل الدواعش؟ ابتسم بسخرية سوداوية، اشد ايلاما من السوداوية المجردة.
- أخفوه عن أمه. عندما جاءت في صباح يوم الأربعاء لم تجد الجثة، أخذتها داعش في الليل. تركوا المرأة فريسة لقهر لا يقتل فترتاح منه، و لا أمل في إيجاد قبره. مسحت عامود الكهرباء ودعت له واختفت بين أبناء المدينة. أقصى امنياتها كانت أن تملك له قبرا تزوره. سكت صديقي الدكتور محمد شيت.
أغمضت عيني باحثا عن استراحة ذهنية، ثم فتحت عيوني و قلت لصديق اذا تمكنت منظمة إرهابية من خلق هذا الكم من القهر و الحزن، فكم من الحب و الفرح يمكننا أن نمنحه للعالم أجمع لو تجمعت كل الطاقات الخيرة مع آلاف المنظمات الإنسانية في هذا العالم.
خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة، نحن لا نؤمن بالحرب ولا بالسلاح لخلق السلام بل نؤمن بالحب والحرية لهذا العالم. سنعمل كلنا معا في منظمة واحدة لنخلق قيما إنسانية جديدة.
أدعموا منظمة كلنا معا All Together و أمنحونا فرصة لنحقق احلامكم. حلمكم بالسلام العالمي هو مخططنا.
يمكن التبرع على . Pay Pal
الحساب: [email protected]
او رقم الحساب المصرفي:
Organisasjon konto nummer er:
6215.05.96047
للتواصل معنا
Mohamed Al-Mofty mobil nr
0047 9666 9444
أو
Imad Al-Samaray mobil nr
‭+47 958 84 774‬



#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يأمرني بالبر و ينسى نفسه!
- التمثال أكرم منا جميعاً!
- أخذ ابي المدينة معه - رحمة الله عليه-
- الاستفتاء ازمة اخلاقيات مهنية
- صالون زكية خيرهم الادبي و الثقافي
- عراق جديد و دعم نرويجي
- فيصل القاسم، لا حاجة لنا بك.
- طرد ضابط نرويجي من الخدمة
- اسكندنافية في الرقة
- داعش قدرنا الاقليمي
- مفاهيم قاتلة
- إضاءة على شظايا فيروز
- هل كانت قندرة الباشا شيعية أم سنية؟
- العراق قمر
- موصل اليوم جحيم بلا أمل...
- الى معاليكم
- انتباه الموصل في خطر
- خيام و دموع من الموصل
- جنود داعش بين الاهالي
- الساعات الاخيرة لداعش


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد سيف المفتي - باب ضمير العالم!