|
القلق
ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:45
المحور:
الادب والفن
عندما جلست في المقعد المخصص لها في الطائره انتابها شعور رهيب بالخوف ان هذا الشعور يلازمها في كل مره تستقل فيها الطائره حيث تتصور بان الطائره سوف تتحطم وتسقط في البحر اوالمحيط او فوق الرمال المتحركه بدات ترتعش بشده لدرجة ان زوجها سمع صوت اصطكاك اسنانها فبدا يهون عليها ويمازحها قائلا كل شئ في وقته جميل حتى لو كان تحطم الطائره لم تجبه وانما اكتفت بان القت عليه نظره بطرف عينيها وكانها تقول له النكته سخيفه فكرت في نفسها ان طراز هذه الطائره هو من نفس الطراز الذي تحطمت فيه طائرتان في الاسبوع الماضي يالهي لماذالم تنتبه لهذا الشئ عند الحجزاذن الكارثة ستحل لا محاله وتصورت حالة الجزع التي ستحل باطفالها عندما يسمعون الخبر من جهاز التلفاز تصورت عويلهم وسمعت صوت صراخهم ورات الدموع الغزيره تتساقط من عيونهم الواسعة الجميله ورثت لحالهم وبدات تبكي لبكائهم ثم احست بغثيان شديد وطلبت من المضيفه ان تحضر لها كوبا من اللبن حيث انها لم تتناول شيئا من الطعام في الطائره بسسب قلة الشهيه للطعام التي لازمتها طيلة رحلتهاولكن المضيفه اعتذرت لها بلطف بانه لا يوجد عندهم لبن ابتدات تصلي وتدعو بحراره ان تصل بسلام وتلتقي باحبتها الصغار فهي تريد ان تراهم ولو لمرة واحده وليحصل لها بعدها اي شئ حيث انها لم يسبق لها ان سافرت من دونهم سوى هذه المره لانها رحلة علاج من داء الحنين الى الوطن الذي تسبب لها باضطراب في دقات القلب وخمول وارتفاع في الضغط والكولسترول والطبيبه نصحتها بالسفر الى اي قطر عربي عدا العراق الذي يعاني من همجية الارهابيين فاختارت مصر لسببين اولا لانها ام الدنيا كما يسميها اهلها وتانيا لان هنالك قضت شهر العسل وتريد ان تعيش ذكرى الايام الخوالي كانت الطائره التي استقلتها صغيرة الحجم حيث تبدو وكانها لعبة اطفال وكانت ترتفع وتنخفض بقوه جعلتها تنظر بذعر في عيون المضيفات لتقرا في عيونهن ان كان هنالك خطر ولكن الهدوءالذي يبدو على المضيفات جعلهاتشعر بنوع من الامان ثم اخذت تراقب المسافرين الواحد تلو الاخر فلاحظت ان الشخص الجالس عن يمين زوجها قد شحب وجهه من شدة الخوف والجالس بجانبه منهمك في مطالعة كتاب ولكنها تظنه خائفا ولكنه يتظاهر بالقراءه وتجلس خلفها فتاتان في عمر ابنتيها كن يتحدثن باللغة الكرديه بصوت هامس ثم فجاة يقهقهن بمرح وحبور ربما كن يستعدن مغامراتهن في ليالي القاهره الساحره والعائله التي تجلس امامها تتكون من زوجين وطفل كان الطفل يثرثرويصرخ ويحاول والده تهدئته دون جدوى احست بشئ من السلوى وهي تراقب الطفل الجميل اخرجت من حقيبتها البوم الصور الصغيرواخذت تقلب الصور وتقارن بين صورها في الاسبوع الاول وتلاحظ كم تبدو فيها مشرقه وسعيده وصورها في الاسبوع الاخير حيث تبدوذابله ومنكسره لقد فقدت عدة كيلو غرامات خلال فترة وجيزه السويد بالنسبه لها محطة وستعود الى احضان الوطن عندما يذهب الطغاة الى الجحيم هذا ما كانت تنويه حقا فالسويد بلد رمادي شتاؤه ثلج وصيفه مطر والهدوء الذي يخيم عليه يتلف اعصابها كانت تسمع صوت الهدوء بوضوح فيزداد خوفها من ان تكون قد جنت او انها على وشك الجنون لقد حنت لساع صوت الديك عند الفجرواشتاقت لمشاهدة نخيل العراق حتى صوت نباح الكلب الذي كان يخيفها وهي طفله اشتاقت لسماعه انها لجريمة كبرى ان يفارق الانسان وطنه كانت تتذكر ان الفلاح في وطنها عندما يحاول ان ينقل فسيلة من مكانها الى مكان اخر كيف كان يلف جذورها باحتراس وحذربالياف النخيل كي لا تتلف الجذور وتتسبب في موت الشجره اما البشر فينقلون باهمال الى بلدان تختلف كليا عن بلدانهم فلا اللغه ولا المناخ ولا الدين او التقاليد تشبه من قريب او بعيد ما الفوه فتتقطع جميع جذورهم من حيث لا يشعرون اللعنه على الحروب وعلى الطغاة ان شعورها بالوحده يزيد الطين بله فالعرب هنا قد تعودوا ايضا ان لا يزور بعضهم بعضا الا بعد تحديد موعد في التلفون ان هذه الرتابه في الحياة لا تستسيغها جملة وتفصيلا ولكنها تتسائل لماذالم تستطع عيناها ان تستقبل شمس تموز ولماذا اصيبت بالحساسيه المفرطه واخذت تهرش يديها من شدة اشعة الشمس ولماذاازعجها ضجيج القاهره وتاففت من رائحة الفسيخ والدجاج الحي الذي يباع في الاسواق الم تحن نفسها لكل هذا ان اختناق حركة المرور وسباب سائقي السيارات بعضهم لبعض وغش الباعه كل هذه الاسباب جعلتها تتسائل من الذي تغير هل هي التي تغيرت للاحسن ام ان مجتمعها الشرقي قد تغير للاسؤ وفجاة سمعت صوت المضيفه يعلن عن نهاية الرحله وتطلب من الركاب شد الاحزمه عندها بدات دقات قلبها بالاسراع فالان ستلاقي مصيرها المحتوم الان ستتعطل عجلات الطائره فتهوى الطائره ويموت جميع الركاب او قد تصطدم الطائره بطائره اخرىاغمضت عينيها محاولة التنصت لسماع صوت ا لعجلات فتنفست الصعداء وهي تعد ثلاثة اصوات متتابعه وزغرد قلبها وهي تسمع صوت زوجها يهنؤها على سلامة الوصول كانت قد اتصلت باطفالها وطلبت منهم عدم الحضور الى المطار لاستقبالها خوفا عليهم من ان يصيبهم اي مكروه في الطريق وفجاة وهي تحاول الصعود في سيارة الاجره احست بايد كثيرة تلتف حول عنقها وتنهال عليها القبلات من كل صوت واطفالها يهتفون بصوت واحد ماما الحمد الله على السلامه انهارت دموعها وهي تحتضنهم وتقول وسلامتكم ياحياة ماما
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النصيب
-
من هو المسلم حقا
المزيد.....
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|