أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - سلاسة السرد في رواية -على الجانب الآخر من النهر- مفيد نحلة














المزيد.....

سلاسة السرد في رواية -على الجانب الآخر من النهر- مفيد نحلة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5918 - 2018 / 6 / 29 - 02:06
المحور: الادب والفن
    


سلاسة السرد في رواية
"على الجانب الآخر من النهر"
مفيد نحلة
قليلة هي الاعمال الروائية التي يشدنا سردها، فالسلاسة في السرد تعد أحد أهم العناصر في الرواية، وهي من يمنح القارئ على التقدم أكثر من العمل الروائي، كما أن بساطة اللغة وسهولتها لها أثرها في تقبل العمل من المتلقي، في هذه اروية يمكن لأي قارئ أن يأتي عليها في جلسة واحدة، وهذا يسحب لها.
احداث هذه الرواية تجري في هولندا، وفي مدينة امستردام تحديدا، رغم حضور بسيط وعابر لحي "الأشرفية" في مدينة عمان، تبقى الأحداث الرئيسة تجري في الغرب، يقدم لنا الراوي نموذج من المهاجرين العرب "زين" الذين يهاجرون إلى الغرب، ظانين أنهم سيجدون فيها الجنة الموعودة، لكنهم يتفاجؤون بما هو غير لك: "رحلت به خيالات إلى زوجته وطفله، سنتان مرتا من عمره دون أن يوفر لهما شيئا من المال، أكلته الغربة، وأضاعت منه حياته البسيطة وسط شوارع امستردام ولاهاي وهارلم، حظه السيء عطل عليه الفرص في "الين" ..هل يعود إلى هناك أم يعود إلى مركز اللجوء وليكن ما يكون ... تمدد قليلا، راح في غفوة خفيفة، نام مضطربا حزينا" ص144، الراوي من خلال هذا المشهد يعبر عن حالة الألم التي يمر بها المغتر، وكأنه بها يريدنا أن نبتعد عن فكرة الهجرة، فهل أقنعنا هذا المشهد؟.
فنجد قسوة الحياة التي يمر بها "زين"، فالحصول على صفة (مهاجر) يتطلب منه البقاء في معسكر للمهاجرين هو اقرب منه إلى معتقل لمدة ثلاثة شهور، ومع هذا يتم رفض طلبه، بعدها نجده يقيم علاقات مع مجموعة من النساء "دالين، ميرا، ليزلي، كاتيا، ناسيا، لاسي،" حتى أنه ينجد طفلا من "ميرا"، يبدأ الشعور بالذنب تجاه زوجته ووليديه في امستردام، يبعث لزوجته أن تأتي إلى هولاندا، تأتي لكنها تغادر بعد ان وجدت صعوبة الحياة وبعد أن عرفت أن "زين" تزوج عليها.
وهنا نتوقف قليلا لأن الراوي لم يقنعنا بالمشهد الذي عرفت فيه "زوجة زين" هذا الخبر القاتل، حتى أنه يمر عليه مرور الكرام، وهذا يحسب على الرواية وليس لها، كما أن عدم ذكر أسم الزوجة، يشير إلى أن العقل الباطن للراوي ما زال يتعامل مع المرأة الشرقية على أنها (حرمة) يحذر النطق باسمها، علما بأنه سمى العديد من النساء الهولنديات وحدثنا عن علاقات حميمة معهن، وهذا ما يجعل الرواية تتحدث من الخارج، من خارج الراوي، أي يحدثنا عن احداث لا تعني له الكثير، لهذا لم يهتم في تناوله لحالة الصراع الداخلي عند "زين" وزوجته، ولم يدخلنا إلى عمق الحالة النفسية "زين" ومر عليها سريعا دون أن يقنعنا بأنه يتحدث عن إنسان يحيش حالة من الغربة، من صور الصراع هذه الصورة: " ماذا دهاك يا زين.. تربط مصيرك في هذا البلد مع "ليزلي" حتى إذا لم تكن قادرا على تحقيق طموحها تطردك كقط أجرب" ص124، كنا نتمنى على الراوي ان يترك "زين" يحدثنا أكثر عن مثل هذا المشاعر، لكنه سرعان ما يتدخل منهيا مثل هذا الحديث المهم والضروري لفهم طبيعة الغربة التي يمر بها "زين"، لينقلنا إلى صور من الخارج، كما هو الحال في هذه الصورة: "تنزوي (ليزلي) في غرفتها، يزحف (زين) إلى فراشها، مل هذه المعزوفة الاسترضائية، شعر بالمسافة تتباعد بينهما كما تتباعد حركة الايام من عمره" ص142، الهوة كبيرة بين المشهدين، ففي الأول نجد شخصية "زين" من يخبرنا بحالته/بألمه/ وهذا له وقع كبير على القارئ، بينما في المشهد الثاني، يحدثنا الراوي ـ من الخارج ـ كما نحن المتلقين، عن حالة "زين" فلا نتأثر كما هو الحال في المشهد الأول.
سنقدم مشهد آخر يوضح التدخل من الراوي ـ غير المريح ـ عندما يتعلق الأمر بمشاعر "زين": " لكن كيف اعود وأنا لا شيء..
ماذا أقول للناس هناك، سنوات الغربة، وزمن الرحيل، أيام التشرد..
لا ... سأبقى هنا..
وقف يدور حول نفسه، ظل شارد الذهن لساعات.. حتى إذا أقبل الليل حمل حقيبته وغادر الشقة.." ص242، يشعرنا الراوي بأنه يتهرب من الدخول إلى أعماق نفسية "زين" أو أنه يمارس سلطته ـ كسيد، كراو ـ على الشخصية بحيث يمنعها الاستمرار بما تشعر به، وهذا ما نجده في الراوي الذي هيمن بشكل مطلق على الاحداث، حتى أنه منع "زوجة زين" من أن تبدي رأيها أو موقفها فيما آلت إليه أحوالها، بعد أن جاءت إلى هولاندا وقبل أن تجيء، وهذا يعطينا فكرة الهيمنة الذكورية على شخصيات أناث في الشرق.
النهاية المفجعة "زين" عندما علم بوت طفله من "ميرا" ثم قراره بالعودة إلى الأشرفية في عمان، جاءت لتؤكد الفكرة التي أرادنا الراوي أن نصل إليها.
الرواية من منشورات دار الينابيع للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2004



