أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظهر محمد صالح - جاين أوستن..هدوء العاطفة!














المزيد.....

جاين أوستن..هدوء العاطفة!


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5912 - 2018 / 6 / 23 - 03:18
المحور: الادب والفن
    


جاين أوستن..هدوء العاطفة!


الكاتب:د. مظهر محمد صالح

07/5/2014 12:00 صباحا

كان وداعي لمحطة قطار" ونشستر"عاصمة انكلترا القديمة منعطفاً حاداً لم يعفني من الاجابة عن تساؤل مضيفتي السيدة جونثان التي بادرتني بابتسامة نقيّة وطلاقة وجه وسلوك حسن قلّ نظيره، قائلةً:هل تمارس الكتابة؟ فأجبتها بنعم..فردت عليّ بابتسامة صادقة وانا اتابع بريق عينيها الذي لاحق في تلك اللحظات لمعان الشمس التي مرت اشعتها هي الاخرى على الرؤوس الشقراء جميعها وهي تحثهم في الذكرى السنوية لرحيل الروائية الانكليزية جاين اوستن، في 18 تموز من العام 1817ميلادية، لكي يقلبوا التاريخ الادبي البريطاني مجدداً. يومها علمت ان الشمس لن تغرب عن "ونشستر" طالما انها لاتفتقر الى العاطفة وان السكون الذي ضمّ رفات الروائية جاين اوستن في كاتدرائية ونشستر الشهيرة مازال يزرع في النفس صوتاً واحداً مدويّاً للحرية وهي تنشد قائلة لن اُغيب! فمن غاب عن الاشياء غابت الاشياء عنه. هكذا بدأت سحابة المنزل الذي عاشت فيه جاين اوستن تلامس شوقي وانا اواصل سيري برفقة مضيفتي الى منزلها الذي غدا متحفاً للسائحين. ظلت غرفة نومها وفراشها الذي غادرته معلقة في ذاكرتي، حيث احاطت التحف الثاوية على حوامل معدنية او خشبية بسيطة غرفة نومها وهي مزينة بزخارف من الوسائد و الابسطة المستقرة عند ملتقى الاقدام. وعلى الرغم من ان الروائية الراحلة لم تتزوج في حياتها، الا ان ذلك لم يمنعها من كتابة روايات عن الزواج والنساء اللواتي يبحثن عن الزواج. إذ تنتهي جميع رواياتها بزواج من رجل مناسب بعد قصص حب شهيرة. عدت روايتها (كبرياء وتحامل) من اشهر القصص العاطفية عن إمرأة ذكية ورجل غني متعجرف معجب بنفسه وتخوض الكاتبة في هذه الرواية بنظرية المعرفة والمنزلة الاجتماعية. و تتكلم في معظم رواياتها عن الحياة اليومية والمشكلات اليومية للطبقة الوسطى وهي اول من ناقش حياة النساء في مطلع القرن التاسع عشر. وبهذا اعتلت جاين اوستن مرتبة افضل من كتب في الادب الانكليزي بعد شكسبير. وهي صاحبة الرواية الحديثة الاولى في الادب
الانكليزي.
ولدت جاين اوستن في العام 1775 وكان والدها قساً قروياً محدود الدخل. قبلت فكرة الزواج من رجل ثري! ولكن رفضته بعد فترة قصيرة جداً معلنة بهمس: كل شيء ممكن ان يحدث..اي شيء يتحمله الانسان..إلا ان يتزوج بغير حب)! قرأت لها في تلك اللحظات وانا اتطلع في منزلها قولاً تصف فيه مخيلة المرأة كان نصه: بأن عاطفة المرأة سريعة، تنقلها من الاعجاب الى الحب ومن الحب الى الزواج في غمضة عين!! قلت في سري قبل ان اغادر منزل جاين اوستن: ترى ما موقف مُحبة جادة من مُحب عابث! اجابني منادِ من قلب كاتدرائية ونشستر، حيث ترقد جاين اوستن في قبرها بسلام، قائلاً: يجب ان تطهره من العبث لان الجدية في العبث تقود الى العدم!! وانك اذا استعملت الحب يوماً كمبتدأ في جملة مفيدة فستنسى الخبر الى الابد!! غضبت قليلا في نفسي ولكن تذكرت من فوري ان جاين اوستن هي القائلة: الغاضبون تنقصهم الحكمة فعدت الى صوابي حالاً.
ختاماً، انتهت زيارتي لمدينة ونشستر على طاولة طعام في مكان خلّاب شيّد على رابية خضراء في ريف ونشستر ليخبرني عامل المطعم ان الطاولة التي تجلسون عليها هي الطاولة نفسها التي شغلتها السيدة مارغريت تاتشر وزوجها السيد تاتشر في الصيف الماضي! فهي إذن من نصيبكم... انكم محظوظون!!.استدركت انها سيدة بريطانيا الحديدية يوم قادت حرب الفوكلاند على الارجنتين بيد وارست الليبرالية الاقتصادية الجديدة بيد ثانية والتي سميت اصطلاحاً "بالتاتشرزم". ولكن بين الامرأتين مفترق طرق ...تظل اشارته هدوء العاطفة!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المال لا ينام....!
- أرصفة الحكمة
- ماسح الأحذية..!
- الدواء المغترب ...!
- غذاء الآلهة !
- لعبة الجبناء...!
- العقل الجميل:توازن ناش
- قارب الحرية
- على طاولة الرئيس :ركود ام كساد
- مهدي الحافظ :العقل و الضمير و الحرية
- علم اقتصاديات السعادة:مفارقة ايسترلن
- العمارة...حاضرة الجنوب
- من سرق طاولة الملك؟!
- الحب والسياسة
- نجاة بلقاسم.. اليفاع المتوثب...!
- آرثر لافر
- سجون بلا جدران
- الأغتراب الصناعي والتقسيم الدولي للعمل
- فقاعة اقتصادية.. أم هوس الورد!
- الاحتلال و العينة المنتظمة..!


المزيد.....




- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
- -لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع ...
- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
- مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
- كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا ...
- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظهر محمد صالح - جاين أوستن..هدوء العاطفة!