أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد بدوي - هذا الفيسبوك














المزيد.....

هذا الفيسبوك


أحمد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5914 - 2018 / 6 / 25 - 07:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أكره جدا هذه اللعنة الرأسمالية والاجتماعية النكراء المسماة فيسبوك لمئات الأسباب التي استطيع جدا أن اسردها في كتاب ضخم. على أية حال لا أنكر مطلقا أنني استخدمت هذا الشئ الشنيع بعض الأوقات، رغم أني علاقتي به ظلت دائما مضطربة ومعقدة إلى حد كبير بين حضور متحفظ أو غياب كلي، ثم لم يمنعني أخيرا - بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا وتسريب بيانات ملايين المستخدمين - من محو حسابي الشخصي نهائيا سوي رغبتي في الاحتفاظ ببعض الصداقات القديمة أو الجديدة سواء في بلدي أو بلاد أخرى كثيرة أقمت فيها دارسا أو عاملا أو زائرا. المهم أنني قد قررت محو كل بياناتي ومعلوماتي الشخصية على هذه الشبكة الاجتماعية، واقتصرت علاقتي بها حاليا على الإطلاع السريع على أوقات متباعدة ودون أي تفاعل.

هذا الاختراع البغيض والاستغلال السيئ له لهما القدرة الكبيرة على تحويل العامة إلى مجموعة من القطعان الموجهة والأهداف السهلة وافقادهم الحس المشترك. وهنا أظن أن خطورة هذه الأداة اللعينة تتضاعف جدا عندما تستخدمها شعوب دول الجنوب التي تحكمها أساسا ثقافة القطيع الناتجة عن ظروف سياسية وتاريخية خاصة ومعقدة. تغلب علي هذه الشعوب مجموعة كبيرة من التناقضات الاجتماعية والسياسية، كما يسودها أيضا الظلم الاجتماعي ورداءة التعليم. هذا بدوره يفسر بعض الظواهر الفيسبوكية العجيبة مثل ظاهرة مشاهير الفيسبوك المنتشرة جدا في هذه المجتمعات. يفسر أيضا حالة التناقض التي يمكن أن تصدمك كثيرا على الحساب الشخصي للشخص الواحد أو حتى التناقض بين اهتماماته وتفاعلاته الفيسبوكية العامة. تصطدم مثلا ببعض الأشخاص الذين يشاركون ويملؤن صفحاتهم بأمور دينية رغم أنهم واقعيا - وكما تعرفهم - غير متدينين بالحد ذاته، وما إلى ذلك من أمثلة لانهائية وخطيرة مجسدة لكل مشاكل المجتمع وأزماته. هذه الحالة المرتبكة والتي تدعوك للاشمئزاز والتحفظ تشمل حتى بعض الأشخاص الذين نالوا حظا كافيا من التعليم والانفتاح الثقافي.

يسوقني هذا إلى بعض الأسئلة المتعلقة بالسلوك الفيسبوكي العام أو الشبكة الاجتماعية نفسها. ما هي المقومات والأسباب التي قد تدعوك لمتابعة شخص ما على هذه الشبكة الضخمة؟ ما هو الحد الفاصل بين العام والخاص على هذه الشبكة؟ ما هو الموقف العام منها كشبكة اجتماعية مليارية تديرها شركة رأسمالية عملاقة غير جديرة بالثقة؟ هل هذه الشبكة تحول مستخدميها في نهاية المطاف إلى مجرد عملاء نيولييرالين؟ وغير ذلك من عشرات الأسئلة المهمة التي تشعرك غالبا بعدم الراحة حال تسجيل دخولك على هذه الشبكة وتصفحك السريع لها.

من المؤكد أن تطورات العصر الرقمي الحالي الذي نعيش فيه تفرض علينا الكثير من الأسئلة المتعلقة بالعلاقة بين المجتمعات أو الحضارة الإنسانية عموما وبين التكنولوجيا واستهلاكها. يثير هذا أيضا بعض المخاوف القائمة القاتمة المحسوسة أو المتصورة في عالم نيوليبرالي مخيف تزداد فيه الهوة اتساعا بين الأغنياء والفقراء ويضج بصراعات المال والسيطرة. وأخيرا لطالما كانت التكنولوجيا سلاحا فتاكا لمن يمتلكها، ولكنها حاليا أصبحت عابرة للحدود ولانهائية وظاهريا مجانية رغم تكلفتها الفعلية العالية، ثم أنها لا تخضع لقوانين منظمة وحاكمة.

أنا حقا أكره هذا الفيسبوك وأحب جدا من يخاصمه.



#أحمد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقطاعية مصر
- تحيا مصر
- القطعان وذئابها الجميلة
- السياسة والنخبة واليسار في مصر
- رؤية يسارية عربية لأزمات الربيع العربي والدولة الوطنية: 1. ا ...
- السياسة وأزمة التعليم في مصر
- الليل وعبدالله أقارب
- مرحبًا بك في -العصر المظلم الجديد-
- المتحف المصري الكبير وفساد الدولة الكبير
- المال الخليجي في دكان مصر
- شبه الدولة المصرية
- كرة القدم والمصريون


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد بدوي - هذا الفيسبوك