من المسئول عن غياب الثقافة الجزائرية الأصلية -المعاشة-؟

حمادي محمد أيمن

الحوار المتمدن-العدد: 5913 - 2018 / 6 / 24 - 22:50
المحور: الادب والفن
    

إن غياب ثقافة المجتمع الجزائري الأصلية واندثارها شيئا فشيئا في زمن التفتح على العالم بالسلب، كانت كافية لتصنف الجزائر اليوم من دول العالم الثالث وتبقى أسيرة لدى الدول الأخرى ثقافيا، حيث أصبحنا نستعين بثقافة الشعوب الأخرى ضاربين المثل بها، التي كنا بالأمس نحن من نمدها ونسقيها من ثقافتنا ونعينها للوصول إلى الطريق الصحيح، والسؤال الذي يشغلني الآن هو، من المسئول أو السبب في غياب الثقافة الجزائرية؟
إذا أردنا أن نحصي الأسباب فيجب علينا أولا أن نكون صريحين مع أنفسنا ولا نحمّل وزارة الثقافة الوزر، لماذا؟ ببساطة أن الوزارة هيكل تنظيم ولا تفرض على الشعب ثقافته بل الشعب من يفرضها، ولأن الثقافة حين تكون نابعة من الشعب حينها لا نحتاج للوزارة، فالوزارة دورها الدعم والمحافظة فقط وليس لها دور في أن تفرض على شعب ما أن يتخلى عن ثقافته أو يتحلى بأخرى؟ لكن السبب الوحيد هو الفرد الجزائري بنفسه، وحده من تخلى عن ثقافته وارتدى ثقافة الآخرين مدّعيا الوعي والتفتح في حين أنه ما إن ينفث آخر نفس من سيجارته يقوم برميه أرضا، ويتحدث عن الانفتاح ! لقد تسببنا بأنفسنا بنزع جزء كبير من ثقافتنا إذن فنحن المسئولون الوحيدون عن إعادتها وإعادة مجد الجزائر الضائع بدلا من التفاخر بتاريخنا الماضي والحاضر لا حياة فيه و المستقبل "الله يستر"، حين نريد أن نتحدث عن التاريخ يجب أن نكون بنينا الحاضر وحضرنا للمستقبل، لكن نحن أين ثقافة الحاضر وماذا هيئنا للمستقبل؟ أليس العار اكبر حين نستعير أيضا الثقافة؟ ! يجب علينا أن نبني الأشياء من جديد ونراجع أنفسنا، ونربي أجيالنا، تخيّل أنك تسأل شاب ذو عشرين سنة كم قرأت من كتاب في حياتك؟ فيجيبك بأنه غير مهتم للكتب وإضاعة وقته فيها، أن تسأل آخر عن احترامه لوقت؟ فيجيبك الكل لا يحترمه فلما أحترمه لوحدي، ترى شابا آخر بعد أن ينتهي من شرب الماء أو العصير يقوم برمي القارورة على الأرض، لكن اسأل أحدهم عن موضوع سياسي ديني أو رياضي، لأفتى لك فيه وربما لأتاك بالأدلة ولكن ما الفائدة من القول بدون فعل؟ ما فائدة الثقافة بدون عيش؟ ما فائدتنا نحن أصلا بدون ثقافة معاشة؟ ما فائدة التاريخ بدون حاضر وما فائدة الحاضر إن كان لا يخدم المستقبل؟
إن كان الفرد الجزائري هو المسئول والسبب في غياب الثقافة الجزائرية المعاشة فإذن هو صاحب الحل للخروج من هذه الأزمة المحزنة للواقع، بدلا من دخول أزمة التقشف الثقافي.

#حمادي_محمد_أيمن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات