أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سهيل الزهاوي - في اربعينية المناضل والصحفي والاديب دانا جلال














المزيد.....

في اربعينية المناضل والصحفي والاديب دانا جلال


سهيل الزهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5915 - 2018 / 6 / 26 - 23:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نقف معكم اليوم لتأبين انسان صلب ، يصعب على المرء عن تعداد مناقبه ونضالاته ، برزت فيه صفات الشجاعة والجرأة والاقدام والتفاني ونكران الذات وكان نموذج للمناضل الثابت في المواقف، وان فقدانه يعد خسارة كبيرة .
لقد سلكنا الدروب القديمة في تلك اللحظات العصيبة في ايام النضال من تاريخ حركتنا الثورية ، في ظلام الليل الدامس ، في ليالي غابت فيها القمر، لم نكون ندرك اننا سنفترق دون ان تتحقق احلامنا ، كان له قضية وموقف ذات معالم واضحة، ويحمل هدف محدد وقضى كل حياته في سبيله ، ملأ كل جوارحه وحواسه الذي كان كل شواخصه ماثلا امامه في كل صغيرة وكبيرة ، في شؤونه وشجونه.
رفيقي الغالى دانا جلا ل انحدرمن عائلة مناضلة معروفة بمواقفه الوطنية ، والده كان شيوعيا وتعرض للسجن بعد انقلاب شباط الاسود عام ( 1963 ) والتحق فيما بعد بقوات البيشمركة، وفي ثمانيات القرن الماضي، وضع داره تحت تصرف الحزب .
عمل في ريعان شبابه في اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ، وانتمى الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في سبعينيات القرن الماضي ، وكان له دور ونشاط متميز بين الطلبة. بعد انسحاب الحزب من الجبهة،واشتداد الهجمات الشرسة ضد الحزب،بدأ الراحل مع الرفيق اشتى الطالباني الاتصال بالرفاق المنقطعين في بغداد في محاولة من اجل اعادة الحياة الى الخلاية الحزبية في سنوات الثمانيات و شكلو منظمة باسم صدى، وعمل بتفاني من اجل اعادة منظمات الحزب، وتحلى بجهادية عالية في ظرف دقيق وعصيب، يصعب على المناضلين العمل فيه، ووظف جزء من حياته للعمل الحزبي . بعد انتفاضة اذار عام ( 1991 ) استمر الراحل في ظروف النضال السري في بغداد حيث عمل في تنطيم الداخل و تولى مسؤلية البريد الحزبي والمراسلة مع قيادة الحزب في كردستان. ففي مسيرته تلك اللحظات الرائعة من الاصراروالتحدي ، والاستهانة بالموت ، والوقوف بكل شجاعة امام الصعوبات كان خير رفيق لي، عمل معي بأخلاص و تفاني،و كنت ادرك انه لن يرتاح له جفن الا ان ينفذ واجبه، و وهب كل امكاناته وطاقاته من اجل زرع الجمال في حديقة الانسانية.
لقد ترك الراحل دانا بصمات نضالية واعمال ثقافية لا تنسى ، لقد وضع مصلحة وطنه وشعبه وطبقته الكادحة فوق مصلحته الشخصية فقد تميز بالشجاعة ونكران الذات والتجربة والثقافة والخبرة في العمل السياسي التي تعلمها في ممارسة النضال آبان الحكم الدكتاتورية .
كان مناضلا حقيقيا، يدرك ان طريقه غير معبد، مليئة بالاشواك والالم والعذاب، لم يتخلف عن اداء واجبه وحتى اذا كلف حياته لم يتحدث طوال حياته عن اعماله وكفاحه في سُوح النضالات مهما كانت تضحياته من اجل القضية التي امن بها.
تميزبالتواضع و البساطة،وعاطفي ومتفتح ومتسامح ولكن شخص مبدع، والوفاء عند الراحل دانا صفة نادرة ، عندما كان يتكلم عن رفاقه يتحدث باسلوب كأنه التلميذ المعجب باستاذه وعن اصدقائه تتدفق منه كلمات عذبة.
خلال عملي معه ، اكتشفت فيه طباع وخصال الانسان الرائع ، الخفيف الظل ، القوي الحضور،الواثق بنفسه وبفكره من دون ادعاء. كان محاور جيد ، يؤمن بالرأي الاخر، دون تنازل سهل عن المواقف و بكامل الاستعداد من دون تردد، للانتقال الى الموقف النقيض ، عندما يرى فيه ما يقتنع ، واكتشفت فيه عمق الثقافة وسعتها وتنوع مبادرتها وتنوع مصادرها
كان خَاضِعاً للمبادئ النبيلة، مبادئ عظماء الفكر الانساني الخالدين،ويؤمن ايمانا عميقا بالفكر الانساني و محابات للكادحين ، وتعاطف مع الفئات المسحوقة ، و النضال من اجل الديقراطية والعدالة الاجتماعية اضافة الى شدة نقمته،وسخطه على الطغاة والفاسدين ومحاربة كل اشكال العنف ضد الانسانية ، وكان شديد الاهتمام بكل ما يخص القضية الكردية ، ودفاعه المستميت عن المذاهب والاديان في العراق، وهو بمثابة مناضل حقيقي ذي البعد الاممي . لما قدمه من تضحيات في حياته من اجل مبادئه السامية اصبح خالدا في حياة كل الطيبين
كان يمتلك موهبة الكتابة ، وعقلية اعلامية بجدارة ، وقد جند قلمه وفكره من اجل نشر القيم الاخلاقية والانسانية والوطنية والدفاع عن حرية الانسان، وكان يعتبرالانسان اثمن رأسمال ، على غرار ما وصفه كارل ماركس، كل من قرأ له في تعبيراته ، يتلمس صدق كلماته، وتدفق افكاره ، وحرارة انفعالاته من القضية التى يحملها ، وكان الحلم يسكنه على امتداد حياته .
تحتفظ ذاكرتي بلحظات لها وقع كبير في نفسي ..لا زلت اتذكر ذلك اليوم الصيفي الحار،كنت على اتفاق معه في لقاء حزبي بمكان عمله ، في عام ( 1992 ) حين التقيت بالراحل كان يعمل في غرفة شبه مهدمة،في أحدى الشوارع الضيقة داخل حي شعبي في شارع شيخ عمر،كان يعمل عاملا في فرن محلي لانصهار الحديد ودرجة الحرارة اكثر من ( 50% ) والنار يلتهم الانسان، في ذلك اليوم، وجدته يعمل بهمة و نشاط في عمل غير اختصاصه ، والذى لم يتوانى يوم ما بإمتهان اي عمل فى سبيل لقمه عيش عائلته . وقد حرص ان يعيش بعيدا عن حياة الترف.
في رسالة ارسلته له في عام ( 2008 ) في بريدي الالكتروني : اليوم قرأت رسالتك الى البروفيسور عبد الاله الصائغ،وجدت بين طياتها، انك تعشق الشيخ وتحن الى الشيوعية ..ما اجمل الصدق بحبك هذا ، يستحق التأمل والانبهار بعض الاحيان.
نص من وصيته :
(اعطيت ما كنت املك لما لم املك كي نملك سوية هذا العالم بغده الأجمل...!!!)
دانا الحاضر الغائب .. كنت صادقا في حياتك .. كنت صادقا في وصيتك الاخيرة وانت على فراش الموت



