هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5915 - 2018 / 6 / 26 - 17:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
العروبة ذلك الإله المجهول : دعوةٌ إلى أصحابِ العقول الحرّة التي نَبَذَتْ كلّ أوهام الماضي إلى الكلام عن هذا الإله الذي يُدَمِّرُ أوطاننا ويُغَيِّبُ وَعْيَ شعوبنا التي لا تزال تَرَاهُ "أَصْلًا" و "نَسَبًا" في حِينِ أنه المرضُ العضالُ الأوّل الذي عليها التَّعافي منه لتَحْيَا كريمةً عزيزةً .
... ... ... ... ... ... ... ... ...
ملاحظات سريعة قبل المُواصلة مع الأربع نقاط المتبقية من الخمس المذكورة في نهاية المقال السابق :
1 - المحور اِسمه "الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع " , موضوعي يُعْنَى بالأقسام الثلاثة ولَيْسَ بِطرحٍ فلسفي "جافّ" يُجَافِي الواقع كعادة أغلب مَنْ يَكتبونَ هنا , أيْ أولئك الذين يَتطرّقونَ لمسألة الإله وكأنهم يَعيشونَ في المريخ .. الإله في بلداننا مَعناهُ ( الله - "عرب" - إسلام ) وليس ( إله مرّيخيّ ) كَمَا تَعوّدَ القراء وعَوَّدَهُم مَنْ يَقْرَؤُونَ لهم .
2 - كتاباتي تُدْعَى "مقالات" وليسَتْ "دراسات" , أراها مُجرّد تَقديمٍ لِمَا سَأنشرُ في المُستقبل فصبرًا جميلا .. وقد ذَكرتُ سابقًا أني إذا سَنَحَتْ الظروف وبَقَتْ الرّغبة , أستطيع البقاء بينكم عُقُودًا .. بمعنى سيأتي التوثيق وستأتي "الدّراسات" والتي تتطلّبُ أكثرَ وقتٍ :
ما أكتبه الآن مُعظمه مِنْ ثقافةٍ عامةٍ ومِنْ بعضِ قراءاتٍ سريعةٍ مِنْ هنا وهناك , أيْ يَنقُصني "أشياء" لأتجرّأ وأقول أنّ هذا "دراسة" وهذا "بحث" وأيضًا عندَ نَقدِ "قامات" "الفكر" المزعومِين في عالَم "العروبة - إسلام" وتَتَبُّعِ أهمّ أقوالهم التي بِها خَرّبُوا عُقول شعوبنا ..
الأصل عندي أكيد , وهو أنَّ الإسلام والعروبة أوّلًا لا يتجزّآن وثانيا أنّهما "خرافة" يَستحيلُ التقدم بتَواصُل سيطرتها على كل مناحي حياة شعوبنا .. "الأشياء" التي تَنقُصني , خطوطها العريضة عندي أيضا لكن التفاصيلَ هي التي تَنقصُ "اليوم" وهذه التفاصيل يلزمها "فقط" الوقت والوقت غير مُتوفّر لا أكثر ولا أقلّ , بمعنى وكمثال : القرآن كتاب خُرَافِي وحَرْبِيّ هذا لا شكّ فيه وأستطيعُ إثباتَ ذلك لكن بِـ 120 دليل وليس بِـ 200 , الـ 80 الباقية أعرفُ أنّها في سورة التوبة والأنفال والمائدة والنساء و .. و .. وفي كتاب الجهاد من البخاري وغيره وفي كتاب المغازي و .. و .. ولأُخرجها يَلزمني "وقت" لدراسة الشواهد المذكورة .. "فقط" ..
أيْ المسألة ليست "علومًا" عظيمة حَازَتْهَا تلك التي يُسَمُّونَها "قامات" بل مسألةُ "وقت" ليس إلا مع التأكيد على أن هؤلاء كانوا مُتخصصين "أكاديميين" في ما قالوه من هُراء ( فلسفة , علم اجتماع , تاريخ .. إلخ ) وأيضا كانوا مُتفرِّغين ..
