|
المستهدف من التاريخ الآشوري المعاصر!
عوديشو ملكو اشيثا
الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:43
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
في هذه الأيام الشاقة التي يمر بها العراق وطناً وشعباً وثقافة وحضارة وحتى إقتصاد وصحة الفرد العراقي، أصبحت الافكار والطروحات والنظريات تتزاحم في مخيلة أهل القلم. فكل موضوع من هذه المواضيع وغيرها له أهمية وأولوية ابتداءاً من الهوية والمواطنة مروراً بصحة المواطن وأمنه واقتصاده ووحدة أرض بلاد اجداده. في هذه الأيام وتحت رحمة الاحتلال وجعجعة السلاح. نشر السيد صبحي عبد الحميد مقال في جريدة المشرق الصادرة في بغداد (العدد 597 السنة الثالثة بتاريخ 5/1/2006), وهو من الضباط الاحرار في الجيش العراقي قبل تموز 1958، وبعدها سياسي وإداري إذ تقلد حقيبة الخارجية العراقية والداخلية في بغداد تباعا. وبمناسبة تأسيس الجيش العراقي في العراق المعاصر في 6 كانون الثاني 1921م. كتب ليسلط الضوء على العيّنات الأولى من ضباط هذا الجيش، قائلاً: [ كان من أبرز الضباط الذين انتموا الى الجيش العراقي في بداية تشكيله قسم من العرب والاكراد الذين كانوا في الجيش العثماني...] وذكر أسماء ضباط عدّة من العرب والكرد وكان على رأسهم جعفر العسكري ونوري السعيد وبكر صدقي ومحمد أمين زكي وعشرات غيرهم. وعن قدوم الملك فيصل الأول من سورية الى العراق لتتويجه ملكاً قال: [... جاء معه (الملك فيصل) ضباط عرب من دول عربية أخرى]. وعرّف هؤلاء الضباط العينة الرئيسية للجيش العراقي المستقبلي قائلاً [هؤلاء الضباط جميعهم اشتركوا في الحرب العالمية الأولى في الجيش العثماني فحصلوا على خبرة عملية ممتازة]. وعن مهام وواجبات هذا الجيش العراقي حينها قال: [ ففي البداية حدثت بعض الثورات العشائرية فمن واجب الجيش أن يؤمن الأمن داخل العراق... فلم يكن قاسياً مع الثوار وإنما كان يحاول اخماد هذه الثورات بأقل خسائر ممكنة...] وبعد سرد غير قليل عن دور الجيش في إخماد الثورات العشائرية في الجنوب، قال: [ الجيش أخمد أيضاً ثورة الآثوريين ]. وهنا سأله محاوره السيد (أيمن المخزومي) قائلاً: من هم الآثوريين؟ عند هذه النقطة بالذات تحول الاستاذ صبحي عبدالحميد، العسكري السياسي الإداري الى مؤرخ مختصّ في الاصول والاجناس واللغات والثقافات للشعوب التي سكنت وتسكن العراق. ووصف الاشوريين بالمعتدين عند نشوب الحرب العالمية الأولى [هؤلاء الآثوريين.. أخذوا يعتدون على القرى الكردية والتركية اعتداء أدى الى مذابح]. ومن ثم خاض في موضوع الاصول والاجناس وقال جازماً ولخمسة مرات في هذا المقال الذي هو أصلاً مخصص لإبراز سجايا الجيش العراقي وحيثيات تأسيسه. قال [الآثوريين هم ليسوا عراقيين وليسوا هم من سلالة الآشوريين القدامى...]. وحدد عددهم [عدد الآثوريين الذين جلبهم الانكليز الى العراق كان محدود بـ 20 ألف شخص]. كما تناول في هذا اللقاء الذي يبدو إنه خصص لاستهداف الآشورية من النواحي القومية والوطني والعرقية والاجتماعية عوضاً عن تسليط الضوء على الجيش العراقي وما آلت إليه احواله! قائلاً [أصبحوا عراقيين حيث تجنسوا بالجنسية العراقية ولم يعتبر الآثوريون قومية وإنما أعتبروا جزءاً من الطائفة المسيحية...]. والاغرب ما في ذلك كله حين صرّح جازماً [وهم مطلقاً من الناحية التاريخية لم يوجد أي مؤلف عراقي أو أجنبي ينسب الآثوريين الى الآشوريين القدماء] وأخيراً اتهم الآشوريين بالتزوير حين قال: [بعد سقوط بغداد في يوم 9/4/2003 تحولوا من الآثوريين وأخذوا يسمون أنفسهم الآشوريين وأنهم من سلالة الآشوريين القدماء وهذا تزوير للتاريخ]. يعلم الله، أيها الاخوة، نحن لانقصد الرد على الآراء الشخصية والسياسية للاستاذ الكريم والمثقلة وباجحاف بما يشوه الحقائق التاريخية بحق الآشوريين الشريحة الأقدم على أرض العراق من شرائح المجتمع العراقي اليوم. بل أن ما قصدناه من وراء كتابة هذه الاسطر هو توضيح بعض المسائل الواردة في المقال للآشوريين وغيرهم، أمانة للتاريخ ودفاعاً عن العمل الاكاديمي والعلمي. وأهم تلك النقاط هي: 1. وصف الآشوريين المضطهدين بالمعتدين على الاكراد والاتراك! 2. نكران الأصل الآشوري للآشوريين الحاليين. 3. نكران عراقية الآشوريين. 4. تقليل عدد الآشوريين في الثلاثينيات من القرن الماضي. 5. نكران الصفة القومية على الآشوريين في العراق وخارجه. 1. الآشوريون معتدون: الآشوريون لم يكونوا يوماً معتدين في تاريخهم الطويل منذ أن كانوا دولة في شمال العراق أواخر الألف الثالث ق.