أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - رجل محظوظ















المزيد.....


رجل محظوظ


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5913 - 2018 / 6 / 24 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


في السنة التي بدأت فيها عامي الواحد والعشرين . أخبرتني صديقتي بصوت عال أن لدي "مخيلة مدمرة". لا زلت لا أعرف ما الذي كانت تعنيه ، ولكن في ذلك الوقت كان ذلك يعني لي أنني سأكون وحيدا في الصيف. حتى ولو لم يدم الأمر فيما بعد.
كنت في المنزل في هذا الفصل الدراسي ، وكنت عاطلاً عن العمل . أخبرتني أمي بأنّه لدينا ضيف في المنزل. كان الضيف هو عامل لحام من ولاية فرجينيا الغربية ، وهو أكبر مني بسنتين فقط ، حتى أننا نشارك في الاسم الأول. كان كلانا يعرف ذلك ، لأنه كان يعمل مع أخي الذي لا أتحدث معه في تولسا. عندما وصلت إلى المنزل ، كان متكئا على السرير في غرفة الضيوف وهو يتصفح صفحة الآيباد .
قالت أمي: "سلّم عليه" ، مددت رأسي في الغرفة وقلت: مرحبا "يا دان"
قال: "دان-أو ، مرحبا بك في بيتك". على شاشة الآيباد الذي يحمله لمعت صورة لفتاة في رداء حمام تنام على طاولة بلياردو. أراني إياها وقال "إنهم يرسلون للناس صورًا لأصدقائهم عندما يضيعون في الإجازة،وينشرونها صباح يوم الاثنين
قلت :الأمر مضحك.

لا أعتقد أن ذلك جيد. أعتقد أنه نوع من الغباء. يجب عليهم على الأقل تشفير الوجوه.

كان هادئاً ، وكان صوته منخفضاً، يلمّح بالكلام تلميحاً ، لكن ليس ذلك التلميح الذي كنت أتوقعه. لم أكن أعرف ما الذي كان من المفترض أن تبدو عليه فرجينيا الغربية ، كان لدي فكرة ما عنها، لكنّني كنت مخطئاً . بدا الأمر وكأنني أنام في زلزال منخفض الحرارة ، مثل عاصفة رعدية رطبة. شعرت بذلك ، لكنّني لم أكن في خطر. أراد أن يحضّر بعض الطعام ، وحيث أنّ أمي كانت تخرج مع أصدقاءها وكان والدي لا يزال خارجا في الغرب الأوسط ، سيكون الأمر فقط بيننا أنا وهو .
كان يعمل في نفس الشركة التي يعمل فيها والدي ، تمامًا مثل عمل أخي الذي لا أتحدث معه. كانت المرة الوحيدة التي عمل فيها بالفعل مع والدي أو ربما حوله ، في مدينة تسمى نورمال في إلينوي. كانوا يعملون على خط أنابيب كيستون.
كان يقول دعني بعيداً عن نورمال كما كان والدي يقول أيضاً.
كان لدى دان وأخي برنامج تدريبي مشابه لبرنامج والدي إلا أنّه في مستوى أقل. لا أظن أنه سيحصل على لقب "مدير مشروع" قبل وفاته ، والتي لم تكن سوى بعد شهرين بعد أن التقيته. كان من شأنه أن يكون فقط لحّام ومدرب في الشركات.
في الليلة التي التقيت به فيها ، ذهبنا وحصلنا على بعض الجبن. كان قد أراد شيئًا محليًا ، فكنت أحسب أنّ الجبن هو ذلك الشيء . لم يكن لدينا الكثير مما نقدّمه في بلدتي على أي حال. كنت أشعر بالملل الحقيقي من الضّواحي في ذلك الوقت،وكنت على استعداد للعودة إلى المدينة ، والعودة إلى المدرسة. كان لدى جميع أصدقائي وظائف أو تدريبات داخلية، ولا زلت لا أعمل في وبدت هكذا حالتي.
قال وهو يقبض على المقود: لا أشعر أنني حقاً في المدينة ، ولا أعرف الطريق الصّحيح هنا . كان يقود سيارة الدينالي السوداء من نوع سييرا - نموذج بيك اب. استمعنا إلى الراديو عبر الأقمار الصناعية ، كنا نستدير من قرب المدرسة الثانوية ، و من قرب اثنين من متاجر البقالة ، وجميع هذه المنازل التي لها ممرات طويلة. وكان متجر ساندويتش في مركز تجاري صغير بجوار مكان أثاث ومكان للنقود مقابل متجر الذهب. طلبنا طعامنا ودفع هو ثمن الطعام . أصرّ على الدّفع عندما أمسك يدي عندما توجّهت إلى محفظتي. تعلمت التوقف عن المحاولة.
بينما كنا نأكل ، سألني كم كان عمري. ناداني ب دان-مرة أخرى
بلغت الواحد والعشرين الأسبوع الماضي .
-في أي يوم؟
-الأربعاء - الثاني والعشرون.
- أنت بالضبط نفس في عمر أختي الصغيرة.
-هذا رائع. ما أسمها؟

