سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 5914 - 2018 / 6 / 25 - 23:01
المحور:
الادب والفن
مطفئة عيون الأورغن العتيق
خفاش يقشر سقف الليل
يساقط مرايا سوداء قاطعة
شظية جرحتني نكأت قروح الحشا
وأنت تلقي تعاويذك على شفرة السكين الرهيفة
وهي رضيعتك الأثيرة
أخذتني اﻷوصاب إلى شرفات الهمس
تضرعت وزعت كؤوس نبيذ دمي
وأقراص خبر جسدي العليل
تلف نجوما طرية
ليشبع فقراء بقاع معمورة الخراب
للأفق أن يوارب الباب
للرجاء
الآب في السماء
والأبن ذبيح
رأيتني شجرة وارفة الأغصان
تقف على جرف يمر النهر لا يلتفت لحسنها
تنكسر مرآتها
تنكسر ساقها
تبكي تحمل الريح دموعها
خلف نهار السراب
قافلة غبار ليلي جافة
يضيع وجهها يسقط عن معانيها القناع
أولني...
أحلم كل مساء برجل يشبه الخريف
يقبل نهدي فتسقط أوراقي التوتية
تنحني عيدان خريفي
تمنعني ...
الدموع البلور الأزرق
يقطر قرنفل سائح الروح
ممسوسة أجدني بالخرس البنفسجي
أرتعد عشقا
للفأس
الغباش أحدق بالسماء
ضجيج العصافير يخمش الفؤاد
أترى نسمعها الغد ؟ لو كان ثمة غد !
يجرحنى في عبوره بموجة ذرب ماء الورد
فتهب رائحة الضباب
تشرب صدى الله من أعنان السماء
تجفر الأرض تدفن
جسد الملح عميقا
تصمت تنفض عنها لحاء السنوات
ذرور حناء وآفاويه جاوية
لا تشكو
كل ما فينا تغجر ؛
الصبر ،اﻹنتظار ، الرجاء
إﻻ القلب؛
مصيرنا
قبرنا
: -هنا تسمر
ترنو المجرى وقد غاض الجفاف
شجرة من سلالة النار
تقاربني
تقربني من الأوار
فتفور شهيتي للأسفار
أطوي خارطة العمر الطويل
وذاكرة البرية والبرد
وأحمل في جيب القلب ورقي الأصفر
وبقايا خضرة الجرف المبتل
أضيع عن العودة لوطني القديم
تمسي أوجاع مفاصل العمر
داء عضال دواءه الترحال
أنتشل نجمة من الغرق في برك
العيون الخضراء
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