م وبعدها امبراطورية آشورية في معظم الشرق الأوسط. ثم شعب مسيحي عراقي يعيش تحت الاحتلالات المتعاقبة إبتداءاً من الاحتلال الآشكوزي أيام سقوط عاصمته نينوى 612 ق.م، الى احتلالات الاخميني والمقدوني والساساني وأخيراً الاحتلال العثماني وبعده الاحتلال البريطاني أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى. فالآشوريون ومنذ أيام امبراطوريتهم رغم تفسير بعض المعادين للعراق القديم وحضارته، ما جاء في نصوصهم المسمارية من وصف المعارك ضد الاعداء بالإضافة الى المنحوتات النصف بارزة في قصورهم الرسمية، بأنها دلالة على القسوة والبطش بالاعداء. إلا أن ذلك لا يعدو كونه مجرد حرب نفسية أو إعلامية لأمبراطورية واسعة مثل آشور وقوة عظيمة في حينها مثل آشور، والتي لا بد وأن تتربص بها الاعداء، ولا بد لها أن تمارس القوة بالمقابل لحماية نفسها من التدمير، حالها حال جميع الامبراطوريات القديمة وحتى الحديثة في هذا الخصوص. فأي من الامبراطوريات لم تستعمل العنف والقتل والتدمير بحق الاعداء والمتربصين. هل أن الفرس واليونان والرومان والعرب والتتر والمغول والعثمانين كانوا إنسانيين مسالمين مع الاعداء رغم تفاوت الزمن الحضاري والرقي الإنساني تحت ظل تعاليم الديانات السماوية التي ظهرت في أيامهم وبعد آشور...؟! أما بعد سقوط دولة الآشوريين واعتناقهم المسيحية أيام الاحتلال الساساني في القرن الأول والثاني الميلادي والى اليوم، فكيف كان لهم أن يكونوا معتدين وهم مقهورين في وطنهم وعلى أرضهم، وخاضعين لشتى أنواع الممارسات العنصرية والتفرقة الدينية. بالاضافة الى الزامهم بدفع الجزية والضريبة أيام العرب والتي لم يخلص منها حتى من أسلم منهم واستعرب (معروفة هي جيداً قوانين دفع الجزية بحق الموالي طوال أيام الدولة الأموية والعباسية). والموالي هم المسلمون من غير العرب، كآشوريين والفرس وغيرهم من الأمم. أن الهواة والمختصون بالتاريخ يعرفون جيداً، الذي جرى للآشوريين وكنيستهم أيام المغول وتحديداً بعد دخولهم الإسلام وكيف أنهم أطلقوا أيادي الطامعين بالأرض الآشورية وكذلك الحاقدين على المسيحية الشرقية وتاريخها، فكانت الإبادة بحق الآشوريين جماعية من أواسط أسيا - حيث كانت الكنيسة الشرقية الآشورية قد انتشرت الى الشرق بشكل كبير، إذ إنها وصلت الى سبيريا وهضبة التيبت والصين واليابان وأن آثارها المسيحية الآشورية ما زالت شاخصة هناك - والى الاناضول والعراق وسوريا الكبرى. وتلك كانت الضربة القاضية على الكنيسة الشرقية وابنائها الآشوريين. إذ تقلص عددهم بشكل كبير حيث قتل من قتل وتشرد وهجر البعض ودخل الكثيرون الإسلام خوفاً على حياتهم، فصاروا عرباً أو كرداً أو تركاً مع الأيام. وانحسرت البقية الباقية منهم في وطنهم الأم آشور وتحديداً الى الشمال من خط كركوك - نينوى - حسكة، وفي جبال آشور شمال العراق والمنطقة الحكَارية في تركيا حالياً وشمال سوريا. كما هاجر البعض منهم الى جبال لبنان ومصر تخلصاً من القتل والإبادة. عاش الآشوريون الخوف والقهر والظلم والقتل والاستغلال من قبل الأمراء والولاة العثمانيين لأنهم (الآشوريون) وحسب المقولة العثمانية الشهيرة "آسوري خاين وكافر" فهم خونة لانهم ليسوا اتراكاً وهم كفاراً لانهم ليسوا مسلمين سنّة على دين سلاطين بني عثمان. حيث عاشوا في جبال ووديان أورميا وحكاري وشمال العراق ومنطقة جزيرة ابن عمر وجبال طوروس التركية حالياً، وهم تحت رحمة الاستبداد والتتريك العثماني وبين جيران يختلفون عنهم ثقافياً ودينياً وقومياً. ولهؤلاء صلاحيات جمع الجزية والضرائب من الآشويين لانفسهم وللباب العالي في اسطنبول. هذا كان وضع الآشوريين عموماً ولمدة أربعة قرون قبل الحرب العالمية الكونية الأولى. والآن هل يعقل أن تكون هذه البقية الباقية من هذا الشعب العريق في الحضارة وفي اعتناقه المسيحية منذ القرن الأول للميلاد، الديانة الداعية للسلام والمحبة. هل يعقل أو يمكن أن يكونوا أناس عدوانين ومعتدين ومنفذي مذابح بحق أسيادهم الجدد الاكراد والاتراك، وحسب ما أفاد به الاستاذ المحاور في حديثه عن تأسيس الجيش العراقي. أم أن العكس هو الصحيح، ولنا وللقاريء الحقّ أن نسأل: هل يستطيع إثبات ما ذهب إليه؟ حول التصرف العدواني للآشوريين قبيل الحرب العالمية الأولى ولو من خلال مصدر تاريخي واحد. أما إذا كان يقصد المواقف البطولية للآشوريين وهم في حالة الدفاع عن النفس، فهذا يشهد به للآشوريين أكثر من غيرهم في وطنهم. لأنهم كانوا يدركون جيداً أن الذي يهاجمهم ليست لديه حلول وسط، فأما ان يبديهم ويستولي على كل شيء أو يأخذهم عبيداً ويجبرهم على التخلي عن عقيدتهم ويستولي على كل شيء. هكذا فأن كفاحهم المرير وصمودهم الملحمي بوجه الاعداء حتى الموت. كان من أجل الحياة، وليس رغبة في القتل والانتقام لأنهم كانوا عاجزين عن ذلك كلياً. 