-صوفيا. ماتت عندما كان عمرها ثمانية عشر شهراً.
أخذ لقمة كبيرة من ساندويتشه وابتسم لي بعينيه بينما كان يمضغ. كنت سأقول شيئاً كجملة آسف لسماع ذلك ، لكنّه طلب مني أن أتوقف ، وعندما كنا في سيارته وكان يسألني إذا كان هناك أي متاجر رئيسية جيدة حول المدينة. لا أعتقد أنه يوجد شيء من هذا القبيل لذلك أدرنا الشاحنة نحو المنزل. ظلّ يسميها "المدينة" ولم أصحّح له أبداً. بالنسبة لي ، كانت المدينة على بعد عشرة أميال شمالاً - ناطحات السحاب والحجر البنّي. لم أكن أتخيل ما هو المكان الذي أتى منه ، حيث كان مرتاحًا هنا. بينما أنا لم أكن كذلك.
-هل تدخن؟

-لا
هل تدخن الحشيش؟ يبدو وكأنك تفعل ذلك . أراهن أنك تحصل على الكثير
. لم يكن مخطئا ،. نظر في عيني عندما تحدث معي: قلت له :لا. لا أعرف كيف يمكنني الحصول على ذلك قبل أن أصبح كبيراً. تألمت بشدة عندما لم أستطع الهروب قليلاً من عينيه ... انتظر ما هذا؟
متجر ساندمان لبيع الدخان. كان إلى اليمين من الجادة الجادة حوالي نصف ميل من المنزل. كان على نفس طريق متجر ومخبز إيطالي. قلت له: هذا الرجل رافي كنت أعرفه من المدرسة الثانوية. كان أكبر سنا ، عندما كنت طالباً ، لكننا كنا نسير معاً لمدة عام. درّسني حساب التفاضل والتكامل أيضاً ، وأخبرني كيف كان يجب أن أغسل وجهي. افتتح المتجر مع شقيقه الأكبر في وقت سابق من ذلك العام ، بعد أن حصل شقيقه على منزله من خلال جولة في أفغانستان. عندما فتح مطعمه لأول مرة ، ظللت أتلقى منه دعوة إلى أن " أعجب " بالمكان على الفيسبوك ، لكنّني دائماً تجاهلت ذلك. كنت دائمًا سلبيًا عبر الإنترنت.
كان الأخ هو الوحيد في المتجر في تلك الليلة. استطعت رؤيته في المكتب في الخلف. كان كلبه خلف العداد. كانت هناك بايبات معلقة على الجدران وقطع الزجاج والتبغ قرب العداد. قبل أن يساعدنا . فحص دان كل شيء بينما حاولت عدم لمس أي شيء. فقط كنت أشاهد الكلب. اشترى دان الحلوى ، وكان يأكل في وقت لاحق في تلك الليلة بينما نشاهد إعادة لفيلم مشية الأموات . أخذت الأغلفة إلى القمامة في الخارج قبل أن أذهب للنوم.
ذهب معظم عطلة نهاية الأسبوع ، قاد ما لا يقل عن ست ساعات في كل اتجاه. أعتقد انه الجنون. أخبرني أنه مجنون على أي حال ، لذلك لم يكن مفاجئًا له. ومع ذلك ، لا يزال أمامك طريق طويل للخروج بعد أسبوع عمل مدته 60 ساعة. أما بالنسبة لما يفعله يوم السبت في غرب فرجينيا ،فقد أراني على هاتفه في أحدى المرات شريط فيديو له وهو يحمل بندقية تعمل بقوة عالية ، وهو واقف، ويبحث عن النطاق. استطعت أن أعرفه من شعره الوحشي ولأنه أشار إلى الشاشة وقال لي ذلك. تحركت الكاميرا إلى منحدر على بعد تسعين ياردة. سمعت إطلاق النار وكان هناك انفجار ودان في الفيديو ، وكان دان وأنا في مطبخ أمي بدأ يضحك.
-ما هذا؟
-هذا شيء لا يصعب تحقيقه. نفعل ذلك من حين لآخر. مجرد الأشياء التي يمكنك العثور عليها في متجر لأجهزة الكمبيوتر.
- هل سبق لك إطلاق النار من قبل ، يا دان؟
يا رجل. يجب أن أخرجك إلى مكان والدي. أرضه هي في الأساس في حجم حيّك ، لا جريمة. الأمر عنده مختلف تمامًا . لديه كل أنواع البنادق سأريك في الوقت المناسب . هناك ينمو الحشيش بكثرة . أعلم أنك لا تدخن ولكنّي أحب أن تعتقد أنك تحاول ذلك بدافع من الاحترام ، كما تعرف ، لحسن ضيافتنا. هي عادة من فيتنام - هذه العادة أعني- . بالطبع ، لن أتحدث مثل هذا لو كانت أمك في المنزل. أمي لا تحب ذلك أيضا. تعيش لوحدها في مكان صغير اعتادت أن يكون والدها فيه.