وبالعودة إلى مثال "الرَّيِّسْ" في المقال السابق , أقول أيضا أنّ المسألةَ ليستْ اِستقصاءَ معارف بل محاولة الإلمام بأكثر ما يُمكن منها في حدود الوقت المُتاح وبما أنّ "الأصول" الصلبة موجودة , فحتى لو غابَتْ كثير من التفاصيل فلن يُؤَثِّرَ ذلك على مصداقية الرسالة ككلّ ..
عن "الأصول" الصلبة أقول لِـ "الملحدين" العروبيين : الدّين خُرافة ويستحيلُ أن يَصلح حالُ مجتمعٍ وهو يُسيطِر عليه , نحن نتّفقُ على هذا "الأصل" بما أنكم "ملحدون" : العروبة دينكم الخرافي عندي نفس الشيء بل وأكثر من الإسلام !
أَفتحُ قوسًا .... [ معلومة "صغيرة" : أنا لا أرى هؤلاء "ملحدين" بِمَا أنّهم هَجروا كل الآلهة والأديان باستثناء الدين / الإله العروبي , الإلحاد "عندي" يَعني تَجاوز الأيديولوجيا العبرية برُمَّتِها أيْ القطع مع أديانها الأربعة اليهودية / المسيحية / الإسلام - عروبة , هؤلاء أراهم أهمّ أسباب تخلفنا وعقبة من أهمّ العقبات أمام تَحرّر شُعوبنا , يزعمون "العقل" و "التنوير" وهم لا فرق بينهم وبين المسلمين : منطقهم ومصطلحاتهم تَختلفُ لكن أهدافهم واحِدة و ( كلها ) ضدّ المصلحة الوطنية , وأهمّ هؤلاء هم بالطبع الغالبيّة الساحِقة مِنَ اليساريين الذين لا يزالون يُردِّدون نفس العنتريات البكباشية الأسدية الصدامية القدافية وإن زَعموا أنهم يَختلفون عن أولئك الخونة الأقذار : "أمّة عربية" / "وطن عربي" / "وحدة عربية" / "فلسطين قضية الأمة" / "العدو الصهيوني" / "الإمبريالية" إلخ .. نفس الأسطوانة المشروخة التي لن تَجِدَ فيها ذكرًا للوطن الحقيقي الذي يقول : "شعبي قَبْلَ الأرض ومَنْ عليها !" , والمُصيبة العظمى أنها - الأسطوانة - تَرَى العدوَّ الأولَ أيْ العروبة تراه "ذاتًا" و "أصلًا" و "هويةً" ..
أقول هنا ودون أيّ حرج : الرأسمالية الغربية عدو , إسرائيل عدو , لكن قبلهما العروبة وفلسطين "العربية" دون أيّ شكّ ! شعبي ليس "عربيا" ولن تَقوم له قائمة إلا بِنَبْذِ العروبة و ( كل ) تاريخها و( كل ) قضاياها ! .. كيفَ يكون ذلك ؟! العُروبة أيديولوجيا وليستْ "عِرْقًا" , الشعب الألماني كان ( كلّه ) نازيًّا فشَارَفَ بسبب ذلك على الفناء , نَبَذَ النازية فأَصبحَ الشعبَ العظيمَ الذي يَعرفه العالَمُ اليوم . فلسطين "العربية" أيديولوجيا مُدَمِّرَة / عدوّ ومُسْتَعْمِر يَجبُ التخلص مِنْ اِستعباده لعُقول شعوبنا و "نُخبها" , الشعب الفلسطيني صاحِب قضية عادِلة إذا خَرَجَ مِنْ وَهْمِ العروبة ومَا لَمْ يَفْعَلْ فهو وإسرائيل ( واحِد ) !
