أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - الدعوات لم تشفع لخير الفرق















المزيد.....

الدعوات لم تشفع لخير الفرق


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5912 - 2018 / 6 / 23 - 21:20
المحور: كتابات ساخرة
    


المقال التالي، وهو من وحي مسابقة مباريات كأس العالم في الدور الأول، لا يسخر من الاديان أو الذات الإلهية، بل يسخر بوضح شديد من الذين يقحمون الله في كل كبيرة وصغيرة، بينما هو يجب أن يكون منزها عن كل شيء خصوصا الميول البشرية، وإذا فهم بعضهم المقال على طريقته لإتهامي بتهمة سماوية أو أرضية بسبب الظلامية المؤججة في قلبه بوقود الجهل والتجاهل وتجهيل الآخر، فجوابي هو انا لا استطيع تبصير أهل الكهف بالحقائق خارجه أو جعل العميان مبصرين.
الشوط الاول
جعلت الصدفة المبارة الافتتاحية في كأس العالم 2018 بين الفريقين الروسي والسعودي، ولا ادري لماذا تداعي إلى عقلي عندما رأيت العلم السعودي بطول أربعين مترا على أرض الملعب ضرورة عمل تغيير فيه، فلا يُعقل أن ينادي ولي العهد الشاب بثورة علمانية ويدعم الحرب ضد الإرهاب في عالم الامة الاسلامية وعالم الكفار والمغضوب عليهم والضالين، بينما سيف التعايش بين الثقافات والحضارات رمز علم بلاده. الامران غير متطابقين عقليا في القرن الواحد والعشرين.
غيرت دول شرق أوسطية كثيرة اعلامها بمجرد تبنيها لمفاهيم جديدة، فقد غير الرئيس السادات علم مصر وحتى إسمها إلى جمهورية مصر العربية في إشارة واضحة لتخليه عن دونكيشوتيات الرئيس عبد الناصر بقيادة العروبة، كما غيروا علم العراق بعد نهاية عهد الرئيس صدام حسين.
هناك رموز إسلامية كثيرة يمكن أن يضعها ولي العهد الشاب على علم بلاده، بل يمكنه استلهام شيء من الخط العربي نفسه لجعل علم بلاده تابلوه فنيا لا مثيل له بين الدول، التي هزم فريق منها فريق أطهر أرض، ولم تشفع البسملة ولا دعوات المشجعين أو حتى العطور الحلال المصنوعة من الزيوت وليس من الكحول أو حتى المسابح المباركة في جعله يفوز ولو بمباراة واحدة أو يُهزم بشكل لائق خصوصا امام الروس.
الشوط الثاني
لم تفلح صناعة نجم كروي إسلامي في بلاد الانكليز في عمل شيء لفريق مصر بلده الام، ورغم وضوح ملامح الصناعة التي تمثلت على سبيل المثال في ملاحقة الاعلام له في كل كبيرة وصغيرة وطباعة صورته على بعض طائرات مصر المدنية وعمل غرافيتي له في بعض شوارع مصر ونزول زوجته المحجبة مع إبنته مكة إلى أرض ملعب النادي البريطاني الذي يلعب له لتحية الجمهور، وإشهار بعض المشجعين البريطانيين اسلامهم كلما سجل هدفا (كده لله في لله ياجدعان ودي حاجة مقدرش يعملها هدّاف مسلم آخر مثل أوزيل التركي الذي لعب في منتخب ألمانيا الوطني)
أمور لم تحدث حتى مع رونالدو الذي هبط سعره من 200 مليون يورو إلى 120 مليون فقط لأنه في عمر الثالثة والثلاثين، ووصلت قدرة الصناعة الاعلامية إلى جعل إصابة طفيفة له، تحدث وحدثت لأعظم منه، مناسبة أهم بكثير من توقيع إتفاقية نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية أو غرق المسلمين المهاجرين أمام سواحل بلاد الفرنجة، لدرجة أن الرئيس السيسي اتصل به للإطمئنان على إصابته ومعنوياته، وعلم خلال الاتصال بأن محمد صلاح ، إن شاء الله جاهز وهيجيب الديب من ديله في كأس العالم.