كان هذا يوم الاثنين أو الثلاثاء ، ولم يبق إلا أسابيع قليلة .
كانت هناك المصفاة على واجهة تشيستر المائية التي كان يعمل بها في ذلك الوقت.
في نهاية هذا الأسبوع ، قرر البقاء معنا واعتقد أنني سآخذه لتجربة مطعم
الكاجون الذي يقع في سوق للمزارعين بالقرب من حدود ولاية ديلاوير. أعطيته الاتجاهات وأنا جالس في المقعد.
كان السوق مباشرة عبر شارع المنزل الذي أقيمت فيه جنازة عمتي .
كان المكان الذي كان سوف نذهب إليه لعمتي التي كانت تعاني من سرطان الحنجرة عندما كنت في الصف العاشر تقريبا. كان عمّي وأبناء عمومتي يتجمعون على هذه الأريكة الأمامية وكان المكان ممتلئاً . لم يتمكن عمي من التحدث ، ووجه القس الدعوة إلى أي شخص ليقول ما يريدوه بشأن عمتي. لم يتزحزح أحد ، وكرهتهم جميعًا - لكنني لم أتحدث أيضًا. لقد فكرت في كل هذا ، وفكرت في أن دان سيخبرني بالتأكيد عن هذا النوع من الأشياء إذا كان يشرح لي حول مدينته. أردت أن أريه أنّي شعرت به ، لأخبره أنني رأيتها للمرة الأولى عندما خسرت شعرها ، لم تكن تريد أن تدفن في شعرها المستعار لأنها أرادت التبرع به. أردت أن أخبره بأنني لا أستطيع أن أتحدث وأن هذه هي أسوأ لحظة في حياتي ، لكنني لم أقل كلمة واحدة قط ، وووقف إلى مكان وقوف السيارات خارج السوق. كان يمسك الباب لزوجين كبار وصبي صغير مع الحمالات ووعاء مقصوص.
طلبت المحار المقلية وطلب لحم الخنزير مع البامية. كان يحب ذلك وكنت سعيدا. لقد دفع ثمن الطعام ، وشعرت بأنني صغير. تجولنا في السوق بعد أن أكلنا وانتهى بنا الأمر في آخر السوق. وكان المكان غير المرغوب فيه. مجرد حفنة من الأكشاك محشوة بأشياء تافهة . كان لدى أحدهما رفوف غير متناسقة من أشرطة بأكوام من السجلات . كانت هناك رفوف من الملابس القديمة ، وكان أقربها إلى المخرج مجموعة من معدات العناية بالحديقة الصدئة . ولكن ما بدا أنه كان يلفت نظر دان ، هو الركن المنظم الوحيد الجيد ، وهو فضاء ركني متخصص في أدوات الحرب. كان هناك زي ، أسلحة ، درع ، دعاية ، ميداليات. كان في الواقع مثيراً للإعجاب
لم يكن هناك أي شيء آخر للبيع ، على الرغم من ذلك ، كانت الفتاة وراء العداد. حيث كان جميع الباعة من الرجال القدماء في بلوزات ملونة أو نساء في منتصف العمر يعانون من مشاكل في التنفس ، كانت هذه الفتاة في غير مكانها. كانت ترتدي سترة جلدية ضيقة على الرغم من الحرارة ، وكان شعرها كثيفاً ، و شفتاها حمراوان. كان موقفها لا يصدق ، ولكن في عينيها شيء آخر. كان لديها عظام الخدين عالية يمكنها أن تجعل الابتسام بسيطاً ، لكنها كانت خبيرة في الوقوف مستقيمة الظهر. قمت بتأليف قصص عنها ، عن والدها الذي كان يمتلك المكان ، حول كيف أرادت الانتقال إلى المدينة معي. ذهب دان إليها وسألها ماذا كانت تفعل. لقد شاهدت كل شيء - بطنها ، عينيها المتجولة. لم أستمع إلى أي من كلماتهما . اشترى سكينًا منها ثم ذهبنا في طريقنا
كان وراء مقود السيارة مرة أخرى ، وقررت أن أعرض عليه طريق أخرى للمنزل. كان الطريق الخلفي أكثر امتدادا ، كل الطرق متعرجة الصغيرة ، وكان هناك حتى مزرعة أو اثنتين.

