|
يا فرج فوده، ها هو الإسلام يخرج مدحوراً من المونديال
سائس ابراهيم
باحث في الأديان
(Saiss Brahim)
الحوار المتمدن-العدد: 5922 - 2018 / 7 / 3 - 22:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فرج فوده، يا فرج فوده ها هو الإسلام يخرج مدحوراً من المونديال
أبدأ مقالي بنقل جزء من مقال (فرج فوده)، المفكر المغتال من طرف الظلاميين، عن الخلط بين الرياضة والدين "أعني الإسلام خصوصاً". كتب مفكرنا الحر : " ... كنت جالساً أمام التلفزيون، أمني نفسي بليلة طيبة أشاهد فيها تنافساً رياضياً ممتعاً على نهائي كأس إفريقيا لبطولة أندية كرة السلة بين الإتحاد الإسكندري "نسبة إلى مدينة الأسكندرية" ممثلاً لمصر، ونادٍ آخر يمثل أنجولا، وفجأة رأيت (شيئاً) يجري بين اللاعبين، لا علاقة له بزيهم أو مظهرهم، وَفَرَكْتُ عَيْنَيَّ لِكَيْ أَتَحَقَّقَ مِمَّا أَرَى. كَانَ "مَدْحَتْ وَرْدَة" كَابْتَنْ الْفَرِيقِ الْمِصْرِيِّ قَدْ أَطْلَقَ لحيته، وكحَّل عينيه، ولبس لباساً طويلاً لا علاقة له بالشورت لأنه أطول، ولا بالبنطلون لأنه أقصر، وأدركت من مظهرو وتعليقات المذيع أن الإسلام مقحم في الموضوع بلا مقتضى، وأن هناك من أَوْهَمَ مدحت بأن فخذه عورة، وأن واجبه أن يحمي الجمهور من (الفتنة)، وبعد وقتين إضافيين، انتصر الإتحاد، ولم تدم سعادتي أكثر من لحظات قصار أفسدها مدحت بعد ذلك حين تقدم لاستلام الكأس، فرفض رفعه إلى أعلى، ورفع المصحف بديلاً عنه، بينما المذيع يصرخ : لا إلاه إلا اللاه، اللاه أكبر. ، وهكذا تحولت ساحة الرياضة إلى ساحة تعصب مقيت، وانتظرتُ في صحف الأيام التالية أن أجد لَوْماً أو اعتراضاً، فإذا بها جميعاً تتجاهل أو تؤيد"... تصرف "مَدْحَتْ وَرْدَة" مع كل حسن النوايا، يحمل خلطاُ غير مقصود، ويوحي بمعنى غير صحيح، مضمونه أن انتصار الإتحاد الإسكندري، انتصار للإسلام، وهو معنى لو سلمنا به، لوجب علينا أن نسلم في المقابل بأن هزيمة الإتحاد الإسكندري هزيمة للإسلام... بل علينا أن نطرح تساؤلاً آخر... ماذا لو فاز الأنجوليون، ورفع رئيس فريقهم الكتاب المقدس بدلاً من الكأس ؟...". ه كتاب : "نكون أو لا نكون"، لفرج فوده، دار النشر تانسيفت 1992، الدار البيضاء. ص : 7 وَ 12. ه
قضية خلط الدين بانتصارات الرياضة وعلى الأخص كرة القدم : ه منذ بضعة أسابيع انطلقت أصوات مذيعين ورجال دين وأفراد على صفحات التواصل الإجتماعي لِتُرَوِّجَ بأن فوز اللاعب المصري محمد صلاح بأفضل لاعب في الدوري الإنكليزي ووصوله بفريقه، ليفربول، إلى نهائي دوري أبطال أوروبا هو انتصار ونشر للإسلام في القارة الأوروبية، فبيان شيخ الأزهر يقول مثلاً : " ... في الوقت الذي يتم فيه تناول الإسلام بطريقة سيئة في الصحف البريطانية، كان يتغنى مشجعو نادي ليفربول بالإسلام من خلال أناشيد تعبر عن انتصار الدين متمثلا في هذا اللاعب" : الروابط : ه http://sport.aljazeera.net/football/2018/4/28/ وفي صحيفة "الكابتن" نرى هذا العنوان العريض : " إنجليزي يعتنق الإسلام ويكتب الشهادة بفضل أهداف محمد صلاح" : الرابط : ه http://www.elcaptain.org/25216 وقبل ذلك بعدة أعوام أطلق كثيرون على منتخب مصر اسم "منتخب الساجدين"، بعد انتصاراته في كأس الأمم الإفريقية، لإيهام الناس أن الإنتصارات جاءت بفضل السجود لا بفضل إجادة اللعبة : الروابط : ه http://www.masrawy.com/Sports/Sports_News/details/2017/1/12/1012707/ وفي الموقع الإلكتروني "البوابة"، نقرأ : "... ويتسلح لاعبو الفراعنة بالصيام اليوم، وفاجأ كوبر (المدرب الأجنبي) اللاعبين وتضامن معهم وأعلن صيامه، لتشجيع اللاعبين ورفع الحالة المعنوية لهم، وكانت مفاجأة كبيرة للاعبين، خاصة أن معظم المدربين الأجانب يرفضون من الأساس مبدأ صيام اللاعبين أثناء المباريات" : الرابط : ه http://www.albawabhnews.com/2691276 وهكذا يعتقد ملايين المغيبة عقولهم أن سبب خسارة المنتخب المصري هي عدم التزام "صلاح" بالصيام في نهائي دوري أبطال أوروبا، فعاقبه الله بالإصابة التي أدت إلى الخسارة أمام ريال مدريد ثم بعد ذلك في كأس العالم. ه ملاحظة : إذا كتبتَ في محرك البحث غوغل، عبارة " التزام صلاح بالصيام في نهائي دوري أبطال أوروبا"، ستحصل على 15400 نتيجة، فأي هوس هذا ؟... أي هوس ؟ ... وأي هوس ؟ ه