#سهيل_الزهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات من نضال الشيوعيين في السليمانية معركة ازمر الدفاعية في ...
- قصيدة من الادب العالمي للشاعر النرويجي سيكبيورن اوبستفالد (1 ...
- صفحات من نضال الشيوعيين في السليمانية بعد مرور سبعة وعشرين ع ...
- أمّي الجنينة والنجمة
- قصيدة من الادب العالمي للشاعر النرويجي سيجبيورن اوبستفالد (1 ...
- الالفية الاولى لريكاي كردستان اعادت بي الذكريات الى الماضي ...
- استفيق على حلم
- في رحيل المناضل مام قادر
- الشاعر سيجبيورن اوبستفلدر (01866-190) رائد الحداثة في النروي ...
- يا ربيعاً لا يغيب
- هذه الكلمات من دفتر مفقود
- الخريطة السياسية في كوردستان العراق ما بعد الانتخابات
- عامان على رحيل الرفيق والصديق الدكتور عطا فاضل الخطيب
- ربع قرن على استشهاد ماهر الزهاوي - الحزب الشيوعي العراقي حزب ...
- ربع قرن على ملحمة سويله ميش البطولية – وقائع غير معروفة


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سهيل الزهاوي - في اربعينية المناضل والصحفي والاديب دانا جلال