-هل تعتقد أنها ساقطة لأنها أخذت 800 دولار لهذا الشيء؟

وضع السكين في يدي. شعرت أنها ثقيلة
-إنه خنجر ، انظر إلى المقبض هناك

كان هناك صلبان معقوفة على المقبض والعقب. كانت ناعمة ودقيقة ، مع حواف مدورة. مرّرت إبهامي عليهم. وضعت النصل في غمده الجلدي.

-كم اعطيتها؟

سبعمئة وخمسين . لا أستطيع أن أصدق أنها تريد ثمانمئة . هذا الشيء يستحق ما لا يقل عن اثني عشر مائة ، إنها وقحة، اوغبية.

حتى عندما كان يتحدث هكذا ، كان صوته هادئًا ومتوازنًا كما كان دائمًا. سلمته السكين مرة أخرى ،. أردت أن أسأله لماذا تحدث عنها كذلك ، لماذا يعتقد أنه لا بأس أن يتحدث.
سألته: هل تحمل دائما الكثير من المال ؟ سحب السكين من غمد ، بدأ بالضغط عليه بقوة على معدته

إنها ليست حادة ، هذه هي المشكلة الوحيدة، قال ذلك ، وهو يطعن نفسه.

قلت له: لا تعبث بها أثناء القيادة ، قال: مثل هذا؟ ضغط على يده حول النصل ، استطعت الضغط في ذراعه :

توقف يا رجل
أسقط السكين وأطلعني على كفه المفتوح. كانت هناك خطوط بيضاء ولكن لا يوجد ، دم.قال:

هذا الشيء ليس خطيراً ، لا شيء من هذا القبيل، ثم سحب بسرعة شفرة قصيرة رقيقة من بين المقعد الأوسط ومقعده. هناك دم على هذا.
كان لامعاً ، طوله حوالي أربع بوصات وعرضه ونصف بوصة. كان ينقر إبهامه على الحافة.
.إنها من فيتنام .جلبها لي أبي وقد كانت تخصّ أحد رفاقه الذين ماتوا. إنها حادة حقاً.

ضربت السيارة حجرة في الطريق وسقطت السكين من يده واستقرت في المفروشات بالقرب من ساقي..

قال: اللعنة، قام بسحب السكين من المقعد ووضعه بجانبه..

لماذا تحتفظ بتلك الأشياء؟

أحب أن أشعر بالأمان. تساعدني تلك الأشياء على ذلك. عندما أكون في المدينة ، أحتفظ بسكين باكز في جيبي أيضًا.
مررنا من قرب مزرعة الماعز. قال:
بالنسبة لي لو استطعت أن يكون هذا المنزل لي، سأحتفظ بمسدسي في صندوق القفازات.

