أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - حفلة المطر














المزيد.....

حفلة المطر


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 5911 - 2018 / 6 / 22 - 13:23
المحور: الادب والفن
    


في مثل تلك الليالي الماطرة نفتقد احبابنا

لطالما كان يدفعني المطر للإبتسام المرة الوحيدة التي تذمرت فيها من المطر كان يوم عرسي

كنا في نيسان في عيد النيروز وكنا نحتفل بالربيع

لقد أرادت زينب ان يكون زواجها في يوم عيد ميلادها

كانت هي الربيع وهي الحياة ورغم أن الأسبوع الذي مر كله لم تنهمر قطرة مطر واحدة ورغم مرور عشرين ساعة قبل يوم زفافنا , فلم تسقط قطرة مطر إلا ونحن خارجين من صالة الأعراس في فندق الرشيد

فلم يمهلنا المطر حتى الوصول الى السيارة السوداء اللامعة المغطاة بالورود البيضاء في كل جزء منها بحيث لم يكن مرئيا سوى زجاج السائق لكي يتابع مسيره

لم نصل إلآ ونحن غارقين بالمطر تهدلت الورود وبثواني كانت الزهور قد تركت اللاصق على السيارة وطارت في الجو أخذتها الرياح بعيدا وطارت طرحة زينب وتبللت بدلتي بالماء وكأن المطر كان يترصد لنا تلك اللحظة .



والدتي واخواتي عزوا ذلك كله من العين والحسد أما أبي فقد استبشر خيرا وقال لا يهم

المهم هل كانت ليلتك ناجحة وغمز

لم نعتاد على تلك الإشارات الجنسية من والدي حيث كانت تقف له الوالدة بالمرصاد

ادعيت إني لم اسمع وهو أدعى أنه لم يسأل ومضى اليوم في الحديث العادي عن حفلة المطر التي أفسدت آخر لقطة من فيلم عرسنا

ولكن الغريب انه بعد مدة كانت تلك اللقطة بالذات مدار ضحكنا ونحن نرى شريط العرس فنضحك

لقد كانت وكأن ايدي شيطانية تتحرك بالخفاء نزعت الطرحة عن رأس زينب وسحبتها

كنا نقول لزينب ,جيد إنها لم تسحبك معها فتقول الحمد الله , يالها من ايدي شريرة تلك التي ظهرت بالمطر وسرقت طرحتي

كنا نضحك للشعر المبلول والريح التي تلفح الوجوه وتسريحة زينب التي تدمرت والأصباغ التي ساحت

كانت لقطة لا تنسى
أما الورود البيضاء التي سرقتها الريح الشريرة لم يتبق منها سوى بقايا لواصق بيضاء كانت تمسك بالبتلات

فبدت وكأنها سيارة عجيبة

كانت زينب توقف شريط الحفل عند تلك اللقطة وكان سعيد دوما يمهد عند الاقتراب من لقطة الخروج بهذه العبارة :" للقطة الفانتازية التدميرية التي يختتم فيه حفل علي وزينب "

كانت زينب في البداية تبكي ثم بدأت تقرصه ليكف عن الكلام ثم سرعان ما صارت تضحك معنا

بل تضحك بقسوة

كانت هذه هي المرة الوحيدة التي خذلني فيها المطر ولم تكن الآخيرة طبعا

نعم أشعر أن ذلك من الماضي , اشياء كثيرة خسرناها ولكننا لم نخسر تلك الروح الوثابة و هذا ما يميز عائلتنا فلكل واحد منا نصيبه من الأحزان والمآسي ولكننا اتفقنا على وجود ذلك الجزء القوي في صلابتنا

ذلك الجزء الذي لا يقهر ولا يخضع لكل ابتزازات الحياة

كنا أقوياء بما يكفي لكي نكون ندا للحياة نفسها , نحن
عائلة الجنرال والإمرأة القوية





#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يجرؤ على القول إننا لا نستحق مناصبنا !!
- ولكن قد يحدث ذلك بسبب الندم
- لم تكن أمي جميلة ولكنها كانت الأجمل
- هل تسمح بدخول المؤلفة للنص !
- أي حزن يبعث المطر !
- جمعة الكوشوك والثقب
- لعبة تصحيح الأخطاء الإملائية والمعنى الضائع
- مسيرة العودة – الكبرى في يوم الأرض
- فيلم الأوسكار -The shape of water- والفلسطينيون الذين عذبوا ...
- ‏ كل عام وأنت بخير أيتها الإمراة البائسة
- الهولوكوست الفلسطيني والأونروا مقابل الهلوكوست الصهيوني والت ...
- الهلوكوست - تراجيديا القضية الأبدية والإبتزاز السياسي 2
- هرولة التطبيع بالإتكاء على الهولوكوست ( المحرقة ) الجزء الأو ...
- نصف ساعة من المشي
- إحذف تغريدتك قبل أن يسرقها الذباب الإلكتروني
- حكومات البطة الهادئة والتمساح
- حركة - إحتلوا البيت الأبيض- من أجل حقوق الإنسان
- ناب كافكا -الحلقة الثانية عشر والثالثة عشر
- ناب كافكا -حلقة 9 وحلقة 10
- ناب كافكا المصاب


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - حفلة المطر