ورغم هزيمة الذل والعار التي حصدها فريق مملكة الشر الوهابية في افتتاح المونديال إذ شُطِّبَ بِـ 5 أهداف لصفر، إلا أنهم بعد انتصارهم بهدفين لواحد ضد "الإخوة المصريين العرب والمسلمين ؟؟؟"، هاج الجمهور والمسؤولين والصحافيين البدو، وتجلت العنترية الوهابية في أجلى صورها في الصفحة الرئيسية لصحيفة "عكاظ" الناطقة بإسم النظام الحاكم بمقال تحت عنوان "كبسناهم : يقصدون الفريق المصري" مع صورة لعدد من لاعبي المنتخب السعودي وهم يسجدون على الأرض، ووضعت صورة للاعب المصري محمد صلاح وبجانبه النتيجة وإناء طبخ". وحالهم كما يقول الشاعر عِمْرَانُ بْنُ حِطَّان : ه أسدٌ عَلَيَّ وفي الحروب نعامة = رَبْدَاءَ تَجْفِلُ من صَفِيرِ الصَّافِرِ أُسُودٌ "من خشب طبعاً" على مصر ونعامات "حقيقية" في مواجهة روسيا، الروابط : ه https://arabic.sputniknews.com/sport/201806261033345488 https://www.watanserb.com/2018/06/26/ انشغل العالم أجمع بالحدث الكروي في 2014 "مونديال البرازيل" واهتم المسلمون بمزايدات فارغة وقصص كاذبة عن عدد معتنقي الإسلام إبان ذلك المونديال، ويكفي أن يكتب المرء جملة "عدد معتنقي الإسلام في المونديال" ليجد نفسه أمام عدد لا يحصى من المواقع التي تفننت في الكذب والإختلاق. ه "ارتفاع عدد معتنقي الإسلام إلى 14 في المونديال" على الرابط التالي : ه https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/07/10/565185.html "ارتفاع عدد معتنقي الإسلام بين مشجعي البرازيل إلى 19"، على الرابط التالي : ه http://www.alyaoum24.com/178400.html إذا تكلمنا كما يتكلم الظلاميون، سنقول أن الإسلام الكروي الشيعي خرج متفوقاً وبكثير على الإسلام الكروي السني، وأن أيران الشيعية خرجت رافعة الرأس، بينما خرجت مملكة الشر الوهابية السنية ذليلة، وإذا أضفنا الشيعي على السني نرى الإثنين قد انهارا أمام الدول المسيحية، فما قول الأزهر في هذا ؟ ه أختم مقالي هذا بعبارة لأحد الظرفاء الذي عَلَّقَ في الفايسبوك : ه "كنتم خير أمة أُخْرِجَتْ من المونديال". ه كلمة أخيرة : ه أمام السكوت المريب للحكام وقادة الأحزاب السياسية فيما يسمى "بلدان العالم العربي الإسلامي" بعد هذه الهزائم المخزية، دعونا ِنُغَنِّي جميعاً مع الشيخ إمام في قصيدة أحمد فؤاد نجم الشهيرة "عاد التلامذة يا عم حمزة للجد ثاني : ه لَا كُورَة نَفْعَتْ... ه وَلَا أَوَنْطَة... ه وَلَا الْمُنَاقْشَة... ه وَجَدَلْ بِيزَنْطَة... ه
#سائس_ابراهيم (هاشتاغ)
Saiss_Brahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أُسْرَةُ وَسِيرَةُ كَاتِبِ الْقُرْآنِ وَكَذِبِ التَّارِيخِ ا
...
-
الأمبريالية تسعى لإنقاذ الدواعش في سوريا
-
هل مات قثم بن عبد اللات مسموماً أم منتحراً ؟
-
الشَّبَقُ الْجِنْسِيُّ عِنْدَ قَثْم بْن عَبْدِ اللَّات
-
دفاعاً عن حق تقرير المصير والإستقلال للشعب الريفي
-
من يدفع الجزية للأمبريالية عن يد وهو ذليل صاغر ؟ مملكة الشر
...
-
إنهم يقتلون الأطفال بتشريعات محمد وإلاهه
-
إلاه محمد والقسم، محاولة فهم متواضعة
-
تبادل الزوجات في القرآن Couple échangistes - The swinging co
...
-
الشَّرِيعَةُ المُحَمَّدِيَة وَإِعْدَامُ حِصَانٍ مِثْلِيّ الْ
...
-
إِسْفَافُ الْقُرْآنِ وَغَرَابَةُ التَّفَاسِيرِ، سورة طه نَمَ
...
-
إستعباد المرأة في القرآن والحديث والفقه
-
من تاريخنا المضيئ : عبد الكريم الخطابي وجمهورية الريف
-
عواقب الحوار مع محمد : قطع الرؤوس وضياع الأرزاق
-
المغرب، تعيين حكومة النظام بين كلينتون وترامب
-
لكل ظلامي شيعي، ظلامي سني ونصف
-
اغتصاب الأطفال في الإسلام Pédophilie pedophilia
-
السعودية، الأمبريالية ونشر الإسلام الوهابي الداعشي مسجد بروك
...
-
جوائز نوبل لليهود، مسابقات الطبخ للعرب والمسلمين
-
الماركسيون المغاربة والمرتد أبراهام السرفاتي
المزيد.....
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|