بقينا هادئين لبعض الوقت ، فقط أشرت له إلى الاتجاهات ، .عندما كنا على الطريق السريع ، تمكنت من رؤية خط الأفق.
ماذا تشبه هذه الحركة ؟
أكره ذلك ، يا دان
أين تقع تولسا ، أورانج ، بيلينجهام ، بيتسبرغ ، إلينوي ، سولت لايك ، مونتانا ؟
على الأرجح نسيت البعض. لقد مرّ عامان تقريبًا ، وبعض المواقع ولا أعتقد أنني تحدثت عن بعض المواقع إلا خلال أسبوعين.
كان ذلك نوعًا من الحياة التي كنت أحسده عليها حينها. لقد كان يكسب مبالغ سخية من المال حسب علمي ، وكان يعرف جميع المدن .. لقد كان محظوظاً. إذا كان لدي أي نوع من الشجاعة كنت لأحب أن أفعل نفس الشيء.تحدث معي كأخ وقال : هذه ليست حياة بالنسبة لك يا دان .
-عندما بدأت البحث عن عمل ، قالوا لي تحتاج من 12 إلى 14 شهراً ، وسوف نحاول وضعك في مكان دائم تعمل به. كنت أتنقّل على هذا الشكل منذ عامين، الآن ولا تزال هناك نهاية في الأفق. أتحدث إلى مستشاري وأتحدث إلى قسم الموارد البشرية وهم جميعًا يقولون لي إنه لامجال تقريبًا. هنا أو هناك ، بضعة أسابيع وأنا في المنزل. أنا فقط أريد أن أكون بالمنزل.
قال: أنا رجل في الثامنة والعشرين من عمري وليس لدي بيت ، أتجول فقط في فنادق مختلفة ، انتقل إلى موقع العمل حيث لا أستطيع القيام بأي عمل فعلي ، وأعود إلى الفندق وأشرب. ثم أذهب وأفعل الشيء نفسه في مدينة أخرى. لقد تكررت السنتان الأخيرتان بنفس الطريقة ولا أظن أنني لمست حتى شعلة لحام منذ شهور. هل تعلم أن لديهم رجالًا هنا في تشيستر ، عمال لحام يقومون بالغطس تحت الماء في النهر؟ أنا عالق في مشاهدتهم وهم يرتدون ملابسهم ، ويختفون مع هذه الفقاعات الصغيرة ، ويصعدون لامعين ، بينما أتعرق في قميص أكسفورد والخاكي. لا تفهمني خطأً ، فأنا أحب المكان هنا ، فأنت لطيف ، ولكن حان الوقت للعودة إلى المنزل.
في نهاية الأسبوع التالي ذهب إلى ولاية فرجينيا الغربية مرة أخرى. أخبرته أن يقود سيارته بحذر و سأراه يوم الإثنين .لا أتذكر ما قاله لي. كانت آخر مرة أراه فيها.
. . .
عندما أخبرني والدي بأن دان قد اعتقل ، نظرت إليه عبر الإنترنت. كانت هناك كتابة في صحيفة محلية في فرجينيا الغربية وفيها صورتان ، واحدة مع بضع مئات من الحبوب - ولقطه كانت فيها عيناه فارغتان ، كأنهما كانتا تحلمان أو تشاهدان شيئاً بعيداً ، لكنه كان مبتهج ، يبتسم مثل أحمق. شعره كان أكثر وضوحا مما رأيته من قبل. كان يتألم وكنت أعرف ذلك. عرفت ذلك طوال الوقت فقد أخبرني وأطلعني ، لكن هناك على هذا الموقع أول مرة شعرت فيه بشيء ما . كانت الشاشة واضحة، و في خيالي كومة من الأوراق الميتة مغمورة في سائل مضيء.
صوَّرتُه هناك ، مع أحد أماكن أصدقائه. جيمي فولتون؟ اسم مثل هذا كان يرن على مسامعي. كان يشعرني بالغموض . بعد الثانية صباحا غادر وكان دمه مثل الكريستال. كان الأولاد خارجا ، ربما جاءوا لأنه كان في المنزل. سار روبي من أوهايو في سيارته . كان دان لا يزال مقتنعا بأن شقيق روبي سرق سيارته الرباعية في غيابه ، لكنه لم يعد في المدرسة الثانوية ، وكان دان في حالة سكر ، وعندما يكون في حالة سكر ، فكل ما يحضر أمامه هو شبح شقيقته الصغيرة ، كان روبي يمتلك فحم الكوك وكان بحاجة إلى بعض من هذا البرق الحقيقي السيئ لجميع المشروبات الكحولية. ودان لم يكن يجب عليه أن يلاحق الأشياء ، لم يكن يجب عليه ذلك ، لكنه لم يعد يهتم باختبارات المخدرات بعد الآن. قال: إذا أخذوني ، زأفهموني. لن يغيروا طريقة عيشي.
صعقته الكهرباء ، أخرجته من الأريكة ، وأرادوا أن يعرفوا إلى أين هو ذاهب ، قال: إلى القمر ، وشبح شقيقته الصغيرة التي كان يقول لها : إذا رأيتك من جديد سوف أكون رجلاً محظوظا. سمعهم وهم يضحكون عبر باب الشاشة.
أخذ نفسا عميقا وتقيأ قليلا . تراجع أسفل النافذة وبصق. خرجت ضوضاء خفيفة من صندوق الأدوات في سرير الشاحنة ، لذا انزلق من الكابينة على يديه من على جدار السرير ، بدأ في يهتز هو والشاحنة. أصابته الحركة بالدوار حتى تمكن أخيراً من الصعود إلى السرير ، حيث سقط على ظهره. ربما كان يغفو وربما يحدق في النجوم الباهتة الزاهية ، لكنه بالتأكيد سرير الشاحنة قد قذف إلى كل اتجاه. تحول ضجيج قادم من داخل مربع الأدوات، وصوت يقول: أنا قادم يا أختي.