2. آشوريو القرن العشرين ليسوا آشوريين: هذا الموضوع القديم الجديد تكررت إثارته مراراً منذ قرن تقريباً. وعند التمعن فيه ودراسة حيثيات المسألة يظهر جلياً أن كل من حاول التشكك في آشورية الآشوريين ينتمي الى فئة من اثنتين، الأولى تلك التي تمثل أنصار اسفار العهد القديم من الكتاب المقدس وانطلاقاً من تلك الصورة التي قدم بها هذا الكتاب الآشوريين وأعمال الآشوريين وعلاقاتهم مع دول المنطقة أيام الامبراطورية الآشورية، حيث يظهر الآشوريين وكأنهم هم الذين قضوا على تلك الدولة اليهودية في القدس وهم الذين هدموا هيكل سليمان فيها. ولكن الحقيقة التاريخية ليست بهذا الشكل مطلقاً، إذ أن كل ما فعله الآشوريون تجاه مملكة إسرائيل -ليس دويلة يهوذا في اورشليم- هو إنهاء سلطانها في السامرة، وتهجير قسم من شعب إسرائيل واسكانه في منطقة حلح وكوزان في أعالي نهر البليخ والخابور السوري حالياً. وذلك طبقاً للمقتضيات الامنية وسلامة الطرق التجارية الآشورية الى سواحل البحر المتوسط، وكل ذلك كان محصوراً في المسائل الستراتيجية لدولة عظمى حينها ولم تكن له علاقة بالمسائل القومية والعنصرية والدينية إطلاقاً. أما الذي دمر هيكل سليمان فهو الملك نبوخذ نصر الكلدي الدخيل على بابل وأهلها والذي اسقط آشور نتيجة عمالته وعمالة والده المقززة للميديين. حين جلب القدم الاجنبية على أرض العراق - أرض الدولة الآشورية -. اسقط آشور، ودمر الهيكل، وسبى اليهود إلى بابل، طمعاً بأموال وذهب العواصم الآشورية والاواني الفضية والذهبية المقدسة العائدة لهيكل سليمان. فعل كل ذلك بمساندة ومباركة الميديين والعيلاميين الاعداء التقليديين للعراق والعراقيين والذين ما لبثوا واسقطوا دولته الهزيلة بعد (73) سنة من تأمره على أسياده في نينوى. أما الفئة الثانية من مروجي فكرة عدم آشورية الآشوريين، فهي حديثة نوعاً ما، إذ أنها ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر وبداية العشرين وتأججت بعد الحرب العالمية الأولى وقيام الدولة العربية في العراق، وكل ذلك بسبب كون معظم الرعيل الأول من رجالات الدولة العراقية عرب واكراد ممن كانوا يعملون ضباطاً وجنوداً وإداريين في الدولة العثمانية قبل وأثناء نهايتها مع نهاية الحرب الكونية الاولى. وهم والحالة هذه كانوا قد عانوا كثيراً من سياسة التتريك والعنصرية للأتراك الطورانيين، الذين كانوا ينفون غير التركي مهما كان وكيفما كان. هؤلاء الرجال مؤسسوا الدولة العراقية المعاصرة المتخمون بالافكار العنصرية وحب السيطرة ونكران الآخر اكراداً كانوا أم عرباً عكسوا حالة تتريك كل شيء على الشعب العراقي ومكوناته، فالعرب منهم عملوا على تعريب كل شيء وكذلك الحال بالنسبة للاكراد. وهنا يكمن السبب الجوهري وراء نكران آشورية الآشوريين، إذ أنه بات من الصعب على ضباط عرب قوميون أن يقبلوا بوجود قومية أخرى تشاركهم الوطن والسلطة، وأي قومية؟ الآشورية المختلفة عنهم في الدين والحضارة والعرق بالاضافة الى كونهم أي الآشوريين هم المواطنون الاصليون للعراق. فكان من الطبيعي جداً والحالة هذه أن ينكروا آشورية الآشوريين معظم مؤسسي العراق الحالي الأوائل ولكن ليس بعد مضي تسعين عاماً على ذلك!!. وأن لم يكن الامر كذلك فكيف يفسر أطلاق التسمية الآشورية على الآشوريين في سوريا وفلسطين والاردن ولبنان ومصر وإيران..الخ، ومنعها كلياً بل اعتبارها جرماً بحق آشوريي العراق لحين سقوط بغداد في 9/4/2003. وعلى سبيل المثال نحيل القاريء الى ما كتبه باللغة الانكليزية أحد أشد دعاة القومية العربية في عام 1938 وهو السيد جورج انطونيوس، في كتابه "يقظة العرب" عندما تكلم عن مذبحة سميل بحق الآشوريين والتي نفذها بكر صدقي رئيس أركان الجيش العراقي ورئيس وزراءه رشيد عالي الكيلاني وولي العهد العراقي الأمير غازي وقال [لا يوجد عذراً للاعمال الوحشية التي نزلت بالآشوريين بعد ثورتهم المسلحة في صيف عام 1933 وأن المذبحة التي وقعت لتشكل لطخة مخزية في صفحات التاريخ العربي](1). والآن نقول للقاريء الكريم هذا هو السبب الجوهري وراء نكران آشورية الأشوريين والذي كانت وراءه الفئتين المذكورتين وللأسباب المبينة أعلاه بإختصار وليس عدم وجود المصادر التاريخية التي تثبت آشورية الآشوريين حسبما أفاد المحاور الكريم. ولا بد من الإشارة هنا بأن المصادر التاريخية العلمية المعتمدة سواء بالعربية أو باللغات الغربية بالاضافة الى المصادر الآشورية والكردية والفارسية وحتى التركية والروسية. بالاضافة الى المعطيات المادية كاللغة