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية -لماذا رفض سرحان سرحان ما قله الزعيم عن فرج الله الحل ...
- التكثيف عند -عبود الجابري-
- مناقشة رواية -سكوربيو- في دار الفاروق
- الفانتازيا في قصة -اسئلة صامتة- سرحان الركابي
- فراس
- المرأة في قصيدة -ما دام لي- موسى أبو غليون
- القصيدة المنسجمة -ثورة النفس- سامح أبو هنود
- ومضات هارون الصبيحي
- الأصالة في كتاب -سيرة الأرجوان والحبر الثوري- حنا مقبل
- الشاعر والواقع في قصيدة -عزف منفرد- محد لافي
- تلاقي الشعراء في قصيدة -يا صديقي- سامح أبو هنود
- الوجع في قصيدة -أحضن رمالك وارتحل- أيمن شريدة
- الموضوعية في كتاب -تطور مفهوم الجهاد في الفكر الإسلامي- ماهر ...
- الحيوية في قصيدة -ودالية الصبح- جبار وناس
- المرأة في قصيدة -عَلى وَشَكِ القَصيدة...- سليمان دغش
- حقيقة كتاب -احجار على رقعة الشطرنج- وليام غاي كار
- الشاعرة فيما تكتبه -نفن مردم-
- التراث في قصيدة -سقط القناع- محمد سلام جميعان
- نابليون وأوردغان
- البداوة تنتصر


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - سلاسة السرد في رواية -على الجانب الآخر من النهر- مفيد نحلة