تخبط دان مع المزالج حتى ظهرت الفتحة انزلق على ركبتيه.. كان يرى بشكل ضبابي ولكن يده كانت بطيئة على كل شيء. قواطعه ، مشاعله ، دباباته ، حشواته. كل شيء . ، كل شيء مملوء بالرغوة أو آمن بطريقة أخرى - حيث يجب أن يكون كل شيء. . هناك هذا الضوء. حشوه على حزامه ، وأخرج قناعه. كان يشعر كأنّه كان يرسم عنكبوتًا ،ثم انزلق على رأسه .
لقد قاد بشكل أعمى . قال الطفل في السجل: يجب أن تخرج هذا الشيء من رأسك يا سيدي. كانت هذه هوية دانيال ،وحزمة الدخان .
حملته أخته الصغيرة إلى الشاحنة التي تركها غير مقفلة. كانت الكابينة تهتز بينما كان نائماً
كان هناك طرق على النافذة. رجل باللون الأزرق يطرق ويلف. كان رأس دان ثقيلاً. قال الرجل الأزرق: .
اخرج من السيارة ، من فضلك. بقيت عيناه مغلقة ، وهز المحرك رأسه.
.
قال وهو يدور في مكانه. أنت محظوظ .أقوم بتقشير أشجار مثلك في نهاية كل أسبوع. أنت محظوظ لأنك لم تقتل أي شخص – أو لم تقتل نفسك. لقد كان يتأرجح في المقعد الخلفي داخل وخارج النوم ، وقد علق رسغه . تنفس بعمق وأسرع، وأسرع. أراد أن يقول شكرا ، أنا أحبك ، وأنا حقا رجل محظوظ. أنت وهم من أنقذني ، ولن أعمل مرة أخرى ذلك أبدًا. أنا في المنزل الآن وسأقيم. حاول أن يتوهج، لإشعال بنطاله، حتى يتمكن من استخدام الضوء حين الغناء كم كانت الليلة جميلة. كانت غمغمة ، لا توجد كلمات حقيقية ، فقط يسيل لعابه. الرجال والنساء في المحطة ، تحت ضوء الفلورسنت ، كانوا جميعا يعملون بجد. كان زيهم يشع وكانوا يخلطون أوراق بيضاء وصفراء وردية حول مكاتبهم. كانوا يتشاركون كل شيء
بدا شبح شقيقته الصغيرة بدا عندما ابتسم ابتسامة كبيرة أمام الكاميرا.
. . ,
فتحت الفيس بوك في تلك الليلة قبل ذهابي للنوم. كان ذلك في وقت مبكر من نوفمبر ، واحدة من تلك الليالي القريبة من التجمد وكنت ألعن نفسي لعدم أخذ التيار من نافذة شقتي بعد أن عدت إلى المدينة ، عدت إلى المدرسة، حيث كنت أتجول في الفيس مع قصص أصدقائي . في مكان ما هناك رأيت صورة دان، وتوقفت. إنه عيد ميلاد دان ، سوف احتفل مع دان واكتب على صفحته . قررت أن ألقي نظرة على ما يقوله الناس على الرغم من أنني لم أخطط لكتابة أي شيء. شعرت فقط بالوهم . يمكنك على الأقل إرسال نص إلى شخص ما لتقول له :عيد ميلاد سعيد. على الأقل تتظاهر أنه يهمك. كان من دواعي سروري أن أرى أنه لم يكن في السّجن ، على الرغم من معرفتي أنه ربما ما زال لا يعمل. كانت وثيقة الهوية هي الشيء الجدي الوحيد ،وسمعت أنه يواجه اتهامات فدرالية .
تم دمج جميع المشاركات في مربع في صفحته وأظهرت آخر ثلاث مشاركات فقط. قال الرجل : يا رجل ، لديك أمر جيد . كان الجزء الأوسط صورة دان من المدرسة الثانوية مع تسمية توضيحية تقول: "سوف أتذكر دائما أنك تحب هذا". اعتقدت أن هذا لطيف ، انه حصل على أصدقاء جيدين لكنهم لا يهتمون أنه فقد وظيفته. قال آخر ، سأفتقدك يا أخي.
قمت بتوسيع مشاركات عيد الميلاد وبدأت بالمرور على كل شيء. ربما كان نصف أعياد ميلاده سعيدة ،ونصفها تعزية مع بعض الصور الباهتة القديمة. لم أتمكن من العثور على ما حدث في أي مكان ، لكني كنت أعرف أنّه قد حدث.
كان قلبي ينبض بسرعة. لقد فات الأوان للاتصال بأبي. لو كنت قد أرسلت رسالة نصية إلى أخي لم يكن يجيب.
لم تظهر عمليات البحث حتى الآن شيئاً . نظرت له مرة أخرى. ابتسامة جانبية ، تلك العيون العمياء. عندما سمعت أنه في ورطة ، تمنيت أن أتمكن من مشاهدته في المحكمة لرؤية صدقه الملتوي معروضًا في بيت قانون. لا أعتقد أن موعده جاء قبل رحيله.
كل ما عرفته آنذاك هو أن دان كان هناك - في البيت - وكان ميتًا. كنت أخوه الصغير المزيَّف لبضعة أسابيع ، توأم شقيقته ، واعتقدت أنني ربما ساعدته. لم أفعل جيدًا بما فيه الكفاية ، بالطبع ، لكنني انجرفت معه ، وأبقيته شريكاً لبعض الوقت.