والفلكلور والفن والعمارة وأماكن وجود وإقامة الآشوريين الحاليين لقرون طويلة خلت، كلها تدل دلالة قاطعة على عكس ما أراد دعاة حرمان الآشوريين من آشوريتهم. ولا نبالغ لو قلنا أن هكذا مصادر وأدلة تعد بالالاف وليس بالمئات. وسوف نذكر قسماً منها في نهاية البحث اتماماً للتوضح وخدمة للعلم والمهتمين به. أما الهدف والغاية من وراء هذا السعي المحموم لحرمان الآشوريين من آشوريتهم، فكان الانتقام من أجل اخبار تاريخية توراتية مشوشة وقديمة جداً، لدى الفئة الأولى. واشباع الرغبات العنصرية والشوفينية المترسخة في نفوس وعقول كانت ضحية المعاملة بالمثل من لدن العنصرية التركية البغيضة بحق جميع شعوب المنطقة، والاستحواذ على حقوق الغير، لدى الفئة الثانية والضحية هنا في الحالتين هم الآشوريون في وطنهم العراق. 3. نكران عراقية الآشوريين: أي (الآثوريين هم ليسوا عراقيين) حسب نص المقال. من الطبيعي، عندما يروم أحدهم لتحقيق غاية لا بد وأن تكون لديه الوسيلة المناسبة، هكذا فأن لتحقيق رغبة الاستحواذ على الحقوق والهوية وعلى الأرض الآشورية في العراق الحالي (بعد اقرار وتثبيت خط بروكسل الحدودي) وما جاورها من الوطن الآشوري الاصلي، لا بد من إيجاد وسائل مقنعة بعد فشل وسيلة القوة والعنف في نكبة سميل. وخير وسيلة لذلك واسهلها كانت حرمان الآشوريين من حقهم وامتيازهم الطبيعي، أي من عراقيتهم وحقوقهم القومية الكاملة على أرضهم، أرض الأجداد. أما الحقيقة العلمية حول مسألة عراقية الإنسان الآشوري فهي مختلفة تماماً. ولكن قبل الخوض في تفاصيلها، ارتأينا توضيح المسألة لغوياً: إذ أن التبادل الصوتي للحروف (ت، ث، ش، س، ك، ق) في اللغات الآشورية الأولى والثانية والثالثة والتي كتبت بالخط المسماري، ومن ثم الآشورية الرابعة المعاصرة والتي تكتب الآن بالابجدية المعروفة، شيء معروف لدى علماء اللغات السامية وعلم الآشوريات (Assyriology) خير شاهد على ذلك. فالآشوريون وحسب لفظهم القديم يسمون (آشورايُ Ashurayo). ولكن بسبب ديناميكية أصوات الحروف المذكورة في لغتهم نشاهد ذكر اسمهم (الآشوريين) بصيغ متعددة وحسب الكاتب والزمان والمكان والبيئة الثقافية وحتى الهدف السياسي والاجتماعي كما كان الوضع في العراق قبل 9/4/2003. إذ كان مسموحاً لك أن تعترف بآثوريتك ولكن ليس بآشوريتك -في العراق وحده- دون البلدان العربية المجاورة. هكذا فلا غرابة أن يشاهد الباحث والقاريء التسميات (آسوري: لدى الكرد والفرس والترك..الخ من الشعوب الاسيوية والآرية والتي يعني بها الآشوري). ويشاهد (آشور وآثور، آقور، واتور..الخ) لدى الكتاب العرب. وكذلك الحال لدى الآشوريين انفسهم فهم: آشورايا، آتورايا، آثورايا، أسورايا، سورايا، أسوريايا..الخ من التخريجات اللفظية التي لا تعني سوى الإنسان والشعب والوطن الآشوري المعروفين لدى الجميع في المجال السياسي والحضاري والتاريخي والديني والاركيولوجي والعقائدي، والعائدين الى دولة آشور وعواصمها في شمال العراق الحالي نينوى وآشور وكالخ ودور شاروكين وأربيل، والذين كنائسهم ومذاهبهم حالياً هي الكنيسة المشرقية (الكنيسة العراقية الأم) والكنيسة السريانية لكون مقرها في منطقة سوريا ومن ثم الكنيسة الكاثوليكية الآشورية (الكلدانية) بالاضافة الى الكنائس والمذاهب البروتستانية والانجيلية التي انتشرت بين صفوف الآشوريين مؤخراً. مع تواجد الآشوريين في الإسلام والايزيدية وغيرهم في العراق وما جاوره، وهم ظهروا أما بسبب دخول الكثير من المسيحيين الآشوريين الى الإسلام مع مرّ القرون ولاسباب عديدة، أو دخول الآشوريين الذين كانوا باقيين على ديانتهم والرافضين للمسيحية الى الإسلام أيام الفتوحات في العراق والشام. إذن فالآشوري عراقي حيثما وجد في العالم، فلا مجال للنقاش العلمي النزيه والمجرد عن الغايات حول عراقية الآشوري، لسبب بسيط جدا،ً ألا وهو: كون الآشورية حضارة وعقيدة وثقافة ومن ثم عرق شرق اوسطي قديم مرتبط بأرض أو بقعة جغرافية محددة والتي هي اليوم العراق. فلا يصح القول آشوريو روسيا أو أمريكا أو فرنسا...الخ لأن الآشورية ليست بمثابة دين أو حركة سياسية حزبية معينة يتبعها أناس من حضارات وثقافات وحتى أجناس مختلفة، كأن تقول مسيحيو أو مسلمو البلاد الفلاني، والحالة نفسها مع شيوعيو فرنسا وانكلترا وهكذا، لأن المسيحية والإسلام والشيوعية ممكن اكتسابها والتخلي عنها حسب الرغبة والقناعة. وهذا ما لا يمكن تطبيقه مع القوميات الحضارية كالآشورية والعربية والفارسية...