انعكست كل هذه الامور بشكل سلبي على اداء الفريق المصري، وكان واضحا عدم وجود انسجام بين النجم "المصريطاني" ونجوم مصر، وقالت بعض وسائل الاعلام، والله أعلم، ان محمد صلاح انسحب من ملازمة الفريق المصري في الفندق، وحدثت مشادات بينه وبين اللاعبين المصريين في غرفة الملابس في الملعب، ما يؤكد بوضوح أن هذا النجم يصلح لترسيخ صورة اللاعب المسلم الموهوب في بلاد الفرنجة، ولا يصلح للعب مع فريق بلاده، لأن صورته الاستفزازية أضرت زملاءه ولم تنفعهم، وهو ما حدث تماما في موسكو وسيحدث دائما، وحتى ضربة الجزاء التي حصل عليه محمد صلاح مشكوك فيها لأنه لم يكن متداخلا في اللعب في اللحظة التي مثّل فيها وقوعه على الارض بسبب احتكاك لاعب آخر به بدون تصميم، ورغم علمه بهذا العش في قلبه سجد سجدة الشكر إياها بعد تسجيل ضربة الجزاء، وهذه السجدة الإعلامية اصبحت موضة، وهي غير مقبولة دينيا لعدم طهارة أرض الملعب وأمور أخرى أفتى بها علماء مسلمون واعتبروها باطلة، لكن التمسك بقشور الدين أفضل وأرخص بروباغندا وأدت كما حدث إلى إشهار بريطانيين مسيحيين لإسلامهم عقب أهداف سجلها محمد صلاح، والسؤال هو لماذا لا تمضي هذه الصناعة قدما بطرق الخير المعروفة لتمنحه الجهات البريطانية الجنسية البريطانية ليلعب في فريقهم القومي؟
الشوط الثالث
لا وجود لشوط ثالث في مباريات كرة القدم، لكني وضعته في المقال سخرية من الذين هددوا مباريات كأس العالم في طبعتها الحادية والعشرين بانفجارات داخل منشآت وفنادق في موسكو، واغتيالات ستطال أهم نجوم اللعبة وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وميسي، ولم يرد اسم محمد صلاح على لائحة المهددين.
الدواعش الذين اطلقوا هذه القنابل الانترنتية لم ولن ينفذوها، لأنهم يعلمون تماما من هو الرئيس فلاديمير بوتن الذي واجههم بدون مواربة في سورية ومنحهم شرف الشهادة في ريف حلب بعدما رفضوا في البداية الخروج منه سلما، ويعلمون أن الجندي الروسي لا ينبت عشب في أرض وطأها وحارب عليها بضراوة، ما يؤكد أن هذه الخلافة لا تملك سوى الثرثرة العالية أمام الروس في الحرب والرياضة، الذي تحمِّس بعض الموتورين عقليا.
الفوز في المباريات لا علاقة له بطهارة أرض أو نجاسة شعب، فإيطاليا المباركة بوجود خليفة المسيح فيها لم يُؤهل فريقها حتى لعبور تصفيات مسابقة كأس العالم 2018، والدعوات لا تشفع للحصول عليه، وحتى كلمة إن شاء الله التي يرددها المشجعين بشكل ممل لا مفعول لها في ملاعب الكرة، والاعتقاد أن الله مع فريق وضد آخر مجرد هلوسة شعورية، وإقحام الله في كل كبيرة وصغيرة أمر معيب حقا لأن الله هو الخالق، وأتباع الادبيات الإبراهيمية كافة يعترفون أنه منزه تماما عن أفعال البشر، فكيف يمكنه أن يتدخل في خصومات بشرية لحياديته المطلقة تجاه من خلق فهو الحق والعدل والمتعال، ومن ثمة من اللامعقول عقليا فعلا أن يقول بعضهم أن الله سينصرنا في هذه المباراة أو على هذا الفريق، لأن الخالق يستحيل أن يساعد في تمرير كرة أو صد كرة ستدخل مرمى فريق أو يساعد على تسجيل هدف لنصرة (ليس نصرة سورية) فريق على فريق.
هذه أضغاث احلام لا تحدث سوى في الشوط الثالث لمؤمنين لا يفقهون فعلا من هو ربهم، بل يريدون توظيفه لتبرير ما يفعلون أو يتمنون، مع تمنياتي الشخصية الاّ تجمعهم القرعة بمواجهة فريق إسرائيل في مسابقة كأس العالم التي ستُقام في قطر، لأننا سنشاهد جماهيرا ملتحية من الطرفين ورائحة البخور تتصاعد من الملعب، أو انسحاب فريق المؤمنين من اللعب أمام فريق المغضوب عليهم.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عوالم خفية- وراء صناعة الفساد
- ولهم في علمانية أوروبا مآرب أخرى
- إقامة جهادي وترانزيت طفل
- دموع محي إسماعيل
- مطربة ورسالة وبتر ثقافي
- ساعة محمد رشدي وربابته
- مستقبل مملكة ومصير قارة
- قدِّس اسطورتك واحترم اساطير الاخرين
- اليوم العالمي للمواطنة
- عذاب القبر/الجزء الثاني
- عذاب القبر/الجزء الاول
- رسائل مبطنّة في الاغاني الجريئة
- أعمق من الجيم القاهرية
- أساطير المعارج السماوية
- كل سنة وإنتم طيبين وبعودة
- النفاق والاساطير المتبادلة حول أورشليم
- ثورة المسيح على مفهوم الايمان
- الاموات يحكمون الاحياء
- شيما واخواتها
- ذكرى الاربعين للربيع العربي


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - الدعوات لم تشفع لخير الفرق