|
الى ...كاتبة من وطني
سلمان محمد شناوة
الحوار المتمدن-العدد: 1499 - 2006 / 3 / 24 - 09:52
المحور:
الادب والفن
قبل قليل كنا معا ... فى ذاك المقهي طلبت لك فنجان قهوة ولى فنجان قهوة قال النادل وابتسم : وكيف تحبونها قلت : حلوة قالت : مرة قلبتُ .. كل قصصك وحفضتها حرفاً حرفاً وطبعتها ..كتاباً اتلوه عمراً عمراً وكم لى ..من العمر فلو لى ..الف من السنين لكانت ..قصصك ترافقني ..اينما اذهب الى وحيث اشاء احيانا توقفني الحروف .. واحياناً يوقفني معني فاتني واحيانا .. احاول ان اشطب كلمة حتي اضيف اخرى واعود ..لا اعيد تلك الكلمات الى مواضعها لقد فقدتك ..كثيراً ... حيثُ ذهبت افتقدك كثيرا واعلم .. انه لارجوع من هناك كأنه.. نفق الزمن الذى لا يعود او هو القرار ..الذى كثيرا اختلفنا عليه انا وانتِ تناقشنا فيه الف مرة .. ولم نتفق يوماً على هذا المسرى ذهبتِ وبقيتُ انا .. وحيداً سوى ذاكرة ... وعشرات الاوراق المسطرة بحرفك الجميل البالغ الجمال اتذكر ... حين جلسنا نتحاور فى شكل حرفك حين تكتبين .. حرف الهاء ..بطريقة فريدة كنتُ ..اقول لك .. اركِ دائما من خلال ..هائك هذه ارى انثي الطموح .. وارى انثي المعاندة والجموح فريدٍ حرفكِ هذا ... كلك ..انتِ فيه وكلك انت ..فى كل الحروف انثى ...لستِ كباقي النساء انتِ كم ...مرة قلتي ..لى انك اضعف من حروفٍ تكتبينها واقول لك ..ضعفك هذا قوتك وانتِ اقوى .. من الف امراه عرفتها وانتِ احياناً اقسي من الف رجل يكون فى هذا الموقف او ذاك تبتسمين ..دائماً بحزن ... واعرف ان هناك مليون قصة تثقل كاهلك وانك ..لم تاتي من خلف مكتب و اجواء مكيفة .. وقلم ترف يكتب لمجرد الكتابة قلمك .. نزف دماً قبل ان ينزف الحبر ...كتابة قلمك .. جرح الف مرة قبل ان يهمس لنا .. بالعبادة قلمك .. بكي مليون مرة ..قبل ان يعشق الشعر ..وزيادة قلمك .. ثار فى وجهه كل الاغبياء .. ورفض ان يحذف له حرفاً واحداً من اى مقالٍ تكتبيه وكم .. مرة خُيرتي ..بين ان يبقى قلمك عاطلا .. وبين كتابة ملا معنى له .. ورفضتي وتوقفتي .. وكسرتي .. كل طاولات الخنوع وتمسكتي .. بقلمك طاهرا بريئا .. عنودا ..جموحا .. عاشقاً ..للحرية لانكِ انتي ... حرة ابية
كم تناقشنا فى قصصك .. والتي اسميها احياناً غضبك ..عمرك .. دمعك تقولين ..لا اعرف الا اكون انا ..فانا من انا ... واقول : وانتِ انتِ لو اعطوني ... مليون قصة ولكِ قصة واحدة فقط ..لقلت هذه كاتبتي .. فانتِ انتِ ..