الخ. وبناء على هذه الحقيقة وواقع تخطيط الحدود الحالية للعراق مع سوريا وإيران وتركيا بعد الحرب العالمية الأولى، فلا يجوز إطلاقاً اعتبار الآشوري المنحدر من المناطق الآشورية الاصلية والتي أصبحت بموجب الحدود الجديدة خارج العراق الحالي، أو الآشوري المهجرّ والمبعد بسبب موقف سياسي معين مع حكومة عراقية معينة، لا يمكن أعتباره غير عراقي، لأن العراق وما جاوره كان كله تبعية عثمانية. هذا من جهة ومن جهة أخرى فأن كل العرب والتركمان والكرد والأرمن..الخ من مكونات العراق الحالي لم يكونوا ساكنين (أجدادهم) ضمن الرقعة الجغرافية العراقية الحالية، وأولهم العائلة المالكة فيه حيث أنهم قدموا من الجزيرة العربية. كما أن الملك فيصل الأول نفسه كان عضواً في مجلس المبعوثان العثماني (البرلمان) في اسطنبول. فالمنطق والواقع الذي جعل من جميع هؤلاء وغيرهم من الضباط العرب في الجيش العثماني وحسب المقال، أن يصبحوا مواطنين عراقيين أقحاح، لا بد وأن يشمل فئة أو مجموعة قليلة من العشائر الآشورية التي أصبحت ديارها خارج الحدود العراقية الحالية بموجب (خط بروكسيل). وأن يعتبروا عراقيين أصليين، لأنهم كذلك من حيث الحقيقة العلمية والاكاديمية بالاضافة الى الحالة الطبيعية والواقع العملي. هكذا فأن الطعن أو التشكيك بعراقية الآشوريين أمر مستهجن وبعيد عن الشعور الإنساني الحضاري والعلمي كلياً. وأنه لا يستند إلا على دافع أو رغبة لتهميش الغير والتفرد بالغنيمة!. 4. عن عدد الآشوريين في الثلاثينات من القرن الماضي: أن تهميش عنصر العدد والكثافة السكانية للآشوريين، وتشتيتهم الى كنائس ومذاهب وطوائف، كان ما زال موضوعاً ذا أهمية بالنسبة لمن لهم مصلحة في نكران الوجود الآشوري في وطنه. إذ قال الاستاذ المحاور في مقاله أن عدد الآشوريين الذين جلبهم الانكليز كان 20 ألف شخص. وهذا الكلام يحتاج الى وقفة طويلة هو الآخر. فمن حيث حصر الآشورية كأمة وقومية وحضارة في تلك القبائل الآشورية الساكنة في الجبال والذين مارس الاتراك والاكراد أبان الحرب العالمية الأولى بحقهم أبشع المظالم والاضطهاد قبل طردهم وبعده ومن ثم الاستيلاء الكامل على أراضيهم وممتلكاتهم هناك، فليسأل كل من يرغب في معرفة الحقيقة، من الذي سكن وما زال يسكن، في قراهم بعد طردهم منها؟ ومن الذي حول كنائسهم الى جوامع، خصوصاً كنيسة مار شليطا في قوذشانيس محل إقامة البطريرك الآشوري، عندما استقر هناك بعد اللجوء عن بغداد أيام الاحتلال المغولي لها. أليس الاكراد ومن ابناء نفس العشائر الكردية المحيطة بمناطقهم. كما هو معلوم أن الآشوريين عاشوا حياة التبعية لسلطات كثيرة وفي ولايات ومقاطعات عثمانية وفارسية عدة. كما ولهم كنائس ومذاهب عدة كانت موزعة بين سوريا وإيران والموصل وقوذشانيس وآمد...الخ. فأي منطق هو الذي يحصر القومية الآشورية بالكامل في ذلك العدد الذي انتقل داخل وطنه من مكان الى آخر، خصوصاً وأن وقت انتقالهم جاء قبل ترسيم الحدود التركية العراقية. فلماذا جاءت الإشارة على الآشوريين وكأنهم فقط العشرون ألف الذين هجروّا قسراً. ومن ثم لماذا الرقم عشرين ألف شخص؟ في حين تتكلم المصادر عن وفاة 50 ألف في الطريق أثناء اللجوء من اورميا الى همذان الإيرانية، وعن وصول 203 ألف الى مدينة همذان. وعن دخول معسكر بعقوبة 60 ألف لاجيء وحسب مصدر آخر 80 ألف لاجيء، وعن وفاة 30 ألف بسبب الامراض في هذا المعسكر وأخر يقول [كانت رحلة صعبة حيث مات 15 ألف من بين 60 ألف الذين انطلقوا من أورميا بإتجاه بعقوبة في 20/آب/1918]. كما تذكر المصادر عن أبعاد 30 ألف من النساء والشيوخ والاطفال من الموصل الى سوريا في الخريف عام 1933 بعد مذبحة السميل المشؤومة في تاريخ العراق.. وغيرها وغيرها كثير. فلماذا يجب أن يكون جميع الآشوريين عشرين ألف شخص فقط؟ يفهم من المصادر الموثوقة أن اجمالي الآشوريين وبمختلف مذاهبهم في العراق، كان يزيد على 450 ألف قبيل عام 1933. وهنا يكمن المهم في الموضوع، إذ أن التعامل مع 450 ألف مواطن عراقي أصيل وصاحب حضارة عريقة شيء، والتعامل مع عشرين ألف لاجيء وقادم من خارج الحدود شيء آخر. لذلك كان دعاة تهميش ونفي الآخر وتقزيمه، يوردون مثل هذه الارقام القليلة ويقسمون الشعب الآشوري الى طوائف ومذاهب وقبائل كلما جاء الكلام عنهم!. 5. نكران الصفة القومية على الآشوريين: إذ قال صاحب المقال: [ولم يعتبر الآثوريون قومية] ان نكران حق القومية على شعب عراقي قديم مثل الشعب الآشوري، لا يفعله إلا من كانت له مطامع التفرد والاستحواذ على حقوق غيره، وكما اوردنا باختصار في النقاط الأربعة الآنفة. أما عن حقيقة كون الآشوريين قومية أم لا يجدر القول: قبل كل شيء القومية شعور، ولكن هذا الشعور ليصبح واقع قومي ملموس وذو تأثير مباشر على المحيط، فلا بد وأن تتوفر