أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي ابو شهاب - رحلة تسكع مع أبي الفتح الإسكندري














المزيد.....

رحلة تسكع مع أبي الفتح الإسكندري


رامي ابو شهاب

الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 07:42
المحور: الادب والفن
    


في قبابِ الخمر
دسسْتُ قلبي
فانبلجَ الدّمُ مِن شَراييني
طيعةٌ هي ذاكرةُ الوله الممشُوق
عيناكِ فلاة ٌ
لا تجودْ
كلامُك كسَّر دميْ
كقطعِ الليلَ
أصيحُ .........
ألا أيّها الليلُ الطويلُ ألا انجلِّ
فيمُْطرني بصقيعِ الجفاء ِ
لا الحنينَ مسكوبٌ بكؤوسٍ حتى أثمل
ولا راحلتي تُدنيني من جناك المُعلل
فانزويتُ في تكيةِ زاهدٍ مُتصوف
أشرب الكابتشينو مُردداً
أيها السَّاقي إليكَ المُشتكى
قد دعوناكَ وإنْ لم تسمعِ
فرَماني بالعصا من فَرطِ ما في من جَوى
فحملتُ كتبي وهششْتُ أغْنامي
ورحلتُ صَوبَ التّبت ْ
أمارسُ قَمعَ الأبْدانْ
أقتصدُ في الأفراحِ والأحزانْ
أبارك غمامة شاردة
وأشفي الأرواح ْ
حتى أصبحَ العشقُ في مدينتي مُباحْ
والنساءُ تُسْتَباح
فأهدرَ الحاكمُ دَمّي
وطاردني العسسْ
في كلِّ الأمصار
و في كلِّ مرفأ ومطارْ
وفجأةً انبلجَ بحرٌ بلا أضلاع
انبثق منهُ نورٌ ساطع
حوريةٌ تَشّفُ الماء
في ظلٍّ خَفيف وجسمٍ لَطيف ..
............................
وفي المساء ْ
كنتُ ألهو بشعورِ الحُوريات
أقرأ ُ قصائدي للسمك وللحيتان وللحوريات الوردياتْ
كلُّ ذلك يا سادتي في جمعياتِ الرّفقِ بالإنسانِ والأوطانِ والمومساتْ
وفي مقاهي الانترنت وقاعات السينمات ْ
وبعدَها احتفلنا بعيدِ البحر
فضحوا بي قرباناً إلى السّماء
وتفرقَ لحمي على قارات الحزن المعتم
والخوف الأزلي ..
ومن هنا بدأت الحكاية
إذ عدت مرة أخرى على شكل جان مأفون
...................................
دق الباب
خفت من أرجع إلى فوق حيث
الموت واليباب
.........
........
.........قيل لي لا بد أن تعود
إلى الوطن أو شيء ما من هذا القبيل
هكذا حدثني أبو الفتح الاسكندري حين قدم لزيارتي
بسيارته الجديدة من ماركة لملبرجيني
أقلني رغما عني ، وعلى الطريق صادفنا أبو العلاء المعري
كان مهيبا كصلاة في معبد
تواطئت معه بأن الحياة لا تتعدَّ كونها معبرا نحو المجهول
وقلت له غير مجد في ملتي واعتقادي
قتل جلاد أو اعتقال حرامي
وأسرعت الملبرجيني
حتى فاض قلبي بالنبيذ في رحلة
إلى الشيخ محي الدين بن عربي
التقيناه في حانة على رصيف شارع مكسور
ربما شاعر مأسور
المهم
قدمت لنا حورية - تظهر شق ثدييها - كؤوس النبيذ
فدار الحزن علينا تباعا
وأغمضت الدنيا
حتى ملكت علينا الرحل والراحلة
وبتنا بلا مأوى وذابت الجسوم في العقول
من فرط ما أصابنا من حزن وذهول
بعدها أستأذن ابن عربي متعللا
بان السماء تستدعيه
فعلمت أن حزني لا يعول عليه الكثير
فأسرع الإسكندري بسيارته ( التي وجدناها مهجورة على بعد شارع )
حتى وصلنا إلى بيت المتنبي وهناك ترجلنا
استقبلنا بحفاوة كالعادة
ولكن بيته كان محاصرا برجال الأمن والدبابات والاستخبارات والطائرات ويقال
والله أعلم أن منزله تحت
مرمى الصورايخ النووية
فأستاذنت خوفا من الشبهة المدوية
فضحك وودعنا وهو يتمتم بشيء ما
حينها قرر أبو الفتح الاسكندري
الذهاب للسلام على العز بن عبد السلام
ولهول ما كانت المفاجأة
حينما وجدناه مصلوبا
فعرفنا بان الموت آت
وأن الزمان قد عاد
حتى نصبح كقوم عاد
فرجوت صديقي بأن يسرع حتى لا نكون من الأقوام الهالكة
وتتحدث عنا الكتب والمناهج الغابرة
ففكرت في زيارة الخليل بن أحمد
كي أناقشه في أوزان الشعر وجدوى قصيدة التفعيلة
ومن ثم أصدمه بقصيدة النثر وتهويمات الشعراء الماجنة
فوجدته مطروحا على قارعة الطريق
جثته هامدة
فصرخت كثيرا ولكن لغتي كانت عاجمة
ففقدت الاتصال بين عالمي وعالم الأحياء
لأن لساني كان كومة حطب يابسة
فحملني أبو الفتح الإسكندري في سيارته الملبرجيني
وأرسلني إلى سيد مبروك الذي يفك السحر ويشفي المجذوب
وهناك قصصت له حكايتي
ابتسم وقال يا ولدي :
الحزن عليك هو المكتوب
فلا تحاول الفرار أو حتى الهروب
لأن القدر مكتوب
فقررت من يومها أن أتوب
عن كسر اللغة والتزم بما هو مدون ومكتوب
لأن لا شيء في هذا الوطن يدوم
ودّعني الإسكندري وهو مهموم
وسمعته يقول :
ويحك هذا الزمان زور فلا يغرنك الغرور



#رامي_ابو_شهاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل في حضرة الأنثى


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي ابو شهاب - رحلة تسكع مع أبي الفتح الإسكندري