الى ... كاتبة من وطني رحلت ..عني فى زمن الغربة وتركتني غريبا لوحدى اصدقك القول حين رحلتي .. غضبتُ عليك اشد الغضب لمَ هذا الابتعاد ..ولمَ هذا الاغتراب كنت ارى نفسي ولا اراكِ كنتُ اغضب لروحي ... ولا اغضب لكِ ولكن حين اتذكرك ... اهدأ .. واغضب فى نفس الوقت حين اتذكرك .. يتملكني الحزن وقصصك ..الصغيرة لازالت عندى احفظها لك ... مع علمي انكِ ربما ...لن تعودى اصونها ..لك ..مع علمي ..انك عدت الى جذورك .. ولن تفارقيها
الى كاتبة ... عشقت الحرية الى النفس الاخير
عادت ..الى حيث الاختفاء ... حيث لاقيمة للانسان يجر بطلقة وينصب بطلقة ويلحد بطلقة عادت الى ضفة نهر ... ونخلة .. حيث كانت دوما تجلس وحيدة وتسند ظهرها للنخلة ترسم بقلمها لوحات من امل لوطن ما عاد وطن لم تجدها فى مكانها .. وجدتها ملقاة .. على قارعة الطريق .. وقد خرقتها الف طلقة وطلقة فى بلاد الف ليلة ,,, وليلة لم اعد اسمع عنها ...شي سوى تلك الاخبار ... فى القنوات الفضائية ... وما اكثرها والتي ... استباحت جسد العراق والعراق .. الذى لم يبقى فى جسده موضوع مستباح الكل ... اغتصب العراق والكل .. سرق العراق والكل ... جعل العراق حسابات سرية فى البنوك السويسرية الا العراقي الاصيل ... الذى لم يستطيع قل جذوره بجوار نهر قديم ...قدم الازل يراقب ...اولئك الاغراب السارق .. والناهب .. والمحتل .. والقاتل ..والهارب
وكاتبتي ... ابنة العراق عادت هناك ..ربما لتموت هناك ربما ... لتعيش هناك .. ربما لتحيا هناك جذورها ..تدعوها الى ذاك الموضع ..الى تللك الغرفة الصغيرة وذاك القدح (( قدح الشاي )) الذى تركته خلفها ..على المنضدة الصغيرة عادت لتحضن وجه اباها والتي تركته فى حديقة الدار الصغيرة عادت الى خزنتها .. التي تحتوي اوراقها .. كتبتها صورا التقطتها عيناها من وجع الناس والم الفقراء .. ودماء اولئك الذبن دفنوا ..بدون اسماء فقط اطلقوا عليها .. مقابر جماعية
اتذكر لقاءنا الاخير حين سرنا وسرنا كثيرا كان لدى الكثير الكثير من الكلمات التي لُجمت على طرف لساني وابت ان تنطلق الى حيث عيناكِ لم استطع الكلام لم استطع سوى ان احضن عينيكِ بعيني وقلتُ لك ... اتفهميني قلتي : .... بالطبع افهمك
ولكن ...لا بد من الرحيل
تحية لها .. تحية الى كاتبة ... هى اول انثى على الارض وهي ... الانثى الاخيرة ...فى اخر الزمان وهي ... الانثى ... التي فيها الاستمرار والبناء والمحبة والعطاء
عزيزتي ... دائما اتذكرك .... ولم انساكِ ابدا
#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشالز ... شيخ الازهر القادم
-
الجنة الان .... الجنة بعد ذلك
-
اطوار الكلمة ... واغتيال الحياد
-
اغتيال الأضرحة
-
امراة ,, تعلمنا كيف يكون الحوار
-
الشيوعيون ,, الغائبون دائماً
-
صوت العراق
-
حين ينسب المرء الى امه
-
استبداد رجل الدولة ,, واستبداد رجل الدين
-
شرق ,, بغداد دائما
-
نعم ,,, اليوم قد انتخبت
-
مساحة الاختيار ,,, والانتخابات
-
اغتيال مخرج ,,, ام اغتيال رسالة
-
نساء بسيطات ,,,, لكن عظيمات
-
قراءة ,, حول المراه العراقية
-
الدجيل ,,,, والمحاكمة
-
بغداد ,,والاربعون حرامي ,, وبيوت الصفيح
-
الموت ,, على جسر الائمة
-
اطفال لايدخلون الجنة
-
فدرالية السنة
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|