جواد ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 5917 - 2018 / 6 / 28 - 22:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تطهير الجامعات
جواد أبو رغيف
(ليس هناك دخان دون نار)، الخبر الذي شب كالنار في الهشيم، المتعلق بقرار اليونسكو عدم الاعتراف بالشهادة العراقية،ثم نفيه من قبل ممثلية الوزارة لدى اليونسكو تلقته الأوساط الأكاديمية والشعبية،بحزن واسى كبير،فبعد ان كان التعليم العراقي حتى نهاية السبعينات يصنف الأول بين دول الشرق الأوسط،يتعرض اليوم الى انتكاسات كبيرة على الرغم من ان الوزارة شخصت العلة والسبب وهو(تبعيث الجامعات خلال فترة الثمانينات ببعض الشخصيات البعثية، ومنحهم شهادات دراسية عليا بطرق شتى،لضمان الحفاظ على ولاءات الجامعات للحزب والثورة بحسبهم!!!).
المشكلة التي كشفتها الوزارة مؤخراً،والذي يعد السبب الرئيس بتردي الواقع العلمي في الوسط الأكاديمي، هو وجود بقايا لذلك الجيل يمارسون مهمة التعليم لحد اللحظة،والطامة الكبرى بسبب سنوات الخدمة الطويلة والاختمار تسنموا مواقع أكاديمية عليا مثل (منصب العمادة ـ المعاون العلمي ـ رئاسة القسم.....الخ ).
الكارثة ان هؤلاء يجيدون فن المؤامرة وإزالة الأشواك،وبالتالي افراغ الساحة لهم ولبطانتهم في السيطرة على مقادير الأمور،فضلاً عن ان بعضهم بخلفيات عسكرية ،لم اعرف كيف فرغوا لسلك التعليم آنذاك، حوٌل أجواء الكليات إلى ثكنة عسكرية!!!.
ما أدهشني وجربته شخصياً، نصيحة احد الأصدقاء من المقربين جداً،بعد أن عرف أنني قبلت كطالب ماجستير في كلية الإعلام /جامعة بغداد.
قال لي: ( اطلب منك الصمت عند الدوام لنهاية شهر( 12)!!!.
قلت له دكتور :هل نحن بزمن الدكتاتورية؟!.
قال لا لكن الأساتذة يخشون من فكرة الوعي!!!.
لم أذعن لنصيحة صديقي ،فدفعت الثمن وفاتورته ترقين قيدي!،لأنني لا يمكن أن أعيش عصر البعث بزمنين الدكتاتورية والديمقراطية،فقد كنت شاهد عصر البعث الذي أخشى ما يخشاه إن تقرأ كتاباً،وكنت اقرأ حتى وانأ جندي في الجبهات،فليس هناك قوة تمنعني من القراءة التي تعني دونها الموت.
وزارة التعليم باعتبارها الجهة الرئيسة المسؤولة عن مسيرة التعليم في البلد، أقدمت على خطوة جريئة لم تقدم عليها الوزارات السابقة بسبب المحسوبية والمنسوبية والمصالح على حساب جودة التعليم ،بإعفاء مجموعة من عمداء الكليات في خطوة إنقاذية لتصحيح المسار.
المشكلة أن بعضهم ثارت ثائرته رغم اختماره لسنين بالمنصب،واخذ يهاجم الوزارة وخطوتها الجريئة،لأنها جاءت على خلاف رياح مصلحته!.
نود أن نذكر أن القرارات الإصلاحية تخلق أعداء،وستتعرض الوزارة إلى هجوم من اذرع هؤلاء إعلاميا وسياسياً،لذا على الوزارة أن لا تخضع للابتزاز،لان الله معها والخيرين.
#جواد_ابو_رغيف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