بعض المقومات التي تميز أصحاب ذلك الشعور القومي عن كل المحيطين بهم. ولو نظرنا الى الشعب الآشوري من ناحية وجود مثل تلك المقومات القومية سنجد: أ. اللغة القومية الحية: للآشوريين من الناحية الفعلية لغة قومية حية محكية متداولة في الحياة اليومية، في مختلف مجالات الاعلام والتعليم. فهي اليوم لغة الكتابة والتدريس والاذاعة والتلفزيون، لغة تصدر بها العشرات من الكتب والمجلات سنوياً حيثما يوجد الآشوريين. ولهذه اللغة الخصائص والصفات الكافية التي جعلت الكثير من المختصين في هذا المجال أن يقرّوا بأنها أي الآشورية المعاصرة هي سليلة الآشورية المسمارية دون شك وهذا بدوره دليل بل دليل قاطع على كون آشوريو اليوم أحفاد آشوريي الأمس. وليس هذا فقط بل أن للآشوريين اليوم لغتين، الأولى هذه التي ذكرناها أعلاه باختصار. أما اللغة الثانية فهي اللهجة الرهاوية والتي سميت باللغة السريانية. وهذه اللغة التي تبنتها الكنيسة الآشورية بمختلف مذاهبها لالفي سنة خلت، تلك الكنيسة التي بدأت في أربيل ونمت وترعرعت في طيسفون (المدائن). وانتقلت الى بغداد أيام الخلافة العباسية. وبعدها انتقلت الى عدة مواقع في الشمال، الى أن استقرت ولخمسة قرون الأخيرة قبل الحرب العالمية الأولى في القوش على أطراف نينوى -العاصمة الآشورية المعروفة- وفي قوذشانيس المقر الجبلي لهذه الكنيسة. وقد انتشرت السريانية بين شعوب المنطقة أيام الدولة الساسانية والأموية والعباسية. وأن دور الاطباء والمترجمين الآشوريين في البلاط العباسي معروف جيداً وتحديداً أيام المنصور وهارون الرشيد وفي بيت الحكمة المأموني. هكذا فأن ركن اللغة في تحقيق شروط القومية متحقق لدى الآشوريين وبجدارة. ب. الدين والعادات والتقاليد المشتركة: لمعظم الآشوريين دين مشترك بالاضافة الى الفن الموسيقي وحتى الريازة المعمارية المشتركة، حيث هناك الكثير من العناصر الفنية والتخطيطية التي كانت متبعة في بناء وتطريز المعابد الآشورية والبابلية، ما زالت متبعة وبكل تفاصيلها في بناء الكنائس الآشورية اليوم. كما أن للآشوريين المسيحين جميعاً ولاقرانهم الآشوريين في الديانات الأخرى نفس العادات والتقاليد الاجتماعية والتي اثبت علماء الآثار ومن خلال علم الآشوريات أن الكثير منها له جذور في الحضارة العراقية الآشورية القديمة. وأهمها مواسم الاعياد والاحتفالات القومية والدينية والتي كان وما زال أهمها عيد رأس السنة الآشورية الذي يصادف في الأول من نيسان بالاضافة الى صوم نينوى، الذي قطعه الملك الاشوري آشور بانيبال على شعبه، وحسب تحذيرات النبي يونان وكما ورد في الكتب السماوية والذي مازال يحيه الآشوريون والايزيدية وغيرهم في منطقة الشرق الاوسط (ديار آشور القديمة)، حيث يقيمون الصوم والصلوات لثلاثة أيام متتالية إنه يوم نينوى وكرنفال قومي حقاً. وكذلك التداول الشفاهي للكثير من القصص والاساطير والملاحم الشائعة بين الآشوريين المعاصرين والتي كان مصدرها وأصولها غامضة الى أن تم فك اسرار اللغة الآشورية القديمة من خلال قراءة النصوص المسمارية المكتشفة في أرض العراق المقدسة، وظهرت الجذور الحقيقية لتلك القصص والاساطير والملاحم والامثال الشعبية والحكمية والممارسات الطبية لدى الآشوريين القدماء ومنذ أيام الامبراطورية. كل ذلك دليل قاطع آخر للتواصل الآشوري منذ القدم ولحد الآن. جـ. البقعة الجغرافية المحددة -الوطن-: كان وما زال الآشوريون المشتتون في جميع بقاع العالم والذين يعيشون في وطنهم الأم وعلى مقربة من عواصمهم وعظام أجدادهم ذات القيمة العظيمة في نفوسهم، رغم كل أنواع الضغط والتنكيل والتفرقة العنصرية والمعاناة الاقتصادية التي تعرضوا لها من قبل الاعداء المحتلين والمرتزقة الذين مروا على أرض آشور وعاثوا فيها الفساد. يعتبرون العراق وبعض الاقاليم المحيطة به في الدول المجاورة وطنهم الأم، مع وجود العشرات من المصادر تحت ايدينا والتي تؤيد ما ذهبنا إليه، إلا أننا نكتفي بهذا المقتبس القصير من كتاب (قوة آشور The Might that was Assyria) لمؤلفه هاري ساكز [فتدمير الامبراطورية الآشورية لم يمح سكانها، فقد كانوا غالباً من صغار الفلاحين وطالما ضمت بلاد آشور أحسن الاراضي لزراعة الحنطة في الشرق الأدنى، فأن أحفاد الفلاحين الآشوريين قد يبنون لهم قرى جديدة كلما سنحت الفرصة، على مواقع المدن القديمة ويستمرون في أعمالهم الزراعية ويتذكرون تقاليد المدن السابقة. وبعد سبعة أو ثمانية قرون، حدثت تغييرات وتقلبات كثيرة واعتنق المسيحية هؤلاء السكان. وأن هؤلاء المسيحيون ومعهم الجماعات اليهودية المنتشرة بينهم، لم يحتفظوا بذكرى مواقع اسلافهم فحسب ولكنهم