اكتب شيئًا ... قمت بتوسيع المربع. تراجعت . كنت قد كتبت شيئًا تقريبًا ، لكنني عرفت أنني لن أتمكن من فهمه بشكل صحيح. لا أستطيع أن أقول ،"ولم يكن لدي أي صور لمشاركتها. أغلقت جهاز الكمبيوتر المحمول وحاولت النوم. كانت لدي رغبة للقيادة طوال الليل إلى تلال فرجينيا الغربية ، ولم أتوقف أبداً ، ووصلنا في الوقت المناسب من أجل تأبينه ، أفكر في كل ما أود قوله عندما فقط عندما وصلت إلى هناك.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمها غضب-4-
- آلام صحفي إيطالي تحت حراسة الشّرطة
- اليوم العالمي للاجئين
- رسالة من الهبيلة
- عندما يحين موعد سبات المرأة
- لا تدعي هذا يحدث!
- اسمها غضب -3-
- فيلم هوليودي. يخاف بطله الأصدقاء والأعداء
- في ميلاد الحصاد
- إن سمعتم جعجعة على اللايف اعرفوا أن الطاحونة فارغة من القمح
- يحدث حتى في السّويد
- في اليوم الوطني لدولة السّويد
- لا . لدستور يمثّل الدّعارة السّياسية
- خطاب القسم
- رمضانيات
- إنّها غضب -2-
- اسمها غضب-1-
- اللعبة السياسية لا تهتم سوى باستغلال الحدث والمتاجرة به
- لا اندماج في الغرب إلا للقلّة المجتهدة
- متلازمات سورية


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - رجل محظوظ