الكلام الذي قِيلَ ليس "أيّ كلام" بَلْ "كلام خطير جدًّا" سَيَعِي حقيقته ( الفرد ) الذي أُخَاطِب .. بقليلٍ من المنطق والوطنيّة الحقيقية .. أما "شعوبنا" فتلك قضية أخرى .. وَ .... أُغْلِقُ القوس .... ]
قد يتساءل البعض هنا : ما قيلَ فيه أمور وكأنها "شخصية" أو لا تهمّ القارئ في شيء فاكتُبي ما تستطيعين دون أن تُضجرينا بِـ "قصة حياتك" , ثم الجميع عندهن ( / هم ) مشكلة وقت ولست الوحيدة فلماذا هذا الحشو ؟! .. وجوابي "رسالةٌ" إلى ذلك ( الفرد ) / "الرَّيِّسْ" / "الإله" الذي سَـ "يَخلقُ" وطنًا حقيقيا للأجيال القادمة :
أولا : أنا أَهدمُ لكَ كل "بروتوكولات" الكتابة "الكلاسيكية" "الجافة" , أنا أشاركك كل شيء وكأني أخاطبك وأنت معي , أنا لا أُلقي قولا لِـ "حائط" ..
ثانيا : تركيزي على "بساطتي" و "عدم تخصصي" أكاديميا في المواضيع التي أَتطرّقُ إليها مع عدم تَوَفُّرِ الوقت هو إدانة لكلّ "المُتخصصين" أكاديميا في شتّى العلوم وبالأخص الإنسانية منها والذين لا يزالون غارِقين في وَهْمِ "العروبة - إسلام" , تأكيدي على "بساطتي" هو جَزْمٌ بِـ "غَبَائِهم" وبأنّ "شهاداتهم الأكاديمية" لا قيمةَ لها في حَقْلِ "التنوير الحقيقي" وتحرير الأوطان , فلا تَغترّ بِمَنْ يأتي هنا ليُحاضِر في تاريخ التنوير الأوروبي مثلا ويَدَّعي أنه سيستطيعُ تطبيقَه على البداوة وسيُطوِّرها أيْ وبمصطلحاته ( النهوض بأمته "العربية" ) ( إرساء الديمقراطية والعلمانية في وطنه "العربي" ) إلخ مِنْ تَخاريفِ "الديناصورات" والمُغَيَّبين .
ثالثا : هل أنا "أَنقدُ" أمْ "أَشتمُ" ؟! .. السؤال مُهمّ وعبره أذكرُ شيئا من السفه العقلي الشنيع الذي بُنِيَتْ عليه "العلمانية العروبية" التي تقريبًا يَسبحُ في مُستنقعها "الجميع" .. أبدأ بسؤال : ألم تُلاحِظ أنّه في بلدك كل شيء يُؤخَذُ منه ويُترَك إلا العروبة ؟ حتى الإسلام بإرهابه وصحراويته الموجودة اليوم يُؤخَذُ منه ويُرَدّ فلا يُقتَل من لا يُصلي مثلا وتُوجدُ نساء غير "مُخَيَّمَات" وتُوجدُ أديان أُخرى غيره بل وعندها قنوات تَنْشُرُ عبرها تخاريفَها وسُمومَها كالمسيحية ..
لاحِظ حراك "المثقفين" و "المفكرين" ستجد أنَّ جميعهم يُناقِشون الإسلام زاعِمين "إصلاحه !" .. الشيخ الجنرال السيسي طالَبَ بإصلاح الخطاب الديني ! ولم يُطالِب - وعلى نفس أنغام المقام القميء - بِـ "إصلاح الخطاب العروبي !" .. أركون "نقد العقل الإسلامي !" , شحرور يُحاوِل "الإصلاح !" , القمني خطابه رَكّز فيه على الإسلام .. مراد وهبة "يُصلّي ويُسلّم" على "اِبن رشده .... عليه الصلاة والسلام !" .. إلخ .. أيْ لا أحد يتكلّم عن العروبة باستثناء قلّة لا تَصِلُ أصواتها إلى الشعوب وخطابُ هذه القلة أغلبُه طرح "عرقي" "قومي" كما وضَّحْتُ في المقال السابِق [ اِفهَمْ جيدًا هذه النقطة لأنّ خطابي لنْ تسمعه إلا قليلا أو ربما لنْ تسمعه أصلا ] .. الخطاب الموجود خطاب يَستنسخُ بغباء التجربة الأوروبية التي لمْ تَكنْ عندها مشكلة "رومنة" كما عندنا "العروبة" و "تعريبها" للأخضر واليابس ..