ادمجوها مع التقاليد المأخوذة من الكتاب المقدس]. هكذا فأن البقعة الجغرافية والارتباط الروحي والنفسي بها ما زال قائماً بين الآشوري ووطنه العراق. لا ينتزع هذا الارتباط والشعور الالهامي والقومي من ضمير الأمة، مقال يحاك بقصد تحقيق غايات. عوديشو ملكو اشيثا المصادر والمراجع: نورد أدناه بعض أهم المصادر بالاضافة الى الكتاب المقدس - العهد القديم، التي تهتم بالشأن الآشوري قديماً وحديثاً والتي استقينا منها مادة هذا البحث المقتضب، ولتكون مرجعاً وعوناً للقاريء والباحث عن الحقيقة العلمية: أ. المصادر العربية والمترجمة الى العربية: 1. البرت م، منتشاشيفيلي، العراق في سنوات الانتداب البريطاني، ت: الدكتور هاشم صالح التكريتي، طبع جامعة بغداد، 1978. 2. تواريخ سريانية، ترجمة د. يوسف حبي، المجمع العلمي العرااقي، بغداد، 1982. 3. الدكتور فاضل حسين، مشكلة الموصل، ط3، بغداد، 1977. 4. د. يوسف حبي، كنيسة المشرق الكلدانية - الآشورية، الكسليك، لبنان، 2001. 5. د. صلاح عبد العزيز محجوب، قصائد عبد يشوع الصوباوي، (ترجمة ودراسة رسالة دكتوراه)، جامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم اللغات الشرقية، 1995. 6. روبنس دوفال، تاريخ الأدب السرياني، ترجمة الأب لويس قصاب، بغداد، 1992. 7. د. يوسف حبي، كنيسة المشرق، بغداد، 1989. 8. وايكَرام (W.A.Wigram)، مهد البشرية، ترجمة جرجيس فتح الله المحامي، بغداد، 1971. 9. الأمير شرف خان البدليسي، الشرفنامة، ترجمة جميل بندي روزبياني، بغداد، 1953. 10. هرمز أبونا، الآشوريون بعد سقوط نينوى، المجلد الخامس: تياري وحكاري والاقاليم الآشورية المحيطة بها، شيكاغو، الينوي، 1999. 11. جان موريس فييه الدومينيكي، الآثار المسيحية في الموصل، ترجمة نجيب قاقو، بغداد، 2000. 12. صديق الدملوجي، إمارة بهدينان، الموصل، 1952. 13. ستيفن لونكريك، أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ت: جعفر الخياط، بغداد، 1985 14. كلوديوس جيمس ريج، رحلة ريج الى العراق عام 1820، ت: بهاء الدين نوري ج1، بغداد، 1951. 15. شبولو، برنولد، العالم الإسلامي في العصر المغولي، ت: خالد أسعد عيسى، دمشق، 1982. 16. محفوظ العباسي، إمارة بهدينان العباسية، الموصل، 1969. 17. يوسف ملك خوشابا، حقيقة الاحداث الآثورية المعاصرة، بغداد، 2000. 18. يوسف مالك، الخيانة البريطانية للآشوريين، ت: يونان إيليا يونان ج1 طبع 1981، ج2 طبع 1983. 19. جورج انطونيوس، يقظة العرب، ت: علي حيدر الركابي، دمشق، 1946. 20. جورج رو، العراق القديم، ت: حسين علوان، بغداد، 1984. 21. هاري ساكز، قوة آشور، ت: عامر سليمان، المجمع العلمي العراقي، 1999. 22. كتاب المقالات في الأمة السريانية، إبراهيم كبرائيل صومي، سان باولو، برازيل، 1979. 23. عن وضع الموالي وموقف العرب منهم ينظر: - جرجي زيدان، التمدن الإسلامي، القاهرة، 1918، ج4، ص55 وما بعدها. - أحمد أمين، ضحى الاسلام، القاهرة، 1934، ج1، ص17 وما بعدها. - الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، تاريخ الرسل والملوك، مصر، 1961. - ابن عبد ربه، أحمد بن محمد الاندلسي، العقد الفريد، ج3، ص160. - الاصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد، الاغاني، ج4، ص150. - ابن الاثير، الكامل في التاريخ، القاهرة،........، ج4، ص90. وغيرهم كثير. 24. المطران يوسف بابانا، القوش عبر التاريخ، بغداد، 1979. 25. القس بطرس نصري، أصل النساطرة الحاليين، مجلة المشرق، العدد 16، بيروت، 1913. 26. أبرم شبيرا، الآشوريون في الفكر العراقي المعاصر، دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001. 27. ميشيل عفلق، في سبيل البعث المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1966. 28. سليم مطر، الذات الجريحة، إشكالات الهوية في العراق والعالم العربي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 29. البرت كيرك كيرسون، الكتابات الملكية لآشور ناصربال الثاني، ترجمة صلاح سليم علي، دار أدي شير للنشر والاعلام، أربيل، 2005. 30. جرجيس فتح الله، مباحث آشورية (تاريخ ما أهمله التاريخ) دار الشعاع، ستوكهولم -السويد، 1996. 31. شومو نكديمون، الموساد في العراق ودول الجوار، إنهيار الامال الاسرائيلية والكردية، ترجمة بدر عقيل، دار الجليل للنشر والدراسات الفلسطينية، عمان، 1997. 32. جوناثان راندل، أمّة في شقاق، دروب كردستان كما سلكتها، ترجمة فادي حموّد، دار النهار للنشر، بيروت، 1997. After such Knowledge, What Forgiveness? My Encounters with Kurdishan, Jonathan C. Randal, 1997.