هذا الخطاب المنقوص سيَصنعُ أجيالا من الجهلة والسذج والمُسْتَلَبين حتّى وإن كانوا ملحدين ؛ فالمشكلة "في الإسلام !" كما سمعوا وشاهدوا في كل مكان : نحن "عرب !" نُقَلِّم مخالب الإسلام فنَتقدَّم ! ونُحَرِّر ! فلسطين "العربية !" ونَقْضي على إسرائيل ولِمَ لا أمريكا !! وبتقدمنا "نُقَدِّم" معنا "إخواننا !" بدو الصحراء فنُطَوِّر ! كلّ "وطننا العربي !" من "خليج العرب !" إلى "محيط العرب !" وبما أننا سنَتَخَلّص من العبودية لأمريكا ! فأكيد !! أنّ "إخواننا !" البدو لن يَبخلوا علينا بدولارات البترول ! .. وسَنُلْغِي الحدود ! .. وسنُؤَسِّس جيشًا مُوحَّدًا ! نُرْهِب به أعداء "الأمة !" و .. يا سلام !! وبالمرة نعمل فريق أوادم نربح بيه كاس العالم ونسميه فريق .. الكواسر أو .. الجوارح !! و .. الله أكبر .. لا !! لن نقول ذلك !! لأننا سنكون "علمانيين" .. "الدين لله والعروبة للجميع !" / "العروبة أكبر" !
3 - أنا لا أُقَدِّم حلولا لمجتمعاتنا اليوم , بل أُقَدِّم الطريق لِـ ( الفرد ) , هذا ( الفرد ) عنده أسرة وأصدقاء ومعارف وزملاء عمل و .. و .. هذا ( الفرد ) هو النواة الحقيقية لمجتمعِ الغد الذي يَجب أن تُبْنَى أسسه على "حقائق" وليس على أوهام و "حلول ترقيعيّة" : قولي في هذا الصدد جَليّ و "مُحكم" , التقدم / الرفاه / الكرامة يستحيل أن يُوجدوا مع العروبة , الخروج من سجن العروبة وكسر أغلالها هو الأصل الأول الذي دونه لن يَتحقَّقَ أي "حلم" من "الأحلام الوردية" التي يُسَوِّقُ لها ( كل ) من يَتكلمون من داخل خيمة العروبة مهما كانت خلفياتهم واِنتماءاتهم .
4 - الإسلام باقٍ أبدًا ولن يَنقرضَ وواهِم من يَتصوّر العكس , لكنْ "أيُّ إسلامٍ سيَبقى ؟" هذا هو ما سيُؤكِّده المستقبل : مع الخروج من وَهْمِ العروبة وتَبَنِّي هوية وطنية ( تَقطع ) مع البداوة سيُصبِحُ الإسلام - ذلك الوحش القاتل - مُجرّد حملٍ وديع ؛ كلامي هو النقيض لِمَا يَطرحه أغلبُ "مثقفينا" الذين لا يزالون غارِقين في مستنقع العروبة ويظنون أنّ المشكلة تَكمن في الإسلام "وحده" أو في العروبة معه لكن يُمكن "تطويرها" وذلك هو المستحيل بعينه . ما معنى هذا ؟! هل أنا "عبقرية" ؟! "على راسي ريشة" ؟! .. قطعًا لا , مليارات البشر لا يزالون يُؤمنون بترهات الأديان والآلهة عكسي أنا وذلك لا يَعني إطلاقا أني "فريدة عصري" بل ذلك يَعني وَبِــ ــكُـــــــــــــــــــــــ ـلِّ بساطة أنهم "أغبياء" لا أكثر ولا أقلّ .. هناك من لا يزالون يقولون أنَّ الأرضَ مسطحة , هل يا ترى أنا الـ "فريدة" أم هُمْ "الحَمقى السفهاء" ؟!!
#هيام_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