33. عوديشو ملكو آشيثا، آشوريو اليوم، (الاصل، اللغة، الوجود القومي). بغداد، 2004. 34. المهندس حبيب حنونا، تاريخ كرمليس. بغداد، 1988. 35. عبد السلام سمعان الخديدي، الجذور التاريخية لبخديدا وسكانها. بخديدا, 2003. ب. أهم المصادر الآشورية: 1. مالك يعقو مالك اسماعيل، الآشوريون والحربين العالميين، طهران، 1964. 2. مالك يعقو مالك اسماعيل، تاريخ الرؤساء، بغداد، 1974. 3. نينوس نيراري، آغا بطرس، طبع، Alpha Graphic, Chicago, I11. 1989 4. القس شموئيل دنخا، مختصر تاريخ الأدب الآشوري المعاصر، ج2،1 طبع Milpitas, California, 1991 5. تيادورس آلـ مار شمعون، تاريخ البطاركة، أمريكا (.......). 6. منشي أميرا، تاريخ آشور، طهران، 1962. 7. شموئيل كليانا، التجلي (كتاب تاريخ الأزمنة لبلاد بيت نهرين) شيكاغو، 1979. 8. يوآب بنيامين، مجموعة مقالات، أمريكا، ايلينوي، 2002. 9. مشيخا زخا (كرونولوجيا أربيل) Mshika - Zkha, Bar Penkaye, A, Mingana. Mossoul, 1907. 10. عوديشو ملكو آشيثا، سفر آشيثا، بغداد، 2002. 11. القواميس الآشورية والسريانية لاحظ: - أوجين منا، قاموس سرياني-عربي، بيروت، 1975. - توما أودو، كنز اللغة السريانية، قاموس سرياني-سرياني، موصل، مطبعة الدومينيكان، 1897. - عوديشو ملكو، برعم اللغة، قاموس آشوري-عربي، بغداد، 1997. - الأب شليمون أيشو خوشابا، الأب عمانوئيل بيتو يوخنا، زهريرا، قاموس عربي-سرياني، عراق، دهوك، 2000. 12. عوديشو آلـ برزانا سرسبيذون، هدية شيخوختي، (الحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد العشائرية في داسن العليا -هكاري-)، شيكاغو، 1998. ج. أهم المصادر الاجنبية: W. Wigram, "The Assyrian and their neighbors. London 1929. Badger, "The Nestorian and Their Rituals", 1. London 1852. Layard, "Nineveh and its remains. London 1970. J.F. Coakley, "The church of the East and the church of England. Oxford 1992. A. Sulaiman & others, "The Akkadian Dictionary, Vol. 1. Baghdad 1999. Marc Van De Mieroop, " A History of the Ancient Near East. UK 2005. P.J. Retore, " Grammair de la Langue Soureth ou Chaldean. Mossoul 1912. H.H. Austin, "The Baqubah Refugee camp, Mesopotamia ……. Nestorian Biography, "Sketches of Pious Nestorians who have died at Oroomiah, Persia. Chicago, IL. 1993. E.L. Cutts, "Christians under the crescent in Asia. London 1977. Yoab Benjamin, "Studies in language and literature". ILL, USA 2002. Robert D. Hoberman, "The syntax and semantics of verb morphology in modern Aramaic" - A Jewish Dialect of Iraqi Kurdistan-. Connecticut, USA 1989. Mehmet Kalyoncu, "The Boomerang Effect in Iraq: if Kurdistan, why not Assyria?". Posted on Thursday, January 2005. Note: Mehmet Kalyoncu, is a graduate student at Georgetown University center for Eurasian Russian and East European studies. Pro. Simo Parpola, "Assyrians after Assyria", paper presented at the Assyrian National Convention. Los Angeles 1999. مترجم الى الاشورية ومنشور في مجلة ألف تاء التي تصدرها الكنيسة الانجيلية في طهران. العدد الخامس 2001 ص13.
(1) جورج انطونيوس، يقظة العرب، ت، علي حيدر الركابي، دمشق 1946، ص403.
#عوديشو_ملكو_اشيثا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق
...
-
مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
-
مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا
...
-
السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر
...
-
النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
-
مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى
...
-
رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
-
-كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
-
السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|